يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - خالد عمر

الخميس, 03-فبراير-2011
خالدعمر - شبكة اخبار الجنوب -

الذين عرفوا مصر آمنة مطمئنة صانعة للفرحة في قلوب أهلها وزوارها لن يعرفوها اليوم وهي تعيش فترة من أقسى وأصعب الفترات في كل تاريخ مصر.. الوجوه المرحة والمبتسمة دائما لم تعد كذلك .. الخوف والرعب يسيطر على الجميع .. الأسر والأطفال مرعوبون في البيوت وفي حالة ترقب قلق من وصول عصابات الاجرام اليهم .. العمال والموظفون والمارة مرعوبون في الشارع .. رجال الأمن خائفون من الناس ومن بطشهم ، والناس يرتابون في بعضهم البعض ، لم يعد هناك ثقة سوى في جار معروف وقريب وليس بينك وبينه أي خلاف أو مشاكل قديمة .. يتعاون الناس فيما بينهم لتأمين مداخل العمارات والشوارع من أي عصابات أو بلطجية أو من السجناء المحكومين الذين فروا من سجونهم واستولوا على أسلحة الشرطة .. ممنوع دخول أي غريب ليس من سكان الشارع ، والذي يبدو معروفا ومألوفا في هذا الشارع هو غريب ودخيل على شارع آخر ، ويتعرض للتوقيف والمساءلة عن وجهته وسبب وجوده والتحقق من شخصيته من اللجان الشعبية والحواجز الأمنية التي أقامها الناس عند كل 100 متر، علاوة على نقاط التفتيش العديدة التي أقامها الجيش بدباباته ومدرعاته المنتشرة في معظم الأحياء .. عند الاشتباه في أي شخص أو سيارة يطلق البعض صفارات الانذار فتتجاوب معها البنادق والمسدسات بالطلقات التحذيرية في مجتمع لم يكن معروفا على الاطلاق بالتسلح، أما اذا كان المشتبه به  أو جماعات الاجرام مسلحين فان تبادل اطلاق النار يستمر لدقائق وسط هلع وفزع الأسر والاطفال ، الناس لاينامون في مصر هذه الأيام ولذلك تجدهم متشنجين ومتوترين في حديثهم وفي تعليقاتهم على مايجري وفي الاستماع الى بعضهم ، الانقسام واضح بين فئة تدافع عن المتظاهرين المطالبين باسقاط النظام ، وفئة أخرى تدعو للتظاهر من أجل مساندة شرعية الدولة ومؤسساتها حتى لاتسقط البلد في ايدي جماعات متنافرة ومتناحرة فيما بينها وليس لها أي شعبية في أوساط الناس سوى أنها ركبت موجة الاحتجاجات الشبابية كما يقولون ولايوحدها الان سوى أن لها جميعا عدو مشترك، ويعتقدون أن مصير البلد سيكون كمصير الصومال أو العراق التي سقطت فيها الأنظمة فدخلت في أنفاق مظلمة لم تستطع الخروج منها الى اليوم، ولم تعرف كيف تعيد الأمن والأمان الى نفوس الناس وتخرج من دوامات العنف المتلاحقة، كما لم تعرف كيف تتفق على طبيعة نظام الحكم الى الان، وجماعة ثالثة وهي الأغلبية الصامتة من عموم الشعب المصري لاترى في مايحدث لمصر سوى مؤامرة خارجية تهدف الى تخريبها وتدميرها ونزع ريادتها وزعامتها للعالم العربي، وبالتالي ترفض هذه الفئة الاستقواء بالقوة لتغيير نظام الحكم، حتى لو كانت مجرد قوة احتجاجية واعلامية لاتعبر عن رغبة وقناعات الشارع المصري الذي يريد انتقالا سلميا وشرعيا للسلطة كما يعتقدون،  لكنها لا تعبر عن مواقفها صراحة في محاولة لأن تكون الضامن الأخير للسلام الاجتماعي والتوفيق بين الناس اذا ساءت الأمور أكثر مماهي عليه الان وسيطرت الفتنة والثأرات بين الخصوم.


الاقتصاد المصري ضرب في مقتل وخسائره اليوم تتجاوز أربعين مليار دولار بحسب بعض الاقتصاديين، فقد شملت الخسائر انهيار البورصة المصرية وفقدانها في يومين فقط مايزيد عن اثني عشر مليار دولار أي مايعادل موازنة بعض الدول العربية الأخرى، كما أن البنوك والشركات وخطوط الطيران والملاحة قد تأثرت بشكل واضح، علاوة على ضرب السياحة لفترة لايعلم الا الله مداها، كما أن تدمير الكثير من المنشآت والمباني الحكومية والخاصة والمراكز التجارية وأقسام الشرطة والمؤسسات الأمنية واحراق العديد من المنشآت ومكونات البنية التحتية حتى الأشجار والحدائق وكراسي الاستراحات والانتظار المنتشرة في معظم الشوارع سيكلف خزينة الدولة المصرية مليارات من الجنيهات الاضافية مما سيصعب بكثير الوصول لحلول لمشكلات الشباب المتراكمة التي خرجوا في مظاهراتهم الأساسية للتعبير عنها.


الشغل الشاغل للناس في الساعات المسوح بها للحركة والخروج هو تأمين رغيف العيش والمتطلبات الأساسية من المواد الغذائية التي اختفت بشكل غريب من الأسواق والمحلات نتيجة لحظر التجول معظم ساعات اليوم، وصعوبة الانتقال بين المدن والأحياء، كما يشعر المواطنون بالخوف على المنشآت الحيوية كمحطات المياه والكهرباء، ولذلك فانهم يحاولون تبادل حراستها فيما بينهم بعد أن اختلط الحابل بالنابل، ولم يعد أحد يأمن على شيء الا اذا كان طرفا في حمايته.


خلاصة الأمر فان الوضع مخيف للغاية، وينذر بما هو أسوأ ان لم يتدخل العقلاء لايضاح ما انجزته الاحتجاجات الشبابية من تغيير واصلاح في بنية النظام كفيلة بأن توجه البلد وجهة مختلفة تعيد اليه أمنه واستقراره وحيويته وتدفع به خطوات متقدمة جدا في مسار الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي .. ويحذر الكثير من أن الاصرار على اسقاط النظام كغاية بحد ذاتها يحمل خطرا كبيرا ينذر بالتهام الأخضر واليابس في هذا البلد الطيب لأن الفوضى هي عكس النظام، ومالم يكن هناك طريقة دستورية وشرعية لانتقال السلطة بشكل آمن فان مصر ستدخل في دوامة من العنف الشديد لايعلم سوى الله وحده متى تخرج منها.   


 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)