توعد العميد يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس أركان الأمن المركزي- ضباط وأفراد الأمن المركزي بعقوبات قانونية صارمة لكل من يرتكب تجاوزات أو انتهاكات لحقوق الاخرين، كاشفاً النقاب عن وجود أعداد من أفراد الأمن يقبعون في السجون، وبينهم محكومين بالاعدام على خلفية إدانتهم بجرائم قتل، محملاً قيادات الفروع مسئولية توعية الأفراد بالقوانين والحقوق الانسانية، ومرحباً بأي تعاون مدني يهدف الى تعزيز الثقافة القانونية ومفاهيم حقوق الانسان لدى أفراد الأمن.

جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم الأحد في تدشين الدورة التدريبية لقيادات قوات الأمن المركزي في مجال القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان, والتي ينظمها بالتعاون مع منظمة الصليب الأحمر الدولية بصنعاء، وتستمر حتى الثامن من يونيو الجاري بمشاركة (95) متدرباً، بينهم (9) من منتسبات الشرطة النسائية.

وخلال كلمته، أكد العميد يحيى صالح أهمية أن يكون أفراد الأمن ملمين بكافة القوانين، نظراً لتعاملهم المباشر مع المواطنين بحكم تواجدهم في مختلف أرجاء الجمهورية وعلى تماس مع مختلف الأنشطة البشرية، منوهاً إلى أن هذه الدورة هي ليست الأولى التي يتلقى فيها أفراد الأمن تدريبات قانونية وحقوقية بل سبقتها عدة دورات، وآخرها استغرقت نحو ستة أشهر.

وحذر رئيس أركان الأمن المركزي من أي تجاوز للقانون، قائلاً: أن من يتجاوز القانون سيتحمل المسئولية الكاملة لفعله أمام القانون، فالذي يرتكب جريمة قتل، أو يدان بالاختلاس، أو إلحاق الضرر بمصلحة المواطن وحقوقه فإنه سيتحمل مسئولية نفسه، فلا استثناء لأحد أمام القانون.

وطالب القيادات الأمنية المشاركة في الدورة باستيعاب كل ما يتم طرحه في الدجورة التدريبية، ونقل كل هذه المعلومات الى الأفراد والضباط في الفروع، معتبراً ذلك بأنه أمانة في أعناقهم، محملاً إياهم مسئولية أي مخالفة أو تقصير تنجم عن جهل بتكل المعلومات التي تلقوها.

 ولفت العميد يحيى صالح إلى ما توليه قيادة الامن المركزي من اهتمام في التوعية القانونية والحقوقية جنباً إلى جنب التوعية الثقافية والصحية وغيرها، منوهاً إلى أن قيادة الامن المركزي أنشأت موقعاً الكترونياً يتم من خلاله تلقي شكاوى المواطنين حول أي تجاوزات أو مخالفات قد تحدث، ويتم اتخاذ الاجراءات، ومتابعة تلك الشكاوى، ومجازاة المذنبين، مؤكداً في الوقت نفسه وجود محامي يتولى الدفاع عن الافراد.

وأعرب- في ختام كلمته- عن شكره لبعثة الصليب الأحمر الدولي، داعياً اياها الى عقد دورات مماثلة في الوحدات الأمنية المختلفة التي هي على احتكاك مستمر مع المواطن لما من شأن ذلك تعزيز العلاقة بين رجل الامن والمجتمع.

من جهته، أكد السيد "جان نيكولا مارتن"- رئيس بعثة الهلال الاحمر الدولي في اليمن – على أهمية هذه الدورات في تعزيز العلاقات المشتركة بين اللجنة الدولية والأمن المركزي ، فضلاً عن تعزيز ثقافة حقوق الانسان التي من شأنها تعزيز القيم المبدئية بين الشعوب والديانات المختلفة، مشيراً إلى أن الدول وقواتها الأمنية والعسكرية هي التي تتحمل مسئولية تبني ترسيخ هذه القيم من خلال منظومة اجراءات مختلفة.
 
واعتبر أن من الأهمية بمكان أن يتم تعزيز الثقافة القانونية لدى الجيش والامن لكونهم هم من يناط بهم تطبيق القانون.

وفيما استعرض السيد "مارتن" بعض المهام التي تقوم بها المنظمة من مساعدة ضحايا الحروب، فإنه اشار الى أنهم قاموا بزيارة المصابين الذين سقطوا على متن السفينة التي كانت متوجهة الى غزة. وقال أن الجانب الاخر من مهامها هو التأهيل والتدريب في نطاق القوات المسلحة والامن على تطبيق ممارسات حقوق الانسان والوعي بالقوانين الدولية.. خاتماً كلمته بتقدجيم الشكر للعميد يحيى صالح على عمله المثمر في هذا الاطار.