الثلاثاء, 28-يوليو-2009
شبكة أخبار الجنوب - البيض شبكة اخبار الجنوب - خاص -
في أعنف ضربة توجهها صنعاء لقصم ظهر من تصفهم بـ"العملاء في الخارج"، علمت مصادر وثيقة الصلة أن فريقاً استشارياً من المفوضية الأوروبية تسلم أمس الأول- الأحد- ملفاً أمنياً يعد الأخطر من نوعه في إدانة عدد من العناصر الانفصالية في الخارج بالتورط بأنشطة تندرج تحت التوصيف الدولي لـ"جرائم الارهاب".



وأوضحت المصادر: أن الفريق الأوروبي، وصل صنعاء السبت الماضي عبر مطار عدن- ويتألف من ثلاثة مستشارين أمنيين، وقد تم تشكيله من قبل المفوضية الأوروبية، على خلفية مذكرة تقدمت بها الحكومة اليمنية بتاريخ الخميس 2/7/2009م، تتهم "خلايا من أصول يمنية" في دول أوروبية بالوقوف وراء التحريض على العنف، والتخطيط والتمويل لأنشطة إرهابية، استهدفت مصالح اليمن الاقتصادية، وأرواح مواطنيها.

وتؤكد المصادر: أن الفريق الاستشاري تم تشكيله لدراسة ما أوردته صنعاء في مذكرتها، في ضوء الأدلة المادية التي قالت أنها تمتلكها، والذي سيقوم الفريق بالاطلاع عليها، وتفحصها، وإبداء الرأي بشأنها.



وقالت المصادر: أن الجهات المختصة سلمت الفريق الاستشاري الأوروبي نسخاً من وثائق خطية، وأفلام توثيقية، وتسجيلات صوتية، ومحادثات ومراسلات إلكترونية، واعترافات مسجلة، وشهادات، وشفرات تم تبادلها على مواقع إلكترونية، جميعها تتضمن إدانات صريحة للمتهمين.



واشارت ايضاً إلى أدلة حول عمليات تهريب غير مشروع للسلاح، وغسيل أموال، وتعاملات مالية غير قانونية، منوهة إلى إضافة الرسالة التي بعث بها علي سالم البيض يوم 23/7/2009م إلى الحراك في الداخل، إلى الوثائق، كونها تضمنت توجيهات صريحة وواضحة للقيام بعمليات خطف المواطنين والمسئولين، وقتلهم "في أحضان الطبيعة الجنوبية"- على حد تعبيره..!



وفيما أشارت المصادر إلى أن من أوردت صنعاء أسمائهم "أقل من أصابع اليدين"، وأولهم "البيض"، فانها وصفت هذه الخطوة بأنها "قاضية"، كون الادلة دامغة، ولكون التحركات تجري تحت مظلة الشراكة الدولية في مكافحة اإلارهاب، نظراً للاشكاليات المعقدة التي قد تتخذها هذه القضية في المسارات الدولية الأخرى.



وبدى واضحاً أن صنعاء كانت تدرك من قبل قواعد اللعبة الأمنية التي من الممكن أن تراهن عليها عقليات العناصر الانفصالية في الخارج.. فالتجربة الطويلة أكدت أن هذه العقليات لا تحمل سوى (الثقافة البوليسية) التي كانت مصدر الالهام الوحيد لكل الصراعات الدامية التي شهدها الجنوب..



لذلك أخفق الحراك في بلورة أي عمل سياسي واضح، وظلت أقطابه تدور في دوامة التمزق، والالغاء، والتخوين، والانشقاق، والانقلاب على بعضها البعض، لأنها تفتقر للثقافة السياسية.. فالتجربة الوحيدة التي عاشها هؤلاء هي نظام الدولة البوليسية التي حكمت الجنوب تحت نير سكاكين المجازر.. وعادت اليوم تحمل نفس السكاكين، ونفس الهاجس الأمني الذي يشك به أحدهم حتى بظله، ويخيل لنفسه أنه وحده الداهية، فيما الآخرون لا يفرقون بين "الشفرة" و"التعليق"..!

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 11:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=538