يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - كلاب ضالة

الأربعاء, 09-فبراير-2011
شبكة اخبار الجنوب - ملف اعده / زيد المجاهد -

  في العام الماضي تعرض الطفل عمر علي خالد “ 12” عاماً لعضة من كلب شارد مضى الكلب في طريقه, وعاد الطفل إلى منزله في مديرية خدير بمحافظة تعز. لم تظهر على عمر أي أعراض تدعو للقلق، وهو الأمر الذي جعل الأب الفقير يطمئن إلى أن حالة ولده لا تستدعي أي إسعافات وقائية للتأكد من سلامة الطفل، خصوصاً أن الإسعاف سيتطلب نفقات مالية يعجز الوالد عن توفيرها.
الطفل المسعور
 لم تنقض أكثر من “40” يوماً حتى بدأت تظهر أعراض غريبة على عمر، فقد لاحظ زملاؤه في المدرسة أنه كان يهتز بشكل غريب، وأن عينيه كانت تنتقل شاردة بشكل غير طبيعي، عندها تم إسعاف عمر لوحدة مكافحة داء الكلب بالمستشفى اليمني السويدي بمدينة تعز، ولكن للأسف كان الفيروس قد تمكن من الجهاز العصبي للطفل, ولم يعد في الإمكان مساعدته ليتحول عمر إلى طفل “مسعور” ويلقى حتفه بعد ظهور الأعراض بأسبوع مر خلاله بمعاناة صعبة لم يستطع حتى التعبير عنها بلسانه بسبب أنه فقد القدرة على النطق مثل البشر، بل تحول إلى وحش يخاف الضوء، ويكره الماء، ويتهجم على كل من يحاول الاقتراب منه.
 القبر بدلاً عن عش الزوجية
 حالة الطفل عمر ليست الوحيدة، التي تذهب ضحية لأنياب الكلاب المسعورة، فالشابة ن ،ع , ج”18” عاماً من أهالي مديرية الوازعية انتزعتها عضة كلب من فرحة الاستعدادات لحفل زفافها، وتسببت في تشييعها إلى مثواها الأخير لترقد بين التراب، بدلاً من غرفة الزوجية وعلى عكس أسرة الطفل عمر كانت أسرة الشابة ميسورة مالياً، ولكنها كانت تعاني فقرا في الوعي، حيث اكتفت بقتل الكلب انتقاماً، ولم تكترث بإجراء الإسعافات اللازمة للشابة، وبمجرد مرور فترة الأربعين يوماً اللازمة لاحتضان الفيروس، ظهرت على الشابة أعراض الإصابة بداء الكلب، وعندما تم إسعافها في يونيو الماضي إلى وحدة المكافحة في مدينة تعز، كان الأوان قد فات على إمكانية إنقاذها لتقضي الشابة أسبوعاً وتموت.
أنياب وبشر
قصص غريبة وحكايات كثيرة تلك التي تدور أحداثها بين كلاب وبشر، حيث تقدر إدارة البرنامج الوطني لمكافحة الكلب بوزارة الصحة عدد الإصابات السنوية بعضات الكلاب في بلادنا بتسعة آلاف حالة سنوياً، بينما تقدر عدد الوفيات السنوية بداء الكلب، من “35ـ 40” حالة سنوياً، نتيجة إصابتهم بداء الكلب الناتج عن عضات حيوانات مثل القطط والكلاب، التي نعايشها يومياً دون أن يتبادر إلى الذهن أنها قد تكون سبباً في خسارة نفس بشرية، وتتسبب في خسائر مالية هائلة من قبل الدولة أو المواطنين, وهي خسائر فادحة تحدث بسبب أنياب كلب لا يأبه له أحد.
التعب في سبيل الحياة
أمام صالة الانتظار المقابلة لوحدة مكافحة داء الكلب بالمستشفى اليمني السويدي تكتظ الكثير من الحالات التي تنتظر دورها من أجل الحصول على جرعة اللقاح، وهي في معظمها حالات لأطفال ريفيين جاءوا بصحبة ذويهم لدرء مخاطر عضة قد يؤدي التساهل معها إلى الموت، وقد اعتلت ملامح الأهالي نظرات تعبر عن تعب وانعدام حيلة، حيث إن معظمهم قرويون فقراء، اضطرهم كلب شارد إلى تحمل تكاليف مالية كانوا في غناء عنها، لولا تلك الأنياب الضالة التي غرست في أجساد أطفالهم.
فائض معاناة
الطفلة هناء علي أحمد صالح “6” سنوات من أهالي قرية الشرمان بمديرية ماوية محافظة تعز، تأتي من قريتها كل سبت إلى مقر المستشفى اليمني السويدي بصحبة جدها الكهل لأخذ جرعة اللقاح الأسبوعية بعد أن تعرضت لعضة كلب شارد قبل أسبوعين.
يقول جد الطفلة هناء لقد كبدتنا عضة الكلب خسائر فادحة، ونحن أناس فقراء، ولا نحتمل مصاريف كلفة السفر الأسبوعية من القرية إلى مدينة تعز، ولا ثمن الأدوية المقررة التي فاجأتنا بأسعارها الباهظة، لكن حرصنا على سلامة حفيدتها جعلنا نلجأ إلى الاستدانة، للإنفاق على مصاريف العلاج حتى الآن أكثر من “15000” ريال رغم أننا حصلنا على أول جرعتي لقاح مجاناً، مما يعني أنه لا يزال أمامنا الكثير من الجهد النفسي والمادي خصوصاً أننا سنبدأ الآن بشراء جرع اللقاح من الصيدليات وكل ذلك يحدث لأن كلبا مر وعض حفيدتنا.
لا تختلف بقية الحالات عن حالة الطفلة هناء، أناس من مختلف الأعمار من أرياف بعيدة, وكل منهم يحمل ندبة في مكان ما من جسده أحدثتها كلاب وقطط، عريس تعرض لعضة كلب بعد زفافه بثلاثة أيام .. طفل خاض معركة في زقاق عندما وثب عليه قط بشكل مفاجئ وعضه في الساعد، وحاول القط القفز عليه مرة ثانية، لكن الفتى تمكن من تفاديه ولاذ بالفرار.
طفل في مديرية المسراخ كان الضحية الثالثة لكلب متربص في البراري، ويقول الطفل إن الكلب عض آخرين من بعده، دون أن تفلح محاولات الأهالي بقتله، وهم يحصلون على جرعتين من اللقاح فقط، وعليهم شراء بقية الجرع الثلاث من السوق والتي يبلغ ثمنها “12” ألف ريال، إضافة إلى سعر المصل البالغ ثلاثة آلاف ريال أيضاً.


 


 


الجمهورية

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)