شبكة أخبار الجنوب - د  -  البعداني

الخميس, 03-فبراير-2011
شبكة اخبار الجنوب - الصين - حاوره /سماح رياض -
الدكتور عمار احمد عبده إسماعيل البعداني أحد أولئك الموهوبين اليمنيين، والذي استحق التكريم لتفوقه العلمي الذي لم يتوقف عند نبوغه في مجال الطب وتعداه إلى تفوقه في إجادة اللغة الصينية والفوز على أكثر من 700 متسابق من 69 دولة على مستوى العالم للناطقين باللغة الصينية من غير الصينيين.. (أخبار عدن) أجرت معه هذا الحوار.
  لقاء/ سماح رياض
  - دكتور عمار بداية هلا عرفتنا عن بداية مشوار تفوقك العلمي؟
بعد نجاحي في المرحلة الثانوية القسم العلمي بنتيجة 93% ابتعث للدراسة الطب البشري العام في الصين وحصلت على البكالوريوس في الطب البشري ونظرا للتفوق العلمي منحت مقعدا مجانيا من الجانب الصيني لدراسة الماجستير في تخصص جراحة المخ والأعصاب وحاليا طالب دكتوراه في جراحه المخ والأعصاب
  - ما هي العوامل التي ساهمت في تفوقك العلمي؟
هوايتي في التعمق في التفكير والقراءة، قراءة الأدب والشعر العربي، وممارسة لعبة الشطرنج، ورياضة السباحة ولعب ومشاهدة كره القدم.
  - كيف التحقت بمسابقة إجادة اللغة الصينية؟
ما يعرفه معظم الناس هو ان المسابقة كانت مخصصة لإجادة اللغة الصينية للطلاب الأجانب في الصين، وفي الحقيقة المسابقة تضمنت إحاطة الأجانب بالثقافة والتاريخ الصيني والتعبير عنه باللغة الصينية الفصحى، وللعلم فان عدد متعلمي اللغة الصينية في مختلف دول العالم حسب إحصائية 2010 لمعهد كونفوشيوس المعني بنشر اللغة والثقافة الصينية يقارب المائة مليون منهم مائتي ألف طالب أجنبي موجودون في مختلف المقاطعات والجامعات الصينية.
في البداية لم أكن أهتم بالموضوع رغم محبتي للغة الصينية لولا إصرار الجامعة في مدينه خانجو التي اسكن فيها حاليا، وكنت آخر طالب يسجل اسمه في آخر موعد للتسجيل حيث اخبروني باني لابد ان أشارك وأخوض هذه المسابقة ممثلا عن الجامعة ووضعوا في ثقتهم الكبيرة باني سأحقق مركزا متقدما في البطولة رغم أني لست من متخصصي اللغة الصينية.
 
