يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأحد, 18-ديسمبر-2011
شبكة أخبار الجنوب - المقالح شبكة اخبار الجنوب - صنعاء -

صنعاء -  الجمهور /قناة «الجزيرة» غرفة عمليات عسكرية.. وتيار في الاصلاح يرى الدولة المدنية كفراً
مسيرات اليوم تطالب بإسقاط حكومة الوفاق.. و«سهيل» تقول الثوار يطالبون بمحاكمة عفاش
في البداية “ثورة” وسرعان ما تحولت إلى “أزمة” وما لبثت ان ظهرت ساحات تمرد لتصفية حسابات بين مراكز القوى
الثورة تريد اسقاط علي محسن وأحمد علي من منصبيهما في الجيش
تفجير مسجد الرئاسة كان جزءاً من عسكرة الثورة.. وقناة “الجزيرة” غرفة عمليات عسكرية
الصورة التي جلبها علي محسن وأولاد الأحمر إلى الساحات أقبح بكثير من معالم صورة اليمن السابقة
“الجيش الحر” تسمية تآمرية خطيرة معناها بناء “جيش الجماعة” مقابل “جيش الغوغاء”
كشفت الثورة وجوداً أمنياً وعسكرياً لأحزاب سياسية
تسمية الرئيس بـ”عفاش” نوع من الاستعلاء وكأن آل الأحمر يقولون احنا عرق آخر
انشقاق الجيش تأسيس لمستقبل خطير.. وبقاء ملف حادث الرئاسة مفتوحاً ينذر باغتيالات مشابهة
الثورة آلت إلى الجمود بسبب الفرقة والخلل في الجيش سببه توزع العائلة على طرفي الصراع
عندما أعلنت توكل عن المجلس الانتقالي قالت لي: خلاص احنا تمينا والباقي على العسكر والقبائل
المسيرات تطالب بإسقاط حكومة الوفاق و”سهيل” تقول الثوار يطالبون بمحاكمة عفاش
كثير من اعلاميي “الاصلاح” يعبرون عن حميد لا عن التنظيم.. والحوثي فاجأنا بوعيه السياسي الكبير
اشكالية الثورة ان جزءاً من المعارضين وكل الموالين مرجعيتهم السعودية
محاوله الغوص في متاهات ما يسمى “ثورة الشباب السلمية” البدايات والمآل وما بينهما من سلوكيات وممارسات قيل أنها انحرفت بالمسار، ومن طابع الثورة إلى أزمة بين سلطة ومعارضة ولم تقف عند هذا الحد فسرعان ما تحولت إلى ساحة تمرد لتصفية حسابات شخصية بين مراكز القوى داخل مؤسسة الجيش يجد جذوره في الصراع التقليدي على السلطة..
نعتمد  للخلاص من المتاهات سلسلة حوارات ولقاءات مع هذا وذاك من مختلف القوى والمكونات لما يسمى “ثورة”  عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني والاعلامي المعروف الاستاذ محمد المقالح هو الضيف:
 
 * كثيرة هي مفاجآت الأزمة أو ما يسمى بـ”ثورة الشباب السلمية”، ولعل من بينها موقف الأستاذ محمد المقالح؟
-  ما وجه الغرابة لديك؟!!.. أيش عنصر المفاجأة؟!!..
 * ظهرت كما لو أنك قيادي في الطابور الخامس داخل ساحات الثورة أو داخل المشترك وشركائه؟
-  “يضحك ضحكته المعهودة قبل أن يبدأ”.. أولاً هذا سؤال صادم، ثم إن الذين يتحدثون بهذا الكلام ويروجون له معروفون، وفي المقابل معروف من هو محمد المقالح.
الثورة هي ثورتنا.. ثورة الشعب اليمني.. الشعب الذي خرج يبحث عن التغيير، وعلى وجه الخصوص الشباب الذين وجدوا أنفسهم خارج منظومة الحكم ثقافياً واجتماعياً وسياسياً وإدارياً، فخرجوا يبحثون عن وطن وعن مكان لهم فيه.. نحن منهم وهم يعرفون هذا، أما حكاية الطابور الخامس “يعاود الضحك” فهي أقرب إلى النكتة.
 * مَنْ هم هؤلاء الذين يروجون لحكاية الطابور الخامس؟
-  هناك طرف في الثورة أراد أن يستفرد بها مع أنه في البداية عندما انفجرت كان متردداً في الالتحاق بها، ولكنه وجد نفسه أمام هذه الثورة فالتحق بها ورحب به الناس، لأنه جزء من المجتمع وأصبح جزءاً من هذه الثورة، غير أن الأنانية المبالغ فيها - للأسف - قادته إلى محاولة الاستفراد بالثورة مستقوياً بإمكانياته المالية والتنظيمية والعسكرية والأمنية أيضاً.
 * والأمنية.. كيف ونحن نتحدث عن أحزاب سياسية؟
-  نعم.. الثورة كشفت أن هناك بالفعل وجوداً أمنياً وعسكرياً لأحزاب سياسية كانت تقول أنها “مدنية” ولا داعي للتفاصيل.
 * قد نأتي إلى هذه النقطة لكن الآن دعنا في حكاية “الطابور الخامس”.. ألا ترى أنك - وفي الوقت الذي كانت “الثورة” تحتاج للملمة الصفوف وتضافر الجهود لإسقاط النظام - كنت تمارس نقداً حاداً من شأنه خلخلة الصفوف؟
-  النقد هو دور المثقف، وأحسب أنني نذرت نفسي منذ الوهلة الأولى لهذه الثورة وأن أرقب ما يمكن أن يعتريها من أخطاء، وذلك من واقع إيماني بأن الخطأ اليوم هو خطيئة في المستقبل إذا لم أشر إليه وأعمل  على تصحيحه، بمعنى أنني إذا لم اعترف بالخطأ في حينه وأصححه لا شك أنه سيتحول إلى كارثة مستقبلية، وتجربتنا كيمنيين تحتم علينا عدم السكوت على أي خطأ في القضايا المصيرية التي تهم مستقبل اليمنيين جميعاً.
