يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الإثنين, 02-يوليو-2012
شبكة أخبار الجنوب - الوفد شبكة اخبار الجنوب - متابعات -
يرجح خالد الحروب أن تكون تجربة إسلاميي مصر بعيدة عن التجربة الإيرانية، وقريبة من التجربة التركية وإنْ كانت ليست نسخة عنها.

ويضع الحروب عدة اسباب لهذا الاحتمال منها أنه" لا توجد عند إخوان مصر، ولا في أي سياق سُني آخر، مرجعيات دينية على النمط الشيعي يمكن أن تتحول إلى سلطات سياسية ودينية تتجاوز التنظيم وتفرض نفسها على المجتمع، وتحيط نفسها بهالة قريبة من القداسة والعصمة".

ويرى الحروب أن" المرجعيات الدينية السُنية ضعيفة، لحسن حظ مجتمعاتها، وهي إما مرجعيات دينية سياسية تابعة لتنظيمات وأحزاب، وهذه لا تمتلك سلطة إلا على أفراد التنظيم ودائرة ضيقة حوله، وإما مرجعيات دينية رسمية تابعة للمؤسسة التقليدية، وهي الأخرى لا تملك سلطة نافذة على المجتمع".

وبحسب الحروب، فإن "عدم المركزية الدينية في التقليد السُني يتيح فضاءات أوسع للنقد والانفلات والإبداع، رغم أنه يوفر أيضاً مساحات أخرى للتطرف وبروز أمراء ومجموعات متصارعة على هوامش التيارات الرئيسية".

لكن الفارق المهم الثاني بين التجربة الإيرانية والتجربة المصرية أن الأولى تمتعت بوجود مورد النفط الذي استطاعت أن تتحكم عبره في المجتمع وتطبق سيطرتها عليه وفق نمط الدولة الريعية. وتُبقي من خلال ذلك على نمط الحكم السلطوي، الذي لا يحتاج إلى الآخرين في الساحة المحلية.

وفي مصر ليست هناك موارد غنية يسيطر عليها نظام حكم ويستطيع عبرها شراء ولاء المجتمع والتحكم فيه، بما يلزم أي حكم منتخب ديموقراطياً الخضوع لمنطق الاقتصاد المفتوح وتنمية الواردات، وإقامة التحالفات مع الأطراف الأخرى.

وعلى الصعيد المصري ايضًا، فإن فهمي هويدي لا يلقي باللوم على قائد شرطة دبي على ما صدر عنه، بل "ينبغي أن يوجه اللوم إلى الذين أهانوا مصر وصغَّروها حتى اجترأ عليها من لا يعرفون قيمتها وقدرها".

لكن علاء عريبي يحلل تصريحات خلفان بأنها تعبير عن " مخاوف دول الخليج من انتقال الفكر الإخواني إلى شعوبهم، كما يعبر كذلك عن صراع إرادة وقيادة بين دول الخليج النفطية من جهة، وبين القيادة المصرية الإخوانية من جهة أخرى".

خالد الحروب: مصر بعد فوز مرسي: إيران أم تركيا؟

السؤال الكبير الذي يتأمله الكل بعد فوز مرشح "الإخوان المسلمين" بالرئاسة المصرية هو إلى أين تتجه مصر؟ على مدار أكثر من ثمانية عقود راكم "الإخوان" والإسلاميون في المنطقة شعبية كبيرة مستفيدين من فشل الأنظمة والحكومات وبرامجها السياسية والاقتصادية المختلفة. الشعار الشعبوي الذي رفعوه "الإسلام هو الحل" كان فضفاضاً ولا يطرح أية تفاصيل، لكنه كان نافذاً في الشرائح الشعبية ولا يمكن منافسته.