- من دعمك معنويا في هذة المسابقة؟
أولا فضل من المولى سبحانه، ثم ان دور الأهل طبعا يأتي ثانيا فقد كانوا أول من ساندني وشجعني للاشتراك، و الجامعة على نحو خاص والذين لم يكونوا يطمحون لتحقيق مركز من المراكز الخمسة الأولى ناهيك عن لقب البطولة، ولا أنسى هنا وقوف جميع الأخوة و الأصدقاء اليمنيين والعرب الموجودين في الصين وخارجها معي والذين حاولوا دعمي بالتصويت على موقع المسابقة لولا ان التصويت كان قد ألغي برمّته من قبل اللجنة المنظمة.
  - كيف وجدت ردة فعل الناس عندما تأهلت للمرحلة النهائية؟
كثير من الناس تفاجئوا ليس لأنهم يشكون في اتقاني للغة الصينية، بل لان الجميع يدرك ان معظم المشاركين في المنافسة هم من طلبة الدراسات العليا والمتخصصين في اللغة والثقافة الصينية والبعض الآخر لاعتقادهم بأن العربي واليمني على وجه الخصوص من الصعوبة ان يكون في المقدمة ذلك ان الطلاب اليمنيين في الصين كلهم يدرسون اللغة الصينية فقط كأداة تمكنهم من دراسة تخصصاتهم العلمية.
  - هل كنت تتوقع الفوز في المسابقة؟
حقيقة ً لم أتوقع الفوز في البداية، كان هدفي هو الوصول الى مراكز مشرفة فقط، لكنه ومع اجتيازي لمراحل متقدمة أمام الكثيرين وبعلامات ممتازة في كل جولة في المنافسة أعطاني ذلك كله دفعة جديدة ومنحني الأمل والإرادة في تحقيق الفوز.
  - اللغة الصينية لغة صعبة وأحرفها تتعدى الخمسة آلاف حرف كيف استطعت ان تستوعب هذه اللغة؟
للتوضيح هنا فاللغة الصينية ليست مكونة من أحرف بل هي عبارة عن رموز، وعدد الرموز كثيرة جدا تزيد عن ستين ألف رمز تمتد في تاريخها وتطورها الى آلاف السنين، أما بالنسبة لإتقان هذه اللغة فعند وصولي للصين كان حديث معظم الطلاب عن صعوبة اللغة الصينية وأنها مشكله تقف عائقا أمام دراسة أي تخصص علمي ناهيك عن إتقانها والإلمام بها وبثقافة الصين، لهذا قررت قبول التحدي و ان لا اسمح للغة الصينية ان تكون حاجزا أمامي يمنعني من تحقيق حلمي بدراستي للطب.
وفي بداية تعلمي لها كنت أحاول دوما تكرار ما يقوله الصينيون كالببغاء حتى ولو لم أكن اعرفهم فالبائع في السوق وساعي البريد وسائق الباص كلهم معلمون بالنسبة لي و في كل مكان واطلب منهم بان يصححوا نطقي إذا أخطأت وبدأت بمشاهده التلفزيون الصيني و خاصة الأفلام التاريخية والتي كان لها دور كبير في تنمية معرفتي بالثقافة الصينية، و من القصص الطريفة التي حدثت لي في مره من المرات وأنا امشي خلف مجموعة من الصينيين كانوا يتبادلون الحديث بصوت مسموع فبدأت كعادتي بتكرار ما يقولونه وفجأة التفت واحد منهم الي غاضبا وما ان راًني وعرف أني طالب أجنبي حتى تبسم تجاهي لأنه أدرك أني أحاول التعلم ليس إلا.
  - كيف وجدت ردة فعل المتسابقين عندما أعلن أنك الفائز؟وكيف كان شعورك آنذاك؟
لا أكذبكم فلم يفاجئ احد منهم حتى منافسي الأقوياء لأنهم جميعا كانوا يراهنون على فوزي منذ انطلاق المسابقة النهائية في بيجينغ.
  - ما نوع الجائزة التي تسلمتها؟
الجائزة هي عبارة عن لقب نجومية اللغة الصينية وكأس البطولة والذي ترونه في الصورة.
  - هل وجدت ترحيب بك في دولة الصين عندما فزت؟
بالتأكيد، فالمسابقة تنظمها قناة الصين الدولية الفضائية بالتعاون مع مكتب الحكومة لنشر اللغة والثقافة الصينية, كما ان الحفل النهائي قد حظي بالبث المباشر في عموم الصين وسائر أنحاء العالم وبحضور وزير التعليم الصيني والعديد من سفراء الدول العربية والأجنبية، وبالتالي فالحدث كبير جدا في الصين ولهذا فقد تنافست قنواتهم الجمة للحصول على تصوير تلفزيوني معي أو الإدلاء بتصريحات عقب الفوز، كما ان الجامعة هنا كانت قد نظمت استقبالا جميلا حاملين الورود واللافتات لنا في مطار المدينة هانجو.
  - هل أنصفك الإعلام العربي من ناحية التحدث عن فوزك؟
أبدا.. لقد فوجئ الصينيون قبلي بإهمال الإعلام العربي لي رغم تواجده أو تواجد مراسليه في الصين... ولا ادري ..ربما لم يدركوا حتى اليوم قيمة الانجاز الذي لم يحققه عربي من قبل ...ولما له من مدلولات كبيرة في تطوير العلاقات الثقافية العربية الصينية.
  - ماذا عن الصحف يمنية ؟
كنت قد شاركت في مؤتمر المغتربين الثالث الأخير والتقيت على هامشه بصحفي قال لي انه تابع لوكالة سبأ الاقتصادية...أجرى معي حوارا مطولا إلا انه لم ينشر أي شيء من ما دار بيننا في اللقاء وأحسست بعدها بالندم على الحديث معه لمدة قاربت الساعتين.
  - هل تكرمت في بلدك بعد فوزك؟
لم ألق أي تكريم في اليمن.. ولكني علمت ان احد الوزراء علم بالخبر حينها فقال ان الخبر سرّهُ كثيرا ولذلك فهو يفكر بمنحي شهادة تقدير.. احسبها قد ضاعت في البريد شأنها شأن اللقاء الصحفي الغابر.
   - كلمة شكر توجهها لمن؟
بعد حمد الله عز وجل...أود ان اخص بالذكر هنا سفيرنا في الصين الأستاذ عبد الملك المعلمي والملحق الثقافي الأستاذ عبدالسلام النوعة والاستاذ نصر مدار وكذلك جميع العاملين بالسفارة اليمنية في بيجينغ، الذين كانوا متواجدين في الحفل النهائي مما شدّ من أزري ورفع من معنوياتي كثيرا.
  - كلمة عتاب توجهها لمن؟
لمعشوقتي وحبيبتي وغاليتي اليمن.. أعاتب فيها من علم بالخبر من الإعلاميين أو المسئولين وتجاهله، ليس من اجلي ولكن الأحرى بهم الاحتفاء بالمبدعين في شتى المجالات خاصة في فرصة للتعريف باليمن في مسابقة عالمية.
  
 
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 04:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=5477