 * الكل مجمع بأن هناك أخطاء لكنهم يرون بأن هذا ليس وقت مناقشتها ونقدها؟
-  بالعكس، هذا وقتها المناسب، المستقبل يصنع اليوم وما لم تساهم في تصحيحه وسد ثغراته فإنه سيتحول إلى كارثة، وحينها لن يكون لك دور في إصلاحه.. أنت دورك اليوم!.
والمقرف أنهم يعترفون بأن هناك أخطاءً وأن الذين نتحدث عنهم مفسدون ومجرمون وقتلة، وأنهم جزء من النظام لكنهم يقولون: مش وقت سنحاسبهم غدا وهذه حجة ساذجة جداً، لأن الذين سيحاسبون غداً هم في الواقع الذين سيحاسبوننا غداً إذا تركناهم اليوم.
الإساءة للثورة
 * ورد اسمك - على ما اعتقد - ضمن قائمة طويلة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين الذين عرفوا في السابق بمناهضتهم لملف التوريث، في مدونة الدكتور عبدالله الفقيه، وأنكم الطابور الخامس؟
-  “مقاطعا”.. قال إنهم بلاطجة “يضحك”.
 * ما رأيك في مسألة تصنيف الناس بهذا الشكل.. هل يخدم “الثورة”؟
-  أولاً أنا لا أتحدث عن أشخاص، وإنما عن الفكرة من أساسها، فكرة وجود قوائم حتى ضد النظام وليس لمن هم في الساحة وحسب، أنا كنت معترضاً عليها لأن عمل كهذا هو أساس التآمر الذي أردنا ألاَّ تحمل لواءه هذه الثورة.. الثورة فكرة نبيلة.. ثورة تغيير نحو الأفضل لا ثورة انتقام، وإلا كنا نحن أولى بالانتقام والثأر، وليس أولئك الذين كانوا مع النظام طوال 33 سنة.
حقيقة إن الحديث بلغة الثأر وتصنيف الناس وما إلى ذلك أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه لغة غير لائقة بثورة يمنية عظيمة، بل هو إساءة حقيقية للثورة.
 * من أية ناحية؟
-  يا سيدي أن تبدأ الثورة تمارس عملية الانتقام حتى قبل أن تنتصر، هذه مشكلة.
 * وهل شرعت في ممارسة الانتقام؟
-  الانتقام اللفظي هو مقدمة للانتقام المادي، وطالما حذرنا وقلنا بملء الفم إن عظمة وسر نجاح الثورة يكمنان في سلميتها وشعبيتها، وإن الثورة السلمية لها أداتها السلمية المعروفة ولها لغتها النبيلة والراقية، وإن “السلمية” تعني فيما تعنيه التضحية من طرف واحد، بما يعني التنازل عن حق الدفاع عن النفس، لكن البعض كان له رأي مختلف نوعا ما حيث يقولون سلمية لكن معليش بقليل من العنف.
 * تقصد العنف المضاد، والذي يقول البعض عنه بأنه لا يخدش من سلمية الثورة أو أنه لا يتعارض مع مبادئ الثورة السلمية؟
-  هذه جريمة.. هذه أفكار مغلوطة.. ما فيش حاجة اسمها “العنف المضاد” في الثورة السلمية.. هي إما أن تكون ثورة مسلحة “كفاح مسلح” أو أن تكون ثورة سلمية، ولكل أدواتها المعروفة، أما الخلط بين الأمرين فهو - من وجهة نظري - جريمة.
 * جريمة ماذا؟!!
-  جريمة أنك تستخدم الشباب الثائرين دروعاً لمعركة أخرى غير معركة الثورة، والأخطر من ذلك أنك تقاتله ولا تعترف بأنك قاتل، وفي هذه الحالة أنت قاتل وجبان في ذات الوقت.
 * وعندما يبدأ الثائر بوضع قوائم انتقام ابتعد عنه لأنه أصبح قاتلاً.. اعتقد أن كلاماً كهذا صدر عنك؟
-  نعم.. وأنا أعتز بكل ما قلته، ولكن ليس المعنى أن تبتعد عن الثورة أو الثائر بشكل عام.. ما أقصده أن الثائر عندما ينهمك بوضع قوائم انتقامية هذا لم يعد ثائراً، لأن الثائر في عمق المعنى هو المضحي من أجل الناس، أما أن يضحي بالناس من أجل نفسه في هذه الحالة تكون فكرة الثورة قد انعدمت.
الانحراف بمسار الثورة
 * في البداية أخذت الأحداث طابع الثورة الشبابية السلمية مستلهمة من ثورتي تونس ومصر، ولكن سرعان ما تحولت إلى أزمة بين سلطة ومعارضة، ولم تقف عند هذا الحد بل أصبحت الساحات في الأشهر الأخيرة أقرب ما تكون إلى ساحات تمرد لتصفية حسابات بين مراكز القوى داخل مؤسسة الجيش تجد جذورها في الصراع التقليدي على السلطة.. هل توافقني الرأي؟
-  نعم.
 * طيب، كيف انحرف مسار الثورة؟
-  عندما اقتحم نصف النظام الثورة!!.
 * تقصد الانشقاق؟
-  “ هناك فرق بين “الاقتحام” و”الانشقاق”.. الانشقاق كان لصالح الثورة لكن محاولة ركوب الثورة وأخذ زمام المبادرة “قيادة الثورة” هذا هو المعيب في حق الثورة وهذا هو المقصود بالاقتحام.
الثورة انبلجت بجهود الشباب الذين اعتبرهم أنا شخصياً كباراً، أرادوا أن يسقطوا النظام وبهذا المعنى اللواء علي محسن سقط أولاً، هذا الأمر مقبول ورحبنا به لكن بعض تيارات الثورة اعتبرت مسألة انشقاق علي محسن انضماماً للثورة وليس سقوطاً، وهذا كان خطأً كبيراً.
