بعد اعلان الإمارات العربية المتحدة إحباط عملية إرهابية كبيرة، تحمل بصمات “القاعدة”، من خلال كشفها مواد معدة للتفجير في طرد مشبوه بمطار دبي كان مرسلاً من اليمن إلى الولايات المتحدة.

وأوضح الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي في تصريحات لـ”علوم الدار” على قناة “أبوظبي - الإمارات” مساء أمس أنه خلال الـ48 ساعة المقبلة سيكون للإمارات دور في كشف المتورطين بالطرد المفخخ، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه لولا التقنية المتقدمة الموجودة لدى الشرطة لما كان تم كشف المواد المتفجرة.

وأضاف خلفان “إن المعلومات التي حصلت عليها الشرطة قد تكشف تفاصيل الواقعة وتكشف غموض الحادث وتقود إلى الفاعلين”. وأشار إلى أن سرعة تحرك الشرطة منع كارثة إرهابية، مشيراً إلى أن التأخر كان سيجعل الشحنة تنتقل للطائرة وتقلع بها. وقال “كان من الممكن أن تمر هذه الشحنة دون كشفها لولا التقنيات المتطورة التي تملكها دبي لضبط هذا النوع من المواد”.

كما أبدى قائد شرطة دبي دهشته لمرور هذه الشحنات دون كشفها من قبل المفتشين الأمنيين العاملين في شركات الشحن العالمية، مشدداً على أن شركات الشحن معنية بتفتيش الطرود. وقال “هذه الشحنة كان يجب أن تثير الشك، فليس هناك أي مبرر لشحن طابعة كومبيوتر من اليمن إلى الولايات المتحدة التي تصنع هذه الأجهزة” مضيفاً “هذا أمر غريب، وهذه إرسالية غير منطقية وكان لا بد أن تثير علامات استفهام قبل الموافقة على شحنها”.

وقال ضاحي خلفان في تصريح آخر لوكالة “فرانس برس” إن الطرد المفخخ كان يمكن أن ينفجر داخل الطائرة ويتسبب بعمل إرهابي. وأوضح أن السلطات تلقت معلومات من دول غربية أن شحنة خرجت من اليمن في اتجاه دبي عبر دولة عربية أخرى ويحتمل أن فيها شيئاً”.

وكانت شرطة دبي أعلنت في بيان أن التحقيقات التي أجرتها بشأن الطرد المشبوه الذي عثر عليه فريق البحث والقادم من اليمن عبر شركة “فيدرال اكسبرس” الأميركية للشحن الجوي “إنه عبارة عن طابعة كمبيوتر تحتوي على مواد متفجرة وضعت في الحبر الخاص بالطابعة وقد أعدت بطريقة احترافية تعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف النقال أخفيت داخل الطابعة”. وأشار إلى أن أسلوب الاستهداف يحمل خصائص مشابهة لأساليب سابقة نفذتها تنظيمات إرهابية كتنظيم “القاعدة”، وأن الخبراء في شرطة دبي قاموا بإبطال مفعول العبوة.

جدير بالذكر ان الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة قد حددت مسار شحنة الطرد المفخخ التي تم اكتشافها في مطار دبي أمس الأول، قائلة إنها جاءت من صنعاء إلى الدوحة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية، وانتقلت على الخطوط نفسها من الدوحة إلى دبي، حيث تم اكتشافها بعد الاشتباه فيها وتبين من خلال الفحوص المخبرية اللازمة احتواؤها على مواد متفجرة. وقال مصدر مسؤول في الهيئة لـ”وكالة أنباء الإمارات” إن التنسيق جار ومتواصل مع الجهات المعنية في الدول الأخرى حول هذه الشحنة وما يتصل بها.