شبكة أخبار الجنوب - دمت

الخميس, 05-يوليو-2012
شبكة اخبار الجنوب - الضالع - دمت -
نقلها - محسن فضل : -
دمت.. المدينة التي اكتسبت أهميتها التاريخية كأحد مراكز الاستيطان الأولى للإنسان اليمني القديم وتطورت مراحل الحياة فيها حتى صارت إحدى الحواضر الرئيسية للدولة الأوسانية ثم الدولة القتبانية في القرن السابع قبل الميلاد واستمرت حتى مطلع القرن الأول الميلادي.
وزادت أهميتها في مرحلة الدولة الحميرية التي استمرت حتى نهاية القرن الخامس الميلادي.في مرحلة العصر الإسلامي وظهور الدويلات الإسلامية في اليمن، استمرت منطقة دمت على ذات الأهمية وبلغت أوج ازدهارها خلال حكم الدولة الطاهريه، التي استمر حكمها من العام ١٤٤٦ م حتى عام ١٥١٧ م والتي كانت عاصمتها الأولى "المقرانة" التي تقع على بعد ١٥ كم شرق مدينة دمت.. الآن دمت تعاني الكثير من الإهمال ويلزمها الكثير لتغدو حاضرة السياحة اليمنية متصدرة القائمة بجدارة، نظراً لمقوماتها السياحية الفريدة خصوصاً السياحة العلاجية نظراً لتوافر المياه الكبريتية فيها
تقع مدينة دمت في محافظة الضالع وتبعد عن المركز الإداري للمحافظة بمسافة ٥٤كم من الناحية الشمالية، ومدينة دمت كهضبة جميلة ترتفع ٢٠٠٠م عن مستوى سطح البحر يقطعها وادي بنا الشهير من الشمال إلى الجنوب وتتخللها كثير من الأودية الفرعية التي تصب في مجرى وادي بنا.. وتحيط بدمت سلسلة جبلية من جميع الجهات وتتميز بانتشار الغطاء النباتي الذي أثر على طبيعة المناخ، فهو معتدل طوال العام، بينما يميل إلى البرودة قليلاً خلال فصل الشتاء أثناء الليل والصباح الباكر.

ويبلغ عدد سكان مديرية دمت حتى العام ٢٠٠٣، ٧٤٥٠٠ نسمة ويتوزعون في عشر عزل وثمانين قرية ويشكل نسبة الاغتراب فيها ٢٠٪ وهي أعلى نسبة بين كل مديريات محافظة الضالع، ويوجد بها العديد من الوديان وتعد الزراعة النشاط الرئيسي لمعظم السكان.

السياحة
تتركز مقومات السياحة العلاجية في مدينة دمت على توفر مصادر الثروة الطبيعية من المياه المعدنية التي تتميز بمخزونها الوفير.. كما يوجد بها عدد من الهضاب الناتجة عن الينابيع الحارة والتي يقدر عمرها الجيولوجي بحوالي ١٨ مليون سنة, أهمها حرضه دمت التي تتوسط المدينة. إضافة إلى وجود العديد من الحمامات العلاجية البالغ عددها عشرة حمامات علاجية أهمها: حمام الحمدي نسبة إلى الرئيس إبراهيم الحمدي ويسمى أيضاً حمام الدردوش، إضافة إلى حمام الحساسية وحمامي الاسدي والعودي.
ولكن ورغم ماتمتلكه هذه المدينة من مقومات سياحية هامة إلا أنها تشكو اليوم من إهمال ممنهج دام لعقود خلال حكم النظام السابق الذي لم يعطي لهذه المدينة حقها من الاهتمام رغم ما تضخه من إيرادات وفيرة لخزينة الدولة.
معاناة
وحول ما تعانيه مدينة دمت اليوم يوضح الأمين العام للمجلس المحلي للمدينة عبدالاه النجار إن المدينة تعاني من أشياء عديدة أبرزها انتشار القمامة في جميع شوارع وأحياء المدينة بشكل عشوائي والسبب في ذلك عدم تواجد براميل القمامة والخرامات الخاصة بنقل القمامة، إضافة إلى أن المدينة تعاني من نقص في عمال النظافة ويعود هذا إلى أن السوق والتحصيل مازالا مركزيين يتبعان المحافظة في الوقت الذي طالبنا أن يكون الصندوق يتبع المديرية حتى يكون باستطاعتنا العمل في زيادة عمال النظافة والخرامات التابعة لحمل القمامة، لكنه قوبل طلبنا بالرفض من قبل المجلس المحلي بالمحافظة .
