يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
السبت, 12-مارس-2011
شبكة أخبار الجنوب - د - عادل الشجاع د/ عادل الشجاع - شبكة اخبار الجنوب -

لست بحاجة إلى القول بأن الرئيس علي عبدالله صالح قد تقلد زمام القيادة لهذا البلد في وقت كان الجميع يفرون منها ويرفضونها.
 تلك هي لحظة فارقة شكلت مدخلاتها مخرجات اليوم.. لقد تحركت من تسمي نفسها بالقوى التقدمية لتوجه سلاحها إلى صدره بدلاً من التعاون معه في إرساء دعائم الدولة والنظام القائم ,هذا الانقلاب جعل علي عبدالله صالح يبحث عن أهل الثقة على حساب أهل الكفاءة، وكان ذلك مبرراً في تلك الفترة , لكنه أصبح غير مبرر بعد قيام الوحدة، وبدلاً من أن تستمد الوحدة شرعيتها من نفسها، راح القائمون عليها يستمدون مشروعيتهم من الماضي بحكم الثقافة اليمنية التي لاترى في الماضي سوى ظلام ,وخير دليل على ذلك تلك الأصوات المرتفعة في مختلف الميادين التي يعتريها غضب عارم على فترة الرئيس .
وأعتقد أن مثل ذلك قد ساد في التاريخ اليمني واحتاج الأمر لعقود وأجيال حتى تنجلي حقائق كثيرة .
لقد وجد الشعب اليمني أن الإمام أحمد لم يكن بذلك السوء الذي تصوروه من قبل وما جرى للإمام جرى للسلال والإرياني والحمدي والغشمي وقحطان الشعبي وسالمين وعبدالفتاح وعلي ناصر وعلي سالم.. لقد جرت المبالغات في بلد اعتاد حكامه أن يزيل من أتى آثار من ذهب واليوم ونحن أمام شروخ تعتري الدولة اليمنية تراكمت عبر عقود جعلت البعض منا يلوم الرئيس ,لكن ذلك لن يسد شرخاً ولن يوقف تصدعاً ولن ينهي انهياراً إذا لم نتوقف أمام السلبيات والإيجابيات.
وأظن أن جيل الشباب الذي هو عنوان هذا الحراك لديه كل الوقت الذي يعطيه فرصة تنظيم نفسه استعداداً لدخول معترك السياسة.
والحقيقة أنني أريد مناقشة فكرة الثورة والدولة ,إذا ماسلمنا بأن مايجري في هذه الميادين هو ثورة.
 من المعروف أن الثورة تقوم من أجل تقدم الدولة والأخذ بمقوماتها نحو الديمقراطية واستنشاق الحرية وتحترم كامل الرؤى ,ومن المعلوم أن الثورات تأتي نتيجة عجز الأنظمة عن الاستماع لكل الأصوات المطالبة بالإصلاح ,ومايجري اليوم أمام بوابة جامعة صنعاء يشعرنا بالخوف ,حيث نسمع كلمة الشورى بدلاً من الديمقراطية، ونسمع تحكيم شرع الله بدلاً من حكم الشعب ,ونسمع كلمة الجهاد تطلق على عواهنها دون إدراك لعواقبها.
 علينا أن ندرك بأن أجيالاً جديدة قد تشكلت وهذه الأجيال لم تعد على استعداد للقبول بما قبلت به أجيال سبقت.. إذاً فالثورة دائماً ترفع سقف الأمل والطموح شريطة الحفاظ على الدولة نفسها من الانفراط , والدولة دائماً أهم من الثورة حينما يعتري الدولة ضعف بعضه له أصول داخل الدولة نفسها وبعضه الآخر نتيجة سيطرة الجهوية والعشائرية والمناطقية التي استمرت داخل المجتمع اليمني لفترة طويلة.
لذلك فأنا أعتقد أن مبادرة الرئيس الأخيرة تحتاج إلى ترجمتها عملياً والبدء بتنفيذها , وربما يكون من المناسب أن يضم رئيس الجمهورية إلى جانبه اللجنة الرباعية للإشراف على تنفيذ المبادرة وفي وقتها المحدد , فذلك هو الأسلم لكي تستمر الدولة تتطور أشكالها وأدوارها، ولاتكون الثورة فيها انقلاباً وإنما تكون اختياراً مجتمعياً للسعي نحو أفق أوسع وأرحب.
إن فاعلية هذه الرؤية تكمن في حكمة الرئيس وفي دوره الإيجابي، والقطيعة مع مارافق ذلك من سلبيات فرضتها مراحل تاريخية معينة لم يعد الزمن صالحاً، لها تمثلت بتعيين أهل الثقة على حساب أهل الكفاءة وجسدت ماكانت تنكره على حكم ما قبل الثورة.
نحتاج إذاً لإعطاء شرعية للكفاءات وللديمقراطية التي تجسدها حرية التعبير وإبداء الرأي وتقديم الحجة والتداول على السلطة واحترام سلطة القانون.
تبقى الدولة إطاراً لإدارة التناقضات بين المصالح وليس مجالاً للمواجهة والتناحر الذي يؤدي إلى التشرذم والتفكك.. وجب علينا القول إن الدولة تحتاج إلى نقل سلمي للسلطة، ومبادرة الرئيس تمثل ذلك وبالتالي ينبغي ألا تظل معلقة في الهواء الحزبي وإنما لابد أن ترتبط بإرادة الشعب وهو المعني بوضع إعلان واضح للسير فوراً نحو الانتخابات البرلمانية وتغيير الدستور وإعادة ترتيب مؤسستي الجيش والأمن وإقالة الفاسدين وترسيخ النظام والقانون ,خاصة وأن العاصمة بدأت تلوح فيها نذر الحرب بما نشاهده ونسمع عنه من تخزين للأسلحة من قبل أطراف متعددة , فنحن على ثقة بأن صوت العقل سيكون أعلى من صوت الحرب وسيفوت الفرصة على أمراء الحرب وتجارها.
 يظل المعتصمون في الميادين هم مصدر التنفيذ بيد أنهم لايشكلون الحامل الأساسي للتغيير السياسي العقلاني ما لم ينصتوا لصوت العقل.


 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)