يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 09-يونيو-2011
شبكة أخبار الجنوب - المجاهد محمد عبدالرحمن المجاهد - شبكة اخبار الجنوب -

البعض ممن يمتهنون الإرشاد الديني ويطلقون على أنفسهم ألقاب الدعاة، صاروا الآن ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين يدعون لخلافة إسلامية ويبشرون بها، أو بمعنى أصح يطالبون بعودتها بعد انحسارها منذ ما يقرب من مئة عام، على يد ذلك المسخ عضو الدونمة التركية، من كان يدعى بمصطفى كمال أتاتورك الذي ساعد وبإصرار على تمزيق الدولة العثمانية أو ما كانت تسمى بالرجل المريض، الذي ما أن انتهت الحرب العالمية الأولى حتى تقاسمت الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا تركة الدولة العثمانية فيما بينها، تاركة تركيا لأتاتورك يعمل بها ما يريد .. وفعلا فعل ذلك الأتاتورك ليس ما يريده هو فقط ولكنه فعل ما يريده الغرب المسيحي منه، فقد قام بحقد وانتقام على الإسلام وكيانه بتحويل تركيا إلى دولة علمانية ومحا منها كل ما له صلة بالإسلام، وحارب كل المظاهر الإسلامية حتى الحروف العربية التي كانت تكتب بها اللغة التركية لم تسلم منه حيث عمل على استخدام الحروف اللاتينية بدلا عنها، وجعل العلمانية دينا وعقيدة جديدة للشعب التركي حتى الآن، وإن أصبحت تركيا أخيرا تحكم من قبل حزب إسلامي بدأ يعيد لتركيا شخصيتها وبهاءها الإسلامي الذي نأمل أن يدوم ويستمر..


وأولئك الذين يحلمون بعودة الخلافة الإسلامية ويدعون لها لم يحددوا ماهية الخلافة الإسلامية التي يريدونها وما شكلها ونوعها ؟ هل هي خلافة كالخلافة الراشدية أم كالخلافات الأموية والعباسية وغيرها من الخلافات التي سادت العالم الإسلامي حتى انتهاء الخلافة العثمانية والتي كانت تدعي العمل من وحي الديانة الإسلامية وهي بعيدة كل البعد عن قيمه ومبادئه التي تجسدت في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا..


أو كما كانت في عهد ذلك الرجل الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، أما في غيرهم فلم يكن إلا ملكا عضودا وخلفاء وولاة جبابرة ساد في ظل وعهد أغلبهم الظلم والجبروت والفساد والبعد عن الدين الإسلامي وقيمه، حيث لم يكن الإسلام إلا ستاراً يمارسون تحت غطائه كل ما ينهى عنه الإسلام ويرفضه وتأباه الشريعة السمحاء، طوال العهود التي أعقبت الخلافة الراشدية وحتى الآن..


فلم يكن في أية دولة أو خلافة وجدت بعد الخلافة الراشدة إلا الصراع والاقتتال على السلطة وممارسة الظلم والجبروت والفساد حتى ضعفت دول الإسلام واستطال عليها أعداء الإسلام والمسلمين، منذ دولة الأمويين و امتدادا إلى الدولة العثمانية، التي نخر فيها الفساد وساد الظلم والتجبر على شعوب الأمة العربية وغيرها من الأمم، مما دفع بعديد من الشعوب غير التركية للتمرد والثورة عليها، مما سهل للغرب الصليبي الصهيوني التخلص منها وحتى من تلك الشعوب التي ثارت على العثمانيين.. معتمدة على دعم الدول الغربية، بينما هم في الواقع أي الغربيون ضربوا عدة عصافير بحجر واحد، هي أنهت أولا الدولة العثمانية أو ما كانوا يسمونه بالرجل المريض المهيض وكان من إحداها وأهمها تثوير الشعوب الرازحة تحت الهيمنة العثمانية مضاف إلى حركة ذلك الأتاتورك واستيلائه على السلطة وإلغاء الخلافة، ومن ثم تقاسم التركة فيما بينهم ومن هذه التركة كانت الدول العربية أو بمعنى أصح المنطقة العربية، فقد خرج العرب والمسلمون من استعمار عثماني ليقعوا تحت استعمار غربي أشد وأسوأ منه، حيث مُزقوا إلى دول وإمارات صغيرة مما أتاح للغربيين وضع عالمهم الجديد في المنطقة العربية والإسلامية..


وذلك بسبب غباء وتحجر وانغلاق أركان الدولة العثمانية وسوء الإدارة ومحاولاتها طمس القوميات الأخرى المنضوية تحت رايتها ولم يخلف العثمانيون إلا شعوباً ممزقة متخلفة وحكاماً لا يجيدون إدارة دولهم وإماراتهم، الذين غيروا سريعا ولا ءاتهم للقوى الغربية لتصنع بهم ما تشاء، وتمعن في تشتيتهم وتمزيقهم وتوزيع المنطقة على من لا يستحقها من أمراء وشيوخ الذين ظل أغلبهم عبيدا طائعين لولاة أمورهم حتى الآن، كما أهدت القوى الغربية فلسطين لقمة سائغة لليهود الصهاينة جزاءً لهم على ما عملوه في خلخلة وإنهاء الدولة العثمانية ومساعدتهم في حربهم العالمية الأولى..


