ربما كان النفي هو الاصح لانه لم يعد هناك اي جدوى من الحوار مع قيادات لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا ولا يعترف بها حراك الداخل فالعطاس وعلي ناصر وكثيرين غيرهم كانوا مجرد اوراق استخدمها الحراك لاغراض انتهت .

وربما كانت سطوة المقاوته في الضالع  ولحج وابين  في اسكات الحراك او التخفيف من حدته هي اقوى واجدى بكثير من هذه الشخصيات  واذا كان هناك من حوار مع تلك القيادات فهو حوار وطني  بحت تحت مظلة  الوحدة لا شروط ولا عقود فيه واقصى  ما يمكن ان يعطى لهم هو حق العوده والعيش بسلام في بلدهم الذي  ركلوه وكأنه مائدة بني اسرائيل  دون وازع  وطني او انساني  اما غير ذلك فلا يعتقد احد ان الدولة ستورط نفسها فيه لانها بذلك ستكون كمن يؤذن في مالطه  او بالمثل الشعبي  الطبل في ذمار والرقصه  في العدين  لذلك فاننا نرجح  الحوار مع المقاوته ومع اصحاب الحقوق  ممن لهم مظالم فعلا .

وعودة الى الخبر فقد أكد مصدر مصري مطلع بأن الوزير عمر سليمان هو الذى سيمثل الجانب المصري فى الوساطة المصرية ـ العربية للتدخل على خط المصالحة والتهدئة في الجنوب اليمني وذلك بتكليف من الرئيس حسني مبارك.

وذكر المصدر في تصريحات نقلتها صحيفة "المدينة" السعودية أن دور الجانب المصري يتمحور في الوساطة حول بحث السبل الكفيلة بإحداث تهدئة فى المنطقة الجنوبية من اليمن.

ونقل بهذا الصدد أن الرئيس صالح اتفق مع الرئيس مبارك على إيفاد مبعوث له هو عبد ربه هادى منصور حيث يلتقى مع الوزير عمر سليمان لبحث ملامح هذه الوساطة.

وبحسب المصدر المصري أن المبعوث اليمني إلى مصر من المقرر له أن يصل الأسبوع القادم  حيث سيجري لقاء مع كل من رئيس الوزراء اليمني الأسبق المهندس حيدر أبو بكر العطاس والرئيس السابق على ناصر محمد.

وأشار المصدر إلى أن الخارجية المصرية سوف تتولى جانبا من هذه المفاوضات وسوف يشارك الوزير أحمد أبوالغيط فى جزء منها.

وردا على سؤال حول الأفكار الرئيسية للوساطة المصرية العربية فى هذا الصدد .. رفض المصدر توضيح أساسيات هذه الوساطة ، لكنه أكد فى الوقت ذاته أنها تقوم فى الأساس على إشراك عدد من الشخصيات السياسية المعارضة فى الجنوب ضمن الحياة السياسية مقابل دور إيجابي لهم فى إنجاح هذه المساعي.

تصريحات المصدر المصري أعقبها تأكيد من مصدر يمني بأن الحديث عن وساطة مصرية عربية حديث صحيح وأن هذا كان أحد الموضوعات التى تم بحثها خلال لقاء الرئيسين مبارك وصالح ، مشيرا إلى أن فكرة الوساطة ليست وليدة هذا اللقاء فقط ، بل هى طرحت منذ شهر أو أكثر.

نفي دبلوماسي

وعن التصريحات السابقة أكد السفير "عبدالولي الشميري" سفير اليمن فى مصر أنه لم يسمع بهذه الأنباء وقال "لا ينسب لصامت قول فى هذا الأمر"، إلا أنه أضاف أن لقاء الرئيسين حسنى مبارك وعلي عبدالله صالح الذى عقد فى شرم الشيخ منذ أيام تناول عددا من القضايا منها الأوضاع فى اليمن بشكل عام ، كما تطرق النقاش إلى ملف الصومال والأوضاع المتوترة هناك ، ثم الحديث عن ظاهرة القرصنة فى البحر الأحمر وسبل مواجهتها.

وأكد فى الوقت ذاته أن هناك زيارات يقوم بها مسؤولون يمنيون إلى مصر بهدف التنسيق بين البلدين وهى زيارات تمت فى الماضى وسوف تتم مستقبلا.

ولا تزال التصريحات المعلنة  من قبل المسؤولين اليمنيين والمصريين تتضارب بين التأكيد والنفي حول ما تردد من أنباء حول رغبة يمنية نقلها الرئيس علي عبدالله صالح أثناء تواجده في شرم الشيخ مؤخرا في وساطة مصرية -عربية  للتدخل على خط المصالحة والتهدئة في الجنوب اليمني.

الخارجية اليمنية

بدوره نفى مصدر مسؤول بالخارجية اليمنية علم الوزارة بأية مشاورات أو لقاءات يمنية- يمنية تجمع الحكومة اليمنية بالمعارضة الجنوبية في الخارج وقال المصدر: إنه لا يوجد أي معرفة او اطلاع لدى وزارة الخارجية بأية لقاءات تضم الحكومة اليمنية والمعارضة الجنوبية في الخارج.

وأكد المصدر في تصريحات نقلتها صحيفة "المدينة" السعودية  أن مثل هذه المعلومات تسريبات لا يعرف مصدرها وأهدافها.. لكنه لا يستبعد أن تكون صحيحة ولو في بعض جزئياتها على اعتبار أن الحكومة اليمنية تفضل اللجوء إلى الحوارات والمشاورات لتحقيق الأمن والاستقرار في البلد مع أي قوى تحت سقف الوحدة اليمنية وليس غير ذلك.

كما نفى المصدر علمه بما يتم تداوله عن طلب الرئيس صالح من الرئيس المصري مبارك تدخل مصر لإدارة حوار بين الحكومة اليمنية والمعارضة الجنوبية حول الأوضاع في الجنوب.

وأضافت المصادر: إن الرئيس صالح تناول في زيارته القصيرة لمصر عقد لقاء أو الترتيب للقاء عدد من قادة الحراك الجنوبي في مقدمتهم حيدر أبو بكر العطاس رئيس وزراء اليمن الجنوبي السابق، والذي يصنف على أنه يمثل الجناح المعتدل في القادة الجنوبيين.