يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأربعاء, 01-سبتمبر-2010
شبكة أخبار الجنوب - د - وهيبه فارع شبكة اخبار الجنوب - اليمامة السعودية -

لم تقبل بإجراء حوار كهذا من أول "اتصال"، لكن بعد جهود وساطة من نوع خاص، لم تتردد في فتح باب مكتبها والإجابة عن جميع تساؤلاتنا بما فيها الأسئلة المشاكسة والمحرجة إن جاز التعبير.. تماما كما لم تتردد في الإقرار بأنها "أضعف الناس" على عكس وصفها من قبل البعض "بالمرأة الحديدية" وذلك بالنظر إلى ما تتمتع به من قوة شخصية وصرامة وجدية في التعامل أثناء العمل، وروح مفعمة بسيل من الأفكار الثورية والنضالية ورثتها من أزمنة الكفاح والدفاع عن الثورة اليمنية ومكتسباتها.


الدكتورة وهيبة فارع أول امرأة يمنية تتسلم حقيبة وزارة حقوق الإنسان، قبل أن تودعها وتتولى حاليا مهمة عميد معهد العلوم الإدارية بالعاصمة صنعاء، في حوارها مع (اليمامة) السعودية والذي تعيد "السياسية" نشره تستعرض أهم المحطات التي تخللت مشوار حياتها قبل أن تسجل الكثير من المواقف والاعترافات الجديرة بالاهتمام..فإلى نص الحوار
* كم كنت تتقاضين من التدريس ومن العمل في الشركة؟
-عملي في الشركة كان تطوعيا لم أتقاض منه شيئاً، أما التدريس فكان أول راتب استلمته عشرة ريالات وثاني راتب كان 25 ريالا. في ذلك الوقت كان أفضل راتب لا يتجاوز مائة وخمسين ريالا.


* ماذا اشتريت بأول راتب؟
-اعتقد أن أول راتب حصلت عليه اشتريت به كراسي لمدرسة القرية التي كنت أشعر بالذنب أنني درست فيها بدون كراسي، فاشتريت 10 كراسي كل كرسي بريال او ريال وربع، وبقي أن انتظرت أشهرا لأتمكن من توصيلها لأن الطريق لم تكن عقد عبدت بين تعز والقرية والسيارات التي تسافر إلى هناك لا تذهب إلا مرة في الأسبوع.


*كيف وافق أهلك بدراستك في الجامعة الأميركية في بيروت؟
-رافقني شقيقي وكان قد عين في إحدى سفارات بلادنا في إحدى الدول العربية, وعندما حصلت على ابتعاث صحبني في أول رحلة للاطمئنان على استقراري بالدراسة والمعيشة, لكن لأسباب كثيرة لم أتمكن من الاستقرار وعدت للدراسة في جامعة صنعاء بكلية الآداب والتربية مع بقية زميلاتي الثمان اللاتي اكملت معهن حتى نهاية المرحلة الجامعية ومع بعضهن حتى نهاية الدكتوراه.


*لماذا هذا التخصص؟
-كنت أحب الأدب العربي واللغات بشكل عام وقد درست اللغة الانجليزية كتخصص ثانٍ، لكن بسبب كثافة المواد تركتها وتخصصت في مجال التربية.


*ماذا عن المحاولات الشعرية؟
-لدي محاولات ليست للنشر فأنا أحب الشعر بطبيعتي وأكتب الشعر وأحيانا أنظمه وأتبادله مع أولادي على شكل حكم أو نصائح، فقد نشأت في بيئة تحب الأدب وتحترم مجالس العلم والأدباء, ولا زالت أذناي تحن الى أصوات النساء في الوديان وهي تصدح بالعناء الحر وخصوصا الراعيات, وكان منتهى سعادتي أن أنتظر موسم مرور المداحين الذين كانت أسرتنا تستقبلهم وتستضيفهم ويقدمون أفضل ما لديهم من المديح النبوي والأناشيد الدينية التي كنت أحفظها عن ظهر قلب, ولكن أحتفظ بمحاولاتي الشعرية لنفسي لكن حتى اللحظة لم أجرب أن أنشر أو أقرأ ما لدي لأحد، ولكن أتبارى مع أولادي الذين يحبون الشعر والأدب بالنظم والقصيد وهم يحفظون مثلي الشعر النبطي وبعض الأناشيد والقصائد الدينية.


