خرج صباح  الثلاثاء بالعاصمة صنعاء آلاف الشباب المعارضين في مسيرة سلمية سلكت شارع الستين، وصولاً إلى جولة عصر، ثم شارع الزبيري فجولة كنتاكي، وعادت ساحة التغيير دون أن تتعرض لأي منع أو إعاقة من قبل قوات الأمن المركزي التي انتشرت على امتداد الطرق التي سلكتها المسيرة.

وشوهد العديد من الشباب وهم يلوحون بأيديهم لرجال الأمن، والبعض يعانقهم، في تعبير عن الشكر والامتنان لتأمين المسيرة.

وكان الشباب قد منعوا مدرعات وأفراد الفرقة المدرعة الأولى المنشقة من مرافقتهم ، وهتفوا عند انطلاقتهم مطالبين قوات الفرقة بالعودة، وهو ما اضطرها للعودة أدراجها بعد توتر الشباب وخشية ضباط الفرقة من حدوث تصادم معهم.

وتعد هذه المسيرة هي الثانية التي تسلك أكثر شوارع العاصمة إثارة للجدل "الزبيري" في غضون أسبوع ثم تعود دون أي خسائر تذكر، أو صدامات، أو إصابات في صفوف المتظاهرين.

وقد أثار الأمر جدلاً كبيراً في أوساط الشباب حول سرّ ذلك خاصة وأن هاتين المرتين هما الوحيدتان التي لم ترافق فيهما قوات الفرقة المتظاهرين.. وأشار البعض بأصابع الاتهام إلى الفرقة بالوقوف وراء عمليات اطلاق الرصاص على المتظاهرين أو أفراد الأمن بقصد استفزازهم للتصادم مع المتظاهرين واستثمار الدماء في الدعاية السياسية.

فيما أشار عدد من المتظاهرين إلى أن الفرقة ربما تتعمد تفجير العنف خلال التظاهرات لضمان بقائها في ساحات الاعتصامات تحت ذريعة تأمين الحماية للشباب.

إلاّ أن بعضاً آخراً اعتبر استجابة الفرقة لطلب المتظاهرين بعدم مرافقتهم بمثابة تكتيك سياسي لاسترضاء مجلس الأمن الدولي الذي طلب في الفقرة الثامنة من قراره 2014 منع الرفقة المسلحة للمتظاهرين وساحات الاعتصام.

وكانت وزارة الداخلية تعهدت مراراً للمتظاهرين باستعدادها لتأمين الحماية اللازمة للمظاهرات وفق القانون، شريطة عدم تدخل قوات الفرقة المدرعة إلاّ أن الأخوان المسلمين كانوا دائماً مصدر الاعتراض والاصرار على مرافقة الفرقة.