قال سعد مثنى الربية ـ رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بالضالع ـ إن السلطة الحاكمة بممارستها لسياسة الإقصاء والتهميش لشركاء الحياة السياسية وانتهاجها لسياسات التجويع والإفقار والتركيع وتعاملها مع القضايا الوطنية بالسخرية والاستخفاف، قد أوصلت الوطن إلى حافة الهاوية، حتى وصل الأمر إلى انتهاك سيادة الوطن بمباركة النظام تحت ما يسمى الحرب على الإرهاب.
وفي المؤتمر المحلي الخامس للتجمع اليمني للإصلاح الذي انعقد أمس الأربعاء بالضالع.. دعا الربية المؤتمر الشعبي العام وحكومته للاعتراف بالواقع المتأزم الذي أفرزته سياسة الفساد وإدراك مخاطره وترك العناد والمكابرة وجعل مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار والعودة إلى الحوار الوطني الجاد والمسئول الذي لا يستثني أحداً، كما حذر الحراك السلمي من الانجرار إلى العنف ومربع الفوضى التي تقوض نتائج النضال السلمي وتحرفه عن مساره وتشوه صورته للاستجابة لنداء الحوار الوطني الشامل وصولاً لحل القضية الجنوبية بأبعادها الحقوقية والسياسية.
وفي المؤتمر الذي انعقد تحت شعار (من أجل نضال مستمر وحوار مسئول لاستعادة مضامين الثورة والوحدة) أوضح الربية أن اليمن تمر بأوضاع استثنائية عميقة الجذور، أفرزتها أحاديث القرار وتنكر الحزب الحاكم لشركاء الحياة السياسية , وأنها برزت العديد من المظاهر التي تستهدف النسيج الاجتماعي وتحمل الوحدة اليمنية المساوئ والأخطاء لسلطة الفساد والاستبداد التي أساءت للوحدة وقدمت صورة مستهجنة في إدارة البلد.
وأكد رئيس اتحاد القوى الشعبية علي شايف حرصهم على إخراج البلد مما هو عليه اليوم من خلال رؤية الإنقاذ الوطني في إشراك كافة الشعب في الحياة السياسية والاجتماعية والخروج من حكم الفرد والتفرد بالسلطة من قبل الحزب الحاكم ، مشدداً على تمسك المشترك بالنضال السلمي ووقوفهم إلى جانب النضال السلمي للضغط على السلطة، مديناً ما تعرض له النائب والأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني والأخ/ محمد غالب احمد من اعتقال، مطالباً بإلقاء القبض على الجناة ومحاسبتهم .
من جانبه ألقى رئيس فرع المؤتمر الشعبي بالضالع احمد عبادي المعكر، كلمة قال: شيء جميل في هذا الوطن ونحن جميعاً نمارس الديمقراطية في الوقت الذي لم يتعرض إنسان لشيء ويعد كل هذا بفضل الديمقراطية وحرية الرأي.
وأضاف: أنتم في المشترك تحكمون الضالع ونحن نحكم اليمن ونحن في الضالع المؤتمر حزب معارض , وقال إنه من يريد التعرف على الديمقراطية فليأتي إلى الضالع مؤكداً أننا سنعمل جاهدين لإعادة الحوار لأجل اليمن وليس من أجل الآخرين ونكرر تكراراً ومراراً دعوة  أحزاب المشترك للعودة للحوار وحزب الإصلاح خاصة وللمشاركة في الانتخابات كون الإصلاح سيخسر خسارة كبيرة إن قاطع مثل خسارة الحزب الاشتراكي حين قاطع انتخابات 97م , وعلى الإصلاح أن يدرك تماما أن الوقت غير كافي للتردد والمراودة .
وألقيت كلمة للمرأة ألقتها الأخت/ انتصار ناجي الهمزة ،أكدت فيها أن المرأة الإصلاحية أصبحت اليوم قادرة على العمل السياسي والاجتماعي بطريقة شرعية وإسلامية ،لافتة إلى أن القطاعات النسائية في الإصلاح تزاحم الرجال ،كونها معلمة وطبيبة وغيرها .
من جانبه ألقى مشرف الدورة الدكتور/ محمد أفندي ،كلمة أكد فيها أن الوطن يمر بأزمة كبيرة وذلك بسبب الممارسة الخاطئة للحزب الحاكم ،مؤكداً أن القضية الجنوبية هي مفتاح وأساس الحوار المنطقي لإيجاد شراكة عادلة بالحكم والثروة , محذراً من نسبة ارتفاع البطالة بين الشباب .
واختتمت الدورة ببيان ختامي أدان ما أقدمت عليه السلطة من إجراء التعديلات القانونية للانتخابات وتعيين أعضاء اللجنة العليا للانتخابات من القضاة وإلغاء المدد القانونية واعتماد السجل الانتخابي المزور ،في حين يؤكد رفضه لأي انتخابات مزورة.
وأكد أن الحوار الوطني الشامل مع كافة قوى ومنظمات ومكونات وشرائح المجتمع اليمني في الداخل والخارج ،هو السبيل الوحيد للخروج باليمن من أزماته داعياً السلطة وحزبها الحاكم للعودة للحوار الجاد ويحذرها من صناعة الأزمات وتأجيجها
واستنكر قيام السلطة وحزبها الحاكم بالإعلان عن إنهاء الحوار مع المشترك وشركائه والمضي لخوض الانتخابات النيابية بانفراد وتنصلها من نتائج الحوار والاتفاقات الموقعة معها .
وحمل المؤتمر السلطة ما تعرضت له السيادة الوطنية من انتهاكات أدت إلى استباحة البلد، مديناً ما قامت به السلطة من اعتقال غير مشروع بحق محمد غالب احمد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وسرعة إطلاقه وإطلاق كافة السجناء السياسيين والكف عن قمع الفعاليات السلمية وملاحقة النشطاء السياسيين وعسكرة الحياة المدنية.