|
|
د - سعاد سالم السبع - شبكة اخبار الجنوب - مازلنا نعيش مرحلة الحمل السياسي، وننتظر أن يحين المخاض لنفرح بالمولود الجديد للحوار، لكن قليلي الخير يستكثرون علينا حتى التوقعات الجميلة لهذه الولادة، فنجد بعض الصحف تنذرنا بأن الحمل كاذب، وبعضها تهيئنا لولادة قيصرية صعبة، وبعضها ترعبنا بموت المولود قبل ولادته.. لماذا لا تخرس هذه الصحف التي تحرضنا ضد بعضنا؟! هل من أهداف حرية التعبير غرس ثقافة التشويش على الأهداف النبيلة؟ وهل من حرية التعبير إذكاء نار الفتنة فيما بيننا؟ وهل من أخلاق المهنة أن ندعم السيئات ونغيب الحسنات عند بعضنا؟!. أعضاء لجنة الحوار بشر؛ يتأثرون بما يقرأون ويسمعون من كلمات، وحينما يجدون الصحف تتناول لقاءاتهم بأسلوب رخيص، يحرض بعضهم على بعضهم الآخر، فتظهر هذا يقدم تنازلات ضد مبادئه، وذلك يطرح أفكاراً ضد شريكه، وذلك يظهر شيئاً ويبطن أشياء ضد الوطن والمواطن، وذلك يعمق ثقافة الشك بالآخر...حينما يجدون الصحف تتحدث عنهم بهذا النوع من الكلمات السوداوية المثيرة يقلقون فينفعلون ويذهبون إلى الاجتماعات وهمهم الدفاع عن الذات وإحراج الآخر بعيداً عمّا يجب أن يكون في هذا الحوار من منطقية. لقد أثبتت الدراسات العلمية أن للكلمات قوة تأثيرية جبارة على المخ؛ فالكلمات تحمل معنى، قد يكون صادقاً أم كاذباً، حسناً أم قبيحاً، لكنه بكل الأحوال معنى، معنى يفهمه المخ ويستجيب له، وأن الكلمات لا تعكس حقيقة فقط، بل إنها تخلق الحقيقة إن لم تكن تلك موجودة أصلاً، وهنا مكمن قوة الكلمات. وحيث إن المخ هو الآمر المسيطر على كل الأفعال الجسمانية الداخلية من ضغطٍ وحرارة وتغير لوني وإفرازات هرمونية وانبساط وانقباض ...إلخ ، فإنه بدوره ينقل ما يتلقاه من معلومات إلى الأجزاء والأجهزة الداخلية المختلفة، فيأمرها بأن تنفعل أو تسترخي، تنقبض أو تنبسط ، تفرز إفرازاتها التي تغير كيميائية الجسم أو تشغل جهاز المناعة أو غير ذلك.. ولا شك أن كلاً منا قد جرب تأثير الكلمة حتى في حياته العادية؛ فلنفترض أن صديقاً قدم لك طبقاً شهياً من الطعام في وقت جوعك، وعند جلوسك إلى الطبق متلهفاً لسد جوعك سمعته يقول: ( الطعام مُكلِّف لكن الذي طبخه كانت يداه متسختين، وأظافره سوداء، وعنده زكام) ما الذي سيحدث لك؟!! وكيف سيكون حالك إذا سمعته يقول: (تصور رائحة الطعام جعلتني أجوع رغم أنني شبعان، الطعام شهي، وصحي، بالهناء والشفاء) ؟!. بالضبط هذا حال بعض صحفنا التي تتسابق لإشباعنا بالكلمات المسمومة، حيث تقدم أحوال البلاد والعباد بالأسلوب الأول، فنشعر بالغثيان والدوار والكتابة وفقدان الأمن، وبالتالي لا نصحُّ ولا ننتج، ولا نهدأ. معظم الصحف في العالم تبحث عن الإثارة باستعمال الكلمات الجميلة لتقديم الجديد والجميل والمفيد إلا في بلادي، فإن الإثارة في بعض الصحف معيارها كلمات (المحارشة بين الناس) وتدعيم أسس الخلافات في النفوس، وتقديم كل شيء يغذي الأمراض النفسية. لماذا لا تكون صحفنا محضر خير بين المتحاورين؟! ولماذا لا تجرب هذه الصحف التصالح مع نفسها ومع المواطن والوطن بتقديم كلمات تبني جسور المحبة بين المتحاورين حتى يتفرغوا لمهامهم الجليلة؟!!. هناك خطوة مهمة لابد أن تسبق الحوار وتمهد له وهي تشكيل لجنة وطنية من عقلاء الحكومة والمعارضة لمنع كل الصحف والمواقع الإلكترونية اليمنية (حكومية ومعارضة ومستقلة) من تقديم المقالات أو الأخبار التي تحرض على الفتنة وتأمر المخ بالانفعال السلبي. عقول المتحاورين تحتاج للدعم الإعلامي الإيجابي حتى تستثمر قدراتها من أجل حل مشكلات الوطن، وليس خلق مشكلات جديدة... فمتى سيفهم إعلامنا هذه الحقيقة ؟!!.
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسال |
طباعة |
RSS |
إعجاب |
نشر |
نشر في تويتر |
|
|
فهيم التركي (ضيف) يسم الله الرحمن الرحيم
شكرا دكتوره سعاد على هذا الكلام الجميل اللي يدخل القلب..
برغم ما في هذا البلد من ظيق وتدهور ولكن ما زالت ظعاف الانفس لا تلقي الا الكلام البذيء اللي يسبب المشاكل والعاهات النفسيه في مواطنيه مع الرغم ان اصحاب تلك المقالات هم متعلمين وخريجين كبار الجامعات في الوطن وفي الخارج.
نسال الله ان يهديهم الى عين الصواب...
د سعاد (ضيف) شكرا أخي جاد على قوة ارتباطك ببلدك رغم أنك في بريطانيا هذا هو الانتماء الوطني الذي نفتش عنه في داخل اليمن
جاد شاجرة - بريطانيا (ضيف) د سعاد اعجبني كثير ما كتبتي وقد اصبتي كبد الحقيقة فقد اصبحت الصحف هذه الايام تحرض على الفتنة واحداث انشقاق في الصف اليمني واصبحنا نرى منها كل ما من شانه تاجيج الوضع والبعث على التفرقة وكاننا في حرب داخلية لا نرى لها واقع الا من خلال الصحف والمواقع وقد ازيد انني اصبحت اتعوذ من بعض هذه المواقع وما ينشرونه من سموم لمحاولة النيل من اطراف وخاصة المعارضة ومواقعها التي لا اخبار لديها الا تشويه كل ما هو جميل في الوطن ,,,
اشكرك كل الشكر وخواتم مباركة
|