 * وما الفرق بين أن يكون اللواء الركن علي محسن- قائد الفرقة الأولى مدرع- سقط أو انضم إلى الثورة؟
-  الفارق كبير.. أنا كثائر أتعامل على أساس أنني أسقطت علي محسن بالثورة، ولكن من جهته أراد هو أن ينضم إلى الثورة ويقودها.. هنا تحولت الثورة فعلاً في المشهد العام من ثورة شبابية سلمية إلى ساحة تمرد لتصفية حسابات كما أشرت في سؤالك بعد أن كانت في مشهد المجتمع العربي والأقليمي والدولي منظراً مدهشاً غير الصورة النمطية لليمن التي اتسمت خلال مراحل طويلة بالعنف والقبلية وما إلى ذلك، وكان للمثقفين دور في رسم الصورة السيئة والزائفة عن اليمن، فبدلاً عن صورة “السلمية والصدور العارية” للثورة نقل علي محسن وأولاد الأحمر - للأسف - الصورة السابقة على حساب مثل هكذا صورة كانت قد ظهرت عليها ثورة الشباب السلمية في البداية، وللأسف الشديد أن الصورة التي أعطاها هؤلاء هي في كثير من معالمها أقبح من الصورة السابقة، وهو ما أساء للثورة وللثوار جميعاً.
 * وكأنك تجحد دور هؤلاء، اللواء علي محسن و....؟
-  “مقاطعاً”.. خذ مني: الثورة لم تتقدم شبراً واحداً منذ انضمام علي محسن.. الشاب اليمني الذي خرج ثائرا يعرف أن علي محسن هو الركن الأول بعد علي عبدالله صالح وأنه اليد الطولى.. اليد الباطشة.. اليد التي نقلت النظام من صورته الهلامية إلى الصورة الواقعية والمادية، صورة الفساد والاستبداد.
علي محسن كيف يصف نفسه؟!!.. هذا شأنه، ولكن بالنسبة لي أنا كثائر هو جزء من النظام وأنه سقط مبكرا وكانت التكلفة أقل، غير أنه أراد أن يجعل التكلفة أكبر للأسف.
 * بشكل عام كيف وجدت تداعيات انشقاق الجيش على مسار ثورة الشباب السلمية؟
-  أولاً أنا لست مع مصطلح “انشقاق الجيش” ولا استيسغ سماع هذا المصطلح، أنا مع أن يكف الجيش عن أذاه للثورة.. مثلا لو أن علي محسن قال أنا لن أقمع المتظاهرين ولكنني سأظل جزءاً من الجيش اليمني.. ستظل الفرقة الأولى مدرع جزءاً من وحدات الجيش اليمني، فإن هذا سيكون لصالح الثورة ولصالح الوطن بشكل عام، وسيكون أفضل من انشقاق الجيش الوطني ووجود جيشين أو كما يصفه بعض إعلام الثورة.
 * هل تقصد أن انشقاق الجيش خلق الأرضية الملائمة لنشوب صدام مسلح ودخول البلد في أتون حرب أهلية؟
-  ليس هذا وحسب.. الانشقاق أحدث انقساماً خطيراً داخل المؤسسة التي يجب ألاَّ تنقسم.. الانشقاق تأسيس لمستقبل خطير.
 * أفهم من كلامك أن الثورة خسرت بانضمام اللواء علي محسن؟
-  جداً.. خسرت في صورتها وفي تقدمها الميداني، وخسرت في ضميرها لأن الثائر عندما يبدأ يفرق بين فاسد وفاسد وبين مستبد ومستبد وبين قاتل وقاتل لم يعد ثائراً بقدر ما أصبح سياسياً.
الاصلاح والمشترك أساءوا
 * هل بالفعل استطاع اللواء علي محسن أن يحتكر الثورة ويتحدث باسمها ويقدم نفسه للأطراف الأقليمية والدولية كممثل عنها؟
-  لا.. علي محسن أبسط من أن يكون قادراً على ذلك.. علي محسن لغة وثقافة ومكانة هو في الواقع أقل مما يطرح مع احترامي لشخصه الكريم، هو كان يعرف أنه حتى داخل النظام لم يعد يمثل شيئاً وأجزم أنه أراد أن يحتمي بالثورة هذه حقيقة، إلا أن تياراً معيناً في الثورة هو من أعطاه وعائلة بيت الأحمر مكانة لم تكن لهم في هذه الثورة، وهذا ما يؤلمنا.
 * هذا التيار الذي تقصده حزب التجمع اليمني للإصلاح؟
-  الإصلاح والمشترك على الأقل بصمتهم هم من حمل هؤلاء فوق أكتاف الثورة، وبهذا أساءوا للثورة.
 * اسمح لي أخالفك الرأي وبشدة.. كثير من السياسيين والكتاب، أذكر منهم على سبيل المثال منير الماوري كتب من محل إقامته في أمريكا يقول “لولا التوازن العسكري الذي تمخض عن انضمام الفرقة لكانت الثورة اليمنية قد آلت إلى المآل نفسه الذي آلت إليه مظاهرات البحرين”.. ما رأيك؟
-  البحرين آلت إلى ما آلت إليه بسبب قوات درع الجزيرة، والثورة اليمنية هي الأخرى آلت إلى ما آلت إليه من الجمود والتوقف بسبب الفرقة الأولى مدرع، وبالتالي ما أورده الماوري يعطي معنىً معاكساً تماماً لما أراده.. ما حصل في اقتحام ثورة البحرين العظيمة هو نفس ما حصل في اليمن.. نفس الطرف نفس الجهة الإقليمية والداخلية التي تنظر إلى هذه الثورات باعتبارها خطراً.. دخلت لتقتحمها مستقوية بالبعد الإقليمي والدولي.
 * أستاذ محمد.. أنت الآن تتحدث عن ثورة عظيمة في البحرين مع أن إعلام “الثورة” عندنا يتحدث عن مظاهرات في البحرين وأنها طائفية.. الخ؟
-  ما تتابعه في وسائل الإعلام المتحدثة باسم الثورة ليس هو رأي الثوار، بالعكس الثوار في الميادين يسمونها “الثورة البحرينية”، وهي ثورة شعبية ويرفعون أعلامها، لكن الإعلام الذي اقتحم الثورة اليمنية للأسف ينقل صورة طرف واحد، الطرف الذي ينظر إلى بقية مكونات الثورة اليمنية وكأنها زائد عن الحاجة.. وهذا الإعلام - للأسف - يرى أن أي نقد للممارسات الخاطئة أو لرموز النظام  السابق يعتبر انشقاقا في الثورة، أما أن تتحدث عن المكون الثوري الأساس.. عن الحوثيين فهذا لا يعتبر انشقاقاً، وحتى إذا قاتلت الحوثي فهذا أيضا لا يعتبر انشقاقاً، وإذا تكلمت عن العلمانيين والمدنيين وإذا اعتديت على المتظاهرات النساء في ساحات الثورة فهذا لا يعتبر انشقاقاً في الثورة، أما أن تنتقد - لمجرد النقد - ظهور علي محسن بالبدلة المدنية ومحاولة تقديمه كرئيس لليمن القادم، فهذا انشقاق في الثورة، وعمل مدان.. الخ.. وهذه مشكلة وخلل.
