اكد مصدر مطلع أن الجيش اليمني عثر أواخر الأسبوع الفائت على وثائق هامة في منطقة "المقاش" تزيل الغموض عن أسرار وخفايا الحرب السادسة التي لا تزال فصولها جارية حتى اليوم بين عناصر التمرد الحوثي ووحدات الجيش والأمن في محافظة صعدة شمال اليمن، كما تكشف عن حقيقة التحالف بين التمرد الحوثي وما يسمى بالحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة.
موضحاً أن أدلة عديدة دامغة تحويها الوثائق التي عثر عليها قبل أيام في احدى المواقع التي كان يتمركز فيها عناصر التمرد الحوثي في منطقة "المقاش" فضلاً عن وثائق أخرى كان قد عثر عليها في الأسابيع الماضية في مناطق مختلفة، وتشير بوضوح قطعى إلى التدخل الإيراني السافر والمباشر في إفشال اتفاقية الدوحة بين المتمردين الحوثيين والسلطة، وتأجيج الحرب السادسة عبر الدعم الصريح واللامحدود للحوثيين بالعتاد والسلاح والمال والخبرات العسكرية القتالية.
وقال أن قراءة تحليلية أولية للوثائق تضع الحرب السادسة على وجه الخصوص ضمن " جزء من خطة محكمة اعدها قسم "قوات فيلق القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني ضمن ما يعرف باسم خطة " يمن خوش هال" أو اليمن السعيد بالفارسية وهذه الخطة جرى الاعداد لها منذ اكثر من سنة بمباركة مباشرة من محمد جعفر، القائد الأهم في الحرس الثوري الإيراني، وخصص لها مبلغ مبدئي يفوق الأربعة ملايين دولار اميركي.
وأوضح المصدر في سياق تصريحه لـ"الجمهور نت" أن من أهم عناصر هذه الخطة تدريب العناصر على العبوات الناسفة والتحريك الجماهيري، ويضاف لذلك شراء الولاء القبلي و" الانفتاح" على الحراك الانفصالي في المحافظات الجنوبية و "ربطه" مع المسار الحوثي، لإضافة الضغوط على الدولة المركزية من كل الاتجاهات مع التنسيق المستمر مع عناصر تنظيم القاعدة الذي بات أداة واضحة للحرس الثوري الإيراني.
وبحسب الوثائق فإن الهدف النهائي لخطة "يمن خوش هال" هو مخطط دولتين، واحدة يعود فيها حكم الإمامة بنظام ديني موال لايران يتزعمه الحوثي، والآخر حكم جنوبي منفصل بمجموعة فصائل سياسية تمول وتدار من إيران مباشرة..
ليس جديداً ما أكدته الوثائق التي عثر عليها فكثيرة هي الدلائل والقرائن الدامغة التي تؤكد التورط الإيراني في التمرد الحوثي منهجياً وفكرياً وعسكرياً والأهم من ذلك هو ما أكده القائد الميداني للتمرد الحوثي لخمسة حروب في مديرية سحار إحدى اهم مديريات محافظة صعدة، حيث قال في حوار نشرته صحيفة "الجمهور" في عددها الصادر السبت الفائت: "أنهم مع نهاية الحرب الثالثة واثناء الاعداد للحرب الرابعة تلقوا دعماً لا محدوداً من السلاح والتموين باشراف الحرس الثوري الإيراني وخبراء من عناصر حزب الله الشيعي اللبناني وأن عبدالملك الحوثي اخبره أن الأمور تسير في صالحهم وأنهم بذا المنهج وبهذه المسيرة سوف يعيدون حضارة فارس ولن يتوقفوا عند حد.
ونقل عن قائد المتمردين عبدالملك الحوثي اثناء التحضير للحرب السادسة قوله "أن هذه هي حربنا الأخيرة وكل الأمور لصالحنا، ولن تنتهي إلا بعد سيطرتنا على مساحات شاسعة من ميدي غرباً إلى مارب شرقاً.
وأوضح القائد الحوثي الشيخ عبدالله جابر المحدون الذي سلم نفسه للسلطات قرب اندلاع الحرب السادسة ان التحالف بين التمرد الحوثي ودعاة الانفصال بدأ مع الحرب الخامسة وتعزز أكثر أثناء التحضير للحرب السادسة.
وبالنسبة للرابط بين المتمردين الحوثيين والقاعدة في اليمن كانت الأمور قد بدأت تتبلور عندما كشف القيادي السابق في تنظيم القاعدة عتيق العوفي الحربي سعودي الجنسية في لقاء اعلامي في مارس 2009م ان اتصالات جرت بينه وبين الحوثيين اعنلوا فيها استعدادهم لدعم غير محدود بالمال والسلاح مصدره إيران ومع القاء القبض على صوماليين في صعدة قاتلوا مع المتمردين الحوثة واقرارهم بالانتماء للقاعدة، وكذلك اشادة قائد التمرد عبدالملك الحوثي بطارق الفضلي أحد قيادات القاعدة في اليمن وهو من العائدين من افغانستان أواخر الثمانينات، ووصف الحوثي مواقفه الانفصالية بالبطولية، تكون قد تجمعت العديد من الدلائل التي تؤكد وجود تعاون بين المخابرات الايرانية وخلايا تنظيم القاعدة من خلال الدعم اللوجستي وتوفير القاعدة للتدريب والانطلاق