الآن جاء الوقت لاختبار ذلك الشعار الذي اتكأ على مقاربة إيديولوجية وإسناد شعبي إعتاش على فشل الآخرين. أحد التساؤلات التي تُثار كثيراً هذه الأيام يحوم حول ما إن كانت التجربة الإخوانية في مصر ستتجه نحو الصيغة الإيرانية أم تلك التركية. قبل مقاربة هذا التساؤل ومحاولة الإجابة عليه من المهم التوقف قليلًا عند اللحظة التاريخية التي تمثل انتقال الإسلاميين من المعارضة إلى الحكم، والتي تشكل نقطة فاصلة ليس فقط في مسيرة الإسلام السياسي في المنطقة، بل وربما في تشكيل موازين القوى الفكرية والسياسية في المرحلة القادمة برمتها. هذه اللحظة هي الاختبار الحقيقي لصمود الأيديولوجيا والشعار أمام الواقع والسياسة، وهي لحظة حساسة جداً في تاريخ الحركات والعقائد والأفراد.

أحد هؤلاء الذين واجهوا هذه اللحظة في التاريخ الإسلامي كان عبد الملك بن مروان أحد أشهر خلفاء الأمويين، والذي كان معروفاً بتدينه وتقواه والتزامه العبادة والصلاة قبل تسلمه الحكم حتى وُصف بأنه حمامة المسجد. لكن عندما جاء خبر وفاة أبيه وانتقال الحكم إليه كان المصحف في حجره فأطبقه، وقال قولته المشهورة: "هذا آخر العهد بك".

في سنوات حكمه تحول عبد الملك من حمامة مسجد إلى نمر سياسي، وأصبح كائناً آخر. قد يُقال الكثير في تحليل وفهم تحول عبد الملك من طهورية النص إلى واقعية السياق، لكن المهم هنا هو أن هذا التحول هو النمط العام، وليس الاستثناء لانتقال البشر من مربع الأيديولوجيا المثالية إلى أرضية الواقع بكل تعقيداته ومساوماته. وليس جديداً القول بأن هذا النمط العام يخترق الثقافات والحضارات والأيديولوجيات أياً كانت. هناك بطبيعة الحال درجات متفاوتة في التحول، بعضها جزئي وبعضها الآخر كلي ومدهش. وفي الوقت ذاته لا يعني ذلك أن البشر يتحولون إلى "وحوش سياسية" عندما ينتقلون إلى مربع السياسة الواقعية. المعنى المهم هنا والجوهري هو الانتقال من طور "اليوتوبيا" الخلاصية البحتة إلى طور الواقعية العقلانية والبراجماتية. في اصطدام الأيديولوجيا بالواقع عقب تسلمها زمام الأمور والحكم هناك في المجمل العام اتجاهان يمكن رصدهما تاريخياً: الأول هو خضوع الأيديولوجيا التدريجي للواقع وإعادة إنتاجها لذاتها بحيث تتواءم مع الواقع، بما يزيد من عقلنتها وبراجميتها، والثاني عناد الأيديولوجيا ومناطحتها للواقع بغية تغييره جذرياً وإعادة قولبة الحياة وفق ما تراه. النمط الأول هو الأكثر تسيداً في تاريخ البشر لأنه الأقرب إلى نبض الحياة، والنمط الثاني قاد إلى أكثر الكوارث الإنسانية والإبادات الجماعية حين تصر الأيديولوجيا على إعادة إنتاج الحياة والبشر وفق ما ترى. النازية هي أفضل وأبشع مثال دال على كيفية تحول الأيديولوجيا التي تريد تغيير العالم إلى أداة إبادة متوحشة. شيوعية ستالين اقتربت من النازية في محاولتها صهر شعوب جمهوريات الاتحاد السوفييتي وقولبتهم اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، وهي السياسة التي أسست للانهيار الذي صار حتمياً في مستقبل التجربة السوفييتية. صورت رواية "مزرعة الحيوان" لجورج أورويل وبصورة مبهرة كيفية تحول الأيديولوجيا الشيوعية على يد ستالين وبكل طروحاتها المثالية إلى توحش حقيقي عندما لم تتصالح مع الواقع وحاولت إعادة تشكيله في القوالب الجاهزة للأيديولوجيا. قريباً من ذلك كانت تجربة "ماو سي تونج" في الصين، والتي كادت تقود إلى نفس النهاية الكارثية للاتحاد السوفييتي. بيد أن الإنقاذ الكبير تم بسبب عقلانية وبراجماتية "الحزب الشيوعي الصيني" الذي لم يتبقَ من شيوعيته سوى التسمية والوصف. على ذلك، إما أن تتواءم الأيديولوجيا مع الواقع وتتواضع له وتحاول تحسينه تدريجياً، وإما أن تتحول إلى كارثة عليه وعلى نفسها، فتنهار هي وتعمل في الوقت ذاته على تدمير الواقع الذي أرادت خدمته.

