في ملتقى شبابي كرنفالي موسع احتشد له مئات الشباب والشابات، أعلن شباب أرخبيل سقطرى رفضهم القاطع لكافة أعمال العنف والتخريب والشغب التي تقوم بها العناصر الخارجة عن النظام والقانون، ووجهوا رسالة لكل "الحاقدين على اليمن الكبير"، قالوا فيها أن سقطرى لم تعد منفى، وستتصدى لكل أولئك المتآمرين الذين أساءوا لأبنائها، وشوهوا سمعتها بتحويلها إلى منفى لمن يريدون معاقبتهم، مؤكدين أن الوحدة أعزت سقطرى، وأعادت لها اعتبارها الأخلاقي والإنساني، وكسرت عزلة أبنائها، وأن أبناء سقطرى هم المستفيد الأكبر من الوحدة عن سائر مدن الجمهورية، وهي اليوم ترفل برعاية استثنائية من لدن صانع الوحدة الرئيس علي عبد الله صالح، ولن يفرطوا بها مهما دفعوا من تضحيات ثمناً لها.

جاء ذلك خلال تدشين اللقاء التشاوري الموسع الأول لقيادات العمل الشبابي في أرخبيل سقطرى، الذي نظمه الاتحاد العام لشباب اليمن بالتعاون مع منظمة "اليمن أولاً"، وترأس جلساته الأستاذ معمر الارياني- وكيل أول وزارة الشباب والرياضة، رئيس اتحاد شباب اليمن- بمشاركة عدد كبير من المسئولين، في مقدمتهم الأستاذ عبد الرحمن الحسني وكيل وزارة الشباب لقطاع الشباب، والعميد ناجي حسين خيران قائد لواء أول مشاة بحري، والعقيد عسكر محمود دارس أركان حرب اللواء، والأستاذ سعيد علي سالمين مدير عام المديرية، وقيادات المكاتب التنفيذية والمحلية بسقطرى، وقيادات اتحاد شباب اليمن فرع سقطرى، ومئات الشباب والشابات الذين لم تتسع لهم قاعة كلية التربية بحديبو، ووقف العشرات منهم على الأبواب تحت الشمس، في أكبر كرنفال يشهد تفاعلاً وحماساً شبابياً في تاريخ سقطرى.

سعيد علي سالمين- مدير عام مديرية سقطرى- دشن اللقاء التشاوري بتحية القائد الوحدوي، وخاطب الشباب قائلاً: انتم ذخيرة الأمة، ولا شك أنكم تدركون ما تحقق في اليمن بعد فجر 22 مايو 1990م، وتدركون ما لمسته جزيرة سقطرى من هذا الأب الحنون، وما تحقق فيها من انجازات عملاقه ابتداء من المطار والاتصالات والمستشفيات والمنشآت و16 وحدة صحية وقد تحققت انجازات مما نعجز أن نحصيها وخلال مرحلة قصيرة جدا بفعل جهود القائد علي عبد الله صالح.. لذلك يجب أن نزرع اليمن في قلوبنا والوحدة في نفوسنا وان نواجه أعداء الوطن الحاقدين والحساد على اليمن الكبير هذا اليمن التي صنعها رجال بدماء من اجل أن تبقى اليمن عزيزة مكرمة شريفة بوحدة أرضها وإنسانها.

وأضاف: أننا اليوم أمام محك عظيم يجب أن نثبت فيه قدراتنا في الواقع الملموس، ويجب أن ننطلق إلى ميدان العمل بالالتفاف والوحدة نحو يمن أولا على عنق كل حاقد على هذا الوطن والذين لا يمثلون إلا نفوسهم وأصواتهم النشاز التي لا ترتبط إطلاقا بكل وطني شريف أحب اليمن.. يمنا موحدا.. يمنا متماسكا وقادرا على النهوض بالتنمية والانجازات، وفق الرؤية الإستراتيجية التي تبنتها القيادة السياسية.