 * لا أريد أن آخذ وقتاً في الشأن الخارجي، لكن الملاحظ أن هناك ازدواجية في خطاب الإعلام المتحدث باسم “الثورة” اليمنية، عندما يرى ما يحصل في سوريا “ثورة” وما حدث في البحرين مجرد “تظاهرات”؟
-  أنا قلت لك إن الإعلام الذي اقتحم الثورة ويتحدث باسمها يقدم خطاب طرف واحد في الثورة، ومما زاد الأمر سوءاً عدم وجود إعلام محايد آخر، الإعلام ككل هنا وهناك لم يكن محايداً أطلاقاً. وبالنسبة لما يحصل في سوريا وفي البحرين من وجهة نظري، في سوريا ثورة شعبية ومؤامرة دولية.. كلاهما معا.. وإذا شئت الدقة في سوريا بحث عن حرية سياسية ومؤامرة دولية لتفتيت وتمزيق سوريا.. وفي البحرين استطيع القول بأنها أقل من ثورة، هي شبه ثورة بمعنى أن جزءاً من المجتمع لا يزال متردداً بشكل كبير.
 * ولماذا لا يكون الحاصل في البحرين “مؤامرة إيرانية”؟
-  لا.. لا.. الربيع العربي هو حالة ثورية حقيقية جاءت في زمانها وربما أنها تأخرت، فبمجرد أن انفجرت في تونس انفجرت في كل مكان، وبما ينفي نظريات “القُطرية” في الوطن العربي.
تسمية تآمرية
 * نعود إلى موضوعنا.. الانشقاق وتداعياته، اللافت أنكم تسمون الجيش المنشق بـ”الجيش الوطني، الجيش الحر” في حين تسمون الحرس الجمهوري بـ”الحرس العائلي”.. ما هي معاييركم؟
-  من وجهة نظري الطرفان كلاهما أراد أن يحول الجيش اليمني إلى جيش عائلي والصحيح أن يعاد بناء الجيش اليمني كمؤسسة وطنية باعتبار أن هذه المؤسسة في وضعها الحالي تعاني خللاً كبيراً، وهذا الخلل سببه الأساس وجود هذه العائلة في نصف النظام وبالأصح موزعة على طرفي الصراع.
 * وماذا عن التسمية.. المنشقون “جيش حر” وذاك “حرس عائلي”.. الخ؟
-  تسمية الجيش الحر من وجهة نظري تسمية تآمرية خطيرة، تعني فيما تعنيه بناء “جيش الجماعة”، هكذا أسميه، مقابل “جيش الغوغاء”، وهذا لا يعبر عن كل مكونات الثورة.. الثورة لا تريد إسقاط الأمن المركزي ولا الحرس الجمهوري ولا الفرقة الأولى مدرع، لأن هذه الوحدات في مجملها تشكل جيشاً وطنياً المطلوب فقط كيف نعيد بناءه حتى لا يكون أسيراً لأفراد أو لأسر.. ما تريد الثورة في هذا السياق هو أن يسقط علي محسن من منصبه كقائد للفرقة الأولى مدرع، وأن يسقط احمد علي عبدالله صالح من منصبه كقائد للحرس الجمهوري، وهكذا مع كل رموز الأسرة.
أبناء الأحمر
 * كيف تقرأ دور أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر فيما تسمى “ثورة الشباب”؟
-  عندما أتكلم عن عيال الأحمر أنا أفرق قليلاً بينهم وبين علي محسن.
 * من أية ناحية؟
-  باعتبار أن علي محسن كان جزءاً أساسياً من النظام.
 * وأسرة الشيخ عبدالله أليست ركناً أساسياً من أركان النظام؟
-  هم كانوا جزءاً من مؤسسة النظام.. أعني جزءاً من القاعدة الأساسية التي قام عليها النظام اجتماعياً ومالياً، ليس في هذا النظام وحسب وإنما عبر امتداداته لما قبله، وعندما أفرق بين هذا وذاك إنما لأن هناك رموزاً حقيقية مارسوا السلطة مباشرة.
 * والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر “رحمه الله” أو لم يمارس السلطة مباشرة؟
-  صحيح الشيخ عبدالله مارس السلطة لكن بالنسبة لأولاده ممارستهم لها كان أقل إلى حد ما، ومن هذا المنطلق استطيع أن ارفع صوتي مطالباً بسقوط علي محسن، ولكن ليس من المنطقي أن أطالب بسقوط حميد الأحمر.
 * اتفق معك فيما يتعلق بحميد باعتباره معارضاً منذ عرفناه، ولكن ماذا بشأن إخوته، وفي المقدمة الشيخ صادق الذي تأخر إعلان انشقاقه عن النظام إلى بعد إعلان اللواء علي محسن؟
-  شوف، أنت مركز على الانشقاقات.. إذا بحثت عن الجذر الأساسي لكثير من الانشقاقات ستجدها في جارتنا الشقيقة السعودية وليست في مكان آخر، وهذه واحدة من إشكالات الثورة اليمنية.
 * تقصد أن السلطة والمعارضة حلفاء للسعودية؟
-  جزءاً من المعارضين وكل الموالين للنظام لديهم مرجعية واحدة هي السعودية، وهي اللي عملت إرباكاً حقيقيا داخل الثورة اليمنية.