*لماذا هل هو الخوف أم تواضع مستوى الكتابة الشعرية؟
-لا، هو تواضع مستوى الكتابة ربما فعندما أقرأ للدكتور المقالح أو لنزار قباني، أقول لنفسي: "أيش جاب لجاب" كما يقولون، فالشعر ليس تخصصا هو موهبة، وكان يمكن ان يكون تخصصي الأدبي لكنه تحول إلى أدب اجتماعي أو سياسي سمه ما شئت .. جربت كتابة الشعر والقصة القصيرة، ولكني وجدت نفسي في الأبحاث والدراسات الاجتماعية الواقعية كالطبيب عندما يتسلم الحالة لا يقوم بالتغزل فيها او وصفها فيها بقدر ما يبدأ في تخليصها من الآلام والوجع.


*هل نتوقع لمحاولاتك الأدبية أن ترى النور؟
-(تضحك) .. لا أعتقد لكن ربما قد يأتي أحد من أولادي ويفتش عنها وينشرها.
أين تخبئينها؟
-في مكتبتي الخاصة، لدي مكتبة كبيرة وكتب كثيرة وقد تبرعت بعدد كبير منها للجامعة.


*عودتك من بيروت.. هل نصفها خوف أم فشل؟
-أولا كان خوف لأنه أول خروج لي من بلدي، وأول معايشة حقيقية لما كنت أتخيله من خلال الراديو, فقد فوجئت برؤيتي طوابير البنات يتحركن بكل حرية من والى الجامعة، ووجدت المجتمع البيروتي أكثر انفتاحا بينما مثلي فيه يحس بالعجز او لنقل الدهشة, حينها أحسست بالفجوة الكبيرة ما بين المجتمع لدينا والمجتمع الذي أتيت إليه، وذلك بالرغم من أنني عندما عدت الى صنعاء وبقيت فيها مع زميلاتي دون أسرنا أثناء الدراسة كان المجتمع الصنعاني يعتبرنا والجامعة مجتمعا متمردا عن العادات والقيم وواجهنا صعوبة في التأقلم لم يبددها إلا استاذنا أحمد جابر عفيف -رحمه الله- والأستاذ قاسم المصباحي عندما تولوا رعايتنا وتخفيف الصعوبات أمامنا باعتبارهم مسؤولين عنا, حتى تعايشنا مع ظروف الدراسة وعايشتنا لنحقق المعادلة كيف يمكن أن نكون مع المقاومة الشعبية؟ وكيف يمكن أن نكون متنورات وقياديات ولا نخضع للآراء التي تريد أن تبقينا خارج اطار المشاركة؟ ومن هنا بدأنا بتأسيس جمعية المرأة اليمنية بصنعاء التي كانت قد تأسست بتعز عام 67 وسعدنا بانضمام بعض الاخوات ممن انهين الثانوية في صنعاء مثل سيدة دلال، وبلقيس الحضراني، وبلقيس الصباحي، ورؤوفة حسن، وكثيرات لا أتذكر اسماءهن الآن ولكن منهن ربات بيوت مثل ام حاتم الصباحي، وزوجة هاشم طالب، وأم هيثم العيني.


*أين كانت الوجهة بعد تخرجك من الجامعة؟
-بعد فترة الدراسة في الجامعة عملت أشياء كثيرة درست في مدرسة بلقيس للبنات، وكانت المدرسة الوحيدة التي أنشئت مطلع السبعينات مع أستاذتنا حورية المؤيد كنائبة لها, هذا طبعا أثناء الدراسة الجامعية لأن هناك كان لدي التزام مع زميلاتي أن ندرس أثناء أو بعد التخرج, ففضلت استكمال التزاماتي قبل التخرج حتى اتفرغ بعد التخرج لمهام اخرى, وبعدها تخرجت والتحقت بلجان التصحيح في عهد الرئيس السابق ابراهيم الحمدي، ومع عملي كمعيدة في الجامعة لمدة سنتين زاملت خلالها عبد الوهاب راوح واحمد لقمان واحمد البشاري ورشاد العليمي ونورية حمد، وأمة الرزاق حمد، وعزيزة طالب وأمة السلام الشامي، وابتعثنا سويا للدراسات العليا.. كانت المنحة الدراسية الأولى لي إلى بريطانيا بعدها عدت الى القاهرة، وهناك درست التخطيط التربوي في مرحلة الماجستير، وأكملت الدكتوراة في نفس التخصص رغم ظروفي، فقد أنجبت أبنائي الأول والثاني خلال فترة دراستي في هذه المرحلة.


