يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأربعاء, 21-يوليو-2010
شبكة أخبار الجنوب - الشيخ الريمي شبكة اخبار الجنوب - حوار - ثابت الاحمدي -

نتفق مع القاعدة على أن الأنظمة الحاكمة لا تحكم بشرع الله
الدستور  يتبنى الديمقراطية والمساواة وحرية الصحافة.. كيف يكون إسلامياً
مازال هذا الرجل قوياً بما يكفي.. للجهاد ضد الديمقراطية وأخواتها الكافرات.. إنه حتى الآن مازال«مقاوماً» لمفردات العصر باعتبار تقاطعها مع الإسلام في نظره.. وقد يغضب البرلمانيون من اعتبار «الشيخ السلفي» مجلسهم«غير شرعي دينياً».. وقد لايستسيغ آخرون توسيعه لمفهوم«أهل الحل والعقد» ليشمل التجار ورجال الأعمال.. لكن الأخطر من ذلك اعتباره الدستور خارج إطار الشرعية الدينية كونه يتبنى حرية الصحافة..
^^.. كيف تقرأ مشهد الصراع الفكري الذي دار بين كثير من الكتاب من جهة، وبين بعض من مشايخ الدين من جهة أخرى؟
الإسلام جاء لجلب المصالح ودرء المفاسد، ومنه الزواج، وهو من أكبر القضايا التي خاض فيها الطرفان سجالاً فكريا حاداً، من حق البنت التي بلغت عشر سنوات فأكثر أن تتزوج، وليس من العدل أن نقول لها انتظري حتى سن الثامنة عشرة، كما أنه ليس من الدين أن نقول لها: مارسي الحرام عن طريق الصداقة، أو ما شابهه. والواقع لا يؤيد فكرة القائلين بالتقييد.
^^.. لا نريد الخوض في تفاصيل ما جرى، نريد الكلام على سبيل الإجمال؟
على سبيل الإجمال في تصوري صراع بين التيار العلماني، الذي يسعى لفصل الدين عن الدولة وعن الحياة من جهة، وبين العلماء الذين يرون وجوب الاحتكام للدين. هذه حقيقة الصراع.
^^.. ثمة شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي كانت في صف من تصفهم بالعلمانيين؟
هؤلاء انضموا إلى العلمانيين، أكثر من انضمامهم للإسلاميين، هؤلاء استغلوا الإسلام لتبرير العلمنة، هؤلاء من تيار محمد رشيد رضا في بداية مشواره، وتلميذه محمد عبده، وحسن الترابي وراشد الغنوشي، وفهمي هويدي، محمد سليم العوا، هؤلاء إسلاميون؛ لكنهم أعمدة العلمانيين في التبرير لتسويق علمانيتهم.
^^.. ما مفهوم العلمانية عندك؟
فصل الدين عن الدولة، وعن الحياة.
^^.. المفكر الإسلامي جمال البنا يقول: الإسلام ـ في الأصل ـ علماني بامتياز؟
هذا مخالف، واقرأ القرآن من أوله إلى آخره، فستجد فيه مثلاً قوله تعالى: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم} وستجد في ذلك شئون السلم والحرب، والاقتصاد والسياسة والاجتماع وكافة أسس الدولة.
^^.. هم يقولون إن مثل هذه المنظومة التشريعية هي أيضا في العلمانية؟
هم إن يوافقوا في أحكامهم أحكام الشريعة من منطلقهم  العقلي، فقد يحرموا الثواب والأجر من الله لأنهم لم يفعلوا ذلك لوجه الله. وإما أن هذه الأحكام لا توافق هواهم، وينتقدون الشريعة يتأولونها فقد فتح الباب على مصراعيه للتأويل، وكل سيؤول وفق هواه، حتى الذي لا يصلي سيجد لنفسه تأويلاً، سيفتح الباب لكل الناس وفي كل القضايا، فما الذي سيبقى للشريعة.
^^.. ذكرت قبل قليل رشيد رضا، ومحمد عبده، والترابي وهويدي والعوا، وقلت إنهم؟
هم إسلاميون يؤصلون للعلمنة. يلقنون العلماني حجة القول، هم عون للعلمانيين على الإسلاميين، لا العكس، مثلاً: يبيحون حرية الردة عن الدين، تحت مبرر الحرية!! هذا مبدؤهم. مستدلين بقوله تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} عندما نرجع إلى علماء المسلمين وتاريخ الرسول والصحابة والمسلمين من بعدهم نجدهم قالوا بخلاف ما قال به هؤلاء، وقالوا إن المراد في قوله تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر هو التهديد} لا الإباحة. على غرار {اعملوا ما شئتم} ومن استدل بالآية على النحو القائل بحرية الردة فهو مبطل، وعنده خلل في منهج النظر والاستدلال، ولا يعرف يفسر القرآن، ولا يعرف الأساليب البلاغية.
^^.. عموما وحتى لا نطيل في هذه المسألة، أنت ترى قتل المرتد؟
 أنا أعتبر قتل المرتد رحمة له؛ لأنه إذا علم أنه إذا ارتد عن دينه سيقتل، كما لو قتل نفساً معصومة، فإنه سيكف عن الارتداد عن الدين الذي سيدخله النار يوم القيامة. وسيحافظ على دينه، وما الذي سيضيره؟ ليحافظ على دينه حتى من باب الاحتياط.