أما مشكلة المجاري وطفحها المتكرر يقول النجار إن ذلك يعود إلى أن المجاري الموجودة في المدينة خاصة بمستثمرين والمجاري العامة هي في حالة متابعة مستمرة من قبل المجلس وتقدر تكلفتها بنحو ٢ مليار ريال.. إضافة إلى أن المدينة تعاني من عدم سفلتة الشوارع وعدم وجود أسواق خاصة مركزية تتبع الدولة وان هذه الأسواق حالياً هي أسواق عشوائية.. والآن نحن بصدد القيام بحل هذه المشكلة وهو نقل المتجولين إلى سوق خاص وتصفية الشارع العام منهم .
وأضاف: كما أن المدينة تعد محطة سير، فهي تتوسط الخط العام مابين صنعاء وعدن وقد تم الإعلان عن الخط الدائري قبل قيام الثورة وهو الآن تحت المتابعة إلى جانب سفلتة ١٢كيلو داخل المدينة نفسها.و أن المدينة تعاني من نقص في المياه وانعدام كامل للكهرباء هذه الأيام.
وعن مشروع الصرف الصحي قال مدير البيئة علي بن علي إنه مشروع متعثر وان هذا المشروع هو على حساب دولة الإمارات.وقد تم نزول مهندسين على أساس تحديد أرضية الصرف الصحي التي اشتراها المجلس المحلي من قبل الأهالي، إلا أنه وعند وصولهم فوجئوا بإطلاق النار عليهم من قبل الأهالي، مما أدى إلى عرقلة المشروع الذي يعد من أهم المشاريع للمدينة.لهذا نطالب بتكاتف الجهود وتعاون السلطة المركزية مع السلطة المحلية لإيجاد حل، لهذا المشروع.
الإهمال
وعن انتشار القمامة وطفحان المجاري يقول مدير الصحة سيف العريبي إن مثل هذا يؤثر على حياة الإنسان وانتشار الأوبئة والأمراض وانتشار الذباب والبعوض المسبب للتيفود والإسهال .وهذا ما حدث العام الماضي عند ظهور الكوليرا بسب التلوث البيئي والفواكه والخضار بسبب المجاري المنتشرة في الشوارع ومخلفات الأطعمة، مشيراً إلى أن هذه من اختصاص صحة البيئة التي لا تزال تتبع الأشغال العامة والطرق بالرغم أنها من اختصاص الصحة ولكنها لم تسلم واستمرت تابعة لمكتب الشغال.. وقد كنا بدأنا العمل في هذا الجانب، إلا أنه صدر قرار من المجلس المحلي بإبقائها تابعة للأشغال.لهذا ندعو المجلس المحلي بتوجيه الجهات المسئولة بهذا الأمر.إضافة إلى التزام الجهات المختصة بالتوعية المناسبة ومنها المساجد والتربية والأسرة .ويجب أن يقوم التحسين بدوره الفعال في هذا الجانب، كما تقوم صحة البيئة بدورها في الرقابة الغذائية في المطاعم والبوفيات والمعلبات واللحم.
الجانب السياحي
أما عن السياحة في المدينة قال نظمي زين مدير مكتب السياحة في المديرية إن المدينة لم تعد من المدن الحضارية، فكيف لها أن تصبح مدينة سياحية وهي تفتقر إلى التخطيط الحضاري وانتشار البناء العشوائي بدون تراخيص، الأمر الذي جعل من منظر المدينة غير سياحي في الوقت الذي قمنا بإبلاغ الجهات المختصة لكن دون جدوى، لم يتم التجاوب معنا وأكد أنه يتم عقد صفقات في هذا الأمر على حساب مصالح شخصية وحزبية.
وأوضح أن مسئولية المكتب تتمثل في إصدار التراخيص ومراقبة الخدمات.ويحمل مدير السياحة هذا العبث القائم مدير عام المديرية وأعضاء المجلس المحلي.. وأكد أن السبيل للتخلص من هذا العبث هو تفعيل قرار مجلس الوزراء رقم ١٣٥ لسنة ٢٠٠٤م الخاص بإعلان دمت مدينة سياحية الذي يتضمن مصفوفة كاملة لتطوير المدينة.
