في كل عيد يا وطني تطفيء الشموع.. وفي أعيادك يا يمن نشعل شموعا تظل وضّاءة مدى العمر، وقد أضأنا اليوم الشمعة التاسعة عشرة لذكرى اعادة تحقيق وحدتنا اليمنية المباركة..
استغل ضعاف النفوس هذه المناسبة لزعزعة أمن واستقرار شعبنا ووطننا الغالي، ولكن هيهات أن يحققوا مآربهم في اعادة اليمن الى عهد التشطير، والى ما قبل 1990م، أو أن يعيدوا ما حاولوا القيام به في 1994م..
لم يستطيعوا ذلك، وكل ما قاموا به هو نفث سمومهم الهدّامة بين صفوف أبناء شعبنا الواحد، ولكن شعبنا اليوم لديه من الحصانة ما يكفيه لمقاومة تلك السموم. فالوحدة اليمنية والمنجزات العظيمة التي شهدتها بلادنا خلال تسعة عشرة عاما كافية لأن تكون حصنا منيعا لشعبنا في وجه كل من يحاول التغرير، أو طمس الحقائق..
 فمن هم هؤلاء الذين نصبّوا أنفسهم للدفاع عن الجنوب والمطالبة بحقوق أبناءه..!؟ فحقوق الجنوب وحدهم أبناءه الكفيلون بانتزاعها، وما حققته الوحدة اليمنية من منجزات هي حق لكل الوطن، وما الجنوب إلاّ جزء لا يتجزأ من هذا الوطن..
 ان المناداة باستقلال الجنوب ضرب من الخيال في عقول مريضة أدمنت حب السلطة ليس إلاّ، وليس لمصلحة الشعب.. هذا الشعب الذي اكتوى بنيران الحروب الدورية التي كانت مقررة عليه كلما اختلفت الآراء وتعارضت المصالح لمتداولي السلطة فأين كان هؤلاء؟؟ لماذا يتباكون الآن على الجنوب ومصلحة أبناءة بعد أن قتلوا خيارهم!!!

 لن نقول انه لا توجد ثغرات، أو عدم وجود تمييز في كل شئ: في الوظائف أو الاستحقاقات أو التعيينات.. ولكنها تشمل الجميع.. أليس هناك من أبناء المحافظات الشمالية من لم  يحض بفرصة للعمل أو الترقية أو الابتعاث للدراسة؟؟ وهل أدراج الوزارات والهيئات والمؤسسات مليئة فقط بملفات أبناء الجنوب؟ فكما يقال "كلنا في الهواء سواء"!
 نقول أن ذلك ناتج عن الفساد الاداري والمحاباة والمحسوبيات وغيرها، ولكن لا نقول أبدا أنه عملآ منظما يستهدف أبناء الجنوب فأبناء الجنوب هم اليوم من يقفون في وجه من يتشدّق بالمطالبة بما يدعيه أنه مصالحهم! كلنا اليوم نقف صفاً واحدا يمنيون.. وطنيون.. وحدويون.

نحن نحتاج اليوم لمحاسبة صارمة والوقوف في وجه الفساد وأن لانترك مجالآ لضعاف النفوس لاستغلال صغائر الأمور وبعض الأحداث الشخصية وتصويرها على أنها واقع أبناء اليمن..

وختاما أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج بهذه المناسبة العظيمة، مقرونة بكلمات متواضعة:

اليوم عيدي به أحتفل وكل الأمم تسمعني
لمّا الشعب قرّر مصيره وقالها علني
جنوبي.. شمالي.. صنعاني.. حضرمي.. أنا يمني
ذرات الرمال وأسراب الطيور اليوم للوحدة تغني
وصوتك نكره ونشاز ياللي بالأمر معني
تتكلم باسم الجنوب كأن ما فيه حد وطني
وما أنت وصي على أحد، لا شبواني ولا عدني
يمن واحد، لا ردفاني وخولاني ولا حديدي أوعدني
عزتنا وقوّتنا بوحدة الشعب فقيرهم والغني
الكل يعمل ويبني الوطن عسكري أو مدني
وفي السلطة شوف عبد ربه ومجوّر والحسني
مع أبو أحمد صانع الوحدة وباني نهضة اليمني
عظيم أنت يا وطني ويا علي أبد ما خاب فيك ظني