يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأحد, 12-يونيو-2011
شبكة أخبار الجنوب - عبدالرحمن العابد عبدالرحمن العابد - شبكة اخبار الجنوب -

المشكلة الأساسية لوضع هذا العنوان هو وجودها فعلاً ومصاحبتها لنا خلال فترة الاعتصام ونحن نطالب باسقاط النظام وسأقول يقيناً ان هناك تكشيرة كبيرة سترسم على وجوه البعض ممن نرى ننا نمضي مع بعضنا أوقات اكثر مما نقضيه مع أهل بيتنا , فالسبب لكتابة الموضوع من حيث الأساس هو ما جرى بحق المعتصمين السلميين امام منزل القائم بأعمال رئيس الجمهورية بشارع الستين , والقسوة والعنف الذي قوبلوا به من قبل جنود الفرقة الأولى مدرع ولعلكم شاهدتم جميعاً مقاطع الفيديو ونحن نسمع صوت اطلاق النار عليهم , ووصف المعتصمين ( بالبلاطجة ) من قبل جنود الفرقة وتصريحات عدد من المعتصمين مطالبين بسقوط الفرقة , والهتاف ( ياللعار .. ياللعار .. الفرقة تقصف الثوار ) وغيرها من الشعارات التي رددت , وبالتأكيد ان الكثيرين قرأوا البيانات الصادرة عن التكتلات المختلفة التي تم تكوينها في الساحات وبيانات الادانة من منظمة هود , لكني لست بصدد هذا بل ارغب في طرح سرد للكثير من حالات تقلب المزاج داخل الساحات التي حدثت خلال فترة ثورة شباب التغيير حسبما عرفتها ولمستها بنفسي داخل الساحة , محاولاً كسر آخر تابوهات الخوف داخلي , حيث اصبحنا نطالب بسقوط صالح ونظامه غير عابئين بشيئ , لكن التابوه الأخير تولد داخل الساحة نفسها واصبحنا نخشى الحديث عن عدد من الاسماء مما قد يقوم به المكشرون هناك وكنا نعتقد ان تكشيرتهم لا تتجاوز العنف التكشيري واللفظي والتشكيك بولائنا للثورة واعتبار من يخالفهم الفكر او التوجه او الرأي مندسين بهدف تدجين الثورة والثورة والثوار حتى اصبحت ساحة التغيير اشبه ما تكون بمزرعة كبيرة الحجم والامتداد وسقط فيها الاجتهادات والرأي الآخر , وكنا نعتقد ان الامر لايتعدى ذلك لكن التكشيرة الأخيرة لعسكر الفرقة تجاوزت الحد بضربها للمعتصمين الذين قالوا انهم جائوا لحمايتهم واطلاق النار عليهم وأخشى ان توجد التكشيرة القادمة ( قناصة ) تذكرنا بجمعة الكرامة .


انطلقت ثورة التغيير في اليمن وناصرناها بكل ما أوتينا من قوة كحال الكثير من أبناء الوطن في عموم المحافظات الذين ملئوا الساحات التي تعددت أسمائها ( الحرية , التغيير , الكرامة , ..... الخ )وكنت أنا واحداً من مناصريها وما زلت ادافع عنها .. اخشى عليها .. اتمنى نجاحها وتحقيق اهدافها التي لم نسمع منها في الساحات غير كلمة ( إرحل ) , لكن ما يريح البال أن كل مُطالب بتغيير النظام في اليمن يحمل جملة افكار يتمناها ويحلم بها ويعتقد بإمكانية تحقيقها بعد رحيل النظام(المكشر ) والتي تعني قالب صورة وسأورد كلمة التكشير بكثرة هنا رغم تكشيري منها لكنها هي الصورة الغالبة التي تشاهد فعلاً.


