يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الثلاثاء, 19-أبريل-2011
شبكة أخبار الجنوب - طه العامري  طه العامري - شبكة اخبار الجنوب -
تبدو (قطر) صامدة ومحتسبة للمضي في الانتصار لمشروع (الفوضى) وتشطير وتمزيق وتجزئة النسيج الاجتماعي العربي مسخرة لهذه الغاية دراتها المادية وعلاقتها الإقليمية والدولية ومعهم (قناة الجزيرة) وخلفها ومن حولها وتحت إدارتها وإشارتها (جماعة الأخوان المسمين) المتناثرين علي امتداد الخارطة العربية جميعهم يولون ( وجوههم شطر قطر والجزيرة) تواقين بدورهم للانتصار لمشروع (قطر) الاستراتيجي الهادف إلي خلق خارطة قومية جديدة تشكل ويعاد صياغتها بما ينسجم مع تطلعات (قطر) الراغبة في أن تكون الإمبراطورية العربية الكبرى من حيث (المساحة ) وعدد السكان علي أن تظل ( قطر) هي عاصمة الفعل والقرار العربيين , وهو طموح مشروع لوا كانت نوايا أطرافه ورموزه مشروعة وكذا أدوات ووسائل تحقيق هذه الرغبة تكون أيضا مشروعة , لكن المؤسف أن لا شيء مشروع في كل ما تقوم به وتمارسه (قطر ) الدولة والقناة أو دولة القناة , فمع استخدام إمارة ( حمد بن جبر) لطابور من تسميهم ب ( العلماء والمفكرين ) الذين يقومون بدور (لوجستي) مهم في استراتيجية (تظليل ) الوعي والذاكرة العربيتين , فأن ثمة ( جند الله ) ممن تستند عليهم ( إمارة الجزيرة) يقفون علي أهبة الاستعداد وفي جاهزية كاملة لتنفيذ كل ما يصدر من توجيهات عن (أمراء الجزيرة) وتجيزه فتاوى ( القرضاوي) وتبرره تفسيرات ( عزمي بشارة) الذي يطبق في كل مواقفه شعار (السقوط مع الجماعة سنة وجهاد وشهادة) فلهذا لم يتخلف ( عزمي بشارة) عن موكب المتساقطين العرب أن لم يكون لسقوطه شرعية منحته حق الانتقال والعيش من رعاية ( الكيان الصهيوني) إلي رعاية ( إمارة الجزيرة) وأمرائها حيث لم يكتفى هناك بعلماء الإمارة بل كان لا بد من مفكرين لهاء انسجاما مع الدور الذي تلعبه (قطر الجزيرة ) ومن خلفها (الجماعة الإسلامية ) أو التي تدعي ذلك _مجازا_ وهي المشفوعة بجناح عسكري يطلق عليه ( تنظيم القاعدة) وهو فعلا الجناح العسكري لجماعة (الأخوان المسلمين) الذين أصبحوا وبعد سلسلة مؤتمرات وندوات عقدت في ( الدوحة) خلال الفترة من 2005م إلي 2010م خاضعين للوصاية (القطرية) وللإمارة القطرية بولاية ( حمد بن جبر) ولم تخرج ( الجماعة) في هذا الخيار عن (الشريعة) بالنسبة لشروط ومواصفات ( امير الجماعة) إذ وجدت (الجماعة) في ( حمد بن جبر) كل شروط ومواصفات الأمير وأخلاقياته وهذا ما أكده (القرضاوي) وأجازه ( عزمي بشارة) ...؟
قد ندرك اليوم فقط سبب اقدام السلطات الاسبانية علي اعتقال مراسل الجزيرة ( تيسير علوني) والحكم عليه ثم وضعه رهن الإقامة الجبرية , يومها ثرنا واستنكرنا وهتفنا ضد اسبانيا وموقفها والتهمة التي قلنا _حينها _ أنها تندرج في سياق استهداف  أول وسيلة إعلامية ( ناجحة) تدافع عن المشروع القومي العربي وتتبني قضايا الوجود العربي وتفضح المخططات الاستعمارية التامرية علي الأمة , بدليل ما كشفته الوثائق (المفبركة) للعواطف التي كشفت نوايا كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في قصف (قناة الجزيرة) والتخلص منها ومن دورها الذي قيل أنه ( أربك المشروع الأمريكي وعرقل وفضح المشروع الصهيوني) ..؟ رغم ما صدر حينها من بيانات تأكيد علي ( حيادها المهني) بدليل أنها كانت تستضيف ضيف فلسطيني لخمسة دقائق ثم تستضيف أخر (صهيوني) لنصف ساعة ..؟ تعبيرا عن الكرم والتسامح العربي والرقي الحضاري الذي يتميز به (العرب) وتجسده علي الهوى قناة (الجزيرة) التي كثيرا ما تناولت في برامجها (الندوات والمؤتمرات الصهيونية) التي انعقدت خصيصا لمناقشة الدور ( الخطير ) الذي تلعبه هذه (القناة) والخطر الذي تشكله علي المدى البعيد والمتوسط علي مستقبل ووجود الكيان (الصهيوني) ..؟؟ هكذا نقلت لناء الجزيرة ما قالت أنه صادر عن مراكز ابحاث استراتيجية ( صهيونية) إذ ان كل الندوات والمؤتمرات التي ناقشت دور وخطورة قناة (الجزيرة) عقدت جميعها في (القدس الغربية) أو في ( تل أبيب) أو في ( يافا) أو في منتجعات (طابا) ..!!