ازدحام
وعن ازدحام حركة السير في شوارع المدينة قال موسى معوضة نائب مدير المرور إن الازدحام مشكلة كبيرة تعاني منها المدينة بسبب ضيق الخط العام وتواجد أصحاب البسطات على جانبي الطريق، إضافة إلى تزايد أصحاب الدراجات النارية وعدم تواجد مواقف خاصة بهم، الأمر الذي يدفعهم إلى الوقوف بشكل عشوائي.. كما أن المدينة تعاني من نقص في أفراد المرور، لاسيما وأن المدينة متسعة وبحاجة إلى أفراد مرور أكثر من هذا.إضافة إلى نقص في الوعي لدى المواطنين.لهذا نطالب بتوسعة الخط أو فتح طريق دائري للمدينة يمكن من خلاله مرور الشاحنات الكبيرة.وتهيئة سوق خاص بالباعة المنتشرين على جانبي الخط، كما نطالب بإيجاد موقف خاص للدراجات النارية وإمدادنا بأفراد مرور كافي للمدينة.
المياه
وتعاني المديرية من نقص في خدمة توفير المياه، حيث يقول المهندس أحمد قاسم مدير مكتب المياه أكثر المكاتب فاعلية في المدينة إن ذلك بسبب الأوضاع التي يعانيها الفرع وما يواجهه من مشاكل وصعوبات كثيرة جداً تراكمت عليه خلال السنوات السابقة في جميع الجوانب(مالية-فنية-إدارية)أدت إلى عدم قدرة الفرع وعجزه على القيام بمهامه والتزاماته في توفير خدمة المياه للمواطنين.بسبب قدم وتهالك أصول الفرع ومحدودية مصادر المياه المتمثلة في بئرين فقط منذ عام 1993م ووحدات الضخ للآبار قديمة وشبه تالفة وكثيرة العطل والتوقف وكثرة التكاليف.
إضافة إلى أن شبكة خطوط النقل والتوزيع للمياه الرئيسية والفرعية قديمة ومتهالكة ومعظمها تالف بسبب طبيعة الأرض الكبريتية وعدم تسليم مشروع أبار بيت اليزيدي للفرع والذي حرم الفرع والمواطنين من الاستفادة منه نظراً لمطالبة الأهالي بقيمة الحفر وعدم تعاون السلطة المحلية في العمل على حل مشكلة أرض محطة المعالجة لشبكة الصرف الصحي التي سوف يتم تنفيذها عبر مشروع المياه والصرف الصحي بتمويل من صندوق أبو ظبي- كما أفاد.
وأشار قاسم إلى أنه يوجد عدد ثلاثة عشر عاملاً في القسم ومعظم الكادر ضعيف وغير مؤهل، منوهاً بأن تزايد عملية الحفر العشوائي يهدد الحوض المائي في المنطقة، مؤكداً عدم تعاون السلطة المحلية في هذا الأمر.
وعن كيفية تجاوز هذه المشاكل قال قاسم انه يجب على السلطة المحلية تمكين الفرع من استلام مشروع أبار بيت اليزيدي من أجل تقديم خدمة توفير المياه بشكل أفضل، إضافة إلى تعاون السلطات المحلية في سرعة تأمين الأرض التي تم شراؤها من قبل المجلس وتسويرها والعمل لإيجاد حل لمرتبات العاملين السابقة واعتماد الدعم لجميع موظفي الفرع وتأهيل وتدريب العاملين.إضافة إلى قيام السلطة المحلية بتنفيذ القرارات والتوصيات بشأن الحفر العشوائي وإخراج جميع الحفارات من المديرية.
دور غائب
وترى المواطنة أم مصطفى أن المديرية تعاني من انعدام تام لدور المجلس المحلي وتصف أن دور المجلس ليس له وجود في جميع المجالات، كما أن المديرية تعاني من عدم الطرق المسفلتة وانقطاع الكهرباء والمياه.إضافة إلى طفحان المجاري المتكررة، فيما يرى المواطن صادق زين أن مقومات وإمكانيات المديرية نهبت من قبل المتنفذين، وتعاني من انعدام تام للنظافة.
معاناة أخيرة
ويشكو العديد من المتعاقدين في المكاتب الإدارية في المديرية من عدم التوظيف رغم مرور على البعض من عشر سنوات على تعاقدهم في الوقت الذي نزل قرار رئيس مجلس الوزراء الخاص بتوظيفهم.
خلاصة الامر ان المديرية لا تعاني سوى من مجلس محلي ضعيف عاجز اصابها بالعجز وبدد احلام ابنائها رغم ان غالبيته من المشترك من يدعون انهم اصحاب المشروع الحضاري وهو الحال كذلك في المحافظة التي يحكمها المشترك وعلى القارئ ان يدرك ان دمت منذ سنين طوال يحكمها المشترك - ونختم بالقول ان دمت مدينة رائعة وجميله ومنطقة تجارية كبيره وما يجب فعله هو الالتفات الى احوالها الخدميه لانها الان فعلا جوهرة بيد فحام .
اخبار اليوم بتصرف


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=11077