*كم لديك من الأولاد؟
-عندي خمسة الاولى اكبرهم أكملت الدكتوراه في فرنسا هذا العام، والثانية الآن في برنامج الدكتوراه، أما الثالثة فهي في بداية الدراسات العلياأ وواحدة في أولى جامعةأ والأصغر في مرحلة الثانوية العامة هذا العام.


* بالنسبة لقصة زواجك هل كانت تقليدية؟
-كانت مرتبة رغم أنها كانت تقليدية، فقد تمت عن رغبة وتفاهم بين الطرفين.
*من هو زوجك؟
-هو رئيس مؤسسة التأمين علي هاشم، اللواء علي هاشم وهو من مناضلي الثورة اليمنية، فقد كان نائب رئيس أركان ورئيس مؤسس للمؤسسة الاقتصادية العسكرية ومؤسسة التجارة الخارجية، وكان ضمن من تم نفيهم إلى الجزائر نهاية 69 بعد حركة نوفمبر مع مجموعة كبيرة من الضباط، وكان من ضمنهم عبد الله عبد السلام صبرة، وحسين المسوري، ثم تم ترحيلهم فيما بعد إلى الاتحاد السوفييتي، وهناك استكمل دراسته في أكاديمية لينين العسكرية, وقد تزوجنا بعد عودته في عام 74.


*بالنسبة لك كيف كان وضعك في هذه المرحلة الصعبة؟
-تزوجنا بعد عودته من الاتحاد السوفييتي وتعيينه كرئيس للمؤسسة الاقتصادية العسكرية.


*ننتقل إلى مرحلة توليك حقيبة وزارة حقوق الإنسان.. كنت أول أمرأة تتولى هذا المنصب.. من رشحك؟
- نعم كنت الأولى في الحكومة العاشرة تقريبا حكومة دولة الأستاذ عبد القادر باجمال عام 2001م.. وكانت أول حكومة يتم فيها مشاركة المرأة مشاركة فعليا بشكل حقيقي أعتقد دون مبالغة أن عملي السياسي على أكثر من صعيد هو من رشحني، وأعتبر أن اختيار امرأة لهذا المنصب كان موفقا بالرجوع إلى سيرة عملها الاجتماعي والأكاديمي والسياسي, وأعتقد أنه كان اختيارا ذكيا لأنه لم تختر امرأة أمية او فاشلة بل امرأة متعلمة وناجحة خصوصا وانا وقد أضفت إلى رصيدي تأسيس جامعة، لا أحد يختلف علي أدائها, بالإضافة إلى تواجدها وحضورها في الساحة داخليا وخارجيا أيضا ..ولست من النوع الذي يراهن على الوطن ولا أتردد في بذل كل ما املك في سبيل وطني، واعتبر ذلك جزءاً من دوري تجاهه.


*من اختارك وكيف تم إبلاغك؟
-بلغت قبل الإعلان بدقائق أنني في التشكيلة الحكومية الجديدة ومن فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح -حفظه الله- الذي هنأني على هذا التعيين، لكن كان الحديث حول تكليف عنصر نسائي بحقيبة وزارية قد بدأ قبلها بأسبوع من مصادر غير رسمية، فكنت آخر من يصدق بأن التكليف سيكون لي.


*ألا تعتقدين أن تعيينك كان مكافأة بالنسبة لك؟
- اختياري لهذا المنصب لم يكن تشريفا لي وحدي بل للمرأة اليمنية وفي نظريأ كان تكليفا وتكليفا جادا ربما لأنني من النوع الجاد الذي يحب أن يعمل عمله على أكمل وجه، فأنا دقيقة ومنظمة وأحب الانجاز ولا أحب المزاح والمجاملة في العمل، وبالنسبة لمكانتي العلمية كأستاذة جامعية كان هذا المنصب تحديا حقيقيا بأهدافه النبيلة وحجم المسؤولية وما تقتضيه أمانة القسم الذي أديته, ولم أكن أحب الفشل أو المغامرة, فلو فشلت لقالوا المرأة اليمنية فشلت، لو تركت العمل يسير نفسه واكتفيت بالفرجة لقالوا أيضا أن المرأة لا تحب إلا المظاهر، لهذا كان تحديا صعبا إلى درجة لم تترك لي فرصة التوافق مع بعض من كان يعتقد أنني كنت لمجرد تزيين الحكومة.


أليس لهذا السبب تم استبعادك من الحكومة؟
كل ما أعرفه عمليا أن الحكومة كانت قد انتهت وأن هناك تشكيلا جديدا، وأنا قد أبديت رغبتي في عدم الاستمرار في ظل ذلك الوضع آنذاك، ورئيس الحكومة أيضا عبر عن هذه الرغبة حتى ولو أدى الأمر إلى رفضه التكليف لتشكيل حكومة.