حين كنت انتشي أثناء تواجدي بساحة التغيير وأقول هاهم الآلاف يتمنون ما تمنيناه جميعاً لعقود , وأصبح حلمنا ممكن التحقيق ولم يعد بعيد المنال لعهدً يحمل عنواناً عريضاً متمثلاً في الحرية وإنشاء دولة مدنية تنهي الفساد الذي استشرى في المجتمع وتغير من ثقافته المغلوطة التي تجعل من اللص ( رجاااال, والشريف اهبل ) وجدت كمية هائلة من الأخلاق والصبر لمستها في ساحة التغيير بداية الاعتصامات آنذاك فعلى سبيل المثال ربما يلكزك احدهم دون قصد بكوعه وسط ازدحام الساحة واكتظاظها وقت الذروة فتبادره أو يبادرك بالاعتذار بعيداً عن حالة التكشير في الحالات المشابهة خارج الساحة كسمة ملازمة لنا كيمنيين ننفعل سريعاً , أما بالساحة وقتها تجد نفسك لا إرادياً تقول : هذا أخي في الطموح ويجمعنا الحلم بالغد المشرق الزاهي , وسواعدنا ستكون الى جوار بعضها في المشروع المستقبلي لبناء الوطن وإزالة أسباب التكشير منه ومسح تراكمات الماضي المشبع برائحة المناطقية والعنصرية التي أزكمت الأنوف , لتعاود وأنت تفكر بذلك في إختراق الحشود الكثيرة ويتكرر الاعتذار منك ولك ,فتحمد الله على نعمة التخلص من عادة التكشير التي لا تضاهيها سوى عادة مضغ القات في بلادنا.


كنا في الساحة نلمح الابتسامات المتفائلة على ملامح الشباب غير العابئ بما يقال لهم وعنهم وما يدور حولهم من مؤامرات ودسائس تحاك بحمق , ويتسابقون للذود عن الساحة التي لايملك معظم من كانوا حاضرون بها غير تلك المساحة من تراب الوطن الكبير رغم كثرة مشاريع ( الصالح السكنية )ويشعرون أنهم يملكون الساحة رغم عدم وجود ( بصيرة ) تؤيد ذلك واستمر الحال كذلك فترة من الوقت تقاربت فيها النفوس وتعارف هناك شباب التقوا لأول مرة وتجدهم كما لو كانوا مع بعضهم منذ ولادتهم .


توالت الايام و المشاعر الفياضة الخالية من العُقد والتكشير تراود الجميع متمنين اسقاط النظام ورحيله للبدء في الخطوات التالية التي تمكنهم من تنفيذ مشاريعهم لبناء الوطن كما ظلوا يخططون لها, وتجاسر البعض من شباب التغيير للمطالبة بمحاكمة النظام واعطتنا فورة الحماس البادية عليهم الحق بذلك خصوصاً أن هناك دماء أريقت وأرواح سفكتورغم محاولاتنا التعامل ( النخبوي ) وأقصد هنا الظهور كمثقفين ومحاولة شرح أضرار ذلك القول النادي بالمحاكمة حيث من الممكن ان يؤدي الى استماتة النظام وزعيمه المطلوب الإقتصاص منه والاستشهاد بما جرى في مصر التي ردد معتصموها ( مش هنمشي .. هو يمشي ) حتى استقر لهم الوضع وبدئوا باتخاذ خطوات أخرى لاحقةوعندما كنت اقوم بتريد خطابي النخبوي اجد صوتي يخفت أمام ذلك الحماس الذي أجده من الشباب , وتقافزهم امامنا انا وغيري من النخبويين التي تجعلنا نستسهل ذلك ونحدث انفسنا قائلين : لا نتفلسف عليهم .. هم يعرفون ما يريدون وعلينا ان نعيش حلمنا المشترك سوياً ونسعى لتحقيقه واقعاً.


كانت في تلك الفترة تظهر الأسماء اللامعة من قيادات المعارضة في البلاد تتحدث وتكرر اسم ثورة الشباب وتنقل تحياتها اكثر من ( عبده مرحبا ) وتتعزز لدينا صورة أن لامجال لكسر الخواطر الشابة المندفعة وننتشي ونحن نحس بلحظات الشرود الذهني لساسة وقادة البلاد المطلوب ازاحتهم حين يبدون عبر وسائل الإعلام المرئية , وهم يرون خصماً جديداً غير مألوف لهم لم يعرفوا كيف يمكن فك شفرته فهو خصم غير ما ألف النظام ترويضه كغيره من الخصوم الذين اعتاد صالح ملاعبتهم حيناً والقسوة عليهم أحايين غيرها.


