رأس الأخ المناضل الفريق عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام اجتماعاً مشتركاً للجنة العامة للمؤتمر ومجلس الوزراء ..

وفي بداية الاجتماع طلب نائب رئيس الجمهورية الوقوف لتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء الاعتداء الإجرامي الغادر على مسجد النهدين بدار الرئاسة وكل الشهداء الأبرار الذين استشهدوا في كل مواقع أداء الواجب الوطني المقدس من أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين في مواجهتهم للعناصر الإجرامية الخارجة عن القانون والمعادية للدولة والأمن والاستقرار في أمانة العاصمة صنعاء وبعض محافظات الجمهورية والتطلع إلى الله سبحانه وتعالى بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين في ملحمة الإباء والولاء الوطني الصادق لله والوطن والثورة والوحدة والجمهورية والفداء البطولي والتضحية الغالية من اجل انتصار الشرعية الدستورية والحفاظ على الأمن والاستقرار.

وتحدث نائب رئيس الجمهورية في الاجتماع بكلمة هامة أبلغ في مستهلها الجميع بأنه تواصل مساء يوم أمس وصباح هذا اليوم هاتفياً مع فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية. مؤكداً بأن فخامته في تحسن وتعافي كبيرين وأنه سيعود إلى أرض الوطن خلال الأيام القادمة.

وأكد نائب رئيس الجمهورية في كلمته بأن الوطن كله بخير لأن الدولة اليمنية قائمة على أسس راسخة لا يمكن أن تتزعزع كما بناها وشيد صروحها فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ومعه كل الوطنيين الشرفاء المخلصين لوطنهم وللقيم والمبادئ الدستورية ولتطلعات شعبنا اليمني المشروعة وان الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن سيظل القوة الفاعلة والمتنامية التي تحرس كل ما تحقق من إنجازات ومكاسب وأن وطن الثاني والعشرين من مايو بخير لأن قائد مسيرته الوطنية والديمقراطية بخير وفي رعاية الله وحفظة، وأن كل مؤسسات الدولة المركزية والمحلية مستمرة في أداء مسئولياتها بكل ما تقدر عليه برغم جسامة التحديات ومخاطر أعمال التخريب والفوضى والتدمير التي تواجهها.

ٍوحث نائب رئيس الجمهورية بهذا الصدد كافة مسئولي الدولة وبخاصة السلطات التنفيذية والحكومة بأن يواصلوا عطائهم وانضباطهم وإنتاجيتهم في خدمة الشعب ورعاية مصالحه والاهتمام بمعيشته اليومية وتذليل الصعوبات وتوفير كافة المتطلبات الخدمية والسلعية وفي مقدمة ذلك ترسيخ الأمن والاستقرار واستعادة الطمأنينيه العامة في كل ربوع الوطن.

وأستعرض نائب رئيس الجمهورية في حديثه أهم نتائج اتصالاته ولقاءاته مع المسئولين في الدول الشقيقة والصديقة الذين يتابعون بعناية خاصة تطورات الأوضاع في بلادنا ويشاطروننا القلق عليها ، كما أطلع الاجتماع على القرارات التي تم اتخاذها بالنسبة للجان العاملة على الصعيدين المركزي والمحلي في المجالات الأمنية والإقتصادية وغيرها.ٍ

هذا وقد أدان الاجتماع المشترك جريمة الاعتداء الغادر الذي استهدف فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وكبار مسئولي الدولة والذي ادى الى استشهاد 11 شخصاً و185 جريحاً وأعتبره عملاً إجرامياً لم يسبق له مثيل في تفكير وتدبير أعتى المجرمين على الأرض لكل ما استهدفه الاعتداء من قيم وشخوص رمزية واعتبارات جوهرية في حياة كل شعب وكل نظام حيث وقد استهدف اغتيال شرعية النظام وقدسية قيم الإيمان التي يمثلها بيت الله والحياة الديمقراطية وجوهر الأمن والاستقرار باستهداف ولي الأمر ورؤساء المؤسسات الدستورية وقيادات الدولة .

وأكد الاجتماع المشترك أن هذه الجريمة الإرهابية الجبانة جاءت تصعيداً للمحاولات الانقلابية على الشرعية الدستورية والتي بدأت منذ فترة طويلة وتصاعدت حدتها عبر محاولات ركب موجة الإعتصامات الشبابية واستغلالها من قبل القوى الانقلابية والعصابات الخارجة على النظام والقانون وتحالفها مع قوى التطرف والإرهاب والتي عمدت إلى إثارة الفوضى والتخريب والعنف والاعتداء على مؤسسات الدولة واقتحامها ونهب المقرات الحكومية وممارسة القتل ضد المواطنين ورجال الأمن والقوات المسلحة في أكثر من محافظة من محافظات اليمن.

كما عبر عن استنكاره وأسفه للتصريحات الصادرة عن قيادات اللقاء المشترك والتي حاولت استغلال الحادث الأليم الذي هز مشاعر كل أبناء شعبنا اليمني بإطلاق تصريحات لا تمت إلى الأخلاق ولا للسياسة بصلة من خلال التعامل مع الجريمة النكراء وكأنها انتصار سياسي لتلك القوى متناسية أن مشاهد الدماء وإزهاق الأرواح البريئة لا يمكن أن تكون مبعثاً للشعور بالزهو إلا لذوي الأمراض الخاصة ومن تستهويهم مناظر القتل والدماء والدمار.