مع ذلك لا أنكر هنا أن في شخصية رئيس الوزراء الأسبق با جمال أشياء كثيرة جيدة بالرغم من عدم اتفاقنا في تسيير العمل وتوزيع المهام لإزالة التقاطعات مع الأجهزة التي كانت تعيق عمل مؤسسات حقوق الإنسان رغم اقتناعه بعملي، فلم أخل بأي من المهام الموكلة لي خلال مدة بقاء تلك الحكومة، ومع ذلك ففي أي عمل يمكن يكون هناك عدم اتفاق وربما عدم استلطاف أو فهم لا أدري بين فريق العمل، المهم أنني كنت من النوع الذي يكمل عمله مهما كانت النتيجة وحتى لو كان ذلك وأنا في باب الوزارة وهذا ما فعلته بالضبط.
*لماذا أبديت رغبتك في عدم البقاء؟
-أبديت رغبتي في عدم البقاء لأسباب منها الإحساس بأن كل ما نتحدث عنه حول حقوق الإنسان يواجه صعوبات على مستوى الداخل والخارج، وكذا الإحساس بأن الشخص الذي من المفترض يساندني وهو رئيسي المباشر غير متفاعل, ومن غير المقنع أن تكون المهام التي نقوم بها محل شكوى دائمة ونقد من قبل لا عمل لها الا الشكوى والتبرم وإحباط الآخرين.


*أهم قرار اتخذته عند توليك المنصب؟


أول قرار كان بناء وزارة وتأسيسها وتوضيح مهامها وهيكلتها.


* هل كانت مهمة صعبة؟
- بالفعل كانت مهمة صعبة، ولكن لم يكن أمامي سوى ذلك الوضع الصعب للغاية، لكن أظن أنني استطعت أن أعمل وأنجز الكثير خلال سنتين فقط فترة تقلدي هذا المنصب فانا لم ابدأ سوى في مكتب كان لوزير المالية، ثم انتقلت الى مكتب آخر في وزارة الخارجية حتى يتم إعداد مكان لي ولم يكن لدي سوى مراسل وطباع وسائق، حتى استطعت استكمال بنية المكتب الأساسية ثم بقية هيكل الوزارة وجميعها كانت تحتاج الى تدريب وإعداد للقيام بمهامها.


*ما هو التغيير والانجاز الذي أحدثته؟
-أولا مراجعة القوانين ومنع القبض على أي شخص في الشارع لمجرد أنه يمشي مع زوجته أو أي حد والتوقيف العشوائي، إغلاق بعض السجون، مراجعة أوضاع السجناء وتشكيل لجان بهذا الصدد، ونجحت في إطلاق سراح الكثيرين، ومراجعة التقارير الدولية الخاصة بحقوق الإنسان عن اليمن بما ساهم في إخراج اليمن من مأزق حقيقية وحقق لنا دعما دوليا كبيرا لليمن.


*أين كانت المشكلة إذاً؟
-كانت المشكلة في غياب الوعي الاجتماعي العام بدور الوزارة ومهامها واختصاصاتها، كنا واقعين بين سندان الحكومة ومطرقة المجتمع مع تقاطعات لمن يفترض بهم أن يكونوا حماة لحقوق الإنسان، فساهمنا في بناء بيوت للسجينات بيوت حماية مع منظمة من المنظمات الاجتماعية بعدن، لإعداد وتهيئة السجينات للخروج الى الحياة الطبيعية صعبة، فعندما تخرج السجينة من السجن لم تكن تجد من يحميها، فقد وجدنا أن الكثيرات يؤثرن البقاء في السجون على الخروج خوفا من مواجهة الواقع الاجتماعي الصعب.


*أهم القصص التي اطلعت عليها من هذا النوع؟
-قصة إحدى السجينات قتلت دفاعا عن شرفها وعندما قررنا إخراجها قالت لا أستطيع دفع الدية، قلنا لها سيدفعها بيت مال المسلمين سيدفعها رئيس الدولة، لكنها قالت بصراحة لا تخرجوني من هنا إذا لم يقتلني أهل زوجي سيقتلني أهلي، فأنا هنا منذ 17 عاما ولا احد يعرف إن كنت حية أو ميتة.. مثل هذه القصة تؤثر فيك، بعض النساء دخلن السجن ظلما .. مثلا البعض دخل لمجرد الشك بها عندما التقطت من الشارع تمشي برفقة شخص غريب في الشارع فذهبوا بها الى القسم ولم تستطع الاتصال بأهلها لخجلها او خوفها قبل أن تدخل السجن وتضيع حياتها.


