شبكة اخبار الجنوب - عبدالخالق النقيب -
• تتسرب الأكاذيب السياسية على قدم وساق، وبسرعة تجد لها جمهوراً يتعاطى معها بسذاجة، يقف وراء ترديدها من يقف إلى أن ينجح في تمرير ما يريد، يتمكن من التشويه والإضرار.. ونحن على يقين بأنه محض افتراء، الكثير من النخب السياسية فقدت الوجدان الوطني وفتمعن في الحيلة والخديعة لتحقيق مكتسبات وطموحات سياسية قد يستحيل التوصل إليها في الغد، يفهمون جيداً كيفية تخصيب وجودهم كفرصة ثمينة يتيحها لهم الاضطراب العام والمزاج المتقلب والقابل لصناعة فوضى عارمة، إنهم موبوؤن بالفيد المدمر الذي لا يأبه لشيء ولا يتقيد بثقافة أو مشروع أخلاقي، ما يؤسف أنهم يصلون لمبتغاهم على نحو مفزع.
• لقد كتبت بإلحاح عن "يمن موبايل"، وما كنت لأكتب عنها بتلك الحماسة لولا أن بوادر الإشاعات وأساليبها المبتذلة تحوم حول الشركة بطريقة تبعث على الغثيان، ولها علاقة بالتخلف السياسي الذي لا يستثني في لعبته السمجة أياً من مدخرات الشعب، على أساس أن يمن موبايل ملك لشعب وحاضنة لاستثمار آمن ومدر للمواطنين، إننا أمام سياسة شريرة غير نبيلة البتة ، تكشر عن أنيابها وتعيش مغامراتها بنهم شديد لا أظنه يتوقف إلا أن يستحوذ على كل ما يروق المواطن من إنجاز ويأنس لوجوده، فإما أن تستحوذ أو تجهز عليه ، ذلك ما يضمن لها الوجود ويسلب الأضواء عن غيرها.
• الإنزلاق بشركة يمن موبايل في تجاذب سياسي وطائفي سخيف هو أبعد ما يكون عنه، سيكون ثمنه باهظاً وإحدى الفواتير المكلفة التي يدفعها الشعب، التمادي في إقحامها على ذلك النحو سيعكر مسيرتها التنموية بترهات سياسية مصطنعة لا أساس لها، النيل من يمن موبايل حمق آخر يسعى للإجهاز على كيان وأنموذج نجاح يمتلكه الشعب ويتباهى به الاشتراكي والإصلاحي والحوثي والمؤتمري والثوري والفلول والمستقل..
• لا أدري كيف أتخلص من عقدة الكتابة التي تعمد لمسايرة سياسة حمقاء وعالم مغلوط مليئ بالمخاتلة التي لا تضع حداً لشيء ولا تلقي بالاً لهويتنا الوطنية، يجب علينا أن نفهم أن شراكتنا الوطنية هي المحصلة النهائية التي تجمعنا، يفترض بنا أن نبقى في حالة من اليقظة، وسنجد طريقة ملائمة للاصطفاف ضد أي مغامرات هوجاء تستهدف ما نشترك فيه كأبناء وطن واحد، وللحفاظ على ما تبقى من صور مشرقة للبلاد، يمن موبايل بمكانتها المرموقة اقتصادياً ونجاحها المدهش في منافسة القطاع الخاص وقدرتها على كسر عقدة الفشل والإخفاق الطاغي تدفعك حتماً لمؤازرتها والتضامن معها .
ولا أسوأ من سياسة العبث برمزيات الشعوب..
* صحيفة «الـمـنـتـصـف »