وقال: الشباب هم الذخيرة وهم رؤية المستقبل بهذه الإستراتيجية، مشيراً إلى سلسلة اللقاءات التي عقدها الأخ معمر الارياني مع القيادات الشبابية قبل يوم من انعقاد اللقاء، وقال أن الأخ الوكيل قال سأكون رسولكم وممثلكم في وزارة الشباب من اجل أن نضع اللبنة الأساسية للشباب، لأجل أن نضع البنية والتنمية التي تتوافق مع الانجازات العملاقة التي تحققت في هذه الجزيرة، والتنمية التي لا ينكرها إلا كل حاقد على هذا الوطن..

وتابع قائلاً: الوكيل زار أمس أرضية المدينة الرياضية واتصل لا نزال اعترافات الأندية الرياضية لأرخبيل سقطرى وتوقيعها حال عودته إلى صنعاء مباشرة، وكذلك ناقش مجمل القضايا التي تهم الشباب، ووعد بتحقيق إستراتيجية هامة تتوافق مع إستراتيجية الانجازات التي تحققت في أرخبيل سقطرى.

وأكد: أن الحديث عميق جدا من اجل اليمن الموحد الذي صنعه الرجال البواسل بدمائهم، منهم من قضي نحبه ومنهم من بقي على عهده من اجل اليمن، فعلينا أن نكون من الآن وصاعدا متصديين لكل المؤامرات التي تحاك ضد اليمن سواء في أرخبيل سقطرى أو في عموم اليمن.. أن نكون يقظين وحريصين على وحدتنا والتفافنا إلى جانب القائد ورمز الوطن، إلى جانب كل شباب اليمن والوطنيين الخبيرين، إلى جانب كل من هو حريص على كل ذرة تراب من تراب اليمن.. أرضا وإنساناً.

من جهته، عبد السلام الجمحي – رئيس فرع الاتحاد العام لشباب اليمن- أكد على أن أهمية اللقاء تكمن فيما يترتب عنه من تقارب الأفكار والرؤى للخروج بحصيلة كافية للنهوض بواقع الشباب من خلال مناقشة قضايا الشباب وإيجاد الحلول لها باعتبار أن الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل.

 وأعرب عن تقدير شباب سقطرى لما يوليه فخامة رئيس الجمهورية من رعاية واهتمام خاص واستثنائي، مؤكداً أن سقطرى عاشت حقبة من التهميش قبل الوحدة، وكانت بمثابة المنفى الذي ترسل له السلطة كل من تريد معاقبته، وكرس عزلته، حتى قيام الوحدة المباركة التي كانت سقطرى أكبر المستفيدين منها عن سواها من مدن اليمن المختلفة، التي كسرت العزلة، وأولت الأرخبيل اهتماماً مميزاً في المشاريع التنموية التي بإمكان أي زائر أن يراها على أرض الواقع.

وأشار إلى حرص الاتحاد على تفعيل الأنشطة الشبابية التي ترتقي بالشباب ومهاراتهم ووعيهم، بما يحصنهم ويجعل منهم قادة للمسيرة التنموية.. معرباً عن عظيم شكره لجهود الأخ معمر الارياني التي بذلها خلال زيارته الأولى وهذه الزيارة، وتعاونه في تلبية احتياجات الحركة الشبابية في الأرخبيل.

دائرة الفتيات بفرع الاتحاد سجلت مشاركة متميزة، إذ ألقت ابتهال سعد كلمة الفتيات التي أعربت في مستهلها عن أملها في تحقيق الكثير مما يعول الشباب على تحقيقه، مؤكدة بالقول: أننا عملنا في دائرة الفتيات إلى جانب إخواننا قيادة الفرع لأننا ندرك أن النساء شقائق الرجال، مثمنة عاليا اهتمام قيادة الرئيس علي عبد الله صالح الذي يولي المرأة الرعاية والاهتمام والذي بادر إلى تخصيص 15%  من المقاعد النيابية للنساء، إلى جانب توجيهاته في تعيين المرأة في مختلف المناصب الإدارية والتنظيمية.

