يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - السفير الروسي

الخميس, 30-ديسمبر-2010
شبكة اخبار الجنوب - صنعاء -

في أول حوار صحفي له مع وسائل الإعلام اليمنية منذ تعيينه سفيرا لدولة روسيا الاتحادية في اليمن، تفضّل سعادة السفير سيرجي كوزلوف بإجراء حوار ضاف وشفاف مع صحيفة "السياسية"،تناول فيه مدى العلاقات اليمنية – الروسية، فضلا عن العلاقة الشخصية التي تربط فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح بنظيره الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس وزراه فلاديمير بوتين.


وفي اللقاء، تحدث كوزلوف حول موضوع الإرهاب والقرصنة وبرنامج إيران النووي وعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب الرؤية الروسية لتسريبات التي نشرها موقع ويكيليكس.
كما تطرق اللقاء إلى الموقف الروسي ممّا يدور من أحداث في بعض المحافظات اليمنية، وعن المشاركة الروسية، في مؤتمر أصدقا اليمن في الرياض.
وفيما يلي نص الحوار:


*تقييمكم للعلاقات اليمنية – الروسية؟
- العلاقات اليمنية - الروسية ممتازة ومتطورة جدا، وهي في أحسن مستوى، ومن هنا صعب جدا الرفع من هذا المستوى، لكن نحن كسفارة سنحاول أن نسهم في رفع مستوى هذه العلاقات كون المهمة صعبة، لأنها في أعلى مستوى ممكن من العلاقات بين الدولتين.
كما استطيع أن اصف العلاقات الثنائية بين حكومتي وشعبي روسيا الاتحادية والجمهورية اليمنية بأنها علاقات طيبة وإستراتيجية وودية وتعاون وشراكة (...) وفي مستوى متقدّم جدا، وهي في تطور مستمر. وما يؤكد ذلك هو تواصل الزيارات المتبادلة على مستوى كبار المسؤولين في البلدين سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على متانة هذه العلاقات.
الرئيس علي عبد الله صالح قام بأكثر من زيارة إلى موسكو، وكذلك بعض المسؤولين اليمنيين الذين يمثلون مكانة سياسية رفيعة في اليمن، كما أن كبار المسؤولين من روسيا الاتحادية أيضا قاموا بزيارات عديدة إلى اليمن، وقد أثمرت هذه الزيارات بصورة ايجابية وانعكست نتائجها على تقارب بل وتطابق وجهات النظر السياسية والاقتصادية والأمنية حيال العديد من القضايا الدولية والإقليمية. وكما هو معروف أن الرئيس صالح والسيد فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي يرتبطان بعلاقات شخصية وصداقة عميقة؛ وهذا الأمر أثّر تأثيرا ايجابيا مباشرا على دفء العلاقات بين موسكو وصنعاء، كما أن للرئيس اليمني علاقة شخصية بالرئيس مدفيديف والتقى به العام الماضي وسيلتقي به بلا شك في السنوات المقبلة. وأعتقد بأن المستقبل سيشهد مزيدا من نمو وتطور هذه العلاقات الثنائية المتميِّزة لما فيه خدمة مصالح البلدين والشعبين الصديقين.


*كيف تنظر القيادة الروسية إلى الوحدة اليمنية؟
- في اعتقادي -كما هو اعتقاد القيادة الروسية- أن الوحدة اليمنية التي تحققت في الـ22 من مايو 1990 بين شطري اليمن بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة السياسية اليمنية، مثلت انجازا كبيرا جدا للشعب اليمني والشعوب العربية، وحدثا إقليميا هاما أسهم بشكل كبير في تأمين الأمن والاستقرار والحُرية والديمقراطية لجنوب الجزيرة العربية، وأضيف أن الوحدة شكلت مصدر قوة وعزة للشعب اليمني. ومن يعمل الآن على تخريب أو إعادة الأوضاع إلى ما قبل عهد الوحدة سواء كان هذا العمل من الداخل أم من الخارج إنما يضمر في نفسه الشر للشعب اليمني ووحدته المباركة. ونحن في روسيا سواء على المستوى الرسمي أو رأيي الشخصي ندعم الوحدة اليمنية ونعارض كل الأنشطة المريبة التي تسعى إلى النيل منها لما تمثله الوحدة من منارة شامخة وركيزة هامة جدا في المنطقة تسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة إستراتيجية من العالم.


