تفصلنا أيام قلائل عن موعد انطلاق فعاليات بطولة خليجي 20 والتي ستستضيفها اليمن ومنذ إقرار استضافة اليمن للبطولة الخليجية في نسختها العشرين ظل الهاجس الأمني حاجزاً وبقوة ليتصدر التناولات والتغطيات في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية بقراءات وتحليلات شابها الكثير من تزييف الحقائق والتحيز لمرام ومحاولات مشبوهة ، دفعت بأمناء السر في الاتحادات الخليجية للاطلاع على مستوى الاستعدادات والتجهيزات للاستضافة والتي كانت محط إشادتهم وإعجابهم ومع إجراء القرعة فإن استضافة بلادنا للبطولة صار في حكم “قطعت جهيزة قول كل خطيب”. ومع ذلك ولكل من لايزال في قرارة نفسه ذرة من شك فإننا نضع القراء في قلب الحدث فيما يتعلق بمستوى الاستعدادات الأمنية لضمان نجاح البطولة وذلك في حوار خاص مع العميد عبدالله قيران مدير أمن محافظة عدن والذي يؤكد بأن كل المواقع والمنشآت وخطوط السير والمنافذ بحراً وبراً وجواً تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية ومراهناً بدرجة أساسية لنجاح الاستضافة على تفاعل أبناء عدن المقترن تاريخها بالرياضة والمدنية.. فإلى نص الحوار:
 حدث بحجم 20 تستضيفه بلادنا في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن يحتم توفر الاستقرار والتنظيم الخاص فما هي الاستعدادات الأمنية لضمان سير نجاح فعاليات البطولة لاسيما وأن عدن مفتوحة على كل اتجاه؟
حقيقة نجدها فرصة من خلال صحيفة الجمهورية للحديث عن الخطة الأمنية الخاصة باستضافة بطولة خليجي 20 ولاشك فإن الخطة الأمنية هي جزء من الخطة العامة لبلادنا بشكل عام والتي ستستضيف من خلالها كل أشقائنا القادمين من دول الخليج العربي، والذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف.
وفي سياق الخطة الأمنية لتلبية متطلبات هذا الحدث الرياضي الكبير.. فإننا في محافظة عدن لدينا خطة مشتركة لتأمين عدن والمحافظات المجاورة وقد شملت كافة الجوانب سواء تلك المتعلقة بخطوط السير عبر المنافذ البرية التي تربطنا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة أو مع عمان.. أو من خلال المنافذ والشريط الساحلي بما يضمن توفير الأمن والسلام على مستوى المنافذ البرية والبحرية والجوية لمحافظة عدن أو على مستوى منافذ الجمهورية.
كما أن الخطة الأمنية التي تم إقرارها تكفل توفر الأمن والسلام لكافة الأحياء السكنية ، السكن ومقار إيواء الوفود وكذا خطوط السير إلى جانب المرافق والمنشآت التي لها علاقة بفعاليات خليجي 20.
تأمين كافة المرافق
وقد ارتكزت اتجاهات عمل الخطة على تأمين محافظة عدن بشكل عام.. وكذا تأمين المرافق ذات الطابع اللصيق بالجمهور والضيوف من أشقائنا، من دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الوافدين إلى بلادنا سواء أكانوا سياحاً أم جمهورا رياضيا؛ لأننا نتوقع أن يكون هناك حضور كبير للجمهور الرياضي الخليجي الحريص على المشاركة في تشجيع المنتخبات الرياضية كما أننا نتوقع حضور جمهور عربي أيضاً في الفعاليات.. وهو مايضاعف مسئولياتنا فيما يتعلق بالجانب الأمني.
وكما أسلفنا فإن الحدث قد أوجب وضع خطة دقيقة على أسس أمنية ترتبط بمعايير تم البدء بتنفيذها وفقاً لتوجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله وكذا توجيهات نائب رئيس الجمهورية منذ الـ20 من سبتمبر الجاري من خلال توزيع الوحدات العسكرية والأمنية لمواقعها المحددة وفقاً للخطة المرحلية تبدأ بقوة محددة ثم يليها بالتدرج التعزيز والتموضع حتى تكتمل قوام القوة المعنية بتنفيذ الخطة مع بداية شهر نوفمبر.