أخذاً في الاعتبار أهمية الانعطافات الأيديولوجية إلى مسارات السياسة، فإن وصول الإخوان إلى الحكم بعد ثورة يناير يشكل منعطفاً تاريخياً بكل ما في الكلمة من معنى. وسوف يكون لتجربتهم السياسية ونتائجها وما تؤول إليه الأثر الأكبر على كل قوى الإسلام السياسي في المنطقة. والسؤال الكبير، فكرياً وسياسياً هو في ما إن كان وصول مرسي الى كرسي الحكم في مصر سوف يشكل بداية العقلنة لأيديولوجيا التيار الإسلامي، وبالتالي اندراجه في مسارات براجماتية وواقعية وتحالفية (على النمط التركي)، أم الوقوع في إغراء تصلب الأيديولوجيا ومحاولة فرضها على المجتمع والظن بإمكانية صياغة الواقع وفق الافتراضات الأيديولوجية (على النمط الستاليني، أو الإيراني).

في التقدير الغالب أن تجربة إسلاميي مصر ستكون بعيدة عن التجربة الإيرانية لأسباب عدة موضوعية، وتكون قريبة من التجربة التركية وإنْ كانت ليست نسخة عنها. لا توجد عند "الإخوان" في مصر، ولا في أي سياق سُني آخر... مرجعيات دينية على النمط الشيعي يمكن أن تتحول إلى سلطات سياسية ودينية تتجاوز التنظيم وتفرض نفسها على المجتمع، وتحيط نفسها بهالة قريبة من القداسة والعصمة. المرجعيات الدينية السُنية ضعيفة، لحسن حظ مجتمعاتها، وهي إما مرجعيات دينية سياسية تابعة لتنظيمات وأحزاب، وهذه لا تمتلك سلطة إلا على أفراد التنظيم ودائرة ضيقة حوله، وإما مرجعيات دينية رسمية تابعة للمؤسسة التقليدية، وهي الأخرى لا تملك سلطة نافذة على المجتمع. "عدم المركزية" الدينية في التقليد السُني يتيح فضاءات أوسع للنقد والانفلات والإبداع، رغم أنه يوفر أيضاً مساحات أخرى للتطرف وبروز أمراء ومجموعات متصارعة على هوامش التيارات الرئيسية. الفارق المهم الثاني بين التجربة الإيرانية والتجربة المصرية من زاوية حكم الإسلاميين هو أن الأولى تمتعت بوجود مورد النفط الذي استطاعت أن تتحكم عبره في المجتمع وتطبق سيطرتها عليه وفق نمط الدولة الريعية. وتُبقي من خلال ذلك على نمط الحكم السلطوي، الذي لا يحتاج إلى الآخرين في الساحة المحلية. في مصر ليست هناك موارد غنية يسيطر عليها نظام حكم ويستطيع عبرها شراء ولاء المجتمع والتحكم فيه، بما يلزم أي حكم منتخب ديموقراطياً الخضوع لمنطق الاقتصاد المفتوح وتنمية الواردات، وإقامة التحالفات مع الأطراف الأخرى.

كما انتهت الأيديولوجيات الماركسية والقومية و"البعثية" عندما وصلت إلى الحكم سواء عبر اختفاء صيغها المتطرفة، أو تعقلنها وإعادة إنتاجها لذاتها، إنْ أرادت البقاء على قيد الحياة السياسية، فإننا سوف نشهد السيرورة ذاتها في المستقبل القريب والمتوسط بشأن الإسلام السياسي. إنْ ذروة الانتصار التي حققها الإسلاميون في مصر في هذه اللحظة التاريخية في المنطقة سوف تكون بداية النهاية للأيديولوجيا الإسلاموية الصلبة كما عرفناها، وسوف نرى اندراجها في سياقات الواقع والبراجماتية طوعاً أو كرهاً.

