يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأحد, 31-يوليو-2011
شبكة أخبار الجنوب - بليغ الحطابي بليغ الحطابي - شبكة اخبار الجنوب -
< من يقرأ ويتتبع معالم طريق سيد قطب في اليمن، وكذا الاستراتيجية الاخوانية الاصولية المنعكسة اليوم في واقع وظروف استثنائية وتصرفات هوجاء وممارسات غير واعية يعانيها الجسد اليمني، على إثر عدوى عربية واقليمية يخلص الى نتيجة بأن حالة الانفصام الشائعة التي تصيب عادة شخصية الافراد فتجعلهم غير طبيعيين وهي ذات الحالة التي صارت عليها اليوم هذه الحركة الاصولية لتجعلهم اشخاصاً غير متوازنين في مواقفهم واقوالهم وأفعالهم وسلوكياتهم العامة.. فهذا الداء -حسب الاطباء- يجعل المصاب به اشلاء متناثرة من الأفكار والمعتقدات والاوهام والاحلام.. ويعيش في عالم من التخيلات منفصلاً عن الواقع والعالم الخارجي وحالة الفعل النشطة والمضادة لتصرفاته العمياء التي تختزل الكل في شخصه وذاته.. بل نجد هذه الحالة المرضية تتطور الى محاكمة لكل من حوله منتهجاً سلوكاً عنفياً عدوانياً من أجل الوصول الى الهدف والسبيل المقصود.
حالة الهوس والهستيريا البالغة من أجل الوصول الى السلطة وكرسي الحكم هي السمة الغالبة التي تفضح سياساتها وممارساتها القذرة المتجهة نحو العنف وتقسيم أوصال الأوطان.. فمصر مثلاً لاتزال حرائق العداء والانتقام والثأر من الآخر هي السائدة وتونس ايضاً لاتقل شأناً منها وليبيا التي يعصف بها الحقد السياسي والانتقام السلطوي وسوريا واليمن ايضاً التي لاتقف تلك الاحقاد او الاحلام المبنية على اشلاء وطن عند الطموح في السلطة والوصول اليها بل تعدى ذلك، كما هو واقع حال عربي، ونهج واحد تنفذه جماعة واحدة، وهو اجتثاث من كانوا في الحكم والغاء وجودهم بل والعمل على تأليف قضايا اتهام مزيفة لتنفيذ احكام بالفناء من الحياة والاعدام شنقاً وتعزيراً.. فعلى نحو ما تسوقه جماعة مصر هو الحال الذي تسوقه جماعة اليمن وحركتهم الاخوانية المتمثلة في التجمع اليمني للاصلاح.
وقد يستغرب البعض اتجاه تيار أصولي ارهابي متطرف نحو الاقرار بالحقوق والتعايش السلمي فتلبس بالدين والاسلام ليكون له مخرجاً في حال ضاقت او اشتدت عليه الاحوال او حاصرته السياسات والاطراف الاخرى باتجاه معين.. كأن يتحالف صاحب هذا الفكر المتشدد مع اليساري والشيوعي والاشتراكي والعلماني والفكر الحداثي الليبرالي بكل تشكيلاته ليشكلوا طرفاً قوياً-حد زعمهم- يتبنى شعارات ومطالب كالدولة المدنية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان كما في العهود والاتفاقات الدولية فيما يعتقد هذا الطرف الذي يرى انه الأقوى أن من تحالفوا معه ليسوا سوى جزء منه بينما هم لايبذلون جهداً لتمييز انفسهم وتوضيح فكرة تحالفهم او طموحهم واحلامهم السلطوية ومصالحهم التي جعلت من أعداء الامس حلفاء اليوم، او الترويج لأفكارهم المختلفة كلياً عما يخطط له الطرف الأقوى لبناء استراتيجية القادمة التي تغلب عليها بالطبع الصبغة الاصولية الاسلامية المتشددة وهي ذات الفكرة او الثقافة المتجسدة والمترسخة في عقلية ووجدان عناصرهم وقواعدهم القيادية والدنيوية واطرهم البنيوية والتنظيمية وهو ذلك الفكر الذي زلزل العقول وبرمج المؤامرة ويعمل اليوم من أجل اقتحام مؤسسات الدولة والسيطرة عليها واستبدالها بالفراغ الذي يمكنهم من تحقيق او تسهيل تحقيق اهدافهم وليس كما يقول منظرو الاخوان المسلمين، استبدال الدولة المدنية الحديثة بدولة دينية واحلال الشريعة الاسلامية محل الشرعية الوضعية وجعل القرآن دستوراً بدلاً عن الدستور المدني القائم على أساس بناء دولة يمنية حديثة.