مساهمة مجتمعية فاعلة
وبالنسبة للمستلزمات اللوجستية المطلوبة فقد تم البدء بتوفيرها تدريجياً كما أن هناك مساهمة فاعلة لمؤسسات المجتمع المدني في تنفيذ هذه الخطة والتي نعتقد جازمين بأنهم مساهمون أساسيون لإنجاح فعاليات بطولة خليجي 20 ؛ كون عدن حاضنة الحدث ولاشك سيفد إليها الضيوف على مدار العام فهناك بنى تحتية رياضية وسياحية من خلال المنشآت الرياضية وكذا المنشآت السياحية إلى جانب البنية التحتية في الجانب الأمني وهذه البنية سوف تساعد على تنفيذ الخطة وفقاً للاحتياطات التي تستدعيها طبيعة المرحلة التي نعيشها.
منظومة أمنية
إضافة إلى ماتقدم نود هنا أن نوضح بأنه وللمرة الأولى في تاريخ وزارة الداخلية والمؤسسات الأمنية تستحدث منظومات أمنية ذات تقنية حديثة مرتبطة بأجهزة ذات طابع أمني يعنى بجمع المعلومات والتحريات أيضاً قضايا التأمين والتفتيش للسيارات والمركبات وكذلك بالنسبة للأشخاص في كل المرافق وكل المنافذ البحرية والبرية والجوية، كما تم تركيب شبكات الرقابة المرئية في الشوارع وأماكن التجمعات، ونود أن نشير هنا إلى أن استضافة بطولة خليجي 20 أحدثت تطوراً هائلاً في البنية التحتية للمؤسسة الأمنية وبالذات بمحافظة عدن والمحافظات المجاورة ونحن نعتبر ما تحقق وما سيتحقق بمثابة إنجاز كبير يضاف إلى المكاسب التي تتحقق كل يوم على الصعيد المحلي بشكل خاص وعلى الصعيد الوطني بشكل عام يضاف إلى منجزات الثورة اليمنية والوحدة التي نحتفل هذه الأيام بمكاسبها ومنجزاتها.
رهانات خاسرة
^^.. هناك من يراهن على الجانب الأمني في بطولة خليجي 20 فما الإجراءات التي اتخذتموها لنجاح فعالياتها؟
أي رهان يطرحه بعض المأزومين أو الموتورين يعتبر رهاناً خاسراً.. وعلى كل من يحاولون النيل من مكاسب الوطن ومنجزاته أن يعيدوا حساباتهم وأن يدركوا أن المسئولية الأمنية اليوم لم تعد مسئولية جهاز أمني فحسب وإنما صارت مسئولية الجميع، ولايمكن لأي شخص أو مجموعة من المأزومين أن يراهنوا على أمن وطن بكامله ونحن نؤكد هنا أنهم خاسرون.. وعليهم مراجعة حساباتهم وأن يتقوا الله في أنفسهم.. أما بالنسبة للوطن فهو بألف خير والأمن سيكون أفضل مما يخيل لهم؛ نظراً لأن الأوطان تعتز بأبنائها الغيورين والشرفاء أما الحاقدون على الوطن فليس لهم أي رقم وهم يراهنون بإفلاسهم إذ لم يعد لديهم أي شيء يقدمونه اليوم.. وشائعاتهم التي بدأوا يروجون لها قبل أربع سنوات تقريباً.. ويروجون لأفكار مغلوطة قد أدرك حقيقة زيفها شعبنا.. ونؤكد أنهم اليوم لا يجدون مايراهنون عليه وإذا ما أصروا فإننا نقول لهم بأن رهاناتهم خاسرة وأنهم فاشلون وعليم أن يفكروا في مستقبلهم ومستقبل الوطن.