جائت ( جمعة الكرامة ) وبدى الرئيس صالح بعدها متوتراً للغاية مستعداً للتنازل عن الحكم وفق جدولة زمنية معينه وآليات محددة لكنها جوبهت جميعاً بالمطالبة بالرحيل الفوري اما نظامه فقد إنكفأ معظمهم وعزف عن الظهور تلفزيونياًلتبرير أفعال السلطة كعهدهم فهم لا يريدون مخاصمة الثوار الأقرب لبدء عهد جديد من الحكم , وشعرنا أن النصر قاب قوسين أو أدنى عندما تسارعت الأحداث بصورة دراماتيكية فيعلن بعدها قائد الفرقة الأولى مدرع المعروف بالأخ غير الشقيق للرئيس حتى ذلك الوقت انضمامه لثورة الشباب وقدمت الاستقالات , او ( تساقطوا كأوراق الخريف )- حسب تعبير صالح– وكانت الثورة تحقق انجازاتها بنفس الوتيرة المتسارعة لثورتي تونس ومصر ( شدوا الهمة ياشباب ) هكذا نصرخ داخلنا , مبتعدين جميعاً عن الأنانية الفردية مؤثرين تقديم الغير على أنفسنا فمثلاًيسئلني الأصدقاء : لماذا لا تتحدث عبر المنصة .. فابتسم وأرد : لا ضير المهم ان كلنا بنفس الساحة ونحمل نفس الحلم اريد ان اكون فرداً كغيري ليس اكثر نجلس جميعاً تحت حر الشمس ونخرج سوياً في المسيرات ونتعرض لعنف قوات الأمن معاً وأغلب وقتي أمضيه في المركز الاعلامي بالساحة, ثم أغادر الساحة عائداً الى بيتي لأشارك بالنظال (الفيسبوكي) محملاً بكمية هائلة من الادرينالين استقيتها من حماسة الشباب واقوم بالرد ودحض الشائعات ومحاولة التوضيح لما هو حادث فعلاً , واقول هنا من الممكن ان امارس دوري الاعلامي واعتبره واجباً انضبط فيه وكان لا ينقص سوى ان اقوم بعمل جدول للحضور والانصراف اسلمه لزوجتي التي لا اراها سوى عند عودتي متأخراً في الليل وباكراً في الصباح حين تصحو لإعداد افطار ابنتي الوحيدتين قبل ذهابهما للمدرسة وأنام زهاء الساعتين واصحو فزعاً خشية التأخير على الساحة وهكذا كان الحال كل يوم .


بعد انضمام حماة الساحة كما تم توصيفهم ( الفرقة الأولى مدرع ) بفترة دخلت الى الساحة لأجد لكزات الكوع المألوفة أصبحت اكثر أيلاماً وفارق آخر انها لم تكون تحمل اعتذارات سوى من طرفي لوحدي وامتنعت عنها لاحقاً أنا كذلك , فالملامح الباسمة أحيلت غايةً في الصرامة .. بل ( منتهى التكشير) , وكل يوم على طريقي تكثر الأسئلة من بعض الوجوه التي لم تتأثر بوباء المكشرين وبقت على عهدها وابتسامتها الثورية ( أين دورك في المنصة ؟ جميل انضمامك للثورة ! نريد ان تعد لنا برنامج عمل اعلامي .... الخ ) يتحدثون بحماسة شديدة ليتنامي مع هذابقى الشعور داخلي بأن هناك أشياء تغيرت وأتسائل هل هي مسيلات الدموع خربت طبائعنا ؟ أم ان هناك فيروس نشره النظام ليغير حالة الوجد الجميلة التي عشناها لفترة ؟ لا بد ان يكون احد هذين الأمرين , فالأعراض تزداد اتضاحاًوأصبح هناك طرف يحس بالنصر , ويرانا شركاء غير أكفاء فيه بل يرى أننا هربنا من حبل المشنقة الذي كنا سنواجهه عقب نجاح الثورة بالهروب الى الأمام معهم – حسب رؤيتهم- وبدأت دائرة المطالبة بمحاكمة الرئيس تتسع لتشمل عائلة الرئيس وحاشيته وحكومته لتصل الى جميع موظفي الدولة ممن لم يعلنوا استقالتهم وكذلك افراد الأمن القومي والجيش وحل حزب المؤتمروهاهي تشملنا ايضاً , واصبح طرحي وعدد من الأصدقاء ( النخبويين ) لا يُقابل بحماسة الشباب– نفس الشباب -كالسابق بل يقابل بأوامر منهم تحمل نبرة التوجس والتشكيك في مواقفنا.


