يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأحد, 13-فبراير-2011
شبكة أخبار الجنوب - نزار العبادي نزار العبادي - شبكة اخبار الجنوب -
لم تترك سرعة تداعيات الساحة المصرية التي أطاحت بالرئيس العربي الثاني فرصة لأحد للوقوف على أسرار الهاجس “الثوري” الذي اجتاح على حين غرّة الشارع العربي، غير أننا اليوم نجد أنفسنا أمام عدة تساؤلات:
كيف يمكن لثورة أن تشتعل وتنتصر بغير قيادة, ولماذا يأتي ثوارها من “فيس بوك” وليس من قوى الشارع السياسية الفاعلة, ولماذا ترفع شعار “إسقاط الرئيس” وليس “إسقاط النظام” ولماذا بقينا نجهل هوية “شباب ميدان التحرير” في القاهرة حتى بعد إعلان تنحي مبارك, ومن كان الناطق الفعلي بلسان “الثوار” الشباب؟!.

أسئلة كثيرة تتدفق إلى أذهاننا ونحن نحاول فهم ديناميكية تفجير الثورة المصرية وليس أسرار انتصارها, لأنها تحولت بعد الشرارات الأولى إلى إرادة شعبية وطنية احتشد لها المصريون من كل حدب وصوب.

بكل الحسابات والمقاييس لا يمكن إشعال ثورة دون قيادة تتولى تعبئة الجماهير وإذكاء حماسها، وتنظيم وتوجيه تحركاتها، ثم تبوء صدارة صفوفهم وتمثيلهم في أي تصريحات أو بيانات أو مفاوضات, وعندما يغيب كل ذلك عن الشارع المصري فإنه لا يعني سوى أن قيادة عملية التثوير فضّلت البقاء مجهولة الهوية لإدراكها أنها إما غير مرغوب بها أو لا تمتلك حتى مشروع في تحريك الشارع كأن تكون جهة خارجية غير وطنية، لكنها في نفس الوقت تمتلك الإمكانيات المادية والسياسية والإعلامية والمعرفية المطلوبة لأي عملية تغيير!.

ولأنها كذلك فقد اختارات طريقها عبر “فيس بوك” الذي يكفل لها انتحال الأسماء والصفات وتلقين الآخرين المهارات والخبرات واستكشاف الأفضل بينهم لإيلائهم الدعم والرعاية الخاصة وإعدادهم لإطلاق الشرارات الأولى للثورة، لذلك فإن هؤلاء الشباب يتجاوزن القوى السياسية المعارضة، بل يقدمون أنفسهم كمعارضين للسلطة وأحزاب المعارضة على حد سواء لتفادي أي تخفظات لدى الساحة الشعبية إزاء هذا الحزب أو ذاك وبالتالي كسب تعاطف الجميع, لكن بعد حدوث التفاعل الشعبي ستلتحق المعارضة بركبهم – مثلما فعل الإخوان المسلمون في مصر – ليتجلى للجميع أن هؤلاء الشباب لم يكونوا سوى “قوى ظل للمعارضة” التي تلتف بها على مواقف الشارع.

ومن هنا وجدنا أن شباب ميدان التحرير في القاهرة ظلّوا يفتقرون إلى ناطق رسمي باسمهم حتى لحظة سقوط “مبارك” كما أن جميع الفضائيات ووسائل الإعلام ظلّت تردد عبارة “شباب ميدان التحرير” دون أن تذكر اسماً واحداً مهماً باستثناء “غنيم” الذي لولا اعتقاله لما سمع أحد باسمه.

وهذا أمر لم يحدث في كل ثورات التاريخ التي كانت الذاكرة الشعبية تخلّد أسماء مفجري الثورات، وهو ما يؤكد مدى الحرص على إبقاء نواة التثوير مجهولة لتفادي استخفاف الشارع بها وعدم تفاعله معها فيما لو اكتشف أنهم ليسوا إلا “ظلاً للمعارضة” أو قوة خارجية معينة لدى الشارع تحفظاته الخاصة عليها.

ولعل ما يخرج الأحداث عن إطار “العفوية” إلى الاحتراف هو رفع شعار “إسقاط الرئيس” وليس “النظام” حيث إن هذا التشخيص يعد رسالة غير مباشرة إلى أركان النظام بأنهم خارج دائرة الاستهداف، وبالتالي كسب تعاطفهم وتفادي بطشهم, لكن بمجرد أن تستفحل الثورة ويتفاعل معها المجتمع الدولي نجدها تتحول مجدداً إلى شعار “إسقاط النظام” طبقاً لما شهدته الساحة المصرية وقبلها التونسية من أحداث!!.

ولو استرجعنا مفردات الثورة المصرية منذ شرارتها الأولى لوجدنا أن الولايات المتحدة هي من لعب دور الناطق الرسمي باسم المتظاهرين، فهي التي احتجّت على الاعتقالات واستخدام العنف وفصل الانترنت والاتصالات، وهي التي كانت تقترح الخيارات المتاحة أمام الرئاسة المصرية, وحتى بعد تفويض نائب الرئيس بصلاحيات الرئيس هي التي احتجّت ولم تترك صغيرة أو كبيرة إلا وحشرت نفسها فيها بما في ذلك طمأنة الشارع أنها لن تسمح للإخوان “الإسلاميين” بالوصول إلى الحكم بعد أن بدأ الإخوان يتجاوزون الأدوار المرسومة لهم.

ربما لم يكن المصريون يمانعون التغيير حتى بمساعدة الشيطان بعد أن طفح بهم الكيل، وضاقت بمعاناتهم السبل، لكن هل يعني ذلك أن مصر ستلحق بالركب العراقي في الوقوع تحت الوصاية الخارجية؟!.
هذا ما ستكشفه الأيام, فيما ستبقى أسماء شباب ميدان التحرير جزءاً من أسرار لعبة التغيير.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)