ولهذا يكفينا في وزارة حقوق الإنسان أننا منعنا مثل هذه التصرفات وانقذنا العديد من النساء وتصدينا للدفاع عنهن, ولم نترك مجالا للمزح مع بعض المستهترين في حقوق الإنسان, مما اضطرنا الى إقامة العديد من دورات التدريب للتوعية بين صفوف رجال الشرطة والأمن والعدل والقضاء.


*نفهم أن بعض القرارات كانت تواجه معارضة؟
-لم تكن هذه مشكلتي، كنت أجد كل الدعم من زملائي، لكن المشكلة كانت في عدم تفهم البعض لدور وطبيعة عملنا والمهام الخاصة بنا، كان البعض يعتقد أن الوزارة ستكون مجرد بربجندا وزارة صورة لهذا هناك من اخطأ التقدير، لكن أكدنا لهم أن الوزارة جاءت لتعمل ضمن المسار المحدد لها ما لم نعود إلى منازلنا هكذا بالمفتوح، واستمرت العملية بين شد وجذب حتى آخر ثلاثة أشهر للحكومة كانت هي الفيصل بالنسبة لي لخروج مشرف من هذا التشكيل، لأنه لو لم يحدث تغيير لكنت من قدم استقالته، لكن حصل التغيير بشكل عادي وأنا أديت عملي على أكمل وجه حتى آخر يوم بل استمريت لمدة أسبوع تقريبا حتى سلمت كل أعمالي للأخت أمة العليم السوسوة وزيرة حقوق الإنسان السابقة قبل أن تشغل منصبها الحالي كمساعد للأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون، وخرجت مرتاحة وضميري مرتاح والآن عينت كعميد للمعهد الوطني للعلوم الإدارية حتى انتهاء المدة المجددة لهذه الوظيفة.


*ألا ترين أنه تهميش لك من وزير إلى عميد معهد؟
-بالعكس درجة العميد في هذا المعهد هي درجة وزير، وليس تهميش على الاطلاق، وبالنسبة لي العمل تكليف ليس تشريف، ونحن نعتبر أنفسنا مثل الجنود عندما يتم اءتماننا على عمل ما لا يهم في أي مكان وكيف, إنما ماهي النتيجة التي سنحققها منه في أي مكان والعبرة دائما تكون في النتيجة، والآن كما ترون المدة التي استلمت فيها المعهد تم انتشاله من وضع غير عادي تستطيع تلمسه وأتمنى ان تنتهي وظيفتي اليوم وليس غدا لأني نجحت في إعادة المعهد كمؤسسة لتدريب القيادات واعدت برامجه وعلاقته بالمؤسسات التعليمية المماثلة في الخارج على المستويين الدولي والعربي.


*بماذا نجحت بالضبط؟
- نجحت في إعادة المعهد إلى سابق عهدة كذراع للدولة في التنمية الحقيقة، أعدت هيكلته تقريبا أعدت نظام الابتعاث وإرسال طلابه إلى الخارج للدراسات العليا، أعدت علاقاته بالمنظمات الدولية، أعدت الدعم المخصص له أشياء كثيرة استطعت تحقيقها.


*وماذا عن الفساد؟
-جففنا منابع الفساد، وتستطيع أن تذهب وتتحقق من ذلك لكن يبدو أن دورة التجفيف تحتاج الى اكثر من مرة حتى تنتهي.


*ماذا عن شكوى البعض طلاب ومدرسين من تعاملك الحاد؟
-بالعكس، وطبيعي تجد الشكوى من الطلاب, خصوصا وأن أي طالب يريد أن يميع الأمور كما يريد هو ولمصلحته، ولا أخفيك عندما وصلت المعهد كان عبارة عن دار رعاية اجتماعية مفتوحة لمنتسبين من الموظفين يأتون إليه لاستلام رواتبهم فحسب, وهذه إحدى مظاهر الفساد والإفساد التي يقاومها الناس.