بيد أن الرافد الذي نقل (القناة) نقلة نوعية يتمثل في قدرتها علي استقطاب مفكر (الكنيست) الدكتور / عزمي بشارة , ثم في قدرة قطر علي إعادة تشكيل وهيكلة (التنظيم الدولي للإخوان المسلمين) وتنصيب (القرضاوي) ليكون رئيسا لهذا ( التنظيم) الذي كان حصيلة سلسلة _ الحوارات والمؤتمرات والندوات _ التي شهدها الدوحة لما يطلق عليه ( حوار الأديان) حيث عاشت بمثابة ( قبلة) يؤمها ( دهاقنة ) الأديان وأحبارهم , فكانت الحصيلة خلق مسمى وهمي لعلماء المسلمين أطلق عليه ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) رئيسه ( القرضاوي) وهذا المسمى صناعة ( قطرية ) ووجد وتشكل بتمويل ( قطري) وبرعاية حمد بن جبر أيضا واشرافه وشكل هذا المسمى حالة انشقاق في أوساط علماء المسلمين كونه تشكل خارج رعاية ورغبة منظمة المؤتمر الإسلامي بل وندا لهاء ولمؤسساتها المعترف بهاء من قبل الدول الإسلامية , واعتقد أن هذا المسمى لعب دورا محوريا في التقريب _ ليس بين الأديان والحضارات_ كما زعموا في بيان إعلان ولادته , ولكن هذا المسمى نجح في تقريب الفجوة التي كانت قائمة بين ( جماعة الأخوان المسلمين) وأجهزة الغرب الاستخبارية وفي المقدمة جهاز المخابرات المركزية الأمريكية , الذي أدرك فداحة الخصومة مع حليف قديم واستراتيجي مثل جماعة ( الأخوان) واعتبر ما قامت به إدارة بوش مع (الجماعة) شكل من اشكال الحماقة , فانطلقت بوصول إدارة أوباما ما يطلق عليه الخبراء ب ( الدبلوماسية الناعمة) وهي فكرة فحواها تجنيب الوجود العسكري الأمريكي مغبة السقوط في أدغال ومستنقعات المنطقة والعمل بدلا عن هذا عن طريق الحلفاء ونخر المجتمعات وتمزيقها من الداخل وعبر أدوات ( وطنية) كما حصل في ( مصر ) و( تونس) قبلها, وكما يحدث اليوم في ( اليمن وسورية وليبيا والأردن) ..!!
هذه اللعبة التامرية مثلت لقطر والجزيرة الفرصة التي كانت مأمولة حيث ترى ( قطر) أن كل قدراتها وإمكانياتها وأدوارها ومواقفها , كل هذا يظل عاجزا عن مواجهة ( الحضور السعودي) علي الخارطة الإقليمية والدولية , فسعى حمد بن جبر إلي ربط جسور التحالف مع ( طهران) وليكون دوره ( حمال رسائل ) بينها وبين ( واشنطن) عبر كفالة ( مصالح) حيوية لكل المحورين والعمل علي تأمين هذه المصالح وعدم التفريط بهاء وهذا ما جسدته قطر في دورها علي الساحة اللبنانية ورعايتها مصالح ( حزب الله) الموالي ( لطهران) وفعلت هذا خلال وساطتها في اليمن بين الدولة والمتمردين (الحوثين) حيث غلبت مصلحة (المتمردين) علي المصلحة الوطنية اليمنية العليا إعمالا لتعهداتها المسبقة ل( طهران) وهو ما فعلته ل( واشنطن) في السودان حيث نفذت وبدقة متناهية المخطط الأمريكي _ الصهيوني, وما تفعله اليوم قطر في ليبيا هو تنفيذا لتعهداتها المسبقة لمحاور النفوذ وخاصة واشنطن _ طهران_ تل أبيب) ثالوث به تستقوى قطر الجزيرة والدولة ..!!
