يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الثلاثاء, 05-أكتوبر-2010
شبكة أخبار الجنوب - زعفران المهنا  زعفران علي المهنا - شبكة اخبار الجنوب -

أستيقظت هذا الصباح وأنا أجد الدنيا أصغر بكثير من التي كنت أراها, بل أصغر من آلامي وأحلامي ، فعندما تتخذ من أحدهم لك وطناً فإنك تحتسي مرارة الغربة حين يغيب، وتحتسي مرارة الموت حين تشعر بأنه قد لايعود أبداً .
فبالأمس ... رحل وغادر كل الوطن الواحد في عينيه، المجزء بعيون الكثيرين غيره..!!
بالأمس ... غادرنا ككل الأشياء التي نحتاج إليها بقوة كي نبقى على قيد الحلم، والأمل، والحياة .
بالأمس ... قص عليّ والدي قصة رحيله بحنين وأحداث أخرى تلي الحنين... فأرعبني الانغماس في تفاصيل لاطاقة لي بها.
بالأمس ... زرع في قلوب محبيه حلم الوحدة الوطنية وحلم الوحدة العربية فالتفوا عليه وتآمر عليه مرتزقة الاستعمار والتفكك وبائعي الحلم العربي الواحد .. فوجدتني مضطرة للتبسم لأجنّب نفسي ذهول ما أجده على الساحة من حفدة أولئك المرتزقة والرجعيين في وطننا الغالي اليمن وهم يتهامسون على وحدة وطن حفظها الله وحماها من شرهم.
بالأمس ... قرأت كيف تبادلوا الدموع وهو يقبل أوراق اعتماد أول سفير لدولة سوريا بعد انفصال سوريا عن مصر الكنانة وقد ألقى السفير بعد تسليم أوراقه كلمة قال فيها الدكتور سامي الدروبي في صوت متهدّج تغمره العبرات : إذا كان يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم ، مستشرفاً معاني الرجولة والبطولة فإنه ليحز في نفسي أن تكون وقفتي هذه كوقفة أجنبي ، كأنني ما كنت في يومٍ مجيدٍ من أيام الشموخ مواطناً في جمهورية أنت رئيسها ، إلى أن استطاع الاستعمار متحالفاً مع الرجعية أن يفصم عرى الوحدة الرائدة في صباح كالح من صباحات خريف حزين يقال له 28 أيلول ، صباح هو في تاريخ أمتنا لطخة عارٍ ستمحى ، ولكن عزائي عن هذه الوقفة التي تطعن قلبي يا سيادة الرئيس والتي كان يمكن أن تشعرني بالخزي حتى الموت أنك وأنت تطل على التاريخ ، فترى سيرته برؤية نبي وتصنعه صنع الأبطال قد ارتضيت لي هذه الوقفة ، خطوة نحو لقاء مثمر بين قوى تقدمية ثورية ، يضع أمتنا في طريقها إلى وحدة تمتد جذورها عميقة في الأرض فلا انتكاس ، وتشمخ راسخة كالطود فلا تزعجها رياح.
ذلك عزائي يا سيادة الرئيس وذلك شفيعي عندك ، وشفيعي عند جماهير أمتنا العربية التي” لا تعترف بالانفصال إلا جريمة وشفيع من ندبوني لهذه الوقفة ثواراً شجعاناً يقفون في معركة النضال العربي الواحد على خط النار ويؤمنون بلقاء القوى الثورية العربية لا بديلاً للوحدة بل خطوة نحوها”. 
وبعد أن ألقى السفير كلمته سلم أوراق الاعتماد إلى الرئيس عبد الناصر فتسرّبت الدموع إلى مآقي الحاضرين وكان الموقف يحفّه جلال ما بعده جلال يثير في النفوس حلو الذكريات ومرّها وعظم التجربة الرائدة وما انتهت إليه .. للتباهى بمضي عشرين عاما لليمن الواحد رغماً عن أنف كل الإرهاصات والمنعطفات التي مررنا بها .
واليوم ... تغمرني السعادة وأنا هنا على قاعة تحمل اسمه وجدران تحفنا صوره وصور الوحدوي اليمني فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بين أصحابه القدامى ورفقاء نضاله وإن ضاعوا بين خطوط الطول والعرض .. إلا أنهم مازالوا يبذلون الألف المستحيل لنكون وطناً واحداً, يمناً واحداً .
اليوم ... تغمرني السعادة ونحن نحتفل برحيل الغائب الحاضر ليجدد كل شيء فينا .. بعد أن مارس كل أنواع التمارين القاسية ونجح في تحقيق الهدف فتجول في كل أعماقنا، واتكأ على زوايا قلوبنا، وصافح كل الأحاسيس في داخلنا .
اليوم ... تغمرنا الأمطار الهادئة المتواصلة بلا رعود ،ولا بروق، ولا فيضانات ،وإنما ماء يغسل قلوبنا كما غسله الحدث الذي يضمنا داخل هذه القاعة الوحدوية.
اليوم ... اعتلى أصوات أبناء اليمن الغالي الواحد تلو الآخر وعلى رأسهم رئيس جمعية كنعان الأستاذ يحي محمد عبد الله صالح مجدد روح الشباب لنتذوق معه وهو يتلو خطابه لهفة الحب الحقيقي للوحدة العربية، مجدداً مفاهيم الشوق والحنين للغائب الحاضر، معبّداً معنا الطرقات التي أرهقها التمزق والشتات، وملوناً مساحات حياتنا التي فقدت ألوانها الحقيقة.
اليوم ... جدد العرب كل العرب الحب والولاء لمهد الحضارات وموطن العرب الأول اليمن الموحد والسعيد بإذن الله .
اليوم ... سرقت نفسي من عالم النوع ،والجندر، وحقوق النساء، وكل تلك الإسقاطات.... وأنا أستمع للابنة التي حملت اسم أبيها أرثاً تاريخيا يجب أن تكون بحجم هذا التاريخ وهي الأكاديمية،و المعلمة للأجيال تلو الأجيال، فمونتني بالتواضع ، وجملتني بالصمت الذهبي، ورمّمت جسدي لغياب المرأة في حياتنا... فكانت أكثر حضوراً، وبهاءً، في حضرة الغائب الحاضر لتطلق في داخلي صهيلاً لملايين الأحصنة لتعدو بي هناك فوق قمة اليمن الغالي.
اليوم ... جل ما احتاجه أن أقبل يدي والدي، وألثم جبينه الذي وهبني عطر حب اليمن وما عليها، وكل من أتى إليها، وكل من وقف إلى جانبها.
 


 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)