*ماذا عن الوساطة والمحسوبية في عملية القبول والتسجيل للطلاب؟
-هذا غير موجود على الأقل في حدود معرفتي؛ لأن الشكوى هي ان العميدة لا تقبل الوساطة، اما إذا كان الطالب يتيما وإنسانا جيدا فأنا من يتوسط له، لكن عندما يأتي لي ابن مسؤول برلماني أو وزير يريد أن يكون هو قبل الآخرين وفوق القانون, فلا يجوز, لهذا تعاملي مع الناس تعاملا واحدا، فأقول لهم تفضلوا ادخلوا امتحنوا لكن الوساطة ممنوعة..ابن الوزير والغفير يفصل بينهما ميزان العدالة وتكافؤ الفرص, وحتى الآن لا احد يريد ان يفهم بان المعهد للتدريب وليس لدراسة الدبلومات التي أصبحت من مهام كليات المجتمع اما المعهد فان دوره هو النهوض بالأداء الإداري لقيادات وموظفي الدولة.
*ماذا عن عملية الغش في الاختبارات؟
-من قال ذلك؟ انا أظنك تفترض وتخمن لأنك حولت هذه المؤسسة الى ما تعتقده في رأيك وهي أننا مجرد معهد دون أن تعرف تاريخ هذا المعهد ومستواه. وأظن هذا ما يعتقده الآخرون! .. وهنا أسالك: هل تعرف مدرسة للإدارة اسمها مدرسة الادراة في فرنسا او المانيا او الرياض او ماليزيا التي تتطلب عنها دولها بكل احترام؟..هذا هو ما يشبه المعهد الوطني او ما يجب ان يكونه "بيت خبرة للإدارة" في اليمن وليس كلية مجتمع وليس جامعة, فمستواه فوق الاثنين.


*الحديث عن الغش جاء من أحاديث الأوساط الطلابية، والواقع الذي لا يبرئ منظومة التعليم منه؟


-عليك أن تثبت ذلك.. وإذا ثبت سنتأكد من الشخص الذي قام بعملية الغش ولن نتردد في محاسبته أيا كان، لكن نحن أحدثنا تغيير في هيئة القبول والتسجيل وفي الكثير من إدارات العموم عبر إتاحة الفرصة لمدراء عموم جدد كذلك الفرصة لتعيينات إدارية للأساتذة والدكاترة الذين همشوا او اللذين كانوا مهمشين فأصبحوا يشغلون الدوائر كلها, والأهم من هذا كله إننا أيضا رتبنا عملية التسجيل وحفظ الوثائق ورصد الدرجات اليكترونيا وهو ما أضيف إلى المعهد حديثا.


*وماذا عن نسبة النساء المنخفضة؟
-حسب الموجود, كان لدينا امرأة بدرجة مدير عام، لكن لسوء حظها في التغيير أننا احتجنا لشهادات ومؤهلات أعلى لم تكن لديها، والآن هناك عدد من النساء يشغلن مناصب نواب مراكز، وعددهن ثلاث تقريبا من إجمالي سبع منهن اثنتان في مجالات قيادية.وقد التحق بالمعهد مؤخرا عددا من حملة الشهادات العلياء سيتم اتاحة الفرصة لهن عند اول تغيير.


*ماذا عن انتمائك السياسي.. هل هو للمؤتمر الشعبي الحاكم؟
-حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم هو مظلة وليس حزبا، وأنا حزبي اليمن، وكثيرا ما تجد أن المعارضة والسلطة يستفزان من بعض أطروحاتي، لكن في النهاية، لا بد من الصراحة مع النفس ومع الآخرين.


*لكن المعهد الذي تشغلين عمادته يصنف لحزب المؤتمر، وهناك ثمة من يقول أن إعطاءك عمادته كان من باب المكافأة لدورك النشط في هذا الحزب الحاكم؟
-بالعكس، الاحزاب السياسية اليمنية كلها موجودة داخل المعهد إلا حزب المؤتمر، ولا يكاد يوجد من يمثله من يمثله إلا أنا تقريبا أو اثنين آخرين محسوبين عليه، لكن مع ذلك معيارنا في التعامل هو الكفاءة حتى الآن وهذا ما يضايق من يعيشون على المزاجية.
* يعني أنت مؤتمرية؟
-(تضحك) اذا كنت محسوبة على المؤتمر فلا يوجد غيري.


*وسط زحمة اهتماماتك وانشغالاتك هل تعتقدين انك كنت اما مثالية؟
-لا اعتقد أنني خرجت عن إطار عملي الأساسي كأم وزوجة وكامرأة يمنية بالدرجة الأولى، المسؤوليات هذه بالنسبة لي ثانوية، وأعتقد أنه بالتدبير والتنظيم للوقت يستطيع المرء أن يفعل كل شيء في نفس الوقت أولادي عاشوا معي فترة كفاحي وتعليمي وعاشوا معي كأصدقاء وزاملوني في مختلف مراحل حياتي كذلك زوجي لم يتركني في جميع مراحل حياتي ودعمني بكل ما لديه من إمكانيات وذا كان هناك من شخص يحسب له نجاحي فإنه هو.


