يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الإثنين, 26-أبريل-2010
شبكة أخبار الجنوب - علامة استفهام شبكة اخبار الجنوب -

ابتداءً من توليفة "اللقاء المشترك" وحتى تجلياتها في مسمى " تحضيرية الحوار" التي تصدر عن رجل المال والأعمال والشيخ حميد الأحمر، مروراً باندماج الأحمرين حسين وحميد في لجنتيهما القبلية المشتركة، وحتى التحالف الأخير لكل تلك التوليفة الفسيفسائية مع الحوثيين.. يصدق القول بغياب أي منطق يحكم التحالفات القائمة بين مكونات تلك الجهات عدا عن قاعدة "عدو عدوي صديقي" في جانب منها، وخيار " التحالف مع الشيطان" في الجانب الآخر، مع ملاحظة أن تحالف الكبير مع الصغير لا يعني بالضرورة حاكمية الأول فقد تنقلب المعادلة كالذي صار من أمر الشاعر الذي قال:


وكنت امرءاً من جند إبليس فارتقى     بي الحال حتى صار إبليس من جندي


     هكذا تداخلت الأمور حتى أصبح من الجائز السؤال عن أيهما الفاعل في المشهد الذي تخوض فيه معارضة المشترك ضمن مجلسها الأعلى أهو أمين عام الإصلاح أم زعيم الحوثيين؟! وأيهما الاشتراكي اليساري المثقف الأكاديمي الدكتور ياسين سعيد نعمان أم الشيخ حميد الأحمر؟! ومن أقنع من بالتهافت صوب القبيلة أمين الناصري أم الآنسي؟! وهل أمكن لحسن زيد وحده إقناع المشترك بأن الحوثيين هم الورقة الرابحة أم أن المشترك بقيادته مجتمعة قد جعلوا لهذه الورقة من التأمين المتقادم ما جعلها بهذه الكيفية التي هي عليه الآن، ومن ثم فإنها زرعهم وهم بجني ثمرتها أحق؟! وهل.. وهل..


   تساؤلات لا نهاية لها في مفترق طرق من الزور اعتبارها كلها تؤدي إلى شيء من منطق الحكمة، أو حكمة المنطق، أما حيفها عن المسار الوطني الجامع فمما لا شك فيه، ذلك أن تراجع التنويري عن ادعاءٍ كان يزعم أن حزبه عليه، ثم تسليمه الجمل بما حمل رهينة في بوتقة الراديكالية والأصولية المذهبية والقبلية تؤذن بأن وراء الأكمة ما وراءها، إذ لا يجمع بين عدوين لدودين إلا حبٌ أعمى لطرف ثالث، أو كرهٌ صارخ له، وفي حق هؤلاء فليس سوى الكره، ولكنه ليس من ذلك النوع الذي قد يعود لنفس صاحبه بعض صفائها بإزالة بعض موجباته، وإنما سيظل ثابتاً بثبات الايديولوجيا التي تغذيه وتحركه، وهل هناك ما هو أشد تهييجاً لمشاعر الكره وضخاً لها من الأصولية الرجعية والتطرف السياسي؟!


    إن منطق الحكمة في الطريقة التي ينبغي أن تسير عليها تحالفات المشهد السياسي القائم والقادم في بلادنا يقضي بالتعاطي الايجابي مع الثوابت الوطنية والنظر إلى اليمن – الأرض والإنسان-  ككل بوصفه مدار اشتغال الجميع، لا على أساس جعله مطيه لمطامع دنيا ومطالب ضيقة ومماحكات ساذجة وإنما بوصف السعي إلى خدمة أبنائه والحفاظ على ثوابته وتأكيد هويته الوحدوية الحاكم على أي نشاط سياسي واشتغال اجتماعي وإعلامي وحقوقي وخدمي، ومن هنا فإن أية تحالفات تستعيد أصداء ماضوية في هيئة رجعية القبيلة أو النفس السلالي، أو الراديكالية الأصولية والإسلاموية المتطرفة، أو أياً كان شكلها، تؤذن بشؤم لا يعني فساداً  الجانب الأبرز من المشهد السياسي للمعارضة فحسب، وإنما سيلقى بظلاله سلباً على التحول الوطني الذي شهد ولم يزل خطوات جريئة على طريق سيادة القانون وحاكمة الدولة واستطالة الديمقراطية والطابع الحضاري للمجتمع المدني الحديث.


     إذاً فإن الاستشكال على هكذا تحالفات كالتي يخوض فيها تحالف المشترك على شاكلة حاطب ليل ليس مرده التحسس من فكرة التحالفات السياسية من حيث المبدأ، وليس لأن هذه الأحزاب ستحقق بها قوة سياسية مشروعة في مواجهة السلطة وحزبها الحاكم، وإنما لأن قوام هذه التحالفات أساساً يرتكز على انحراف في مشروعية النهج السياسي والتعددي والاشتغال التنويري والمدني، ذلك أن أحزاب المشترك بدلاً من كونها معنية بتقديم تجربة تقييمية وتقويمية للواقع السياسي إذا بها تزيده اعوجاجاً وتسلبه بتحالفاتها اشتراطات مهمة لتحقيق التقدم، ليس على صعيد التعددية السياسية فحسب، وإنما الطابع المدني والتنويري والثقافي والاجتماعي بشكل عام، وهنا تكمن الخطورة!!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)