*البعض يقول إن الدور الروسي في الشرق الأوسط ليس بالمستوى المطلوب، مقارنة بالدور الأميركي؟
- ما هو الدور الأميركي في المنطقة؟ هل تقصد دورهم في العراق وأفغانستان؟ نحن لا نريد هذا الدور.


*لكن الرئيس الروسي الشهر الماضي صرح بان سيسعى إلى تعزيز القوات الروسية خارج الأراضي الروسية؟
- ليس لدينا خطط لنشر قوات روسية في الخارج لكن ما قاله مدفيديف إن روسيا في سياستها الدفاعية عن مصالحها القومية ستعتمل كل ما لديها بما فيها إذا احتاج الأمر نشر مثلا قوات روسية في منطقة تهدد المصالح الإستراتيجية لروسيا.


*هل إدارة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما أفضل من سابقاتها؟
- لدينا علاقات لا باس بها مع كل الإدارات الأميركية كما إدارة جورج بوش والآن مع إدارة أوباما، وفي تقديري هناك علاقات أكثر صراحة وشفافية بين الرئيس مدفيديف وأوباما؛ لأنها من جيل جديد (جيل الانترنت)، واعتقد بأن لديهما علاقات شخصية.
*الدور الروسي في مؤتمر أصدقا اليمن في الرياض؟
- نحن نستعد للمشاركة في هذا المؤتمر. وروسيا منذ بداية عملية جمع الجهود الدولية لمساعدة اليمن كانت ممن يؤيد هذه الفكرة. روسيا عضو في هذه المجموعة وستشارك في هذا المؤتمر بقوة ومقترحات أكثر فاعلية. بشكل مختصر روسيا ستستمر في سياستها الداعمة لليمن على المستوى الثنائي، وعلى المستوى المتعددة الأطراف بما فيها مجموعة أصدقاء اليمن.


*هل هناك توجّه روسي للدخول في استثمارات إستراتيجية في اليمن؟
- نعم. لقد بحثت مع عدد من المسؤولين اليمنيين (...). وهناك احتمالات مشاركة قوية روسية في بعض المشاريع التنموية، منها: إنشاء سكة حديد في اليمن، أو إنشاء محطة لتوليد الكهرباء، وتحديث محطات توليد الكهرباء في مختلف المحافظات اليمنية، وبشكل خاص تحديث وإعادة تشغيل محطة الحسوة في عدن. لدينا مشاريع في الرأي واستصلاح الأراضي وفي التنقيب عن النقط والغاز مستقبلا في اليمن. ومن هنا أنظر إلى مستقبل العلاقات الثنائية الاقتصادية والاستثمارية بتفاؤل.


*كيف تنظرون إلى الاستثمارات في اليمن؟
- نحن نعتقد بأن الأوضاع الداخلية في اليمن معقولة لن تمنع من مشاركة الشركات الروسية في المشاريع الاقتصادية والاستثمارية والتنموية وغيرها من المشاريع.


*ماذا عن التعاون العسكري الروسي - اليمني؟
-التعاون موجود وهو تقليدي، عُمره عشرات السنين وسيستمر بلا شك.


*الموقف الروسي ممّا يدور من أحداث في بعض المحافظات اليمنية؟
- ما يدور من أحداث في اليمن شأن داخلي. ونحن ندعم القيادة الشرعية الموجودة في اليمن بما فيها السلطة التشريعية والتنفيذية، والتعامل مع المعارضة ومع من لا يريدون مواصلة هذا النهج الرئيسي في هذا البلد فهذا شأن داخلي. لكن، إذا احتجتم إلى دعم فنحن جاهزون، وبدون تدخل في شؤونكم الداخلية.


*نلاحظ أن دور السفارة الروسية في اليمن غائبا بعض الشيء عن العلاقة بالصحفيين، مقارنة ببعض السفارات الأخرى؟
-الموضوع جيّد، وأنا كسفير يمكنني أن أساعدكم في ذلك. مثلا أفكر في زيارة اليمن من قبل مدير عام قناة "روسيا اليوم" الفضائية. وربما وضع اتفاق أو برتوكول ثنائي بين روسيا اليوم ووزارة الإعلام اليمنية. بالإضافة إلى ذلك، قد نساعد في تنفيذ زيارة لمسؤولين من أكبر وكالة الأنباء الحكومية في روسيا، ومن خلال هذه الزيارة قد نقترح على الضيوف الروس صياغة الاتفاق المشترك في مجال الإعلام.


