إلى اخواننا الذين أنشأوا لهم دولة داخل العاصمة .. إلى حزب الإصلاح واللواء علي محسن والشيخ حميد الأحمر والشيخ عبدالمجيد الزنداني .. عسكر الفرقة الأولى مدرع وطلاب جامعة الإيمان المسلحون ورجال القبائل المسلحون واللجان الأمنية لحزب الإصلاح تمادوا في السلوك العدواني.. لقد شحنوا بالغيظ والعداوات ضد كل من ليس معهم ومن يوالون النظام ومن يشكون فيهم لمجرد الشك. في دولتكم هذه يا أخوان يقوم تابعوكم بإهانة المواطنين وتهديد حياتهم وانتهاك حريتهم وكرامتهم، ويؤذونهم إلى بيوتهم ومتاجرهم.

ليلة الأربعاء الماضي كنت في طريقي إلى التلفزيون مروراً بشارع الستين، كان أحدهم يسب الرئيس في وجهي لمجرد أنه يريد إغاظتي برغم أنه لايعرفني، أخرجت رأسي من نافذة السيارة وصحت في وجهه (الشعب يريد علي عبدالله صالح) .. عندما وصلنا إلى جولة مذبح صاح بأعلى صوته ليسمع مجموعة من جماعتكم : هذا بلطجي.. هذا أحد القناصة !! أحاط بي مجموعة من أصحابكم وأجبروني على الوقوف إلى جانب الطريق وفتشوا السيارة واجروا تدقيقاً في البطاقات التي كنت احملها ومن حسن الحظ أنهم لم يعثروا على البطاقات التي تدل على عضويتي في الحزب الحاكم، وبعد تحقيق ميداني سريع أعادوا لي هاتفي وكذلك بطاقاتي واعتذروا لي وتركوني، بعد أن اكتشفوا أن ذلك الرجل كان واشياً، ولكن بعد أن ملأوا نفسي رعباً.

ما كنت لأذكر هذه الحكاية بعد ذلك الاعتذار، ولكن الأمر الآن ليس شخصياً، فهناك حالات أكثر ترويعاً، كانت ضحايا للسلوك العدواني لأصحابكم في رقعة دولتكم داخل العاصمة.. إنهم يباشرون سلطات اقتحام المنازل والمباني التجارية.. ويعتقلون من يشاؤون. عسكر الفرقة ولجان الأمن الإصلاحية وطلاب جامعة الإيمان وأفراد القبائل المسلحون الذين عهدتم إليهم المهام في مناطق دولتكم يضربون الرجال والنساء والأطفال لمجرد ان احدهم يحمل على صدره صورة رئيس الجمهورية أو شعار المؤتمر الشعبي.. وأي شيء يدل على إنهم ليسوا معكم.

يمرون على المنازل يصيحون (يا للي عاده في المنزل شاركنا الثورة وانزل) و (ويا للي عادك في المحل علي الليلة يرحل).. يريدون إكراه الناس على ترك عائلاتهم وإغلاق مكاتبهم ومتاجرهم والسير معهم.. وغير ذلك كثير من صور التعدي على كرامة المواطنين وحرياتهم، ولأن الدولة في هذه المناطق هي دولتكم ولا سلطة فيها لشرطة ولا نيابة ولا قضاء ولا ولا ولا.. فإننا نناشدكم أن ترشدوا سلوك اصحابكم.. أن تدفعوا عنا شرور عسكركم ومسلحيكم وقبائلكم.. وأن تكشفوا عن مصير المعتقلين.

معقول يا جماعة تفعلوا بنا كل هذا وأنتم ما زلتم تحاولون الانقلاب على الحكم، فماذا ستفعلون عندما تصلون فعلاً الى الحكم ويصل نفوذكم الى ما بعد محيط الفرقة الأولى مدرع وجامعة الايمان وجامعة صنعاء.. ربنا لا يوليكم على مواطن!.