فإذا كان حال الخلافات الإسلامية منذ دولة بني أمية وحتى دولة بني عثمان كلها لا تسر إلا الأعداء ولا يمكن أن يحن إليها إلا من يريدون أن يحاكوا حكام تلك الدول والخلافات وأن يحكموا باسم الإسلام وذريعته، أولئك الذين جعلوا ويجعلون من أنفسهم ظل الله في أرضه والأوصياء على دين الإسلام دون غيرهم وكأن الوحي لم ينقطع منذ وفاة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وإنما ما زال يوحى لهم فهم يملكون مفاتيح الجنة يكفرّون من يغضبون عليه أو يبيحون دمه ..


 بل جعلوا من ذواتهم فوق طينة البشر وقدس الأقداس، بينما الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم وأرضاهم لم يضعوا لأنفسهم أية ميزة يميزون بها عن عامة المسلمين، ولم يقمعوا أحدا ولم يعنفوا من انتقدهم أو راجعهم في أحكامهم أو أقوالهم وأفعالهم، ولم يجعلوا لأنفسهم لا حراساً ولا شرطة ولا خبرة ومجاذيب مدججين بالسلاح، بل كانوا رضي الله عنهم يحرصون كل الحرص أن يكونوا أقرب الناس للناس وأرحمهم بهم، ولم يقولوا لعامة المسلمين ولا لغيرهم أنهم منزهون عن الخطأ أبدا ..


فأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما عند توليهم إمارة المسلمين خاطبا المسلمين بالقول كل على حدة ( أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن رأيتم في اعوجاجاً فقوموه، وإذا بأحد الحاضرين يهب قائلا لعمر والله يا ابن الخطاب لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا ) ومع ذلك لم يغضب عمر ولم يعنفه أو يأمر بقطع لسان ذلك الجريء المتطاول ولم يأمر بسحله أو حبسه أو إعدامه، بل حمد الله تعالى أن وجد في أمة محمد من يقوم اعوجاج ابن الخطاب بسيفه، وكأن ذلك الموقف جاء نعمة له ولعامة المسلمين ..


فهل من يدعون للخلافة الإسلامية أو يحلمون بها ويتوقعون أن يختارهم الناس خلفاء، سيتعاملون مع عامة المسلمين كما كان يتعامل الخلفاء الراشدون أم أنهم سيكممون الأفواه ويقطعون رقاب كل من يمسهم بالقول دون الفعل، وسيقطعون ألسن كل من يرون أنه تطاول عليهم، عملا بما هدد به أحد مجاذيب الشيخ الزنداني إحدى الناشطات في ساحة التغيير، بقوله: أن شيخه الزنداني خط أحمر ما بعده إلا قطع الألسن، لأنها أبدت امتعاضها من دخول الشيخ الزنداني الساحة مع مرافقيه وهم مدججون بالسلاح ..


فإذا كانوا وهم لا يحكمون وليسوا خلفاء بعد ولا سلاطين أو ملوكاً جعلوا من ذواتهم فوق كل نقد أو اعتراض، فكيف إذا صاروا حكاما أو خلفاء كما يحلمون كيف سيتعاملون مع الناس وكيف سيعاملونهم ؟ مع أنهم ليسوا ولن يكونوا بمكانة أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب وعثمان وعلي رضي الله عنهم، بل هم لم يبلغوا حتى مكانة خلفاء بني أمية وبني العباس أو العثمانيين ..


وهم يدعون أو يرون أنهم حماة الدين وحملة العلم الديني الإسلامي الذين من المفروض أن تكون من أهم صفاتهم وسلوكياتهم التواضع والتسامح وبشاشة الوجوه لا عبوسها، تجسيدا لروح الإسلام الذي أساسه العدل ويدعو إلى حفظ الدماء والأرواح وتجنب الفتن الذين هم من أول وأكبر مثيريها ودعاتها، ولذا أعيد السؤال: عن أية خلافة إسلامية يتحدثون ولأية دولة يدعون ؟ فكلنا مسلمون والحمد لله، وجميعنا نعتنق الإسلام ولا نجهله ونتمنى عودة تلك الخلافة الراشدة، ولكن ليس على يد أو بفعل دعاة الفتنة وشيوخ الإفتاء الذين يلبسون لكل موقف لبوسه وفقاً للأمزجة والأهواء السياسية ولا بمن يثيرون الفتن والأحقاد بين عامة المسلمين ..


وليتأكدوا أن جميع الناس يعون ويدركون كل الإدراك أن مطالبتهم بعودة الخلافة الإسلامية ما هي إلا كلمة حق يراد بها ألف باطل ولن ينخدعون بها ..   

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)