*تقييمكم لبطولة خليجي 20؟
- أولا، ألف مبروك لليمن، مقدرته العالية على تنظيم خليجي 20. حيث اثبت اليمنيون قدراتهم الهائلة وعراقة الشعب اليمني الأصيل، وأثبتت اليمن بأنها وطن الأمن والاستقرار وتلاشت بل وتعرت تلك الأقاويل التي أثيرت عن اليمن قبل انطلاق البطولة الرياضية الناجحة تنظيما وجماهيريا وإنشائيا؛ لأن تلك الأقاويل كانت تهدف إلى إفشال اليمن ومنعه من التنظيم، لكن العكس حصل. أقول هذا الكلام من تجربة واقعية، حيث شاركت أنا شخصيا مع مجموعة من السفراء الأجانب والعرب المعتمدين لدى صنعاء في مراسيم افتتاح واختتام البطولة الرائعة. وتابعت الأخبار هذه البطولة منذ اليوم الأول حتى نهاية الدورة. ما أدهشني هو الحفل رفيع المستوى الذي قدّمه شباب وشابات اليمن. إذا ما علمنا أن اليمن لأول مرّة تنظم مثل هكذا حدث رياضي كبير. وبالفعل ظهر الوجه الحقيقي لليمن أمام العالم والمنطقة بأن اليمن هي بلد الحضارة والأصالة العربية وبلاد العرب السعيدة.
ومن الملاحظات الايجابية أن حفل الاختتام حظي بحضور دبلوماسي أكبر من حفل الافتتاح، ومن بين أبرز الحاضرين لحفل الاختتام السفير الأميركي بصنعاء. وشاهدت على ملامحه اهتمامه الشديد بالمناسبة الرياضية وارتياحه لنجاح اليمن في التنظيم. واليمن اتخذت الإجراءات الأمنية الضرورية واللازمة للحفاظ على نجاح البطولة وضيوفها من الخليج والعالم. وكان اللافت في البطولة الحضور الجماهيري الكثيف من اليمنيين والخليجيين في منظر جميل جدا يعكس الوحدة العربية على مدرجات الملاعب اليمنية. وكان لمنظر الألعاب النارية التي انطلقت في ختام البطولة اثر كبير في إدخال البهجة على الحاضرين لحفل الاختتام. وتوِّجت بنجاح البطولة الخليجية الـ20.
وأنا على اعتقاد كامل بأن اليمن أصبحت مؤهلة لتنظيم أية بطولة قادمة سواء على مستوى الإقليم أو على مستوى القارة. مرة أخرى ألف مبروك للقيادة السياسية اليمنية، ولكل من ساهم في إنجاح بطولة خليجي 20.
وما أثير من جدل حول هذا الموضوع هو طبيعي. فإن الدول الخاسرة دائما ما تعلق بالسلبية ضد الدول الفائزة بتنظيم هذه التظاهرة الرياضية الدولية. روسيا لا تحتاج إلى شهادة من أحد حول قدرتها التنظيمية للألعاب الرياضية. فما تمتلكه من بنية تحتية رياضية حاليا تؤهلها للتنظيم حالا. ورغم ذلك فإنها قد أعلنت عن بناء 13 ملعبا رياضيا جديدا وفق أحدث الطرق العلمية والتقنية الحديثة من أجل إنجاح هذه الدورة الرياضية الهامة التي سوف تنظمها روسيا ي عام 2018.
وروسيا بلد كبير جدا ولديه كوادر رياضية عالية المستوى سواء على مستوى الدوري الوطني أو أولئك المحترفون في فرق رياضية أوربية ودولية عديدة. كما أن الحركة الرياضية في روسيا لها تاريخ مشرق والاتحاد السوفييتي كان أول بطل أوربي في العام 1960 على مستوى بطولة كرة القدم للقارة الأوربية. وبعد مرور سنوات عديدة على انطلاق هذه التظاهرة الرياضية العالمية كان لا بُد من تنظيم هذه اللعبة في روسيا. كما أن دولة قطر قدمت ملفا قويا استحقت أن تفوز بتنظيم اللعبة عام 2022، وهي بذلك تمثل العرب جميعا. وأعتقد بأنه حان الوقت أيضا للدول العربية أن تنظم هذه التظاهرة على مستوى العالم وفي الشرق الأوسط.
وهنا لا أريد أن أعلّق على ما جرى عقب اختيار الـ"فيفا" لروسيا وقطر لتنظيم مونديال 2018 و2022؛ لأنه لا يعدو كلاما فارغا ومجوفا ليس له أساس من الصحة أو معنى. والرد الحقيقي على ذلك سيكون في 2018 عندما يشاهد العالم القدرة والتفوّق الروسي الرياضي. وقبل ذلك ستكون روسيا على موعد مع الألعاب الدولية الشتوية في 2014 وكذلك الدوري المدرسي. هذا يعني ان روسيا سوف تعيش أفراحا رياضية هامة على مدار الثماني سنوات القادمة. لذلك أقول إن اختيار روسيا وقطر هو اختيار صحيح.