(الاتحاد الاماراتية)



فهمي هويدي: أهينت لما هانت

قبل أن نلوم قائد شرطة دبي على ما صدر عنه، ينبغي أن نتوجه باللوم إلى الذين أهانوا مصر وصغَّروها حتى اجترأ عليها من لا يعرفون قيمتها وقدرها، أدري أن لنا عليه حق العتاب، لكننا مطالبون بأمرين أولهما أن نعطي الكلام حجمه بغير مبالغة، وثانيهما أن نفكر جيدًا في تفسير التداعيات التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.

ما صدر عن الرجل اللواء ضاحي خلفان، كان رأيًا أبداه عبر حسابه الشخصي على تويتر، وبدا فيه أنه لم يكن سعيدًا بفوز الدكتور محمد مرسي الذي اعتبره تراجعًا لمصر، حيث لم يعجبه أن ينتخب عضوًا في الإخوان المسلمين لرئاسة مصر، وذهب إلى أن الثورة المصرية تمت بمساندة إيرانية، وأن فوز الدكتور مرسي مقدمة لدخول المنطقة العربية في سايكس ـ بيكو جديدة، وهي الاتفاقية التي جرى فيها تقسيم العالم العربي وشرذمته بعد الحرب العالمية الأولى. لكن أسوأ ما قاله إن الرئيس المصري لن يفرش له السجاد الأحمر إذا جاء إلى الإمارات وأنه سيأتي إلى الخليج حبوًا.

هاجم الفريق خلفان حركة الإخوان المسلمين، وكلامه بحقهم ليس جديدًا، لأنه سبق أن ردده حين انتقد الدكتور يوسف القرضاوي سحب السلطات الإماراتية للجنسية التي أعطيت لبعض العناصر الإخوانية في ظروف سابقة، ومطالبتهم بمغادرة البلاد، وقد أيدت حركة الإخوان موقف الدكتور القرضاوي، الأمر الذي دعا الفريق خلفان لأن يفتح النار عليها ويكيل إليها العديد من الاتهامات.

معركته مع الإخوان شأن خاص بالجماعة، وانتقاده لفوز الدكتور مرسي ودفاعه في منافسة الفريق أحمد شفيق هو حر فيه، رغم أن كلامه يمكن أن يعد تدخلاً غير مرحب به في الشأن الداخلي المصري.

لكنني أفهمه وأمرره لأن رئاسة مصر تعدّ رئاسة لكل العرب. ومن ثم فلكل عربي فيها نصيب وحق، ناهيك عن أن الذي قيل بحق الرئيس المنتخب في داخل مصر أضعاف ما قاله قائد شرطة دبي. لكن الذي بدا جارحًا ومحزنًا كان قوله إن الرئيس المصري سيأتي إلى الخليج زاحفًا ليطلب العون المادي، وهو الشق الذي استفز الرأي العام المصري وأغضبه، وربما كان ذلك هو السبب في إعلان الرئيس مرسي مرتين يوم السبت الماضي أن مصر لا تتدخل في شؤون أحد، وأنها ترفض مساس أي أحد بكرامتها أو كرامة رئيسها.

إذا حاولنا أن نضع الكلام في إطاره، فسنجد أن الرجل عبَّر عن انفعالاته الشخصية في موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي، وأنه قال كلامه اعتمادًا على ما توافر لديه من معلومات، بحكم العلاقة التي تربطه بالفريق شفيق والأجهزة الأمنية المصرية، ثم إن له اشتباكًا سابقًا مع الإخوان الذين خرج الدكتور مرسي من عباءتهم، علمًا بأن الرجل كان قد اتهم في السابق بمحاباتهم. إضافة إلى ذلك يتعين الانتباه إلى أنه ليس مسؤولاً سياسيًا في الإمارات، وقد قيل لي إن كلامه أحرج قيادة الدولة هناك. وأن المبعوث الإماراتي الذي أمضى يومًا في القاهرة هذا الأسبوع، تم إيفاده لتصحيح الصورة وتبديد الانطباعات السلبية التي خلفها كلام الفريق خلفان.

