الأربعاء, 20-يوليو-2011
شبكة أخبار الجنوب - اراء حرة سميرالعمراني - شبكة اخبار الجنوب -
من يوم لآخر يتأكد للمتابع للشأن اليمني أن ثمة أزمة بين القوى والأحزاب السياسية تشعبت طولاً وعرضاً وباتت تعكس نفسها في تعاطي قطبي الصراع (سلطة ومعارضة) مع بعضهما البعض وألقت هذه الأزمة والخلاف السياسي بظلالها وتداعياتها السلبية على الواقع الاقتصادي والحياة العامة وبات المواطن الأكثر تضرراً منها.
 
وفي ظل تجرع المواطنين لتأثيرات أزمة المشتقات النفطية والانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي وماترتب على ذلك من ارتفاع في أسعار معظم المواد الغذائية وأجور المواصلات وتفاقم الأوضاع الصحية وتوقف العديد من المصانع والمشاريع الخدمية والاستثمارية وفقدان الآلاف من المواطنين لمصادر دخلهم ، فإنه بات من الضرورة  على القوى السياسية في السلطة والمعارضة وقد بلغت الأزمة ذروتها استشعار مسئوليتها التاريخية لإخراج البلاد والعباد من هذه المتوالية وذلك بالالتقاء على طاولة حوار وطنية تشمل المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب المشترك وشركائه وكافة الأطراف السياسية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني والعلماء استناداً إلى المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن الداعي إلى حوار وطني شامل يبدأ بالاتفاق على الضمانات اللازمة لتنفيذ مخرجات الحوار وجدولة قضايا الحوار زمنيا،ولما من شأنه تهدئة النفوس وإعادة الحياة الاقتصادية والخدمات العامة إلى طبيعتها وبما يعيد الاعتبار للحكمة اليمنية .
 
لاسبيل ولامناص لحل هذه الأزمة المتشعبة بغير الحوار ،والملاحظ أن أحزاب المعارضة وشركائهم والشباب المستقلين في ساحات الاعتصام هم بحاجة للحوار أكثر من غيرهم للخروج من مأزقهم ، وليس أدل على ذلك من إعلانهم يوماً (مجلساً وطنياً )ليتنصلوا عنه في اليوم التالي باعتباره مسودة مشروع لم تكن معدة حتى للنشر، ثم إعلانهم بالأمس القريب (مجلساً انتقالياً) والتخلي عنه صبيحة اليوم التالي بل والتنصل من فكرته، وهو ما يعني بكل وضوح أن هذه المسميات ليست سوى أوراق سياسية تساوم بها أحزاب المشترك خصومها لتحقيق مكاسب سياسية  ،وتتسابق أحزاب المشترك فيما بينها البين على الظفر بحق الابتكار وتوزيع المكاسب.
 
من هنا ينبغي على أطراف الأزمة السياسية في السلطة والمعارضة الترفع عن المصالح الحزبية والمكاسب الأنانية الضيقة ووضع المصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبار ثانوي، كما أنه بات من المعيب في حقهم التمترس وراء المواقف الآحادية العدمية ، وقد أجمع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والعالم أجمع على أن المخرج للأزمة في بلادنا يأتي سلمياً عبر حوار وطني لجميع الأطراف..
 فهل اتضحت الرؤية.؟ أم إننا تبلدنا ولايكفي أن يرشدنا الآخرين للطريق السليم للخروج من الأزمة ..! وكأنما عليهم أيضاً التفكير في الحلول نيابة عنا ..!!
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 08-يوليو-2024 الساعة: 12:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=7318