*في موضوع الإرهاب.. روسيا شأنها شأن اليمن في محاربة الإرهاب.. لكن ما هي خصوصية محاربة اليمن للإرهاب؟
- الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية تعاني منها كثير من دول العالم. وصحيح أن روسيا واليمن هما من البلدان التي تعاني من هذه الظاهرة إلا أن القضاء عليها تتطلب جهدا أكبر من جهود اليمن وروسيا، فهي تتطلب جهداً دوليا متعاونا؛ كونها ظاهرة لا تخص بلدا معنيا في العالم، ولا ترتبط بدين أو قومية وأصبحت كظاهرة العولمة، بل وارتبطت بالعولمة فعليا، وأصبح الإرهاب من نتاج العولمة في العالم.
وروسيا كبلد يكافح ويحاول تأمين أراضيه من هذه الظاهرة، فإنها تدعم وتشارك وتقف بقوة مع الجهود الدولية والثنائية المشتركة على كافة المستويات التي ترمي إلى القضاء على الإرهاب الدولي، لاسيما وأن الذين يدفعون ثمن هذه الظاهرة هم الأبرياء من المواطنين بنسبة 99 في المائة. وكما أسلفت، فأنا لا أعتقد بأن هذه الظاهرة مرتبطة بعناصر دينية أو قومية أو جنسية بل إنها ظاهرة عالمية لها أهداف تخريبية تشمل كل دول العالم. ومن هنا، نؤكد على أهمية العمل المشترك من أجل التعاون على القضاء على الإرهاب. وما يقال إن الإسلام والمسلمين هم منبع الإرهاب، فإن هذا الطرح خاطئ جدا. والإسلام والمسلمون بريئون منه. ولا يجب إسقاط البعض على الكل لاسيما وأن هناك مناطق عديدة في العالم تعاني من الإرهاب، ولا يوجد فيها مسلمون، مثل: ايرلندا، اسبانيا وغيرها من الدول.


*الدور الروسي في حلحلة عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء رفض إسرائيل تجميد الاستيطان؟
-الموقف الروسي من قضية الاستيطان على أراضي الرابع من حزيران 1967 معروف ومعلن؛ مفاده رفض الأعمال الاستيطانية بكل أشكاله وأنواعه؛ لأننا نعتبر هذا النشاط غير شرعي، ومن جانب واحد، ومن شانه أن يقضي على إيجاد حل نهائي وعادل لازمة السلام في الشرق الأوسط.
وكنت أعمل ممثلا لحكومة روسيا الاتحادية لدى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية قبل تعييني سفيرا لدى اليمن. ومن خلال ما شاهدته خلال مدة ثلاث سنوات في الأراضي الفلسطينية من انتشار الاستيطان الإسرائيلي على شكل تجمعات كبيرة في مختلف الضفة الغربية، فان هذا الاستيطان يقضي تماما على فرص تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على حدودها الشرعية التي نصت عليها القرارات الدولية للأمم المتحدة ومجلس الأمن والتوافق الدولي في هذا الشأن الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية؛ بحيث تكون هذه الدولة قادرة على الحياة ولها سيادة تامة على أراضيها. ونحن مع الطرح الفلسطيني الرافض للحوار المباشر أو غير المباشر مع إسرائيل ما دامت العمليات الاستيطانية لن تتوقف خاصة مع غياب تام لحلول ناجعة لما تم ويتم من أنشطة استيطانية إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية . فالفلسطينيون يطالبون بالحق ويجب تقديم الدعم لهم، كما يجب بذل مزيد من الجهود حتى لا يتفاقم الوضع إلى أوضاع سيئة أكثر. والجدير بالذكر أن الاجتماع الأخير الذي عقدته الرباعية الدولية في موسكو، بكامل أعضائها، أكد رفض الاستيطان كظاهرة مضرة بأفق العملية السلمية في الشرق الأوسط.


