شبكة اخبار الجنوب - صنعاء - امين الوائلي -
توجه فضيلة الشيخ الدكتور / محمد عبدالرب النظاري , كبير الوعاظ في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية عضو الهيئة العليا للإفتاء بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة – بالتعزية والمواساة إلى أبناء وأخوة وأقارب المنتقل إلى جوار ربه ورحمته فقيد الوطن أحمد هائل سعيد أنعم وإلى جميع أفراد أسرته الكريمة والأسرة اليمنية الكبيرة بوفاة "رجل البر وباذل الخير ومحب الفقراء إلى الله" نائب عميد الأسرة والمجموعة الذي "انتقل من حياة فانية إلى الحياة الباقية والجزاء الحسن", مخلفا سيرة خيرة وذكرى في الذاكرين.
وترحم فضيلة الشيخ النظاري , في اتصال مع صحيفة "المنتصف" , على الفقيد الراحل "الذي جلسنا معه وعرفناه عن قرب ودراية وشهدنا فيه نور الصلاح وبركة الذكر وتوقير الذاكرين". وأثنى على مآثر وسيرة الفقيد أحمد هائل سعيد على الصعيدين الشخصي والاجتماعي, مكبرا "القيم والمبادئ الرسالية الواعية الأصيلة التي انطلق منها وانتمى إليها وحافظ عليها في الحالتين الوطنية والإنسانية".
وأوضح الشيخ الدكتور محمد عبد الرب النظاري أن الفقيد وفق في حياته العملية وسلوكه الاجتماعي والإنساني إلى "الحفاظ على ميراث الثراء الروحي والمادي فأجرى عهد وقصد المورث طيب الذكر والتزامه المطلق تجاه المجموع الوطني والإنساني .. كما هو قبل وبعد هذا التزام انتمائي تجاه الفقراء أهل الطريق على سنة وسلوك والدهم المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم الذي أسس بنيانه على محبة أهل الله والتعلق بالصالحين العارفين والتودد إلى الفقراء السالكين وبذل الوسع والجهد في فعل الخيرات والقربات.", منوها بأهمية وقيمة اقتفاء مبادئ جيل الآباء وإنفاذ "ميراثهم الولائي الذي تجسد حياة وفكرا وسلوكا والتزاما يستحث العناية ويستزيد البركة والخير".
وفي عرضه لجانب من سيرة وتأريخ الحاج هائل سعيد أنعم أكد الشيخ المربي محمد عبدالرب النظاري على الأثر الكبير والدور الحاسم الذي لعبته التجربة الحياتية العملية والروحية لعميد الأسرة في تشكيل شخصيته الفذة ومجاله العملي الذي مارس خلاله وظيفة رسالية بعيدة القيمة والأثر على الصعيد الوطني بصورة حاسمة ومستمرة الحضور.
ويشير الشيخ الدكتور محمد عبد الرب إلى خصوصية الرحلة الحياتية الحافلة التي خاضها هائل سعيد أنعم وغطت كامل مساحة القرن العشرين إلا قليلا, وتننقل خلالها من قريته في الأعروق بتعز إلى مدينة عدن ومنها إلى شواطئ وموانئ الساحلين الأفريقي والأوروبي و يستقر في مرسيلسيا بفرنسا للعمل ضمن جالية يمنية وعربية جل أفرادها من الجزائريين الذين امتزجوا معه في أخوة روحية على مشرب وأوراد طريقة الشيخ العارف أحمد مصطفى العلاوى, قبل أن يجتمع شمله سنة 1934بالشيخ المجاهد عبدالله علي الحكيمي- شيخ الأحرار- القادم من مستغانم الجزائرية حاضرة الشيخ العلاوي الذي انتقل في تلك السنة نفسها وكان أذن للحكيمي بالمشيخة والإرشاد ووجهه نائبا عنه إلى الحواضر الأوروبية حتى وصل مرسيليا .
ووافى الشيخ الحكيمي فيها إخوانا كثرا من فقراء الطريقة العلاوية الشاذلية وتلاميذ الشيخ العلاوي علم الإحسان في عصره ومنهم هائل سعيد أنعم الذي صاحب الشيخ الحكيمي ولازمه قبل أن يحزم أمتعته ويقرر العودة إلى عدن محمولا على كف إذن ومباركة روحية فرشت طريقه بالهدى ونشرت لواء التوفيق والبركة حيثما حل وفيما باشر من أعمال امتدت واتسعت شيئا فشيئا لتصل غايتها التي هي عليها اليوم. ولفت الشيخ محمد عبد الرب إلى مصاحبة ورفقة الحاج هائل للشيخ العارف سيف أحمد حاجب العلاوي – صاحب المناخ بني يوسف لواء تعز عقب عودته من عدن إلى تعز وتأسيس أعماله التجارية والصناعية والتي لم تشغله عن محبة أهل الله والتعلق بهم وإيثارهم وفعل الخيرات مع عامة الناس وخصوصا المعسرين منهم في تهامة وسائر بلاد اليمن .
واختتم الشيخ النظاري تصريحه لـ"المنتصف" بالتوجه إلى أبناء وأحفاد الفقيد الراحل وأسرة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم مجددا المواساة والتعزية , ومشيدا بمناقب ومآثر الراحل وأبيه من قبل , داعيا للجميع بالرحمة والمغفرة وحسن الثواب. وأكد " أن أسرة السعيد هائل سعيد أنعم أجدر وأليق بها الاستمرار في إجراء هذا الفضل والبقاء على عهد أهل الإحسان وفضيلة الآباء المحسنين .. توددا للفقراء وتعلقا بأهل الله وإيثارا لخير وصالح الأكثرية الشعبية التي حوطت الأسرة والمجموعة بعاطفة صادقة شكلت وتشكل على الدوام ضمانة اعتصام ومرجعية لا تغني عنها سواها .. نسأل الله أن يحقق الغايات والله هو الغاية وهو حسبنا ونعم الوكيل ".