إعتبر وزير النفط والمعادن أمير العيدروس، تداعيات أزمة الوقود الراهنة في اليمن بأنها أكثر خطورة وتأثيراً في مظاهر الحياة العامة في البلاد من التداعيات الناجمة عن تصاعد المظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام السياسي الحاكم .

وأقر الوزير في تصريح صحفي بعجز وزارته والحكومة اليمنية عن القيام بإصلاح أنبوب النفط الرئيس الذي تعرض للتفجير مؤخراً من قبل مجاميع قبلية مناوئة للنظام، أو إنهاء ظاهرة القطاعات القبلية المسلحة، واحتجاز ناقلات النفط من قبل قبائل موالية لما يسمى بالثورة الشبابية القائمة في البلاد .

وقال الوزير العيدروس في معرض تعليقه على الانتقادات الشعبية المتصاعدة للحكومة بالوقوف مكتوفة الأيدي في مواجهة التفاقم المطرد لأزمة شح الوقود والديزل، والانقطاعات المطولة للتيار الكهربائي في المدن كافة “إذا كانت العاصمة صنعاء ذاتها تعيش أوضاعاً غير طبيعية واستثنائية وأضحت مقسمة إلى “كانتونات” متعددة بسبب تداعيات الأزمة السياسية القائمة، فكيف والحال بالأوضاع في مدن نائية كمأرب وشبوة؟ وكيف يمكن للحكومة أن تتحرك بمرونة لفرض الاستقرار، واستعادة القدرة على تقديم الخدمات كتوفير الوقود وسد العجز في الطاقة، في ظل هذه الظروف المحيطة وغير الطبيعية؟” .

وحمل وزير النفط والمعادن أحزاب المعارضة الرئيسة في البلاد جزءاً من مسؤولية التفاقم المتصاعد للظروف المعيشية للمواطنين نتيجة تصاعد حدة أزمة شح الوقود والنقص في توليد وتوفير الطاقة الكهربائية، مشيراً إلى أن أحزاب المعارضة تملك اليد الطولى وقوى اجتماعية وقبلية متنفذة يمكنها التعاون بفاعلية مع الحكومة لإنهاء ووقف جرائم التخريب والتفجير لأنابيب النفط، ورفع القطاعات القبلية المسلحة من الطرق، والحد من عمليات اختطاف واحتجاز ناقلات النفط، وإحراق وتدمير محطات التوليد الكهربائي والسطو عليها، لكن هذه القوى تتقاعس عن عمد، على حد تعبيره، عن أداء دورها الوطني والأخلاقي والإنساني، وتغلب المماحكات والمزايدات ومواقف أحزابها المناوئة للنظام على مصلحة الوطن والمواطن .

واتهم الوزير العيدروس أحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك المعارض بالسعي إلى تأجيج الأوضاع وعدم التجاوب مع دعوات التهدئة، وهو ما يصعب ويعقد كل المحاولات والمساعي الحكومية الهادفة إلى احتواء الأزمات الطارئة المؤثرة في حياة الناس المعيشية .

وكشف وزير النفط حسب صحيفة الخليج الاماراتية عن ظهور مؤشرات إيجابية لاكتشافات نفطية جديدة، سيتم الإعلان عنها قريباً سواء من الحكومة الراهنة أو الحكومة المقبلة التي ستتشكل وفقاً للظروف والمعطيات التي ستخلص إليها تداعيات الأزمة السياسية القائمة في البلاد، كما أكد استكمال وزارته إعداد “خريطة استكشافية جديدة” تستهدف التوسع في عمليات تنقيب واستخراج واستغلال الثروات النفطية .