*كيف تنظر روسيا إلى الموقف الأميركي من عمليات الاستيطان؟
- لا يمكن أن نفهم الموقف الأميركي الأخير من الأعمال الاستيطانية على أنه تخلٍ عن ممارسة دورهم في عملية السلام في الشرق الأوسط؛ كون الموقف الأميركي موقفا رافضا لما تقوم به إسرائيل من عمليات استيطانية، وأن الأميركيين يطالبون كما كانوا يطالبون في الماضي الحكومة الإسرائيلية بوقف هذه الأنشطة المضرّة بعملية السلام.
يجري الآن نقاش حول كيف يمكن ممارسة الضغوط على إسرائيل من أجل وقف الاستيطان في ظل عدم قيام أميركا بممارسة الضغوط السياسية اللازمة على إسرائيل. وأطن أن ذلك سيتم طرحه من الجانب الروسي بشكل واضح وصريح ومن الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة في أقرب اجتماع للرباعية.


*ما هي العوائق أمام انعقاد مؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط؟
-روسيا بادرت إلى الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر؛ انطلاقا من كونها أحد رُعاة السلام في الشرق الأوسط وعضوا أساسيا في الرباعية الدولية المعنية بتحقيق سلام دائم للصراع العربي - الفلسطيني – الإسرائيلي. وأؤكد أن هناك ترحيبا واسعا من قبل كثير من الدول ذات العلاقة بفكرة عقد المؤتمر في موسكو، إلا أن ما يعيق عقد المؤتمر هو بعض التحفظات التي أعلنتها بعض الدول في الإقليم، أو التي لها علاقة مباشرة بقضية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك بعض الدول على المستوى الدولي من الطرح والتصوّر الذي يصر على تحقيقه الجانب الروسي من هذا المؤتمر. فروسيا الاتحادية لا تريد أن يكون المؤتمر ظاهرة سياسية إعلامية لا يُسهم في إيجاد حل جذري وحقيقي لقضية الشرق الأوسط.
نحن نُصرّ على أن يخرج المؤتمر بحلول دائمة بين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين من جهة وبين إسرائيل. من جهة أخرى، تنعكس تلك الحلول على إقامة سلام دائم بين الشعوب العربية والإسلامية والشعب الإسرائيلي ويعم السلام هذه المنطقة الحساسة من العالم. وهذا بالطبع يلاقي صعوبات وتحديات إلا أننا في روسيا سنظل نسعى وسنستعمل كل ما يمكن استعماله من أنشطة دبلوماسية وحوارية لتحقيق هذا الهدف. وإن شاء الله، سوف نتوصل في نهاية المطاف إلى ما نتطلع إليه، وهذا يتطلب بذل جهود كبيرة من قبلنا وأيضا تعاونا وتفهما لمتطلبات السلام من الجميع في المنطقة والعالم، وخاصة من الجانب الإسرائيلي المتردد من المشاركة في هذا المؤتمر (بتصوره الروسي) من أجل الوصول إلى وضع أسس وقواعد شرعية ملزمة لجميع الأطراف من أجل تحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة.