وأكدت: أن تعليم الفتاة واجب وطني وديني، ونحن في قيادة دائرة الفتيات لدينا خطط وبرامج يتم من خلالها تدريب الفتيات، وسنقيم العديد من الدورات خلال الفترة القادمة، خاصة بعد ما أبداه الأستاذ معمر الارياني- رئيس الاتحاد- من تفهم كبير لاحتياجاتنا، وتوجيهه لقيادة الاتحاد بتخصيص 30% من الاعتماد لدائرة المرأة، ودعمها بأجهزة كمبيوتر، وتجهيزات مكتبية مختلفة..

وأشادت بكل ما يتم تقديمه للمرأة السقطرية بعد أن تجاهلتها، بل واضطهدتها العهود السابقة للوحدة، معتبرة ما يجري الآن هو رد الاعتبار الحقيقي للمرأة اليمنية عامة والسقطرية بشكل خاص.

الأستاذ معمر الارياني، وكيل أول وزارة الشباب والرياضة، رئيس اتحاد شباب اليمن- قال في كلمته: أن هذا اللقاء الأول وهذا يعني انه سيكون أن شاء الله لقاء سنوي والذي ينظمه الاتحاد العام لشباب اليمن ومنظمة اليمن أولا..

وأضاف: نلتقي اليوم بعد أن كنا في أرخبيل سقطرى في عام 2006م، وفي هذه الزيارة تفاجأنا وكنا مسرورين كثيرا بالانجازات العظيمة التي تحققت لأرخبيل سقطرى، وهذا يذكرني بأهم وأعظم انجاز تحقق لليمن في تاريخه الحديث والمتمثل بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في ظل القيادة الحكيمة للأخ الرئيس علي عبد الله صالح باني نهضة اليمن ومؤسس دولته الحديثة الجمهورية اليمنية.. نلتقي اليوم وأمامنا صورة سابقة لأرخبيل سقطرى وصورة حالية للأرخبيل.. نلتقي اليوم والأفعال تسبقنا إلى الأقوال، إذ أمامنا صورة واضحة كيف كانت سقطرى عبارة عن منفى، وكيف أصبحت اليوم مزارا هاما لكل أبناء الوطن والسياح والأجانب، وكل من أراد يشاهد الروعة والجمال والخضرة والطبيعة اليمنية الأصيلة المتمثلة بأصالة شباب وشابات وكل أبناء أرخبيل سقطرى..

وتابع قائلاً: كما قال فخامة الرئيس حفظه الله أن الاستقرار يولد التنمية، وعلينا أن نعود بالتاريخ إلى الوراء كيف كانت المحافظات الجنوبية قبل قيام الثورة اليمنية المباركة ونأخذ صوره ونضعها في البال ثم نأخذ صورة إلى العام 2006م، نرى أنها أصبحت مليئة بالانجازات والتطور والتنمية وفي بعض المديريات التي يحاول أعداء الوطن العودة بالوطن إلى ما قبل الـ22 من مايو الذين فقدوا مصالحهم انظروا إلى صورة ما بعد 2006م ستجدون أن التنمية توقفت في هذه المديريات لان التنمية تحتاج إلى امن واستقرار وتعاون، ووحدة وطنية، وتكاتف الجميع، وتحتاج ان نقول للمغرضين والمرجفين والانفصاليين لا وألف لا.. تحتاج لان نقول نعم للوطن، نعم من اجل امن واستقرار الوطن.

وأشار إلى الزيارة التي قام بها إلى الملعب في حديبو وحضور المباراة وأكد انه تم الاتفاق على استكمال المدرجات الخاصة بالملعب، وأنه وبناء على توجيهات الأخ الرئيس بضرورة الاهتمام بأرخبيل سقطرى تم إيلائه اهتماما خاصا لاستكمال العملية التنموية، وأن قيادة الاتحاد ستكون مع أبناء سقطرى وستكمل التصاميم الخاصة بالإستاد الرياضي والقاعة المغلقة..

وطلب الاستماع إلى التوصيات للملتقى، معلناً في الوقت نفسه عن تقديم أجهزة كمبيوتر لاتحاد شباب سقطرى، وسيرسل 4 أخرى لإقامة دورات اللغة، وسيسعى للتواصل مع وزارة الاتصالات من اجل توسيع شبكة الانترنت ليتواصل الشباب في سقطرى مع بقية أبناء الوطن وشباب العالم.