*بالنسبة لعملك كرئيس لجامعة أروى الأهلية الخاصة بك؟
-هذه مرحلة وانتهت الآن اشغل رئيس مجلس الأمناء فيها بالانتخاب، ولم اعد رئيسة للجامعة، وعملي يقتصر على إقرار السياسة العامة فقط، بينما رئيس الجامعة شخص متفرغ للجامعة، لكن انا التي أسستها ودفعت فيها كل ما أملك من مال وصحة وسهر وصبر.


* كم كان رأس مالك؟
-كان رأس مالي الحقيقي هو عقلي وتجربتي ومبالغ لم تدفع مرة واحدة لكنها لازالت تدفع؛ فالعمل في التعليم يقتضي ان يدور رأس المال لتطوير العملية التعليمية وأدواتها، وقد بدأنا برأس مال بسيط يتراوح بين 40 إلى 50 الف دولار، يضاف اليه كل عام كي نعمل على التوسع والتطوير، وميزة الجامعة والمؤسسين فيها انه لا يستلم أحد رواتب جميعنا كمؤسسين يعمل بدون مقابل حتى نستكمل بناء الجامعة.


*جاءت فكرتها ممن؟
-أنا صاحبة الفكرة،فمن خلال عملي في جامعة صنعاء رأيت أننا لا نستطيع إدخال أي برامج تأهيل جديدة فنخن نعمل وفق النظام الأكاديمي التقليدي العربي، ونحتاج ربما لعشر سنوات حتى نقوم بتغيير مغردة تربوية، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس جامعة أهلية على أساس التغيير والمنافسة وليس الربح، بالإضافة إلى أنه من خلال عضويتي في اللجنة العامة لليونسكو تكونت لدي رؤية للتعليم في العالم العربي الأهلي.


*ماذا تحدثينا عن رؤيتك هذه؟
-باختصار: إن التعليم الأهلي شريك في التنمية.
*إلى أي مدى أصبحت جامعتكم منافسة؟
-نحن رأس مالنا في الجامعة سمعتنا والجميل أن هناك أطراف كثيرة فيها لا تحب أن تثري ودخل الجامعة الفائض نخصصه لشراء أدوات وأجهزة للجامعة، وأنت رأيت ربما التوسع الذي نقوم به كل سنة، الآن نحن نحتفل بالسنة العاشرة على ميلاد الجامعة ولم يأخذ احد منا من الجامعة ريالا واحدا.


*من انتم؟
-أنا بالشراكة مع بعض الشركاء من الأهل والأصدقاء الأكاديميين.


*إلى أي مدى ساهم انتماؤك لعائلة ميسورة في نجاحك؟
-أنا من عائلة متوسطة، والدي اشتغل بالتجارة، وشقيقي عمل بالسياسة، وعمليا أنا لم آخذ من اهلي ريالا واحدا، ولا أخلط بين دخلي من عملي وأملاكي الخاصة، ما استلمه من عملي هو راتب محدود لكن لي أعمال إضافية من الاستشارات والبحوث لمنظمات دولية ومحلية.


*كم راتبك؟
-راتبي ثلاثمائة ألف ريال (ما يعادل 1500 دولار حاليا) من جامعة صنعاء التي أعمل فيها أستاذة غير الإشراف على طلاب وطالبات الدراسات العليا، علاوة على ما يتحقق من ريع العمل في الكثير من الجامعات كاستشارية أشارك في إعداد الدراسات والأبحاث سواء تلك التابعة لمنظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الدولية المهتمة بقضايا المرأة، وهذا أعتبره دخلا إضافيا، وبالنسبة لمال الجامعة (جامعة أروى) حتى الآن غير مسموح لنا نأخذ منها شيئا.


*ما السبب؟
-السبب اننا نخطط لبناء مؤسسة علمية متميزة تبحث عن العلم بعيدا عن الربحية ويكون مستواها لائقا باسمها.


* ما يجبرك على العمل في جامعة دون مقابل؟
-اعتبر هذه رسالتي، وفي النهاية إذا صلحت الجامعة فهي مشروعي الذي أفنيت عمري من أجل بنائه بطريقة محترمة، وهنا يكفيني هذا عن المال، مشروع يقدم رسالة إنسانية جليلة تتمثل في إعداد وتأهيل الطلاب، ولا أخفي عليك عندي عدد كبير من الطلاب الأيتام وغيرهم من المعوزين تتبناهم الجامعة.


