يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - منظرمن صنعاء القديمة

الإثنين, 25-مايو-2009
شبكة اخبار الجنوب - صنعاء - حمزه الحضرمي -




 لم يتناول الرحالة والمستشرقون اليمن عبر التاريخ في كتاباتهم الا يمنا واحدا وهذا بحذ ذاته توكيدا واضحا لحقيقة ثابته على الارض وراسخة بين سطور التاريخ ان اليمن واحد سواء في كتابات أهله أوفي كتابات غير اهله من الرحالة والمستشرقين.

في هذا التقرير نحاول تسليط الضوء على كيفية تعامل المستشرقين والرحالة مع اليمن في كتاباتهم؟

الدكتورعبد العزيز المقالح يقول: "عندما نقرأ ما كتبه الرحالة والمستشرقون الذين زاروا بلادنا في أثناء مرحلة التشطير ندرك أنهم كانوا يحرصون على ان تكون رحلتهم شاملة لليمن الواحد والا تكتفي بزيارة شطر عن آخر حتى تكون الصورة بالنسبة لهم وللقارئ الذي سيقرأ رحلتهم كاملة غير منقوصة ولا متشظية.

وأضاف المقالح: "هذا ما يؤكد وحدة اليمن إسما وشعبا وتاريخيا، وكم كان حزن بعض الرحالة الذين كانت تتاح لهم فرصة زيارة شطر من اليمن دون ان يتمكنوا من زيارة الشطر الآخر؛ فكانون يعودون بحسرة بالغة حيث لا تكتمل معرفتهم باليمن الواحد الذي لا تشكل جغرافيته وحدها بتضاريسها المتشابهة ومناخاته المتعددة الصورة الواحدة وإنما وقبائله وعاداته وتقاليده فهوالبلد الواحد الذي تكون عبر التاريخ في هذه الصورة وصار اسمه منذ فجر التاريخ "اليمن"".

مراجعة عميقة

من جانبه اعتبر هشام على بن علي هذا السؤال يفتح مجالاَ واسعا للبحث والتفكير ويحتاج الى مراجعة عميقة للكتابات الاستشراقية عن اليمن.. مؤكدا أن المستشرقين نظروا إلى اليمن الواحد وتتبعوا أثار حضارة اليمن ونقوشها دون الاعتبار لواقع التجزئة الذي كانوا يتعاملون في ظله.

وقال :"إن كتابات المستشرقين عن اليمن تحددت في إطار عام تمثل في العربية الجنوبية أوالعربية السعيدة كما اسماها اليونانيون في وقت لاحق، وأن البحث كان يتمثل في جنوب الجزيرة العربية ويشمل اليمن كلها وامتداداتهانحوالشمال والشرق وهي تقريبا الامتدادات التاريخية لحضارات اليمن القديمة".

واضاف " ونلاحظ أن عدن كانت مدخلا ضروريا لعبورهم إلى اليمن كلها، منذ المرحلة الأولى التي عرفت برحلة نيبور وحتى الرحلات الأخيرة في النصف الأول من القرن العشرين.

ولفت هشام وهووكيل وزارة الثقافة اليمنية لقطاع المصنفات والملكية الفكرية إلى اهتمام المستشرقين في دراساتهم لليمن، بالدراسات الآثارية والتاريخية والنقوش،وتتبعهم مواقعها في كل مناطق اليمن بصرف النظرعن النظامين الشطرين اللذين كانا قائمين في القرنين الماضيين..منوها بأن البحث الأثري في بدايته كان يتركز في صحراء صيدا عند اطراف الربع الخالي والتي تمتد بين حضرموت وشبوة ومأرب والجوف، فضلا عن مجال دراسة اللغة اليمنية القديمة في النقوش الاثرية لكثيرا من المستشرقين الألمان والفرنسين والانجليز والإيطاليين والتي ركزت في دراستها على اساس حضارة اليمن كلها.

منوها بما تكشفه مذكرات بعض المستشرقين وكيف تنقلوا في هذه المواقع ،في رحلات أقرب إلى المغامرات في المجهول، ومنها على سبيل المثال الباحث الآثاري الامريكي وندر فيليبس الذي جاء الى اليمن في النصف الأول من القرن العشرين وجمع كثيرا من الأثار والنقوش، نقل كثيرا منهاالى موطنه وقد تحدث في كتابه " كنوز ملكة سبأ" عن رحلاته في هذه المواقع التاريخية..

واضاف: "وفي كتاب "اكتشاف جزيرة العرب" للباحثة الأثارية الفرنسية جاكلين بيرين، وهي من رواد العمل الآثاري في اليمن تذكر الباحثة عملها في اليمن لاكتشاف اثارها ونقوشها ونلاحظ من عنوان الكتاب انها تعمل في أطار الجزيرة العربية كلها وتركز اهتمامها على اليمن.

واشار الى الندوات الفكرية العالمية التي أنعقدت في بيت الشاعر رامبوبعدن، وشارك فيها عدد من المفكرين والشعراء والمستشرقين، منذعام1990 قبلالوحدة بأشهر، وتكررت في الأعوام الخمسة التالية وكانت الوحدة ليمنية محورا اساسيا في تلك الندوات والتي ناقشت قضايا الشعر والحضارة والشرق والغرب.

وتابع "كذلك كان ملتقى الشعر العربي الألماني مناسبة عالمية لحوارات فكرية حول الشعر والديمقراطية والوحدة، وملتقى حوار الثقافات الذي شارك فيه الكاتب الألماني غونتر غراس وعدد كبير من الأدباء المفكرين من مناطق مختلفة في العالم.