 * قد لا نعيب ذلك على النظام أو على الرئيس علي عبدالله صالح إذا ما علمنا أن الطرف الآخر من الصراع حاول منذ الوهلة الأولى من الأزمة الاستقواء بعلاقاته الوطيدة مع السعودية؟
-  أنت تبرر للرئيس ولنظام حكمه، والحقيقة أن هؤلاء جميعهم لم يذهبوا إلى السعودية إلا بجهود الأخ الرئيس صالح.. اليمن يا سيدي كانت أسيرة في نظامها السياسي والاجتماعي والمالي للجنة الخاصة السعودية، وعندما أقول هذا ليس المقصود الإساءة للعلاقات اليمنية السعودية.. لا.. نحن نريد أن تصحح العلاقات.. نريد علاقات سوية ولهذا جزء من حيثيات الثورة الأساسية هي الانتصار لكرامة اليمنيين.
 * وما الذي تغير.. في تصريح الشيخ حسين الأحمر في جريدة “عكاظ” السعودية، قال ممتدحاً المبادرة الخليجية “إنها أتت بجهود خادم الحرمين وأنه لولاه لتمزقت اليمن” أو بهذا المعنى؟
-  هذا الكلام غير مقبول أيا كان مصدره حسيناً أو غيره، ولكن دعك من حسين مثل هذا الكلام وأكثر قاله الرئيس علي عبدالله صالح، وأنا شخصياً أشعر بالخجل أن يكون هذا خطاب رمز الدولة الذي يفترض أنه يمثل آمال وطموحات اليمنيين.
 * والمخجل أكثر أن يأتي مثل هذا الخطاب ممن يتحدثون باسم “الثورة” التي تقول أنت أن من حيثياتها كذا.. وكذا؟
-  أنت لا يعجبك الإشارة إلى سلبيات الرئيس صالح، الثورة اليمنية هي ثورة الكرامة اليمنية، ولأنها كذلك فإن إعادة اليمن بخطابها الإعلامي إلى مربع المشائخ وإلى مربع الولاء للأجانب هو مناقض لحيثيات الثورة اليمنية.
“الجزيرة” غرفة عمليات
 * قال الشيخ حميد الأحمر في حوار مع “نيويورك تايمز” إنه يشترك بشكل وثيق مع قناة “الجزيرة” في توجيه أخبار الثورة.. كيف تفسر ذلك؟
-  إذا صح هذا عن حميد فهو لا يسيء لشخصه وحسب بل هو يسيء لـ”الجزيرة” وللإعلام بشكل عام.. أين مهنية الإعلام؟!!.. أين حياديته؟!!.. أين القيم والقواعد الصحفية التي يجب أن يلتزموا بها؟!!.. وما يسيء “للجزيرة” أكثر إذا صح هذا عن حميد أننا لم نسمع رد فعل منها، أعني من “الجزيرة”.
 * إجمالاً، ومن خلال تعاملها مع مسار الأحداث عندنا في اليمن نستطيع القول إن هناك الكثير مما يسيء لسمعة ومكانة قناة “الجزيرة”.. هل توافقني الرأي؟
-  هناك أشياء كثيرة بالفعل تسيء لـ”الجزيرة” وبالذات في تعاملها مع ثورات الربيع العربي، حيث بدت وسيلة إعلام عسكرية غرفة عمليات، وقد أضحكني موقف عندما كانت المذيعة تتحدث مع أحد ثوار ليبيا وتقول له: الأسلحة وصلت، سر للأسلحة.. وهذا شيء مخجل لقناة بحجم “الجزيرة”، وما كان لها من مكانة واحترام.. القائمون على “الجزيرة” ذكروا في هذه اللحظة إخوانيتهم وقطريتهم أكثر من أي شيء آخر بما فيها مهنيتهم.
 * “ذكروا إخوانيتهم”.. هل تقصد أن قناة “الجزيرة” بتمشي في هذه الأحداث خطاب تنظيم الإخوان المسلمين؟
-  ليس فقط توجهاً إخوانياً، هو تلاقٍ بين أطراف إقليمية ودولية بما فيها أحد الأطراف “التيارات” الإسلامية في ساحات الثورة.


 


 



 * ماذا عن موقف حزب التجمع اليمني للإصلاح.. كيف هي قراءتك له سلباً وإيجاباً؟
-  هو جزء أساس من الثورة.. وقلت في بداية الثورة أنني سعيد جدا أن يكون التجمع اليمني للإصلاح في مقدمة الصفوف لما له من ثقل، وأنه بتقدمه الصفوف يقترب كثيراً من الشعب ويكون جزءاً منه، وبالتالي سيكون هناك انتصار حقيقي لليمن.
إشكاليتنا في الثورات السابقة أنها كانت إقصائية، تكون في بدايتها جميلة وعظيمة لكن ما تلبث أن تقصي بعضها البعض وتقصي جزءاً من المجتمع، بالنسبة لثورة الشباب السلمية ميزتها منذ البداية أن كل اليمنيين يشعرون أنهم جزء منها وهذا معنى شعبيتها.
 * قلت إن “المشترك” وحزب الإصلاح تحديداً التحق بالثورة، لكنه حاول السيطرة عليها وتوجيهها بعقلية حزبية ضيقة؟
-  متى قلت؟!!..
 * ذات مرة؟
-  هذا صحيح.. هذا استكمال.. قد نختلف مع بعض الإصلاحيين ولكنه إشكال حقيقي، وحتى من بين الإصلاحيين من يقولون هذا.
 * ولماذا تركيزكم على حزب الإصلاح؟
-  لا.. لا.. الأحزاب بشكل عام، ولكن الإصلاح بإمكاناته الهائلة ظهوره أثار مخاوف الكثيرين، وكان مطلوب منه أن يطمئنهم لا أن يثير مخاوفهم.
واسمح لي استعير تعبيراً لنبيل سبيع عندما قال “إن الثورة أو الشعب عبارة عن حصى وجاءت الأحزاب كأنها صخور على هذه الحصى فسحقتها”.. بمعنى أنها تعالت على الشعب وظلت بمكوناتها التنظيمية رافضة إذا جاز لنا التعبير أن ينفرط عقدها كجزء من هذا الشعب.