اذاً ما سبق يقودنا الى حقيقة مايجري اليوم من احداث واحاديث لاتخلو منها تعاميم العدوانية والعداء والحقد والانتقام لمن كانوا سبباً في تهيئة الظروف المناسبة والآمنة لعملهم بحرية وديمقراطية دون كبت او اقصاء او تهميش او نكران.. كانوا سبباً في ظهور احلامهم وطموحاتهم واستراتيجياتهم وخططهم القذرة التي بنوا على اساسها مستقبل (أبي رغال) الذي قاد الفيلة الى هدم الكعبة.
فهناك مثلاً عبدالمجيد الزنداني (مفتى الاخوان في اليمن) الذي ظل طوال مراحله التاريخية وتفاعلاته التي اخذت صراعاً تحريضياً والغائياً متنقلاً بين رجل الدين ورجل السياسة لتأدية دورين في مسلسل واحد وتمثيلية »قذرة« فهو مثلاً مع الرئىس داخل القصر، وضده في الخارج.. مع المعتصمين في مطالبهم وضد الدولة المدنية وهو مع المشترك الاخواني وضد المشترك العلماني والحوثي والروافضي، وهو مع الديمقراطية والانتخابات ولابد من دولة دينية وخلافة اسلامية شوروية.. وهكذا كشف هذا الشيخ العجوز الكهل انه ليس سوى مع ذاته وهو ذاتي المنحى والمعنى الذي يتجسد فيه وفي صورته الفكر الاصولي للاخوان المسلمين او بالاصح »الخونة المسلمين«.
وهناك ايضاً الجنرال المنشق »علي محسن الحاج« الذي كان ومازال الداعم الاساسي والممول لأنشطة الجماعات الارهابية ومليشياتها المسلحة القبلية والحزبية وذلك عبر اختفائه خلف النظام واستغلال قوانينه وسلطاته لتغذية مشاعر الحقد والكراهية لمؤسسات الدولة المختلفة، فضلاً عن استغلاله الدنيئ لصلاحياته وقوته التي استقاها من قوة الدولة وقوانينها والنظام الحاكم لتوظيف الارهابيين الانتحاريين العائدين من معتقلات غوانتانامو وافغانستان وغيرها واجهزة الدولة ليكونوا لتنظيمهم الذي أسس له فرعاً في اليمن عبر نفوذ هذا »المحزن« وغيره ممن كانوا حلفاء السلطة بالأمس وأعداءها اليوم.
وبالنظر الى الأزمة السياسية الراهنة التي كشفت بعمق مدى احقاد وكراهية هذه الجماعة للشعب والوطن التي تختبئ خلف فتاوى الكذب والخداع والتدليس وبيانات علمائها.. فقد اوجدت ساحات الاعتصام بيئة لمثل هؤلاء الاصوليين ورجال الدين لتوجيه وعي الشباب والكبار وفقاً للمنهج الاصولي الجهادي التكفيري.. وهو ما جعلنا نسمع ونقرأ خطاباً اصولياً تحريضياً غير مسبوق باطلاً وكذباً ملفقاً من اولئك الذين يسمون أنفسهم علماء.