الإدرينالين الذي أدمناه من الشباب وعبر حماستهم كنا نحصل عليه , اصبح الحصول عليه صعباً فنلجأ لوسائل أخرى تعيننا لنستمده منها التفكير بالمستقبل المشرق والتغني بجمال مرحلة بداية الثورة, كعاجز يستعين بحبة زرقاء على إظهار فحولته , وتم تخصيص مساحة لي على المنصة بطلب من الثوار المبتسمين مرتين نقلت إحداها عبر قناة سهيل وسمعت لأول مرة ( حيا بهم .. حيا بهم ) تقال لي وهي التي طالما رددتها لغيري بالساحة , وتمت تهنئتي من قبل البعض بالعودة الى جادة الصواب والهدى والحق , واللحاق بركب الثورة حتى ولو كان مجيئي بعد انضمام علي محسن – حسب قولهم - هكذا حدثوني فهم لم يعلموا بوجودي قبلاً لأني لم اتعمد الصعود للمنصة رغم قربها اكثر لمجال عملي الأصلي حتى جاء اليوم الذي دخلت فيه الساحة صباحاً لإشاهد صور علي محسن تملأ المكان والخيام والهواء , صور عملاقةومتوسطة الحجم , آلمني المنظر ليس لعداء شخصي يربطني بالقائد لكننا عيينا وقدمت أرواح حتى انزلنا صور الرئيس صالح تسائلت عن السبب؟ ومتى ؟ وكيف ؟ لأقابل الرد عبر همهمات ونظرات تحمل ( أقوى التكشيرات ), وبعدت عنها لكن دون أن أُغني لها ثم ذهبت لمكان تواجدي اليومي , وسمعت كلمة الأب الحنون تطلق على من رفعت صوره مقرونة باسم ( قائد الثورة ) لأخرج من الساحة وأتجه الى صفحتي بالفيسبوكوكتبت عما شاهدت , وقلت لا استغرب ان نسمع يطلق عليه ( حادي المسيرة , وربان السفينة , ... وغيرها من المسميات التي كانت تلازم اسم الرئيس صالح ...) وفي اليوم التالي عدت للساحة وكثير من تلك الصور ازيلت دون ان افهم الأمر لكنني متأكد ان لا يد لي بذلك حتى اقترب احدهم لي هامساً .. خلاص ما فيش حادي مسيرة ولا ربان سفينه , فطارت قزازتي حيث علمت ان هناك تفاعل مع ما نكتب اونقول , وقلت لنفسي ( ذلحين ثورة ) ما أجمل ان يستمعوا لأصواتنا ونصبح قادرين على التغيير حتى بصورة .


في كل يوم كنا بالساحات ننتظر استقالة صالح دون جدوى , ومع طول بقائه بدأت تلك الملامح المكشرة التي تعاملت معنا كحاكمين لنا تلين قليلاً نتيجة تمسك صالح بالسلطة وعدم مبادرته بالرحيل لكن الوجوه لم تعود الى برائتها السابقة, وجرت محاولات ترميم العلاقات التي تأثرت بالاعتقاد ان السقوط بات قريباً للنظام لكن الاحساس اننا لسنا شركاء في ذلك الحلم لم يعد موجوداً وأقرب لعلاقةالتابع والمتبوع , وبدأت تصريحاتنا ( النخبوية ) التي كانت تقابل بالاهتمام تخفت اكثر امام قسوة الردود التي نواجه بها حتى من بعض الذين كانوا يطلقون علي ( استاذ ) واعترض عليهم تلك التسمية , وكلما قلنا رأياً تمت الاجابة بتكشيرة مش هكذا ما دراك .. احنا امس كنا عند فلان او كلمنا علان أو التقينا في جهة كذا او المعسكر .... الخ وذكرتني عباراتهم تلك بمن كانوا يحدثونا قبل ثورة الشباب متباهين انهم خزنوا بمقيل الرئيس او ابنه احمد أو ذهبوا للرئاسة وغيرها.