خلل “المشترك”
 * أين كان المشترك كتكتل سياسي من هذه السلوكيات والممارسات التي انحرفت بمسار”ثورة الشباب”؟
-  “المشترك” تجربة جميلة ورائعة إلا أنه للأسف يعاني خللاً كبيراً، فهو يفتقر إلى الحوار الحقيقي والجدي داخل أطرافه أو بين مكوناته في القضايا الأساسية المصيرية، حيث كان يتم ترحيل أو تأجيل هذه القضايا تحت عنوان مواجهة النظام، ولعل قباحة النظام كانت تمنحهم هذه الفرصة، باعتبار أن النظام كل همه كيف يشق “المشترك”، وهذا الأخير كل همه كيف يحافظ على وحدته، ولم يعد همه كيف يحقق قضاياه، ولذلك عجز “المشترك” بل وعجزت الطبقة السياسية كلها من حل المشكلة اليمنية ولذلك انفجرت الثورة، ولو لم تفشل السياسة لما انفجرت الثورة أصلاً.
حادث مسجد الرئاسة
 * تفجير مسجد الرئاسة بمن داخله وعلى رأسهم الرئيس وكبار قادة الدولة، كيف جاءت تداعيات هذا الحادث على “ثورة الشباب” من وجهة نظرك؟
-  كان هذا جزءاً من عسكرة الثورة التي أساءت لها ومنحت الرئيس فرصة أخرى، وقلت أنا في وقت سابق إن هذا عمل إرهابي مدان، ولكن أيضا الرئيس لم يستفد من هذا الحادث المأساوي.
 * تلك الحادثة وبالطريقة الجريئة والدقة التي تمت بها لم تكن بنت ساعتها بقدر ما هي عمل مخطط تم الإعداد والتحضير له واشتركت في تنفيذه أكثر من جهة.. هكذا ورد في مقال لأحد الكتاب البارزين المقربين من المعارضة.. هل توافقه الرأي؟
-  طبيعي.. ولا شك أن الكاتب يشير إلى طبيعة الحادث باعتباره حصل داخل دار الرئاسة المحاط بسياجات أمنية وعسكرية، فاختراقها يشير إلى الخلل الكبير الذي كان يعاني منه نظام الرئيس علي عبدالله صالح.. هو يستدعي القتلة، يستدعي الإرهابيين للاستفادة منهم في مكان آخر فإذا به يقع فيها!!.. هل ستكتب هذا الكلام؟!!...
 * أكيد.. المهم بقاء هذا الملف مفتوحاً، ماذا يعني؟
-  معنى ذلك أن النظام نفسه مش قادر حتى أن يمسك بالنقاط الأساسية في مثل هذا الحدث الكبير، وعدم معرفة الجناة هو لا شك خطر على البلد في المستقبل، فمن هو رئيس الجمهورية الذي سيكون شاعراً بالأمان والاطمئنان طالما وأنه لا يعرف من القتلة الذين قاموا بهذا العمل داخل الرئاسة، والسؤال الآن لعلي عبدالله صالح: من القتلة؟!!.. هو يقول لنا يوميا ًأن القتلة يعرفهم، طيب يقول لنا من هم؟!!.
 * بقاء الملف مفتوحاً قد يعني أن اغتيالات مشابهة قد تحدث في أي وقت؟
-  نعم.. إذا كان الفاعل هو جهة فأكيد أنه جهة منظمة وأن لديه خلايا نائمة وقادرة على تنفيذ عمليات مشابهة في أي وقت.
 * من هي الجهة المحتملة؟
-  أنا لا أشير بكلامي إلى جهة معينة محددة وإنما إلى أن هناك طرفاً موجوداً بالفعل ويخيفنا جميعاً.
تجربة “الانتقالي” و”الوطني”
 * في مسار “الثورة” تم تشكيل مجلس انتقالي ولد ميتاً، اللافت ان قناة “الجزيرة” وحدها كانت تؤكد للعالم ان المجلس الذي أعلنته توكل حظي بترحيب كافة اليمنيين، وحدث أيضاً ان اللواء علي محسن بدأ التعامل مع ذلك المجلس وبطريقة وصفت بغير الموضوعية.. هل توافقني التوصيف؟
-  نعم.. أوافقك، أنا اتصلت بتوكل في ذلك الحين وكنت واضحاً جداً معها في موقفي من المجلس، وتوكل للأمانة هي شخصية ثائر حقيقي واعطت صورة جميلة ورائعة للمرأة اليمنية، الصوت الجديد للمرأة اليمنية.
 * هل كان موقفك رافضاً؟
-  طبعاً، لأن من شأنه أن يشوش الوعي، عندما تعلن مجلس انتقالي والنظام لا يزال موجوداً لم يسقط بعد، فإما ان تكون عندك جاهزية لعمل سلطتين في اليمن، سلطة قائمة وأخرى ثورية وهذا خطير على البلد ككل سلطة ومعارضة، أو أنك تعمل مجلساً انتقالياً في الوهم، وهذا أيضاً خطير على وعي الثورة.
المهم أنا - كما قلت لك - اتصلت بتوكل وقلت لها قد نختلف في مسألة المجلس الانتقالي، ولكن ما رأيك في مواصلة درب الثورة؟!.. ماذا قالت؟!!.. قالت: خلاص احنا تمينا والباقي على العسكر والقبائل.
 * معنى ذلك ان توكل كانت تريد الحسم العسكري.. الحسم الثوري.. وانها باعلانها المجلس الانتقالي أرادت ان تضع الجميع أمام الأمر الواقع؟
-  مش عارف!!.
 * بذات أخطاء المجلس الانتقالي جاءت ولادة المجلس الوطني.. ما رأيك؟
-  ما فيش مقارنة بين المجلسين، المجلس الوطني وضعه أفضل، فهو على الأقل وصل في الأخير إلى حكومة الوفاق الوطني.
 * لكن المجلس الوطني هو الآخر عجز في أن يحوي كل المكونات السياسية، بل إنهم عندما نشروا أسماء أعضاء المجلس كان عدد كبير منهم بدون صورة شخصية.. يعني ما فيش أدنى تفاهم؟
-  قد تكون فيه أخطاء كبيرة، لكن من حيث الفكرة، فكرة المجلس الوطني كانت فكرة نبيلة، وربما من الأخطاء أنه أعلن على عجل وربما حصلت أخطاء في اللحظات الأخيرة، وإذا فيه نقد للمجلس الوطني كتجربة فهي توجهه تحديداً لحميد الأحمر.
