فضحت تصريحات موثقة لمسئولي الأمم المتحدة أدلوا بها خلال شهر فبراير الماضي السبب الحقيقي لاستقالة ممثل اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله الصايدي، والتي تقدم بها اليوم الأحد لمكتب الرئاسة والخارجية اليمنية.

فقد كشف تقرير كتبه (ماثيو روسيل لي  Matthew Russell Lee) ونشره يوم 21 فبراير 2011م موقع (إنر سيتي برس) الذي يهتم بأخبار الأمم المتحدة، أن عبد الله الصايدي- ممثل اليمن لدى الأمم المتحدة- كان منذ ذلك الحين يبحث عن وظيفة في أروقة الأمم المتحدة، بديلة لوظيفته كممثل لليمن، وأن هذا الأمر معروف لديهم.

وأشار التقرير على لسان (نسيركي Nesirky) الناطق بلسان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" إلى أن (ممثل اليمن لدى الأمم المتحدة وكذلك ممثل تونس كانا يتنافسان للحصول على وظيفة في صندوق النقد الدولي IMF، غير أن سفير مصر ماجد عبد العزيز وحتى بعد خسارته لمنصبه واصل مساعيه للحصول على نفس الوظيفة).

ونوه "نسيركي" في سياق التقرير إلى أن "الكل يعزف نفس أسطوانة الأحداث التي تجتاح المنطقة- من أجل الحصول على منصب ممثلية صندوق النقد الدولي".

غير أن عبد الله الصايدي، وبعد شهر بالضبط من ذلك التقرير، وجد بدماء الشهداء الذين سقطوا بساحة التغيير الجمعة الماضية ثمناً يشتري به المنصب الذي يتنافس عليه مع سفيري مصر وتونس، فأعلن استقالته اليوم الأحد، متذرعاً بأن استقالته تأتي احتجاجاً على أحداث الجمعة الدامية، وليس كورقة يزايد بها على ممثلي تونس ومصر  لترجيح كفته لمنصب صندوق النقد الدولي.

يبدو أن الدكتورة سعاد القدسي- إحدى رموز حركة التغيير الشبابية- كانت مصيبة حين سخرت في صفحتها على "فيسبوك" من الاستقالات التي يقدمها رموز النظام، فقالت "لم يبق إلاّ أن يقدم علي عبد الله صالح استقالته من المؤتمر ويعلن انضمامه إلى ساحة التغيير"!