شبكة اخبار الجنوب -
دمشق- عقد الفنانان السوريان الموسيقي كنان العظمة والتشكيلي كيفورك مراد مؤتمرا صحفيا شرحا فيه الطريقة التي اتبعاها في اشتغالهما على عرضهما الموسيقي التشكيلي الحي "ملحمة جلجامش" الذي يقدمانه في إطار جولة عربية تشمل دبي وبيروت ودمشق وطرطوس.
وأوضح الفنانان، في المؤتمر الذي احتضنته صالة رفيا للفنون، أن "ملحمة جلجامش" هو عبارة عن مشروع بدأ الاشتغال عليه منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وأنهما استطاعا بعد سبع سنوات بلورته وإعطاءه البعد الفني الذي وجداه مناسبا.
وقال العظمة إن العرض ومدته 52 دقيقة ليس سردا حرفيا للملحمة بل هو عبارة عن محاكاة لها بطريقة فنية مضيفا إن الهدف هو إعادة هذه الملحمة من تاريخ الشرق القديم إلى دائرة الضوء وتقديمه في أميركا ولاسيما أن الإعداد له كان بسبب تأثرنا بالغزو الأميركي للعراق.
وأشار العظمة إلى أن العرض يراعي المنحى العام للملحمة ويعالج مفاهيمها العريضة دون الغوص في التفاصيل وأضاف.. إنني تابعت كيفورك في طريقة رسمه للقصة وقد كان موفقا في معالجته لها إذ إنه استحضر عامل الزمن وهذا ساعدني كثيرا لأعرف تدرج الموسيقى وبناءها إضافة إلى أنه لم يكن لدي هاجس ترجمة الملحمة موسيقيا بل أن تضيف شيئا جديدا بعيدا عن سياق أحداثها.
وأوضح العظمة أنه وكيفورك استعانا بكتب ومراجع مثل كتاب للباحث السوري "فراس السواح" ولم يستعينا بمؤرخ لأن الهدف لم يكن تأريخ الملحمة مشيرا إلى أنهما في كثير من المرات كانت الإفادة تأتي من المحاضرات التي كانت تسبق العروض أو من الجمهور.
ويستعين العظمة خلال العرض بموسيقى إلكترونية بينما يستعين مراد بنظام معين لتحريك الصور وإحيائها بطريقة الإنيميشن.
من جانبه قال التشكيلي كيفورك مراد إننا انتقينا ملحمة جلجامش لكونها تراثا شرقيا قدمناه بأسلوب معاصر لنثبت للغرب أن الشرق يضم فنانين يملكون نظرة معاصرة للفنون ترقى لمستوى العالمية لا تقل عما يقدم في الغرب مضيفا اننا كفنانين سوريين يعيشان في أميركا حاولنا أن نعبر للجمهور الأميركي عن إحساسنا بما حل بالعراق بعد الاحتلال ولاسيما من النواحي الثقافية.
وأشار مراد إلى أنه اشتغل مع كنان وفق علاقة التأثر والتأثير التي تجسدت في حالة حوار إلى أن وصلا إلى صيغة نهائية لم تكن عفوية إذ إنهما وضعا ترتيبا لكل شيء حتى الأشياء المرتجلة.
وأوضح كيفورك أن الملحمة تضم الكثير من المعلومات والقضايا إلا أنهما ركزا على الأحداث الأساسية فيها بهدف أن يكون الجمهور انطباعا عاما عنها دون أن يشعر بالملل.
وردا على سؤال لوكالة سانا عما تغير في طريقة تقديم الملحمة منذ بداية الاشتغال عليها عام 2003 وحتى الآن قال كيفورك.. إننا في كل عرض قدمناه منذ انطلاقة المشروع كنا نطور ونضيف للعرض شيئا جديدا ولاسيما من ناحية التقنية فعرضنا الحالي يختلف عما قدمناه في دمشق عام 2006 مضيفا إن أول عرض قدمناه عام 2003 كان سهلا ويتلقاه الجمهور ببساطة أما في العرض الحالي فإن المتلقي سيجده حزينا وقويا.
من جانبه قال العظمة.. إن ما يهمنا في هذا العرض أن يعمل الجمهور على فهم الملحمة وتركيبها من جديد مشيرا إلى أنهما استفادا من الملاحظات بعد عرضها داعيا الجمهور إلى قراءة الملحمة قبل أن يحضرها لكي يقرأها بطريقة مختلفة.
يشار إلى أن عرض "ملحمة جلجامش" سيقدم مساء الجمعة على خشبة المسرح القومي في طرطوس وسينتقل إلى خشبة مسرح الحمراء بدمشق في الثلاثين من الشهر الجاري ومن ثم إلى مدينة نيويورك في الثاني من الشهر القادم بعد أن قدماه في وقت سابق في دبي بالإمارات العربية المتحدة والعاصمة اللبنانية بيروت.
«ملحمة جلجامش».. تاريخ الشرق القديم بأسلوب معاصر