بيد أن المتأمل لمسار تداعيات الأحداث العربية بدءا من ( تونس( مرورا بمصر وليبيا وصولا لسورية واليمن سيجد ( قطر) حاضرة بقوة في رعاية هذه الأحداث وتغذيتها وتوجيه مسارها وبما يتناغم مع المخططات المعدة سلفا , ويتضح من خلال تغطية (الجزيرة) للأحداث كيف تبدوا تغطيتها بمثابة ( صناعة الحدث ) ومن ثم توجيهه والتحكم بمخرجاته بل والسيطرة علي مسار الأحداث أن هي اصطدمت بعوائق داخلية أو خارجية , إذ نجد قطر تتحرك بسرعة لطرح المبادرات وتفصيل الحلول والاستعداد للاستضافة وصولا إلي تحقيق مآربها بغض النظر عن التبعات الاجتماعية الداخلية لمواقفها ..؟
وعلي سبيل المثال _ليبيا_ حيث أقدمت قطر علي جمع من يطلقون علي أنفسهم ( المجلي الوطني للإنقاذ في ليبيا) مع الحكومة الفرنسية قبل اندلاع احداث ليبيا بقرابة عشرين يوم وكانت حصيلة اللقاء الذي دعت له واشرفت عليه (قطر) هو اتفاق بين المعارضة الليبية وفرنسا يتيح لفرنسا التمتع بامتيازات نفطية مقابل ما نسبته ( 35%*) من عائدات النفط الليبي تذهب للحكومة الفرنسية مقابل رعايتها ودعمها للمعارضة وتمكينهم من حكم (ليبيا) وهناك وثيقة بهذا الخصوص وهي عبارة عن رسالة بعثتها المعارضة الليبية من لندن إلي الديوان الأميري يطلبون فيها تغير طريقة المراسلات فيما بينهم واستبعاد أحد الأطراف بعد أن اتضح أنهم مرتبط بجهاز أمن ( القذافي ) كما قالت الرسالة , والمعروف أن هذا الاتفاق النفطي مع فرنسا هو اتفاق من الباطن لن قطر وحدها من ابرمت اتفاقا نفطيا مع المعارضة الليبية تتمتع بموجبه قطر باحتكار التنقيب والاستخراج واكتشاف وتسويق النفط الليبي ولمدة ( ربع قرن) من تاريخ تسلم المعارضة الحكم في ليبيا ..؟
ترى هل أبرمت قطر اتفاقا مماثلا مع المعارضة اليمنية ..؟ ولما لا ..؟ أن كانت هذه حقيقة قطر ودورها فهي تحقق بهذا الدور مكاسب مزدوجة من خلال تمتعها بامتيازات داخلية من قبل حلفائها المحللين , فيما هي تقبض ثمنا استراتيجيا من خلال ما تقدم من خدمات لمحاور النفوذ الإقليمية والدولية ..!!
لكن يظل هناك سؤال فحواه , هل بمقدور قطر النجاح في اليمن وليبيا وسورية كما حدث ونجحت في تونس ومصر ..؟؟ حيث شكل كان لنجاحها في هاتين الدولتين فعل فاتح للشهية لمواصلة مسيرتها التامرية إعمالا للدور المؤكل لهاء تنفيذه والقيام به في إعادة صياغة خارطة المنطقة بعد النجاح في تقسيم السودان والذي لعبت فيه قطر دورا محوريا واستعانت لذلك بجيش من الفقهاء والعلماء والمفكرين لتبرير هذا الانفصال وكذا لإسقاط نظام ( مبارك) في مصر بما يشكل هذا النظام من عامل قوة وحماية وتكامل للسعودية التي فقدت وحلفائها بسقوط نظام مبارك حليفا ساندا واستراتيجيا بما كان يمثل من رمزية فاعلة في سياق الصراعات المحورية الإقليمية والدولية , وهذا ما كان يزعج ( قطر) التي تتطلع إلي مصادرة الدور (السعودي) حتى وأن كان الثمن التورط في مؤامرة تستهدف (السعودية) طالما وهذا سيكون مفيدا لقطر وملبيا لطموحاتها , ولهذا يأتي موقفها من الأوضاع في اليمن منسجما مع مشروعها ومع الدور الذي تؤديه والمطلوب منها تأديته خدمة لمصالح إقليمية ودولية وتلبية لتطلعاتها الانتحارية المريبة في السيادة والنفوذ والهيمنة وأن عبر الاستناد لمشاريع ومخططات استعمارية , مما يجعل ( قطر) تتماهي بدورها مع دور ( ابن العلقمي ) الذي يصفه التاريخ بانه ساهم بصورة مباشرة في خيانة قومه وأمته وتسليم ( بغداد) لقوات هولاكو ..؟!! وقد لا يفرق في المحصلة مصير قطر عن مصير أبن العلقمي غير في الادوات والنتائج ..
طه العامري
ameritaha@gmail.com
 
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)