*موقف روسيا من النووي الإيراني، يقول البعض إنه ضبابي، ما تعليقكم؟
-الموقف الروسي من البرنامج النووي الإيراني واضح جدا، فروسيا مع حق أي دولة في العالم بما فيها إيران الحصول على تقنيات البرامج النووية السلمية، هذا تضمنه القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية.
روسيا تشارك في إقامة مفاعلات نوويو سلمية إيرانية، وتزوّد بعضها بالوقود اللازم لتشغيلها للأغراض السلمية، إلا أنها ملتزمة دوليا مع بقية دول العالم بالحد من انتشار البرامج النووية والعسكرية. وفي هذا الإطار، نحن قلقون من تحوّل البرنامج النووي الإيراني من سلمي إلى عسكري. وبهذا يصبح مصدر تهديد حقيقي لدول الإقليم والعالم بشكل عام، وبشكل مباشر لروسيا؛ كون إيران تقع على تخوم الحدود الدولية الجنوبية لروسيا. لذلك يتلخص الموقف الروسي من البرنامج النووي الإيراني بـ"نعم" لبرنامج نووي سلمي، و"لا" لبرنامج نووي عسكري.
أما ما يخص العقوبات التي يفرضها المجتمع الدولي على إيران، فروسيا أيّدت تلك العقوبات، إلا أنها ضد العقوبات الإضافية التي فرضت على إيران بشكل أحادي، من قبل بعض الدول الكبرى في العالم وخارج نطاق الأمم المتحدة. فنحن نطالب تلك الدول باحترام القانون والقرارات الدولية في هذا الشأن، ونعمل سوية على تطبيق القرارات الدولية واحترامها، أو أن كل دولة تعمل وفقا لما يقتضيه الواقع والمصالح. لذا يجب أن نحافظ على عملنا الدولي كفريق واحد وعدم السماح بالخروج عليه بأي شكل من الأشكال.


*الموقف الروسي من البرنامج النووي الإسرائيلي؟
- ما يخص البرنامج الإسرائيلي نحن مع خلو منطقة الشرق الأوسط من أي برامج نووية عسكرية، وهو موقف واضح جدا.


*روسيا تطرح فكرة أو برنامج تنسيق دولي من أجل مكافحة القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن، ما هي الجهود التي يمكن أن تقدمها لليمن في هذا المجال؟
- القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن هي ظاهرة غريبة وخطيرة؛ كونها تستهدف الاقتصاد والتحكم بالحرية التجارية الدولية العابرة عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ويجب أن تتكاتف الجهود الدولية بالتعاون مع الدول ذات العلاقة الواقعة في هذه المنطقة المهمة من العالم من اجل إيجاد الحلول الناجعة التي من شأنها أن تقضي على هذه الظاهرة، وتأمين المنطقة أمام الحركة التجارية والاقتصادية الدولية، وذلك عن طريق استخدام عدد من الإجراءات القانونية، ومن أهمها: سن قوانين دولية تجرِّم هذا العمل وتعاقب عليه، إضافة إلى تأسيس محكمة دولية خاصة بمعاقبة القراصنة، كما يجب الاهتمام بالأوضاع الأمنية والاقتصادية لدول المنطقة ومساعدتها على الخروج من أزمتها الاقتصادية التي تؤثر تأثيرا مباشرا على الحالة الأمنية في القرن الإفريقي والبحر الأحمر وخاصة ما يجري في الصومال من غياب للدولة.


*ماذا عن التواجد الروسي العسكري في المنطقة؟
- التواجد الروسي العسكري في هذه المنطقة يأتي في إطار الجهد الدولي الرامي إلى مساعدة دول المنطقة على تأمين الأمن للحركة التجارية الدولية ومكافحة ظاهرة القرصنة. ومعروف عن روسيا أنها دولة ليست لها أية أطماع استعمارية في المنطقة على مدى التاريخ الطويل لها.
وتواجدنا العسكري في المنطقة يأتي من أجل تنفيذ بعض مهام الحماية والأمن بالتنسيق مع اليمن بدرجة أساسية. وأعتقد بأن اليمن ترحب بذلك. والتواجد العسكري الدولي في هذه المنطقة يأتي كمعالجة آنية لمكافحة القرصنة، ولا يمكن أن يكون تواجدا دائما أبدا. هذه هي رؤيتنا في روسيا.