ليس سرًا أن القيادة في دولة الإمارات كانت تربطها علاقات خاصة مع الرئيس السابق ونظامه. لذلك فإنها لم تكن سعيدة بالثورة، وربما فسَّر ذلك نزوح بعض عناصر النظام السابق إلى دبي بعد الثورة، واستضافة الدولة أخيرًا لاثنين من رجال مبارك البارزين مع أفراد أسرتيهما. لكن ذلك لا ينبغي أن يثير أي حساسية أو استياء في مصر، إلا بالقدر الذي تؤثر فيه تلك الخلفية على الجالية المصرية المقيمة في دولة الإمارات، وهو تأثير لا يزال طفيفًا حتى الآن.

في ضوء هذا. فلست أجد في مجمل الملابسات التي ذكرتها ما يمكن أن يشكل سببًا كافيًا لتعكير العلاقة بين البلدين، وما دامت تلك العلاقة قائمة على الاحترام المتبادل لاختيار الشعب، فإن ذلك الاحترام يوفر مناخًا مؤاتيًا لاحتمال الهنَّات والأخطاء الصغيرة، التي يدخل ضمنها كلام الفريق ضاحي خلفان. ذلك أن الحفاظ على العلاقة الإيجابية بين الأشقاء العرب من موجبات الرؤية الاستراتيجية الصائبة، وحين يكون طرفا العلاقة هما: دولة كبرى مثل مصر، وشقيقة صغرى مثل الإمارات فإن الحرص على إيجابية تلك العلاقة يصبح أوجب.

أكثر ما يهمني في المشهد هو ما أصاب مصر من هوان قلَّل من شأنها، وشجع البعض على التطاول عليها. لذلك فإنني أزعم أن المشكلة الحقيقية ليست فيمَن تطاول ولكنها فيمَن هان أمره وتصاغر.

الأمر الذي يجعل من استعادة مصر لقيمتها وقامتها أولوية عاجلة. وهذه الاستعادة لا تتم من خلال الخطب الرنانة والنفخة الكاذبة. ولكنها تتحقق بتعافي البلد سياسيًا واقتصاديًا وبإصراره على الاعتماد على طاقات شعبه وإبداعه الذي يغنيه عن سؤال الآخرين، مع انتهاج سياسة مستقلة تليق بوزن ذلك البلد وكبريائه وعطائه التاريخي والحضاري. ذلك أن احترام البلد لنفسه وحده الذي يفرض على الآخرين أن يبادلوه الاحترام

(الشرق القطرية)



علاء عريبي: مخاوف دول الخليج

ربما يكون ضاحي خلفان قائد شرطة دبي قد أساء التعبير فيما كتبه على موقعه في تويتر، وربما يكون قد تجاوز الأعراف الدبلوماسية، لكن المؤكد أن خلفان عبر عن مخاوف دول الخليج من انتقال الفكر الإخواني إلى شعوبهم، كما عبر كذلك عن صراع إرادة وقيادة بين دول الخليج النفطية من جهة، وبين القيادة المصرية الإخوانية من جهة أخرى.

قبل ثلاثة أشهر وبعد حصول جماعة الإخوان المسلمين على أغلبية في البرلمان، كتب ضاحي خلفان في موقعه في تويتر يقول: "إنهم يتآمرون على قلب أنظمة الحكم في دول الخليج العربي"، وفي تعليق آخر قال: "المتقصّي لاجتماعاتهم السريّة، يدرك أن القوم يتآمرون على قلب أنظمة الحكم الخليجية، لتكون رهينة المرشد".

وقبل يومين من هذه الاتهامات، وبالتحديد في نهاية شهر مارس الماضي، أجرت صحيفة الوطن الكويتية مع خلفان حوارًا، هاجم فيه جماعة الإخوان بضراوة، وحذر من محاولة الجماعة أخونة الشعوب الخليجية أو التدخل في الشأن الخليجي، وأكد تصدي حكومات الخليج بعنف للفكر الإخواني، وقد عبرت عناوين الحوار يومها عن الرسالة التي أرادت دول الخليج إرسالها عبر حوار خلفان، حيث جاءت كالتالي:"دول الخليج لن تسمح لتنظيم الإخوان بقلب الطاولة عليها كما فعل بدول أخرى"... وأيضًا: "بعد فوز الإخوان في مصر فإن المنتسب لتنظيمهم أصبح عميلاً لهم"... وجاء كذلك: "من يرغب السير معنا على العين والرأس ومن يرد يبايع المرشد المصري نقل له باي باي".

