يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 01-أبريل-2010
شبكة أخبار الجنوب - ايوب طارش شبكة اخبار الجنوب - الجمهورية - صدام ابو عاصم -
عندما عاد حميد الأحمر من قطر كان المئات من أبناء حاشد ينتظرونه بالمطار.
لا أدري ماالذي أعاد لواجهة الذاكرة مشهداً لم أتشرف بمشاهدته. لكن ربما لأن مشهداً آخر هو أيضاً، كان ملغياً من خارطة اهتماماتي، مع أني لم أكن ساخطاً على فكرته. لقد كانت فكرة استقبال العائد من معتقل جوانتنامو الشيخ المؤيد ومرافقه بتوجيهات حزبية كعادة “الإصلاح” في حشد جماهيره في أي فعالية تهمه.
ما الذي قاد أحرفي لتذكر أحداث ماضٍ ليس من شأنها التواجد هنا! فليس زمانها ولا مكانها أيضاً! لكن ربما لأن فكرة ضعف استقبال الفنان الكبير أيوب طارش العائد من ألمانيا بعد رحلة علاجية دامت أربعة أشهر يوم السبت الفائت، هي من جعلت هذا التذمر الذي يسطر من تساهل المهنيين أمام مهمة كانت ربما ستعيد بعض خيوط الابتسامة لقامته الصوتية بعد رحلة علاج دامت أربعة أشهر.
هل كان من الصعوبة على وزير الثقافة أو أي مسئول آخر أن يحضروا ويطمئنوا أيوب عن أنهم مازالوا يحبوه رغم انكشاف عكس ذلك للفنان القدير ومحبيه وهو يعاني المرض.
لم يكن بحاجة ربما لرؤية احد ولاسيما الذين كان ينتظر منهم اتصال وهو في خارج البلاد يعاني من المرض والوحدة وهو يضع أولى خطواته في عودته إلى بلده الذي قدم له كل ما أمكن.. لم يكن بحاجة لأن تصافح مقلتاه هذه الوجوه التي كشفت عن عقولهم ونواياهم.
إن ما حدث ليس كارثة بالطبع، وليس شيئاً قد يدخل المسئولين عنه في طائلة التصرفات اللامسئولة.
 أيوب الذي خارطته اليمن بطولها وعرضها، وجمهوره شعبها بأنسه وجنه. لم يستقبله إلا قليل من البسطاء الذين يحبونه لخيراته الموسيقية كما هي انجازاته العظيمة لهذا اليمن. لكن الحمقى يتدافع لاحتضانهم كل الحمقى.
الأمر الذي يبعث على المرارة والعتب، هو أن البعض اعلنوا عن أنهم سيتكفلون باستقبال أيوب وتنظيم فعالية، وهو الأمر الذي لم يحدث. ليتهم سكتوا ولم يقولوا ذلك. هل سيتلافى ملتقى الرقي والتقدم وسيتكفل بعمل فعالية إحتفائية للفنان أيوب تليق بفرحة المدنيين والمثقفين بعودة الفنان الكبير سالماً معافى أم أننا بدلاً أن نقول حمداً لله على سلامة فناننا العظيم/ نهمس وكلنا غضب في مسئولي الجهات المختصة: حمداً لله على سلامة عقولكم وضمائركم.وعاد مبدع النشيد الوطني
عبدالمجيد التركي
وا يا ذا الغراب السَّوادي.. واشا اتخبَّرك من بلادي.. وكأني بكَ يا أيوب في ألمانيا تنادي هذا الغراب لتتخبَّره عن بلادك.. ولا فرق لديكَ إن كان بلبلاً أم غراباً، فأنت لا تتشاءم أبداً من الغراب، لأنك تدري جيداً أنه أول معلمٍ بعثه الله للبشرية.. لا فرق لديكَ، لأنك تريد أن تسأله عن دياركَ التي خرجتَ منها مُتعباً وجعلتـَها تتعبُ انتظاراً وشوقاً..
تعز تسأل عنك كلَّ صباح.. وعدن يتلوَّن هواؤها كلَّ يومٍ حين يستعيدُ شدوكَ،
لن أسهبَ أكثر في ذكر مدن اليمن وقراها.. لأن الخريطة اليمنية- من المهرة إلى صعدة- تعرفكَ جيداً.. سأتجاوز الخريطة وأقفز إلى قارةٍ أخرى:
كنتُ معَ صديقي -المصري- شعبان البوقي في القاهرة قبل شهر، فسألني أولاً عن رأيي في أيوب فقلت له:
 أيوب وطنٌ داخل الوطن ..أيوب هو نشيدنا الوطني، وأغاريد الزراعة، وألحان الحقول، وزفة العروس، ونداء البعيد، وتواشيح رمضان، وأغاني الرُّعاة، وبشارة الوحدة، وصوت الشعب، وشرارة الثورة، وتراتيل المولد النبوي، وأهازيج الحصاد، ولوعة الشوق، وحنين المفارق، ولوعة المغترب.. ثم قال لي كأنه يهزأ بي: أيوب أكتر من كِدَهْ .. تلاشى ذلك الاستغراب وتحوَّل إلى دهشة حين سألني في ذات الليلة قائلاً: اللاب توب بتاعك فين يا مجيد؟؟
قلت له: لم أحضره معي.. لماذا تريده؟ قال لي بلهجة متحسِّرة: عشان نسمع أيوب.. دمعتْ عيني، لا أدري لماذا، قلت له: لا تقلق يا صديقي، في ذاكرة تلفوني مائة وعشرون أغنية لأيوب، لأنني أحمله معي أينما ذهبت..
سألته: منذ متى تسمع أيوب يا شعبان؟ قال لي: منذ سنين.. ومنذ ذلك الحين لم أعد أسمع سوى أيوب وأتتبَّع أخباره.. هو صحته عاملة إيه؟؟ طمأنته على صحة أيوب وناولته التلفون، كان معنا الصديق سالم عبيري، من مدينة جيزان، وبدأ شعبان يفتح أغاني أيوب واحدةً تلو الأخرى، ومع كلِّ انتقالة من انتقالات أيوب اللَّحنية أسمعُ شعبان يقول: يا بووووووووووووووووووي، ده أيوب بيعوَّر، بيوجع.. بينما كان سالم عبيري قد رمى بكوفيته، وبين كلِّ دهشة وأخرى يدقُّ جبهته بيده كمن وجد جواباً لسؤالٍ أرَّقه أعواماً طوالاً..
عدتُ إلى صنعاء والتقيتُ بصديقي شعبان عبر الماسنجر، فقال لي قبل أن يرد السلام: والنبي يا مجيد عايز أسمع أيوب.. ومنذ ذلك الحين ونحن نسهر على الماسنجر، أرسل له بأغنية أيوبية ونسمعها معاً، حتى تنتهي ثم أرسل بالأخرى، وأسمعه يغني مع أيوب ويتراقص طرباً، فأقول له: شعبان اهدأ أنت في مقهى انترنت ولست في البيت.. ثم يقول لي: اشتَغلِتْ الحَضْرَة.. قلت له: أي حضرة!! فقال: الحضرة.. والنبي الراجل ده خلانا زيِّ المجاذيب.. كلاب السِّكَكْ نامِتْ وأنا لسه بسمع أيوب..
كان شعبان كما قال: يحقن صوتَ أيوب طارش فى دمه، ويتمزق مع كل ياء حينما يمد أيوب صوته: يا من رحلت الى بعيييييييييييييييييد..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)