* كيف تقيِّمون الأوضاع الأمنية في القوقاز؟
- يجب النظر بعين الاعتبار إلى الأسباب التي أدت إلى وصول الوضع الأمني في القوقاز إلى ما هو عليه حاليا. ومن أهم تلك الأسباب: وجود قيادة سياسية معادية لروسيا في جمهورية جورجيا التي كانت إحدى دول الاتحاد السوفييتي، حيث أصبحت هذه الدولة ملاذا آمنا لبعض الإرهابيين والمخرِّبين الذين ينطلقون منها إلى منطقة القوقاز، ويعملون على تفجير الوضع الأمني هناك، بل إن الأمر وصل إلى قيام جورجيا بالتدخل العسكري المباشر والاعتداء على أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن طريق استخدام القوة العسكرية وهاجمت القوات الروسية المتواجدة هناك بتفويض أممي من أجل الحفاظ على الأمن والسلم في هذه المنطقة.
روسيا الآن تبذل جهودا أمنية كبيرة من أجل ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، لذلك اعترفت روسيا الاتحادية باستقلال أوستيا الجنوبية وأبخازيا. وندعو دول العالم إلى ال|إسهام الفاعل في ترسيخ الأمن في هذه المنطقة عن طريق الاعتراف بهاتين الدولتين المستقلتين.


*الرؤية الروسية لتسريبات ويكيليكس، هل هي لعبة أم حقيقة؟
-ما يخص الوثائق الأميركية التي نشرت أو سُرِّبت عبر الموقع الالكتروني (ويكيليكس)، فأنا أجيبك بما أجابت به القيادة السياسية الروسية. صرح رئيس روسيا الاتحادية السيد ديمتري مدفيديف بأن ما جاء في تلك الوثائق الأميركية المسربة عبر ويكيليكس والتي تتعلق بروسيا هي أعمال وقحة، لكن روسيا لا تريد أن تصل بالوضع إلى وضع دراماتيكيا مع أميركا، نحن ننظر إلى ما سُرِّب من وثائق بحذر. وقد أضاف السيد فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي -معلقا على تلك الوثائق- إن الوثائق المسرّبة هدفت إلى إهانة وتعرية بعض القادة والساسة والجهات في العالم كما تهدف إلى توتير العلاقات الدولية وإثارة ردة فعل غاضبة في العالم. ونحن لن ننجر إلى ذلك أبدا؛ لأننا نعرف الحقائق ولدينا مصادرنا ووسائلنا في ذلك. كما إن روسيا لديها تساؤلات كبيرة حول صحة هذه الوثائق المسرّبة.


*الموقف الروسي من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟
-الموقف الروسي من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هو موقف داعم لعملها من أجل تحقيق العدالة وملاحقة الجُناة الذين قاموا باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بدرجة رئيسية. ومن جانب رسمي، فإن المحكمة مرحّب بها لتحقيق الأهداف الحقيقية. لكن نعتقد بأن كل المواضيع المتعلقة بالأجندة الداخلية في لبنان يجب أن تبحث من قبل اللبنانيين أنفسهم. ونؤكّد على ضرورة عدم تسييس المحكمة، وأن تقوم بعملها بطرق نزيهة دون أي انحياز لطرف ضد آخر في لبنان؛ كون الهدف من المحكمة هو توفير العدالة والحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم زعزعة الأوضاع اللبنانية باستخدام المحكمة. وهناك نقطة مهمة يجب التطرّق إليها هو أنه يجب على الجميع في لبنان عدم استباق القرار الاتهامي للمحكمة، والتداول فيها قبل صدوره وتوتير الأوضاع الداخلية اللبنانية على ظنون قد تكون غير صحيحة. لذلك، يجب الانتظار، ومن ثم التعليق على قرار المحكمة عبر الطرق المعروفة قضائيا في هذا السياق. وروسيا الاتحادية ضد أي تدخل دولي في عمل المحكمة وضد أي ضغوط تمارس على عملها، وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته نحو لبنان، وذلك عن طريق عدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي، وعدم تحويل المحكمة الدولية إلى ورقة ضغط على أي فئة من اللبنانيين.


*كلمة أخيرة؟
-أقدم تهنئة لطاقم صحيفة "السياسية" ووكالة "سبأ" ولجميع المواطنين اليمنيين بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية.



صحيفة السياسية

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن
التعليقات
محمد الصباري (ضيف)
30-12-2010
موقف روسي يستحق الثناء والتقدير ورسالة قوية للمراهننيين على مواقف الخارج لتشطير اليمن وتمزيقها من اتباع وانصار الحراك الانفصالي المسلح في بـعـض مناطق جنوب الوطن اليمني ،،،



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)