وأهم جملة جاءت في هذا الحوار نشرت على لسان جريدة(الوطن الكويتية)، التي أكدت فيها ضمنًا أن دول الخليج ستظل تقود المنطقة، حيث كتبت فى مقدمة الحوار بالنص عن خلفان:" بصراحته المعهودة وبأسلوبه الراقي أكد الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي أن دول الخليج ستظل تقود قطار التقدم والرقي والازدهار".

وقد علقت في حينه على هذا الحوار وقلت: الأزمة التي نشبت بين ضاحي خلفان القائد العام لشرطة إمارة دبي وبين الإخوان المسلمين، تطرح علينا سؤالاً على قدر كبير من الأهمية، وهو: هل دول الخليج ستحاصر مصر في حالة انفراد الإخوان المسلمين بالحكم؟، نعيد السؤال بصياغة أخرى: هل مصر ستخسر مساندة الدول العربية الخليجية الشقيقة عندما يركب الإخوان مؤسسات الحكم؟، نكرر السؤال بصياغة ثالثة: هل الدول الخليجية ستغلق أبوابها ومدنها وأسواقها ومؤسساتها في وجه المصريين؟، نكتب السؤال بصياغة رابعة: هل فرص العمل في دول الخليج سوف تغلق في وجه المصريين بعد تولي الإخوان المسلمين الحكم في مصر؟، نعيد السؤال بصياغة خامسة: هل الدول الخليجية سوف تحد من استثماراتها في مصر في ظل حكم الإخوان؟، نطرح السؤال من زاوية مختلفة: هل الخطاب السياسي الديني للإخوان المسلمين يمثل خطورة على أنظمة الحكم في الدول العربية الخليجية الشقيقة؟

وقد تردد أيامها أن دول الخليج، خاصة دولة الإمارات أوقفت عملية التعاقد مع العمالة المصرية، وقيل كذلك أنها رفضت تقديم مساعدات مالية إلى حكومة تسيير الأعمال، وأنها أوقفت المشروعات الاستثمارية الجديدة، كما ترددت أخبار عن توتر العلاقات بين مصر وبعض الحكومات الخليجية.

الأسبوع الماضي عاد ضاحي خلفان مرة أخرى إلى تويتر، وكتب يؤكد الرسالة الخليجية التي سبق ونقلوها عبره في حوار الوطن الكويتية:"إن الدكتور محمد مرسي سيأتي إلى دول الخليج حبوًا ليطلب منها المساعدة".. وقوله:" سيأتي حبوًا إلى الخليج ولن نستقبله بالسجادة الحمراء وسيُقبل يد خادم الحرمين مثلما فعل حسن البنا مع الملك عبد العزيز".

وضاحي خلفان هنا بعد أكثر من ثلاثة أشهر يعود ويعلن بوضوح رسالة دول الخليج(وهو حقهم) إلى جماعة الإخوان وإلى الرئيس المنتخب منها، ويؤكد بصياغاته الفجة مخاوف دول الخليج، ويحذّر من التدخل في الشأن الخليجي، ويؤكد كذلك أنهم لن يساندوا الشعب المصري قبل أن تعلن جماعة الإخوان كجماعة دعوية وكحزب سياسي وكأغلبية وقيادة سياسية أنها تلقت الرسالة، وأنها لن تصدر الثورة أو أنها لن تعمل على أخونة الشعوب الخليجية، وأظن أن الدكتور محمد مرسى استوعب هذه المخاوف فى كلمته أمس في جامعة القاهرة، فقد طمأن الحكومات العربية بقوله: "إننا لن نصدر الثورة إلى البلدان الأخرى".

(الوفد المصرية

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)