أكدت المصادر  بمحافظة صعدة أن معاركاً طاحنة شهدتها جبهة "حرف سفيان" فجر اليوم الخميس، سطرت فيها قوات العمالقة أروع الملاحم البطولية، ودكت معاقل المتمردين في اكتساح مذهل أجج الحماس القتالي لدى قوات الجيس على جميع المحاور، واسقط عشرات القتلى الحوثيين، وقبض على عشرات أخرى، فيما شوهدت فلول التمرد تولي الأدبار، في الوقت الذي تواصل القوات الحكومية اكتساحها أوكار التمرد.

وقالت المصادر: أن اللواء الركن علي الجائفي- قائد قوات العمالقة، القوة الضاربة الشهيرة بشراسة مقاتليها- أجرى بعد ظهر اليوم الخميس اتصالاً بقيادة الأركان والرئيس علي عبد الله صالح، وطلب إطلاق يده في المواجهة، معلناً تحمله المسئولية الكاملة للنتائج، ومراهناً على أن تحتفل اليمن بذكرى السادس والعشرين من سبتمبر بتطهير صعدة من آخر متمرد حوثي.

وتفيد المصادر: أن القيادة العامة للقوات المسلحة أرجأت اتخاذ القرار في ذلك ريثما يتم مناقشة الموضوع والخطط المرسومة في اجتماع من المقرر انعقاده مساء اليوم، غير أن قيادة الأركان دفعت قبيل ظهر اليوم بقوة جديدة إلى جبهة حرف سفيان لشغل المواقع التي طهرها لواء العمالقة، لتواصل قواته اكتساحها لأوكار التمرد، ومطاردة الجيوب الفارة.

كما أشارت المصادر إلى أن مواجهات أمنية استمرت منذ عصر أمس الأربعاء في مدينة صعدة القديمة (باب السلام/ وباب نجران)، أسفرت ظهر اليوم الخميس عن مقتل نحو ستة عناصر حوثية، والقاء القبض على تسعة آخرين، كانوا جميعاً قد لاذوا الى مبنى قديم يتوسط أحد الأحياء الشعبية، الأمر الذي واجهت القوات الأمنية صعوبة في القضاء على هذه الخلية.

ونوهت إلى أن بعض الجيوب الحوثية الفارة من ساحة المعركة نجحت في التسلل الى الأحياء الشعبية المكتضة بالسكان، لاتخاذهم دروعاً بشرية تحول دون بطش القوات الحكومية بهم، وهو الأمر الذي دفع سكان هذه الأحياء والمناطق المتاخمة أمس الأربعاء الى تشكيل قوات شعبية لحماية مناطقهم من المتسللين خاصة بعد نجاح التجربة في منطقة "عابدين" المتاخمة لمركز المدينة، والتي شكلها عضو مجلس النواب الشيخ عثمان مجلي، والذي يشرف حالياً على تشكيل مثل هذه القوات في بقية المناطق، وسط توقعات بتزايد محاولات لجوء جيوب المتمردين إلى الأحياء الشعبية على خلفية الهزائم التي يمنون بها في المعارك، والضربات الجوية التي دكت الغالبية العظمى من معاقلهم، وافقدتهم تحصيناتهم.

وفي الوقت الذي يتكبد الحوثيون أفدح الخسائر في ميدان المعارك، فإن مكتب زعيم التمرد واصل ذر الرماد على العيون، وتضليل وسائل الاعلام بمقاطع فيديو ، اعترف مؤخراً بأنها مصورة من الأيام الأولى للمعارك، التي قام خلالها الحوثيون بالغدر بالقوات الحكومية المرابطة في مناطق صعدة المختلفة، ومداهمة مراكزها وثكناتها على حين غرة، وتدمير والسطو على بعض تجهيزاتها، وهو الحدث الذي انفجرت على خلفيته الحرب السادسة، وظل الحوثي يصور للرأي العام أن طائرات ومدافع الجيش تقذف فلوله بـ"الزهور"، وأنهم يسرحون ويمرحون في كل مكان، مستغلاً إعلام الاثارة، والمواقع الانفصالية اللاهثة وراء اساطيره "الفيديوية" المعتقة!

هذا وكانت بعض خطوط المواجهة قد شهدت نهار أمس الأربعاء هدوءً نسبياً، على خلفية هدنة مؤقتة أبرمتها منظمات الإغاثة الدولية مع طرفي النزاع، ريثما تتمكن من ايصال مساعداتها الغذائية والاغاثية الى المتضررين