والاخوان المسلمون (وعلي محزن الحاج والزنداني) واصوليون آخرون من الطبيعي جداً ان يرفعوا شعارات كلنا أرحب او كلنا ابين، وذلك لان معظم المقاتلين والقتل في تلك المناطق كانوا  من صفوف القاعدة او مايسمى جند عدن ابين او انصار الشريعة او هم من الاخوان ومن اتباع محسن والزنداني وبقية الاصوليين.
ويكشف الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر -رحمه الله- في مذكراته التي قال فيها ان مواجهة الجبهة الوطنية الماركسية التي كان يقودها الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن آنذاك والذي كان يعد عدو الاخوان المسلمين المركزي ان مواجهتها ينبغي ان تكون بجبهة قوية ومن خلال هذه الجبهة الاسلامية فتحت الابواب امام الاخوان المسلمين من مختلف المحافظات ليشكلوا قاعدة المواجهة ومن هذا المنطلق فتحت لهم ساحات التدريب في القوات المسلحة من خلال الفرقة الاولى مدرع التي كان يقودها علي محسن الحاج اللواء المنشق والتي امتصت معظم عناصر وتشكيلات الاخوان المسلمين وتحديداً من شرعب والعدين والسدة وبعض المدن والمديريات الاخرى كقعطبة ودمت وهذا المدخل نفسه فتح باب التطوع الى افغانستان لمواجهة المد الشيوعي للاتحاد السوفييتي اذ تمت كافة التدريبات الاساسية في الفرقة ومعسكراتها..
حكاية تغلغل الاخوان المسلمين في اجهزة الدولة على الرغم من ملامح الشراكة التي جمعت المؤتمر والاشتراكي بدأت عبر مسمى الشراكة التي بدأت منذ ماقبل تأسيس المعاهد العلمية التي وصلت الى ألف معهد قبل وبعد الوحدة الذين كانوا يعلنون صراحة ان الحزب الاشتراكي كافر ومنهجه منهج كافر وملحد.. ومن خلال عرض الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس حزب الاصلاح والاخوان المسلمين، من خلال الضغط والنفوذ القبلي الممارس لصالح هذه الحركة ليشكل  عبئاً فعلياً على رأس الدولة ومؤسساتها المختلفة سواء في الجانب السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي.
والمشهد السياسي اليوم الذي تداخلت فيه كل الاطياف والالوان بكل التعقيدات الاصولية وبرامج الفبركة الداخلية والخارجية التي تهدف الى زلزلة العقول وبرمجة المؤامرة واجتثاث مؤسسات الدولة الحالية واستبدالها بالفراغ.. فهؤلاء الاصوليون عبر ممارساتهم واحداثهم القذرة فتحت ذريعة التغيير ومطالب الشباب، التي يرسمون ويصيغون صورة المستقبل المجهول وفق الكيفية التي رسمتها مؤسسة التغيير في لندن وفروعها في المنطقة العربية المتفاعلة مع خطط النظرية الامريكية »الفوضى الخلاقة« التي بدأ بها الشباب في الشارع ليكونوا طعماً للعبة التغيير القذرة والكبيرة التي استهدفت اجتثاث اليمن وزعرعة قيمه وتوسيع دائرة الفوضى لتحقيق هذه الشرذمة الاصولية »الاخوانية« اهدافها في توسيع نزعة القطرية والمناطقية.
وانطلاقاً من هذه الصورة الجلية التي ترتسم ملامحها هذه الأيام من خلال معارك ومواجهات مفتعلة عبثية ومهلكة ومدمرة وعبر من نصبوا أنفسهم قادة مستقبل اليمن بعد ان يتحقق هدفهم في هدم الحاضر بمؤسساته والانقضاض على التجربة بكل ايجابياتها او من سموا أنفسهم مشروع قيادة بديلة للحاضر والمستقبل تتمثل في المؤامرة الخبيثة التي صيغت في احداث اليوم وأبرزها استهداف رمز الدولة وقادتها السياسية ومسلسل حصار الشعب وتجويعه ومظاهر القتل والتخريب وسياسة الكانتونات التي بدأت تتبلور ملامحها في حي الجامعة والستين ومذبح والحصبة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)