وحيا الاجتماع مواقف الشعب اليمني الأبي الوفي الواقف وقوف الجبال الشماء في كل الظروف وفي الملمات خاصة وكل أعضاء وكوادر وأنصار المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه من أحزاب التحالف الوطني والقوى الاجتماعية والسياسية الوطنية الحية بما فيها المؤسسات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني الذين وقفوا بثبات في وجه المحاولات الانقلابية على الشرعية الدستورية وفي مواجهة كل التداعيات المؤسفة وقفة رجل واحد.
داعياً الجميع إلى عدم الانجرار وراء المحاولات الرامية إلى مفاقمة الصراعات وأعمال العنف التي تسعى بعض القوى إلى جرهم إليها عبر كافة الأعمال غير المشروعة كما دعا الاجتماع كافة قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام في مختلف محافظات اليمن إلى رص الصفوف والتكاتف وتفعيل وتنشيط العمل التنظيمي والسياسي والإعلامي والشبابي والنسوي في مختلف الهياكل التنظيمية باعتبار ذلك هو الرد العملي على محاولات المتآمرين والإنقلابيين وإفشال مساعيهم في الانقلاب على الشرعية الدستورية والانقضاض على السلطة عبر العنف والإرهاب وإشاعة الفوضى.

وأشاد الاجتماع بالمواقف البطولية التي قدمها أبطال القوات المسلحة والأمن الأشاوس في سبيل الحفاظ على وحدة وامن واستقرار الوطن والحفاظ على مكتسبات الشعب الديمقراطية والتنموية ومواجهة كل أعمال الإرهاب والفوضى والتخريب وملاحقة الخارجين على القانون والمعتدين على المواطنين والمتورطين في أعمال السلب والنهب للممتلكات الخاصة والعامة.

وحيا الدور البطولي الذي قاموا به في عملية تطهير المباني الحكومية من العصابات المسلحة المعتدية في منطقة الحصبة، وقدر عالياً الدور البطولي المتميز في العمليات العسكرية النوعية في مواجهة وملاحقة فلول تنظيم القاعدة في محافظة أبين الأبية والتي تستهدف زعزعة الأمن الوطني والإقليمي والدولي بكل ما ترتكبه من جرائم غادرة ومعادية للإنسانية.

وثمن الاجتماع المواقف الأخوية للأشقاء في المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً والتي تثبت عمق الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين وخصوصاً المواقف الإنسانية النبيلة في الظروف التي تمر بها اليمن اليوم معتبراً أن هذه المواقف هي سمة أخلاقية وقيادية راقية لدى الأشقاء في المملكة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.

وقد وقف الاجتماع المشترك أمام جملة من التقارير حول مختلف الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية وفي مقدمتها التقرير الأولي عن جريمة الاعتداء الغاشم على مسجد النهدين، وأكد على ضرورة الإسراع في استكمال كافة الإجراءات المتصلة بالتحريات والتحقيقات بما في ذلك الاستعانة بخبرات الأشقاء والأصدقاء في هذا المجال وإطلاع الرأي العام الوطني والعالمي بكافة تفاصيل هذه الجريمة، مقدراً ما تم بذله من جهود بناءة وحثيثة حتى الآن.

وأكد على ضرورة العمل على تثبيت وقف إطلاق النار والالتزام بإنهاء المظاهر المسلحة وفقاً لقرارات اللجنة الأمنية والاتفاق الذي تم بهذا الشأن.

وأشاد الاجتماع بالجهود الوطنية المخلصة التي يبذلها المسئولون والعاملون في كافة الوزارات الخدمية في أداء واجباتهم وفي المقدمة وزارة الصناعة والتجارة والكهرباء والنفط والصحة والمؤسسات الإعلامية والمجالس المحلية مثمناً ما بذله المهندسون والمختصون من جهود كبيرة من أجل إصلاح الإختلالات الناتجة عن أعمال التخريب في الشبكة الوطنية للكهرباء.

وأكد الاجتماع أن قيادة المؤتمر الشعبي العام تؤمن بأن اليمن بحاجة إلى إصلاحات عميقة يشارك في صنعها كل القوى السياسية والشبابية دون استثناء لكي نجنب اليمن الحرب الأهلية التي أصبحت تدق نواقيس الخطر على اليمن ومستقبله، واثقين ثقة مطلقة بأن شعبنا اليمني بكل ما يؤمن به من قيم عقيدية ووطنية وما يمتلكه من تراث ومآثر بطولية ودروس عميقة في تاريخه النضالي الطويل وفي مراحل الدفاع عن الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر وتحقيق أهدافها قادراً على التغلب على كل التحديات وحماية وخدمة مصلحته العليا ومواصلة تحقيق مشروعه الحضاري الجديد في ظل يمن الثاني والعشرين من مايو المجيد يمن الوحدة والحرية والديمقراطية والتنمية المستدامة.