 * لماذا؟
-  عندما سألت عن بعض الأشياء تبين لي ان حميد الأحمر اقتحم مشهد المجلس الوطني في اللحظات الأخيرة، وهم دائماً - كما قلت لك - يستقوون بامتلاكهم وسائل إعلام.
 * لكن في الواقع لا فرق بين اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية المنبثقة عنه والمجلس الوطني، طالما وأن الحوثيين ليسوا فيه وكذا الحراك الجنوبي؟
-  شوف، ما أعرفه ان الحوثيين تفهموا فكرة المجلس الوطني، ومع ذلك ليسوا فيه، وأنا دائماً أشيد برصانة الحوثيين، واستطيع اقول لك بأن الحوثي كطرف في الثورة لديه من الوعي السياسي الكثير، وقد فاجأنا بذلك.
الحوثيون والاصلاح
 * تواجد أنصار الحوثيين مع شباب حزب الاصلاح داخل ساحة التغيير غير ان الصراع بينهما سرعان ما طفا على السطح؟
-  لم يحصل صراع داخل الساحة.
 * الحوثيون انفسهم “شباب الصمود” تحدثوا عن مضايقات من قبل عناصر حزب الاصلاح؟
-  هذا مش مقتصر على شباب الصمود “الحوثيين”، الخلاف والتباين كان موجوداً على مستوى الكل داخل الساحة.
 * وكيف تقرأ الصراع المسلح بين الحوثيين وحزب الاصلاح؟
-  ما فيش صراع.
 * بينهم صراع في محافظة الجوف وفي حجة؟
-  حصل صراع في الجوف وكان خطيراً على الثورة وتم تلافيه، ولكن بشكل عام هناك أطراف داخل الطرفين - لا أدري - تستهين الحديث عن صراع، ولا تعي ان الصراع بين جماعتين كبيرتين وبحجم الاصلاح والحوثيين هو صراع خطير على اليمن، ولهذا نقول إن على هؤلاء ان يعرفوا بأن اليمنيين لن يقبلوا صراع كهذا.
 * الشاهد في الأمر ان الطرفين – الاصلاح والحوثيين- يتبادلان تهم الولاء....؟
-  “مقاطعاً”.. ربما إعلاميو حزب الاصلاح كثير منهم لا يعبرون عن أجندة الاصلاح كحزب بقدر ما يعبرون عن الشيخ حميد الأحمر.
 * الاصلاح والحوثيون يتبادلان تهم الولاء للنظام، يقول الاصلاح ان النظام سهل تمرد الحوثيين في الجوف وحجة، ويقول الحوثيون ان المسلحين الذين يقاتلونهم مدعومون من النظام والسعودية.. ما رأيك؟
-  كلاهما على خطأ.
الموقف من التسوية
 * كنت معارضاً للمبادرة الخليجية.. لماذا؟
-  نعم.. أنا كنت ضدها لعدة اعتبارات، أولها إيماني بأن أي حلول تأتي من خارج اليمن هي إهانة لليمنيين، وأنا اعتقد بهذا الخصوص ان اليمنيين عندما خرجوا بالثورة هم يعرفون نهاياتها، والأخطر - من وجهة نظري - ان في المبادرة محاولة لاشعار اليمنيين ان تغيير الرؤساء لن يمنح لكم في يوم من الأيام وإنما نحن من يقرر التغيير.. لهذا أنا كنت ضدها من حيث المبدأ وليس كما يطرحه بعض إعلام الثورة بأنها لم تحاكم “عفاش”، أنا كنت أرى انها – المبادرة- في عمقها تستهدف قتل الضمير الثوري، ومع ذلك أعود وأقول لك بانه حتى هذه المبادرة لم تأت إلا بعد ان خرج اليمنيون، وكل من يعتقدون انهم من غيروا النظام وهم كانوا - طبعاً - من أنصار النظام ما كان لهم ذلك لولا الثورة.
 * ولكنك الآن مع التسوية التي جاءت بها المبادرة الخليجية.. أليس كذلك؟
-  نعم.. بل واعتبرها ضرورة وطنية قصوى.. لماذا تشكيل حكومة الوفاق الوطني ضرورة وطنية؟!!.. هكذا أصبحت بعد أن وصلت الثورة إلى مفترق طرق، فإما الحل السياسي أو الصراع وبما يحمله من انهيار للدولة ككل وتحويلها بالتالي إلى جماعات مقاتلة في كل مكان، أكان باسم القبيلة أو أمراء الحروب أو الاصولية الدينية، وفي هذه الحالة – انهيار الدولة- حينها لن يعود هناك وعاء للثورة باعتبار ان الدولة هي وعاء الثورة وهذا خيار خطير جداً لا يقبل به عاقل، وقد كانت البلد قريبة من الصدام المسلح أكثر من أي وقت مضى، حتى ان العاصمة صنعاء مقسمة وهي اليوم عبارة عن كانتونات وهذا معيب في حق الثورة وفي حق اليمنيين، ومعيب عليهم جداً ان يقبلوا على انفسهم التعايش مع البلاطجة والعسكر والمسلحين من كافة أطراف الصراع داخل العاصمة.
والذي لا يستشعر بمعاناة أبناء شارع هائل والحصبة وبغداد وحي الجامعة وما يعانونه من وجود هؤلاء الذين يضايقونهم في عيشهم وفي حياتهم وأعمالهم فهذا ليس ثائراً، والذي لا يستطيع ان يخرج المترس من جنب بيته لا يستطيع ان يخرج علي عبدالله صالح ونظام حكمه من الرئاسة.
 * قلت ان الثورة وصلت مفترق طرق.. من الذي أوصلها إلى هذا المأزق؟
-  الذين اقتحموها وقد تحدثنا عن هذا اعتقد بداية اللقاء.
حكومة الوفاق
 * على ذكر المتارس، اتصلت انت برئيس حكومة الوفاق الاستاذ باسندوه وطلبت منه التدخل في إزالة المتارس من أمام منزلك؟
-  “يضحك”.. نعم وقال لي انه سيبلغ بذلك، طبعاً أنا ساكن في منطقة التماس بين الحرس الجمهوري والأمن المركزي من ناحية والفرقة الأولى مدرع والمسلحين حقهم من ناحية أخرى.