*لماذا سميت الجامعة اروى؟
- اروي تيمنا بأروى بنت احمد الصليحي الشخصية اليمنية التاريخية المعروفة.


*كم عدد طلاب الجامعة ومخرجاتها في العام وأهم تخصصاتها؟
- حوالي ألفي طالب..


*ماذا عن الرسوم؟
- نحن نقدم أقل رسوم من الجامعات الأخرى، ولسنا مثل بعض الجامعات التي تعتمد على المساعدات في تمويلها، نحن جامعة مستقلة لا نأخذ دعم من احد.


*وماذا عن الاعتماد لشهادة جامعتكم؟
-هي شهادة معتمدة في الداخل والخارج، لدينا علاقات جيدة مع اليونسكو، علاقات كثيرة بدول الخليج، مع أنني لا أخفيك أن لدينا مشكلة ربما مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ممن لا يعترفون إلا بشهادة جامعة العلوم والتكنولوجيا ربما لكونها جامعة ذات طابع ديني، بينما نحن جامعة مستقلة ليست تابعة لأية جهة، وأظن أن المفروض في التعليم الجامعي أن يكون مستقلا، لهذا السبب ربما كثير ما تواجهنا مشاكل تتعلق بمسألة الاعتماد خصوصا من قبل الأشقاء في المملكة اللذين نتمنى أن يتفهموا ويعيدوا النظر في هذه المسألة وذلك باعتبار أن معظم طلابنا هم من اليمنيين الذين يعمل آباؤهم في المملكة.


*هل من رياضات تمارسينها؟
-(تستغرب)..الرياضات! العب الطاولة والطائرة.


*أهم هدية حصلت عليها وأثرت في نفسك؟
- يمكن هي الهدية التي أهدتها لي طفلة معاقة زرتها في مستشفى جبلة بتعز، وهي عبارة عن باقة من الورود فيها صورتي، ولم تكن تتوقع زيارتي لها، هذه هي الهدية التي احتفظ بها حتى الآن وتعتبر من أهم الهدايا التي أثرت على نفسيتي بما حملته من مدلولات.


* اهم ذكرى عزيزة بالنسبة لك؟
-الذكريات العزيزة كثيرة، والذكرى الأعز على نفسي هي لحظة التوقيع على وحدة التراب اليمنية.. هذه كانت أهم لحظة وذكرى عزيزة على النفس، كنا ننتظرها في البيت كأننا من يتولى مراسم التوقيع... فعلا أنها أهم ذكري عزيزة في حياتي.


* ماذا عن مشاريعك الجديدة؟
-ما زال لدي الكثير من المشاريع بالطبع، وشعاري دائما "ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"، لهذا تجدني مازلت أعمل حساب للحياة بأنها ستعاكسني،لا أريد أن افعل كما فعل فريق الأرجنتين الذي دخل في مباراة مع ألمانيا في نهائيات كأس العالم للدورة الحالية ولم يذاكر جيدا بما جعلهم يأخذون درسا قاسيا على رؤوسهم.. نتمنى من الله الصحة والعافية ربما يكون مشروعي الذي أتمنى له النجاح هو بناء جامعة أروى التي رغم أننا دفعنا ثمن أرضها أربع مرات سابقة، لكن في كل مرة يظهر لنا غريم، والسؤال كيف بالمواطن البسيط العادي الذي لا يستطيع الحصول على حقه من قطعة في ظل مشكلات الأراضي التي لا حدود لها.


* كثيرا ما تكون المرأة في مجتمعات معينة مطالبة بتقديم بعض التنازلات لتحقيق النجاح..ماذا عنك؟
- لم أقدم تنازلات لأحد من أي نوع كان سواء تملق او عن خوف وقد كلفني ذلك الكثير، وأتمنى من الله أن لا اضطر الى أي منها، فالموت احب الي من ذلك قبل التفكير في تقديم تنازل لأي شخص أيا كان.


*ما رؤيتك لواقع حقوق الإنسان في الوطن العربي؟
- مازالت بعيد المنال بسبب عدم معرفة المجتمعات العربية بحدود وطبيعة معناها وتطبيقاته.
*ما تصورك لمعالجة الكثير من الاختلالات التي تتعلق بهذا الأمر؟
- نحتاج الى التوعية بها هذا كل شيء، لكن لابد ان تتكامل هذه التوعية مع جهود الجهات المرتبطة به من قضاء وأمن وعدل.


 


 نقلا عن اليمامة السعودية



 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)