تشكلت في ساحة التغيير اللجان تلو اللجان بما فيها الاعلامية ولا وجود لنا بأي منها وبدأ طرح السؤال علي اين دورك الاعلامي في الثورة ؟ يشتد وطأة لدي خصوصاًلنبرةالتشكيك بصدقي وزملائي الاعلاميين في موقفنا المناصر للثورة لأعرف فيما بعد ان كل ما تم تشكيله كان بمقترح من الاحزاب بالمحاصصه– على غرار تشكيل اللجنة العليا للانتخابات – وانا وزملاء آخرون لسنا بأي حزب من احزاب المشترك ولا حتى في المؤتمر , وخلال فترة تواجدي بالساحة رأيت بعض التصرفات الغير مقبوله للبعض من الشبان , وكذلك بدأفضاءالفيسبوك يضيق علي فمن كانوا يشكروا مواقفي الداعمة للثورة باتوا غير مقتنعين بما نقوله , وفي ليلة اغلقت جهازي وتمددت على ظهري لاقبع في لحظات تأمل واكتشفت شيئاً .. اكتشفت اني اصبحت اخاف تلك الوجوه التي كانت باسمة بداية ثم قطبت جبينها امامي وامام الكثيرين غيري وأصبحنا نسكت عن أي حديث أمامهم كما كنا قبل الثورة نتحاشى الحديث امام من نعلم او نشتبه انهم أمن سياسي أو قومي حتى لو كان الكلام بريئاً خشية تحوير ما قلناه , لأقوم أمام تلك الحقيقة المفزعة وافتح التلفزيون وانتقل من قناة لأخرى واتنبه ان قيادات المعارضة لم يعودوا ( عبده مرحبا ) ولا ينقلون تحياتهم لشباب الثورة– باستثناء د.ياسين سعيد نعمان للأمانه– ورأيت الحديث بقدسية بعض الاسماء , هي ذات الأسماء التي ظل النظام وأزلامه يعايرونا بها وكيف نرضى بوجودها بيننا كشباب ثورة واستمتنا في الرد والذود عنها كثيراً باقتناع كامل.


جائت زيارة صديقي ( المناظل ) فكري قاسم وتشرفت باستضافته في بيتي , وكم كنت احسد فكري زميل دراستي الجامعية لحريته في الكتابة على الصحف وجرئته في الطرح وانتقاده لكل ما هو سيئ من أفعال النظام وذكره لأخطاء صالح بالاسم بقلمه الساخر اللاذع وأعلل النفس بأن طبيعة العمل في الجانب الحكومي ( التلفزيون ) هي ما يمنعني عن القدرة على فعل ذلك لكنني اصبحت الآن حراً مثله ولا نخشى النظام كاملاً ابتداءً بصالح , وفجعت عندما علمت من اتهامه انه مندس وأمن قومي ومنعه عن دخول ساحة الحرية بتعز وانا اعلم يقيناً مساهمته الكبيرة في انشائها وكنا على تواصل هاتفي باستمرار وادركت ان التكشيرة التي نراها بساحة التغيير بصنعاء لها نسخة مكشرة في تعز , وتتوالى الأحداث أمامي متسارعة ومليئة بالأحداث فظهور شقيقي يحيى على قنوات الاعلام الرسمي ودفاعه المستميت عن النظام - وهي قناعة اعرفها منه - اصبحت شبهة تؤدي للتشكيك بمواقفي ومصداقيتي , لحقها نزولي لصعدة مما جعل مني حوثي وكنت اعلم ان الحوثيين من الثوار المطالبين بتغيير النظام ونعلم جميعاً صولاتهم وجولاتهم في ست حروب دفاعاً عن مطالبهم المشابهة لما خرجت جميع الساحات لأجله اليوم فازدادت ملا حقة المكشرين الذين يرون ان الحوثيين هم من ستدور عليهم الدائرة بعد سقوط النظام حسب تصريح عدد منهم, أما دفاعي عن القضية الجنوبية فقد جعل مني ( مزايد ) ودعوتي للتعامل بعقلانية مع انصار صالح في المؤتمر والوظائف العامة والجيش وحتى الأمن القومي , باعتبارنا ابناء وطن واحد وحتى لا نجعلهم يستميتون حول صالح باعتبار ان سقوطه سيكون سقوط للجميع معه – وهذا الحاصل اليوم - وكي لا نكرر تجربة العراق حين أقصي البعثيين , كما اننا سنتعايش مع بعض بعد رحيل النظام في هذا الوطن وخشيتي من سياسة الإقصاء والإقصاء المضاد تحولت الى ( ارتفاع منسوب التكشير ) حتى اصبحت اتلقى التهديدات الهاتفية من ( الشباب المناظلين المكشرين ) أكثر وصل للتهديد بتقديمي للمحاكمة بعد ( نجاح ثورتنا ) – هكذا قال المتصل , هذا بعد ان كانت التهديدات محصورة على ( مُكشرين السلطة ) الكارهين انضمامي لشباب التغيير.


