بحضور الأستاذ الدكتور عبد الوهاب راوح عضو مجلس الشورى، اختتمتْ امس  بمقر الاتحاد العام لشباب اليمن، ورشة العمل التدريبية التي أقامها الاتحاد لقياداته على مدى ثلاثة أيام، تحت عنوان: الحوار وآلياته..والدولة المدنية ومضامينها، وذلك في إطار الإعداد والتحضير لـ(المؤتمر الوطني لحوار الشباب).

وفي مستهل اليوم الختامي للورشة رحب الأستاذ معمر الإرياني رئيس الاتحاد، نائب رئيس مجلس شباب آسيا، بالضيف الكبير الدكتور عبد الوهاب راوح، متحدثاً إليه حول الورشة وأهدافها وما حققته خلال اليومين الماضيين. مشيراً إلى أنها قد أسهمت برفد قيادات الاتحاد بالمزيد من الإدراك والوعي للحوار وأهدافه وآلياته ومرتكزاته، وكذا للدولة المدنية ومفهومها ومضامينها المتعددة. موضحاً أن المؤتمر الوطني لحوار الشباب جاء كفكرة من قبل الاتحاد، وقد تم عرض هذه الفكرة على بعض المنظمات المدنية المستقلة والفاعلة على مستوى شريحة الشباب ولقيت الفكرة ترحيباً عظيماً من قبلها، ولهذا فنحن في الاتحاد وبالتعاون مع المنظمات المشاركة نعمل بكل جدٍ لإنجاح هذا العمل، الذي نعتقد أنه سيسهم في الدفع بالوعي العام للشباب وللمجتمع عموماً نحو التوجه إلى بناء دولة مدنية حديثة؛ استكمالاً للمراحل التي تم إنجازها منذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، وعلى وجه الخصوص في عهد فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح.

من جهته وفي مستهل محاضرته القيمة شكر الدكتور عبد الوهاب راوح، قيادة الاتحاد ممثلة برئيسه الأستاذ معمر الإرياني، على دعوتهم له بالحضور وعلى جهودهم التي يبذلونها من أجل خدمة الشباب وقضاياهم.

ثم تحدث الدكتور راوح عن الدولة المدنية من حيث ظروف النشأة، وارتباط ذلك بالوضع الراهن والتحديات التي تواجه الوطن؛ قائلاً: "الدولة المدنية مصطلح سياسي حديث، لا وجود له في المعاجم السياسية المعتمدة ولا في مجامع اللغة، وإذا تحدث عنه كتّاب علم السياسية فإنهم يذكرونه في السياق وليس بشكل منفرد؛ مما يؤكد حداثة هذا المصطلح بدلالاته الحالية".

وأضاف: "تاريخ المدينة في العقلية والتاريخ الأوربي يرتبط بالحرية والمواطنة؛ لأن المدينة كانت في عصور ما قبل النهضة هي المكان الوحيد الذي لا يسيطر عليه الإقطاعيون.. فالمدينة بشكل عام هي المستقر الذي لا ينتمي إلى قبيلة أو إلى إقطاعية أو جهة محددة، وعلاقة أفراد المدينة ببعضهم هي علاقة مدنية بطبعها".

مشيراً إلى أن هناك نوعان من التجمعات البشرية؛ تجمع طبيعي، وتجمع مدني؛ وأن الانتماء إلى القبيلة هو انتماء طبيعي، بينما الانتماء إلى الأحزاب أو منظمات المجتمع المدني هو انتماء مدني يتميز بحرية الفرد في أن يختار الدخول متى يشاء والخروج متى يشاء.

كما أكد الدكتور عبد الوهاب، على ضرورة أن تقترن الدولة المدنية-في الحالة العربية والإسلامية- بالديمقراطية، وأن تكون ذات مرجعية إسلامية؛ كي تصون قيم المجتمع ومبادئه.

وفي معرض حديثه عن الأسس التي تقوم عليها الدولة المدنية، أشار الدكتور إلى أن المواطنة المتساوية والديمقراطية هي أهم الأساس.

مؤكداً على أهمية التجربة التراكمية؛ لأنها هي الأساس الصحيح لبناء الدولة المدنية؛ وهذا ما حدث في أوربا؛ حيث تراكمتْ تجاربهم منذ القرن السادس عشر الميلادي وحتى اليوم ليصلواْ في النهاية إلى الدولة المدنية الحديثة القائمة على الديمقراطية والمواطنة المتساوية.

وفي ختام كلمته تمنى الدكتور عبد الوهاب راوح للمؤتمر الوطني لحوار الشباب، المزمع انعقاده خلال الفترة القادمة، التوفيق والنجاح وأن يكون لبنة على طريق بناء الدولة المدنية لاستكمال ما تم تحقيقه في هذا الاتجاه خلال الفترة الماضية منذ فجر الثورة وحتى يومنا هذا.

بعد ذلك تم إتاحة الفرصة أمام المشاركين للمداخلة والنقاش؛ حيث استمع الدكتور راوح إلى الجميع بإصغاء؛ معبراً عن سعادته بنوعية الحضور الذين أبانواْ من خلال مداخلاتهم عن مدى وعيهم وإدراكهم لما تعنيه الدولة المدنية وما يرتبط بها من مفاهيم وأفكار.

جدير بالذكر أن هذه الورشة هدفتْ إلى منح قيادات الاتحاد المزيد من المعرفة والاطلاع في موضوعي الحوار والدولة المدنية؛ حيث استمع المشاركون على مدى اليومين الماضيين للعديد من المحاضرات القيمة.

هذا وقد عبر الجميع عن رضاه التام بما قدمته هذه الورشة من إضافات من شأنها أن تجعلهم أكثر استعداداً للمرحلة القادمة، مرحلة (المؤتمر الوطني لحوار الشباب).

حضر اختتام الورشة كافة قيادات الاتحاد، وأعضاء من مجلس الشرف بالاتحاد، بالإضافة إلى عدد من الصحفيين والإعلاميين.