 * ومرة كنت عائداً إلى منزلك في الليل وكان يرقبك أحد المسلحين وقلت له: يا ابني هل تعتقد انك الآن تحميني.. لا.. أنت تزعجني؟
-  كان هذا في الصباح وليس في الليل.. وحصل أكثر من مرة.. وفي يوم شفتهم مختلطين مع بنات في المدرسة أثناء خروجهن باعتبار ان متاريسهم باب المدرسة، قلت له يا أخي ما بتخجلش أنت مضايق البنات قال أنا بين أحمي المدرسة، ولو لم أكن موجوداً كان قد احتلوها، قلت له وأنت الآن مش محتلها.
 * ما رأيك في حكومة الوفاق الوطني.. ألا ترى ان اليمن اليوم يعاد انتاج إدارته بذات ذهنية التقاسم التي تم تجريبها وثبت عقمها؟
-  لا.. هذا توافق وليس تقاسم.
 * طيب ما هي مهام “الثوار” الآن في الساحات بعد تشكيل الحكومة؟
-  هناك جدل حقيقي وأنا معه وأمارسه حول هذه النقطة.. هل مهمتهم اسقاط هذه الحكومة أم التعامل معها باعتبارها أمراً واقعاً، وباعتبارها جزءاً من أهداف الثورة تم تحقيقه، ويمكن ان تكون آلية لتحقيق بقية الأهداف؟!!.
 * وبأية طريقة تريد أن يتعامل معها الثوار؟
-  ان يتعاملوا معها – حكومة الوفاق- باعتبارها أمراً موجوداً وان تكون أفضل الخيارات القائمة، مع انني كنت في السابق مع الحسم بالعمل الثوري، ولكن بعد ان أوصلوا الثورة إلى مفترق طرق خطير - كما أوضحت لك - أصبحت أنا مع الحل السياسي.. نعم يعني لو خيروني بين الحل السياسي والحسم الثوري سأكون مع الحسم الثوري، ولكن عندما تخيرني بين الحل العسكري والحل السياسي سأكون مع الحل السياسي، ولهذا أنا الآن مع الحل السياسي لأن الثورة كانت قد جمدت واصبح العنف مفتوحاً على مصراعيه وبالشكل الذي قد يدمر معه الدولة ككل.
تحوير إعلام الثورة
 * اسمح لي استاذ محمد.. يؤخذ عليكم الازدواجية ففي حين تباركون تشكيل حكومة وفاق وطني تنزلون إلى المعتصمين تحرضونهم على البقاء في ساحاتهم ومحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح الذي تسمونه في خطابكم “عفاش”؟
-  على شان أكون معك صريحاً، أنا مرة سألت من هو “عفاش”.. يا أخي هذا نوع من الاستعلاء، وكأن آل الأحمر يقولون احنا عرق آخر غير عرق عفاش، وهذا - من وجهة نظري - يحسب للرئيس، وأنصح أولاد الأحمر أن يستخدموا لغة افضل على الأقل باعتبار ان هذا - الرئيس - جزء من تاريخهم وهم جزء منه ومن ينحط بلغته هو ينحط بنفسه.
وبالنسبة لما تقوله أنت عن “الازدواجية” المسألة ان هناك تحويراً في خطاب الثورة أو بمعنى أدق ان خطاب الثورة ينقل بطريقة مغايرة على واقع الثورة، على سبيل المثال الثورة تخرج الآن بمسيرات تطالب باسقاط حكومة الوفاق الوطني وقناة “سهيل” تقول الثوار يطالبون محاكمة عفاش، ولعل هذا هو ما يعطي انطباعاً لديك عن وجود ازدواجية.
الدولة  المدنية
 * بناء الدولة المدنية اليمنية هو حديث مختلف القوى غير ان كتيباً صدر مؤخراً عن جامعة الايمان التابعة للقيادي في حزب الاصلاح الشيخ عبدالمجيد الزنداني يعتبر الدولة المدنية مخالفة للشرع؟
-  طبعاً هناك تيارات سياسية دينية تعتبرها مخالفة للشرع.
 * هل نستطيع القول إن تيار داخل حزب الاصلاح لا يزال يرى في الدولة المدنية كفراً؟
-  هذه حقيقة.. نعم.
 * ألا ترى ان على المشترك وحزب الاصلاح تحديداً ان يتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً من هذه القضية؟
-  ان يناقشوها نعم.. الموقف من الدولة المدنية هي مشكلة المستقبل، لأن فيه (ناس) فعلاً يتحدثون عن دولة مدنية وهم يقصدون بها دولة دينية، وللأسف هذه هي من القضايا التي يتم ترحليها بغباء بمثل ما كان يتم ترحيل القضايا التي فجرت الثورة.
لا نريد له نهاية القذافي
عندما شكرت الاستاذ محمد المقالح معلناً نهاية الحوار ضحك وقال كنت أريدك ان تسألني هل سيرحل صالح فعلاً بهذه الآلية، المبادرة الخليجية، قلت له تفضل أجب.. فقال: أنا أتمنى ان يرحل وفقاً لهذه الآلية باعتبارها أفضل الخيارات له هو، أما الرحيل هو قائم، احنا كيمنيين لا نريد ان تكون نهايته كنهاية القذافي.. ويتابع المقالح ضاحكاً لكن يا أخي خليه يساعدني، يقبل بالحل هذا، مش “يزنقع” كل يوم بتصريح.
 * في اعتقادي الشخصي ان فخامة الرئيس هو الأكثر حرصا على نفاذ المبادرة والخروج بالوطن من مستنقع الأزمة الخانقة؟
-  والآن ها هي جاءت على ما كان يشتي، والمطلوب الآن ان يلتزم بالتنفيذ ويرحل.
 * الرئيس لم يعترض على التغيير بل هو أعلن استعداده وقبوله بذلك منذ الوهلة الأولى، فقط الخلاف على الآلية أو الطريقة، هو كان يشترط حكومة وحدة وطنية وانتخابات رئاسية مبكرة وهذا ما وصلنا اليه بعد عشرة أشهر أكلت الأخضر واليابس للأسف، وكادت ان تطيح بالبلد؟
-  لا.. بس هو كان مدمن سلطة إلى درجة كبيرة جداً.. حتى انه لم يتحمل ظهور بث مباشر لليمين الدستوري.


الجمهور

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)