كل ما أرجوه ألا ( يكشر ) القراء لإغراقي في السردفيما كتبت وربطه بأحداث عايشتها في الساحة ,وخالص الود لكل من استقبل ( تكشيري ) أيضاً من الأصدقاء وتبرمي مما يجري .. ومنهم ( محمد الأضرعي , نصر طه مصطفى , فكري قاسم , أحمدالزرقة , حسن لقمان , الطارق ابو اصبع .. وآخرين ) حيث وجدت ان المصارحة هي الكي الذ لا بد منه كدواء أخير لننعش ثورتنا ونعيد لها ألقها, ( وليكشر ) أنصار النظام كيفما شائوا عندما أقول بعد كل هذا ( ان النظام لا بد أن يسقط وسيسقط قريباً لا محالة , وكل ما حدث من طول فترة بقاء صالح انما هو لأمر في علم الغيب , حيث أفرزت الكثير من المسائل وسقطت اقنعة آخرين ممن توقعوا الثورة ستنتهي خلال أمد وجيز وانقطع نفسهم وعادوا لحضن شرعيتهم , وأوضحت الكثير مما أعمانا عنه الرغبة الجارفة بالتغيير , وأصبحت كلمة لا صوت يعلوا فوق صوت الثورة غير مجدية , وتجاوب المكشرون معنا باسلوب افضل )
 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن
التعليقات
عبدالرحمن محمد (ضيف)
13-06-2011
تحياتي لك ولشجاعتك في طرح الحقائق كما هي استاذ عبدالرحمن ولكن عندي ملاحظه واحده فقط عن كل ما كتبته , انت سردت وحللت وتوصلت الى حقايقه مفادها ان تأخير نجاح الثورة يعود لسبب واحد وهو المطالبات بمحاكمة النظام ورموزه وجميع المؤيدين ومن لم ينحاز الى الثوار وهذا في اعتقادي انه هو السبب الرئيس . وكل هذا كلام جميل وصحيح ولكنك رجعت تناقض نفسك وتقول ان طول بقاء صالح انما لامر في علم الغيب , ماهذا التناقض ؟ تحياتي وتقديري لك اخي العزيز

انا اعرفك جيدا يا عبدالرحمن (ضيف)
12-06-2011
اخي عبدالرحمن انا اعرفك جيدا فانصحك عدم الخوض مع الثوار لكي لا تفسد الثوره لانك احد الفاسدين في الاعلام واعرف بمشاكله مع المسولين في التلفزيون ومشاكلة العاطفيه والمشاكلك العائليه واكد انك تبحث عن الماده فقط كما عرفوك الكثير وكذا الظهور امام الجماهير والتعظيم من الذين يشتغلو معك صدقني انت مكشوف صدقني شكرا لشبكة اخبار الجنوب



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)