مؤكدا بأن هذه المؤتمرات والندوات العالمية كانت فيها الوحدة اليمنية هي المحور المسيطر ليس على الجلسات الرسمية وحسب، وانما علي مستوى النقاشات التي تجرى على هامش المؤتمرات، فقد كانت تجربة الوحدة اليمنية ونجاحها غالبه على المناقشات، وكانت مادة لكثير من الكتابات اللاحقة، بعد العودة من اليمن.

وقال "أقدم مقترحا ربما مفيدا للإجابة على مثل هذا السؤال وهوالقيام بجمع ما كتب عن اليمن والوحدة وترجمتها وجمعها في كتاب واحد ربما أكثر من كتاب، وجمع الدراسات الأستشراقية عن اليمن ونبدأ بدراستها وتحليها، وكذلك جمع كتابات الإداريين الإنجليز عن عدن واليمن في مرحلة الاستعمار ونقوم بدراستها تحليلها، وهذا إتجاة سائد في عالم اليوم لاسيما في البلدان التي تعرضت للإستعمار مثل الهند وغيرها، حيث ظهرت الدراسات الكريوفيالية التي تعيد قراءة الكتابات الاستعمارية في اطار ما سمي بـ تصفية استعمار العقل".

واستطرد: نحن بحاجة الى مثل هذا العمل وأخشى أن اقول أن ما نشهده اليوم من دعوات للانفصال هي نتاج لتلك العقلية الاستعمارية التي لم تتحرر من آثارها فعليا، أي اننا لم نقم بتصفية العقل من الاستعمار وتحريره من كل أثر تاريخي أوايديولوجي.

فيما يقول كمال البرتاني: "لقد تطرق المستشرقون والرحالة في نهاية القرن التاسع عشر وعلى مدى القرن العشرين إلى الوحدة بصورة غير مباشرة وذلك من خلال تناولهم الأوضاع الاقتصادية في اليمن وأي حديث عن الوضع الاقتصادي في أي إقليم يطرح مسئلة التكامل والتعاون الاقتصادي، خاصة وان اليمن يتنوع انتاجه الزراعي بتنوع جغرافيته ومناخة المتعدد فهويزرع نباتات لا تُزرع الا على حوض البحر المتوسط، والمناطق السحراوية والاستوائية والحارة.

وتابع مدير مكتب الثقافة بامانة العاصمة كمال البرتاني : وبتناولهم مسألة التكامل الاقتصادي الذي كانت تعوقه دائما الحروب القبلية والثأرات الموجودة على مستوى القبيلة وعلى مستوى المنطقة وكان لحل هذه الأوضاع وايجاد اقتصاد قوي متماسك هووقف تلك النزاعات والحروب التي لها اكثر من مبرر إمابإسم الولاء لدولة معينة أوبإسم النضال ضد المستعمر، واحيانا باسم حق تارخي سلالي ومناطقي.

التكامل والتعاون

مشيرا إلى أن كل هذه الأوضاع التي رأي الرحالة أمثال عبد العزيز الثعالبي، زيه مؤيد العظم، وأمين الريحاني "أن الحل في التكامل والتعاون الاقتصادي بين اليمنيين في الشطرين يعني الوحدة بطريقة غير مباشرة، سيما وانهم كانوا يؤكدون في كتاباتهم على ضرورة الوحدة اليمنية باعتبارها قوة للعرب.

ولفت الى أن أكثر الرحالة العرب الذين تطرقوا الى مسألة الوحدة اليمنية قد يكونوا: الأديب والفيلسوف اللبناني امين الريحاني الذي زار اليمن قادما من الولايات المتحدة الأمريكية ودخل عدن في عشرينيات القرن الماضي والذي يروي معاناته حينما طلب من السلطات البريطانية السماح له بدخوله الأراضي اليمنية والتي رفضت في بداية الأمر بحجة خوفهم عليه كونه يحمل الجنسية الأمريكية وكان مصدر هذا الخوف أنه سيدخل بلدا مجزءا ومقسما ومشتتا ومتخلفا، ولا مأمن لرجل قادم من العالم المتحضر فيه.

دون اي اعتبارات

الباحث والأديب زيد الفقيه هوالأخر يؤكد تناول المستشرقين في ابحاثهم ودراساتهم الأثرية لكثير من المناطق اليمنية في منتصف القرن العشرين دون أي اعتبارات لأي تقسيمات عرفها اليمن انذاك ..

المستشرق البريطاني روبرت سرجنت تحدث عن الملامح البشرية في اليمن والتداخل بين المناطق اليمنية بصورة عامة شملت مختلف محافظات الجمهورية ولم يفرق بين اليمنيين في حديثه حسب زيد الفقيه.

فيما المستشرق البريطاني اندرسون بالكويل تحدث عن الموسيقى اليمنية وبالتحديد عن آلات العزف الوترية في منطقة الساحل اليمني وتشابه العزف والرقص والحركات الراقصة، والذي يقول ايضا ان رجال القبائل يعزفون الآلات الوترية لكنهم يترفعون عن التطبيل ..فيما المستشرق الفرنسي بننيفال يتحدث عن العادات والتقاليد في اليمن وتشابهها بين مختلف المدن اليمنية الشرقية والجنوبية والشمالية وخاصة المناطق الساحلية في اليمن بشكل عام..وكذا المشتشرق آنفريد هيهماير يتحدث عن تشابه انظمة الري بمدينة زبيد ومدينة يافع وجانب من شبوة من خلال الابحاث الاثرية في المدينتين وكل تلك الكتابات التي تؤكد مدى قناعات المستشرق".
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)