يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأحد, 27-فبراير-2011
شبكة أخبار الجنوب - نزار العبادي نزار العبادي - شبكة اخبار الجنوب -
بكثير من الدهشة يدور الجدل اليمني هذه الأيام، حول ما تسلكه الأحداث من منحى يزداد تعقيداً, وتفاقمًا بتداعياته وهمومه المستجلبة, ويبدو أن غياب المنطق المبرر لهذا التدفق الغزير للمشاكل, والتوتر النفسي، بات يضع الجميع أمام حسابات مقلقة للغاية من المجهول الذي يحرك الأحداث أو الذي يتربص باليمن فيما هو قادم.
إن إشكالية الوعي الديمقراطي المتدني والمغلوط أحياناً تكاد تخنق الحياة اليمنية بأعبائها للدرجة التي تحولت السياسة إلى أنفاس يستنشقها المواطن اليمني أنى ذهب, بل حتى في كوابيس النوم.. ولم يكن الهم السياسي ليشغل كثيرين حتى عن التفكير بهمومهم المعيشية، لولا حالة الفشل المزرية التي منيت بها القوى السياسية (الأحزاب) في إدارة اللعبة, وبناء قواعد صلبة لجولاتها الحوارية تكفل لها مساراً آمناً للحياة الديمقراطية.
وأمام هذا الفشل الذي تعيشه الأحزاب اليمنية لم تجد قياداتها مناصاً للخروج من وصمة العوق الفكري، سوى ترحيل المشاكل إلى مكونات الساحة الشعبية وأي مرفق آخر، من شأنه سرقة الأضواء الإعلامية، وخطف أنظار المواطن، بعيداً عن الموضع الحقيقي للإخفاق، والمتمثل بمراكز صنع القرار الحزبي.. فلم نسمع صخب القواعد الحزبية إلا بعد صمت قياداتها وتوقف حواراتها البينية..
فالإضرابات والاعتصامات التي تشهدها اليوم العديد من القطاعات الصناعية والخدمية بدأت من حيث أوقفت الأحزاب حواراتها السياسية.. والمنظمات المدنية لم تمطرنا ببيانات الشجب والتنديد والفضائح الحقوقية إلا بعد توقف الحاكم والمعارضة عن الإدلاء بتصريحات حول تطورات اجتماعاتهم المشتركة.
كما أن هناك سياسيين ومشائخ وتجاراً ومسؤولين لا يفجرون قنابلهم الإعلامية, ويشعلون الأزمات إلا لزج ساحة الرأي العام في ضجيج خطابي يحجب عن المسامع كل ما دار من جدل خلف كواليس السياسة.. فاليوم لا نسمع أصوات النخب القيادية العليا للأحزاب، لكننا نكابد صداع القيادات الوسطية والدنيا, والأقلام الصحافية, والبيانات التي لا تنقطع..
إن العقم الذي أصاب القيادات ومنعها طول ثماني سنوات عن ولادة أية مشاريع سياسية وطنية تخرج اليمن من أزمتها، حاولت تلك القيادات مداراته، وكتم سره من خلال برامج تسييس الحياة اليمنية وتصدير المشاكل والخلافات حتى إلى الفصول الدراسية سواء التعليم العام أم الجامعي, ولم يعد المشهد في اليمن غريباً أن يحمل تلامذة ابتدائية أعلام الأحزاب ويافطات لا يجيدون لفظ مفرداتها, فصرنا نسمع على ألسنة أطفالنا نفس المصطلحات التي كانت بالأمس تتمنطق بها القيادات الحزبية.
من المؤسف جداً أن اللعبة التي حاولت خلالها القوى السياسية ستر فضيحة عمقها الفكري السياسي، انطلت أيضاً على المنابر الإعلامية والثقافية، وصار كل منها يحشد أقلامه وخطباءه لخوض المعركة التعبوية ضد الآخر دون النظر إلى المسئولية الوطنية التنويرية التي يتوجب بها تبصير ساحة الرأي العام بالحقيقة, وإفشاء سر العقم الثقافي والفكري السياسي الذي أوصل الوطن إلى طريق مسدود، لا تكاد الأزمة السياسية تجد فيه بصيص أمل ينقذ البلاد من خطر الفوضى والتمزق الذي بات يقض مضاجع كل مواطن يمني أو عربي غيور على اليمن.
فاليمن ليست البلد العربي الوحيد الذي تحول إلى التعددية الحزبية, لكنه الوحيد الذي قصمت الديمقراطية ظهره بالأعباء, وأغلقت أحزابه أبواب التحاور, وأطلقت لقواعدها أبواب المناكفات والمزايدات والفتن، فيما خلدت قياداتها على مداكي المقايل تتابع تقارير القنوات الفضائية – دون أن تكترت لخطورة وعدوى العقم الفكري والعصبية الحزبية على الساحة الشعبية التي رأيناها مؤخراً تتقاتل بالهراوات, وتحمل انفعالاتها إلى المكاتب الوظيفية ومقاعد الدراسة والحارات والبيوت وتبث ثقافة الكراهية في كل أرجاء الوطن.
فالمشكلة لم تعد أزمة عملية سياسية, بل تطورت إلى فتنة داخلية، وتنذر بما لا تحمد عقباه إن أصرت الأحزاب على إغلاق أبواب التحاور على المستوى القيادي وترك أبواب المناكفات والمهاترات مفتوحة على مصراعيها أمام القواعد الجماهيرية..!
 
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)