يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 16-سبتمبر-2010
شبكة أخبار الجنوب - عبد الحفيظ النهاري عبدالحفيظ النهاري - شبكة اخبار الجنوب -
يتسم النصف الثاني من رمضان بليالي الذكر والعبادة والزهد بما ينتظر الصائمين فيه من ثواب ومن إطلالة ليلة القدر وسباق على الحسنات،لكن حمّى العيد تحيله إلى سباق لشراء كسوة العيد وطلبات العيد والتحضيرات الأسرية للعيد..وبدلاً من الاعتكاف في المسجد تعتكف الأسر في الأسواق بحثاً عما يناسبها من طلبات في حمى جماعية لا ترحم تحت إلحاح النساء والأطفال.
ويعتكف الموظفون أمام شبابيك أمناء الصناديق أو في البنوك بانتظار المرتبات أو المكافآت أو إكرامية العيد ـ إن وجدت ـ أو أية مستحقات تساعد على تغطية طلبات العيد.
وتحت ضغط طلبات العيد التي لا تنتهي والواجبات الاجتماعية التي تبدأ بالزيارات المحلية إلى زيارات الريف، لمن استطاع إلى ذلك سبيلا، تلح على أحدنا محاولة التفكير بشكل مختلف.
ويبدأ السؤال: لم لا أفكر في اقتناص إجازة عيدية من الواجبات الاجتماعية التي لم أعد أستطيع تغطيتها والتي تضاف أتعابها إلى أتعاب العام المتصلة؟
وبعد اتخاذ قرار الفرار من الواجبات الاجتماعية يبدأ السؤال: ولكن أين يمكن أن نقضي إجازة العيد ؟ وأين المفر؟ ففي كل مدينة لنا أقارب وصلات وأصدقاء لا نستطيع قضاء الإجازة في عزلة عنهم.
ثم تقفز إلى مقدمة المقترحات قضاء إجازة العيد في عدن ، لكن التقطعات التي تتعرض لها طريق الضالع ـ عدن والاعتداءات على المسافرين بنزعة مناطقية تجعلك تتردد لأن بصحبتك أولادك الذين تحرص ألا تتحول إجازتهم إلى خوف وترويع.
تضع خيارات بديلة منها:سلوك طريق تعز ـ عدن الأكثر أمناً، الطريق طويلة، والسائق في إجازة لمن كان له سائق، وقيادة السيارة في زحمة العيد تجعل التعرض للخطر قائماً مع ازدحام الطرقات بالمسافرين وزيادة حوادث المرور في مواسم الأعياد.
ثم تصرف النظر عن عدن وتحتار في البديل لأن عدن عزيزة في بهجتها ومدنيتها وهدوئها وفريدة في شواطئها ولأنها قلب الوحدة النابض ورئة اليمنيين التي يتنفسون بها وحلمهم الذي لا يخبو.
عدن تنعم بالأمن وهي موئل للحب والحياة ،لكن قلة من القرويين حولها يأبون إلا أن يعكروا صفو مدنيتها ويحتكرونها لعنفهم وتخريبهم وهي تأبى إلا الحياة والحب.
ينصرف اختياري إلى الحديدة التي كانت في السبعينيات بديلاً تجارياً واقتصادياً عن عدن ،بعد أن خنقها التأميم والحصار والخيارات الراديكالية.
الحديدة تستعيد بعض دورها القديم كلما مال السياح والزوار عن عدن، وفي زحمة العيد تبدو الحديدة أقل تهيئة لاستقبال زوار عدن، ذلك أن البنية التحتية السياحية لعدن تطورت بعد الوحدة بصورة مذهلة وأصبحت مهيأة لاستقبال عشرات الآلاف بكل راحة ويسر وأصبحت تحوي آلاف المرافق السياحية بعد أن كنا نحجز بالطابور في فندق “اسكندر” وبضعة فنادق شبيهة ومحدودة قبل الوحدة.
بدا طقس الحديدة خانقا أيام العيد وكورنيشها يكتظ بالهاربين من الإنطفاءات الكهربائية التي حلت ضيفا طارئا على العيد ، ونقص الخدمات السياحية التي خلفتها طقوس رمضان النهارية وعطلة العيد.
وما كان لنا من ملاذ إلا البحر أو التفكير في زيارات خارج الحديدة لنقضي فيها بعد ذلك ليلاً خانقاً أرقاً باستثناء الساعات البحرية القليلة ،لننطلق صباح اليوم التالي من جديد إلى أي من الجهات والحوازات (الأحواز)المحيطة بسهل تهامة.
كانت جبال ريمة ومروجها الخضراء إحدى الخيارات النهارية ، وكانت محمية برع وساحل الخوخة في صدارة الخيارات المتاحة.
كان من الملفت انتشار طرقات الإسفلت التي أصبحت شرايين حية تمد سهل تهامة بالحياة لدرجة أني أضعت طريقي في كل مرة في مفترقات طرق متقاطعة إلى كل الجهات، وبالمثل صاحبتنا أعمدة الكهرباء حيثما اتجهنا ، أما المباني المدرسية الحديثة المبنية بالحجر الجميل وبنمط معماري مميز ، فلا تكاد تمر بمدينة أو قرية أو تجمع سكني يصغر أو يكبر إلا وتواجهك تلك المباني ولا تكاد تفصل مدرسة عن أخرى إلا مسافة 10 إلى 15 دقيقة بالسيارة ، فضلاً عن الخضرة والمروج الزراعية التي يكتسي بها سهل تهامة الممتد في كل الاتجاهات.
وظللت أدل أولادي على ثراء الموارد وتوفر الخدمات التنموية ووصولها إلى كل الجهات لدرجة أني زعمت أن دولاً عظمى لا تبدد إمكاناتها على هذه الشاكلة.لكنهم بادروني بتساؤلهم :إذا كان الأمر كذلك فأين مشكلة اليمن ؟ وحاولت أن أوجزها لهم في سوء إدارة كل هذه الإمكانات وسوء مخرجاتها وآفة الفساد التي تبدد إمكانات البلد.
اكتشف أولادي أن بلادنا تزخر بتعدد بيئي ومناخي وإنتاجي هائل يختلف عما تعكسه الصحافة وعن التصور النمطي الفقير الذي يترسخ في أذهان معظم اليمنيين عن بلادهم.كما أني اكتشفت معهم ذلك بالرغم من قيامي بمهمة المرشد السياحي والتاريخي لهم في كل منطقة زرناها.
وهكذا هربنا من واجباتنا الاجتماعية العيدية لتتلقفنا حرارة الطقس الحديدي الذي سيرغمنا على العودة القسرية إلى صنعاء بحثاً عن طقس يسمح لنا بممارسة الحياة الطبيعية وبالعمل والإنتاج وبالنوم الهادئ بعد ملاحقة ساخنة دامت أسبوعاً.
وكل عام وأنتم بخير.
aalnahary@yahoo.com
 
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)