استعدادات من قبل عامين
^^.. ردكم هذا على المأزومين ماهي مرتكزاته وقواعده؟
ماطرحناه ليس من باب التنظير فنحن ننطلق مما أعددنا وما اعتمدنا عليه من الإمكانات البشرية والإمكانات المادية.. وهو مايؤهلنا لتنفيذ الخطة الأمنية بنجاح والأجهزة الأمنية اليوم صارت مؤهلة ومدربة تدريباً حديثاً ولديها من الإمكانات الحديثة ما يمكنها وباقتدار من تنفيذ كل ما يوكل إليها من مهام.. وحدث خليجي 20 نعتبره حدثاً كبيراً وقد أعددنا العدة لذلك وخططنا ليست وليدة اللحظة وإنما تجاوز الإعداد لها أكثر من عامين.. وقد أعدت بشكل دقيق وروعي فيها كما أسلفنا كل الأمور والمستلزمات التي تضمن تنفيذها بشكل ممتاز وناجح.
ربط آلي لكافة المنشآت
^^.. أشرتم قبل فترة إلى أن ثمة ربطا الكترونيا آليا لتبادل وتلقي المعلومات ذات الطابع الأمني هل لكم تسليط الضوء حول ذلك؟
العميد قيران أما ما أشرت إليه سابقاً فقد تم تنفيذه ويندرج في إطار الخطة الأمنية، وقد تم اشتراك أكثر من جهة كالاتصالات وتقنية المعلومات وغيرها من المؤسسات ذات الصلة بتوفير متطلبات الاستضافة كالكهرباء والمياه والسياحة وغيرها.. وما تحقق يعتبر مناسباً بالنسبة إذا ما قارناه بالوقت إذ من خلال الخطة هناك ربط آلي بين كافة المنشآت الرياضية والسياحية والطرق التي سيتم سلوكها.
تعزيزات مركزية
^^.. هل ستعتمدون على القوات الأمنية والعسكرية المرابطة في المحافظة أم الاستعانة بتعزيزات من خارج المحافظة؟
هناك تعزيز ودعم لا مركزي من خلال وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والأجهزة الاستخباراتية الأخرى بمعنى أن كافة الأجهزة الأمنية العامة والسياسية والقومية والعسكرية والبحث الجنائي والمرور.. بالإضافة إلى المرافق الحكومية الأخرى كمصلحة الهجرة والجوازات والأحوال المدنية وغيرها سيتم مضاعفتها والخطة الآن يجرى تنفيذ مراحلها أولاً بأول.
دعم القيادة السياسية
ـ في تنفيذ الخطة الأمنية هل تواجهون صعوبات؟
كما يعرف الجميع لا يوجد أي عمل طموح إلا وترافقه صعوبات بالنسبة لنا حقيقة تفاعل وتكاتف جهود كل القيادات سواء مركزياً أو محلياً وفي ضوء الاهتمام الخاص من قبل القيادة السياسية لانجاح البطولة وتوجيهاتها بهذا الخصوص فقد تم تجاوز الكثير من الصعوبات والتي في اعتقادنا أنها كانت صعوبات فنية أو مالية ترتبط بالتمويل ـ نحمد الله هنا أننا تجاوزناها ولم يعد هناك ما يمثل أقل من %10 من الاحتياجات التي نطمح لها أو نحن واثقون من تحقيقها خلال الفترة القادمة.
ـ بما أنكم قد بدأتم بتنفيذ مراحل الخطة الأمنية ما هي المؤشرات الإيجابية؟ وهل برزت سلبيات؟
نحن متفائلون كثيراً من خلال ما نلمسه في الواقع هناك تفاعل جماهيري سواء من قبل أبناء المحافظة أو القاطنين فيها إذ إن الكل متطلع لانطلاقة هذا الحدث الرياضي، والاستمتاع بفعالياته ونعتبر هذا أول مؤشر يعزز لدينا القناعة بأن النجاح سيكون حليف الحدث وحليف الخطة الأمنية.. ونحن نعتبر تفاعل المواطنين إسهاما كبيرا لإنجاح المجهود الأمني.. كما أن مستوى التأهيل والتدريب للقائمين على تنفيذ الخطة يعزز لدينا هذه القناعة، وهنا لا يفوتني أن أؤكد أن المواطن لا شك سيكون تفاعله رديفا لجهود رجال الأمن وتعاونه معهم واجب وطني ومسئولية لا بد من أدائها باعتبار أن نجاح الحدث الرياضي خليجي 20 في محصلته سيكون الجميع مشاركاً في تحقيق نجاحه.
 

الجمهورية نت