ودعاهم جميعا للانضمام إلى منظمة اليمن أولا، الذي قال: أن "هذه المنظمة الوطنية التي جاءت من اجل أن نحمي وطننا ونعتز ونفتخر بوطننا اليمن، ولماذا نقول اليمن أولا؟ اليمن أولا قبل الأنا وقبل الحزب وقبل التنظيم وأي شي ومن أهم أهداف اليمن أولا هي تعميق قيم الولاء والانتماء الوطني وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وغرس مشاعر الاعتزاز والفخر باليمن أرضا وإنسانا والعمل على نشر ثقافة المحبة والتآخي والتلاحم والتسامح ونبذ ثقافة الكراهية والبغضاء والغلو والتعصب بكافة أشكاله".

وأضاف: كما أن "اليمن أولاً" يهدف إلى العمل مع الجهات المعنية للاهتمام بتنشئة الأجيال وغرس المفاهيم الوطنية في أذهانهم من خلال المناهج من خلال المناهج ومختلف الوسائل التثقيفية والتربوية والإسهام في إبراز الجوانب المشرقة في الهوية الوطنية والمستمدة من أمجاد الحضارة والتاريخ اليمني والاهتمام بقضايا المرأة والطفولة وحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني بما يعزز دورهم في بناء الوطن".

وقال الارياني: أنني ادعوكم ومن خلال الأستاذ سعد علي سالمين- مدير عام مديرية سقطرى- للانضمام إلى هذه المنظمة، وكذلك من خلال الاتحاد العام لشباب اليمن في أرخبيل سقطرى، وان شاء الله نلتقي قريبا وفي كل لقاء مزيدا من التطور والتنمية، ومزيدا من التآخي والحب للوطن ونبذ العنف والكراهية، ونلتقي ونحن في غد مشرق ويوم أجمل والشباب هم المعوّل عليهم في البناء والتطور..

ودعا الشباب- في ختام كلمته التي ألقاها على هامش الملتقى الشبابي الموسع الأول بسقطرى- إلى التسلح بالعلم والمعرفة وحب الوطن ونبذ كل متطرف يريد الإساءة للوطن وانجازاته ومعاً وجميعاً نقول اليمن أولا..!

وقد اختتم اللقاء الشبابي ببيان تضمن العديد من التوصيات كان في مقدمتها تثمين دور القيادة السياسية في القضاء على فتنة التمرد الحوثية في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان. وتأكيد المشاركين رفضهم القاطع لكافة أعمال العنف والتخريب والشغب التي تقوم بها العناصر الخارجة عن النظام والقانون الداعية والدعوة للانفصال. وكذلك تأكيدهم على ضرورة الالتفاف الوطني في صفوف الشباب وقيادة الشعب اليمني.

وثمنوا في البيان جهود ودعم القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس علي عبد الله صالح وقيادة وزارة الشباب والرياضة في كافة المجالات الشبابية سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو غيرها. وطالبوا باعتماد شباب جزيرة سقطرى ضمن شباب الجمهورية في جوائز رئيس الجمهورية التي أنشئت في 1997م، وكذلك قيام مهرجان سنوي يسمى مهرجان شباب أرخبيل سقطرى.

وأشادوا بجهود اتحاد الشباب الذي بفضله وصل شباب سقطرى إلى اوغندة والقاهرة، وقالوا أن هذا يدل على الحس الوطني لقيادة الاتحاد بالأخذ بأيدي الشباب نحو الرقي والتقدم.

هذا وكان الأستاذ معمر الارياني والوفد المرافق له عقد خلال يومي الثلاثاء والأربعاء عدة لقاءات نوعية منفصلة مع القيادات الشبابية، وقيادات النوادي، وقيادات اتحاد الشباب، شارك فيها مدير عام المديرية، وناقشوا خلالها مختلف الجوانب المتعلقة بالعمل الشبابي ومعوقاته، وسبل الارتقاء به، وتم إقرار العديد من النقاط.