^^..ماذا تقصد بالاحتياط؟
مثلاً ما قاله أبو العلاء المعري:
زعم المنجم والطبيب كلاهما لا تبعث الأجساد قلت إليكما
إن صح قولكما فليس بظائري أو صح قولي فالدمار عليكما
^^.. شهدت الجماعات السلفية تماسكــاً ملحـوظاً خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ثم ما لبثت أن تصدعت وتشظت إلى جماعات متنافرة خلال عقد التسعينيات.. ما الذي طرأ عليها؟
أنا لا أنكر وجود تصدع طرأ على الجماعة خلال الفترة المذكورة وبعدها؛ لكنه في حقيقته ليس تصدعاً فكرياً من شأنه أن يحدث شرخاً على المنظومة الفكرية، هو في الأصل سوء فهم حصل نتيجة هجر أو مقاطعات قد تكون حصلت، ولو كانت هناك لقاءات وتفاهمات بين هذه الأطراف لكان تجاوز الكثير هذه الفُرقة، ومن كان قصده الحق فسيعود إليه.
^^.. هم تشظوا من أصل واحد، وليسوا تيارات متنافرة الأصل؟
الأمة كلها من أصل واحد، كان الصحابة كلهم على مذهب واحد، ثم حصل التفرق بين الأمة، وأقول لك: الذين ينتمون إلى المذهب السلفي بعضهم ينتمي إلى علم دون آخر، كالشيخ مقبل مثلاً تخصصه في علم الحديث، وربما أنك لن تجد عنده بغيتك في الفقه ومقاصده وقواعده...التربية مهمة.
^^.. فهمت.. هل ترى أن الخلل تربوي؟
تماما.. حصل هذا. وحصل خلل مثلاً في عدم السماع منك، اتخذ وسيلة الهجر والمقاطعة وعدم السماع منك، ولو جلس معك واستمع إليك لتبين له أمور، قد يعذرك فيها.
^^.. البعض يرى أن هذا التصدع له ارتباطه بالممولين والداعمين خارج الوطن؟
تهمة التمول والدعم الخارجي كانت موجهة للتيار الإسلامي بشكل عام، وأنا أعرف أن الإخوان المسلمين خلال فترة الستينيات والسبعينيات أنهم عملاء لأمريكا؛ بل وإلى اليوم، الشيعة يتهمون التيار السلفي بأنه تبع للتيار الوهابي، والآن التهمة تتوجه من جديد للشيعة بأنهم تبع لإيران، الخصومات تؤدي إلى مثل هذه الشائعات، والأصل البراءة.
^^.. أنت تنفي الآن أية صلة خارجية بالتيار السلفي؟
أما تدخلات فكرية فقطعاً ليس هناك شيء من ذلك. وأما وجود مساعدات مالية فهذا معروف للجميع وللدولة أن ثمة شخصيات تطلب من بعض المؤسسات الخيرية أو الشخصيات دعما مالياً لأعمال خيرية وهذا عمل معروف.
^^..لا علاقة للجهات الرسمية بها؟
أبداً لا علاقة لها بها. الحكومات الآن في حالة حرب مع هذه المؤسسات ومع الشخصيات الخيرية بحجة أنهم يدعمون الإرهاب.
^^..مع كل التيارات؟
لا أدري، ما أعرفه أن كثيراً من دول الخليج في حالة حرب حتى مع مؤسسات معروفة بولائها للأنظمة.
^^.. ألا ترى فعلاً أن ثمة مؤسسات خرجت من رحمها بعض الجماعات التكفيرية أو الإرهابية؟
طبيعي عندما يكون لك مركز أو مسجد يعلم العلم الشرعي، ويأتي إليك طالب علم فيأخذ منك العلم؛ ولكن إلى جانب ما يأخذ منك هو يأخذ عن مصادر أخرى دون علمك، خاصة مع الفضاء المفتوح  اليوم، وفجأة تسمع أنه قد انضم إلى جماعة تكفيرية أ و قتل السياح أو شيئا من هذا القبيل، ولا علاقة لك بالواقع بما فعله، هو تأثر بمصادر أخرى، أو بزملاء، والحقيقة أن العبرة بما تعلمه أنت وبما تقوله.
^^.. أنتم متهمون بصناعة الإرهاب وخلق التكفير؟
التكفير صنعه القرآن الكريم، القرآن يقول: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا} وأيضاً (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} {قل يا أيها الكافرون} {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) القرآن قسم الناس إلى قسمين مؤمن وكافر، ثم ربط الكفر بعقائد معينة أو أفعال معينة، كإبليس حين قال الله عنه: {إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} القرآن يؤصل للكفر، ويقسم الناس إلى قسمين مؤمن وكافر. وبعض الناس يريدون أن يرفعوا التكفير، مثلا عن اليهود والنصارى لأنهم أهل كتاب، أو لأن الجميع من أولاد إبراهيم. التكفير حكم شرعي، إنما فقط علي أن أتورع أبعد الورع عن تكفير من كان أصله الإسلام، أما من كان أصله الكفر كالنصارى واليهود فهؤلاء كفار رجالاً ونساءً. لكن من أتى فعلاً يناقض العقيدة كأن ذبح لغير الله فأقول عنه هذا شرك، ولا أقول له أنت مشرك. لا بد من إعذار هؤلاء.
^^.. ما يتعلق باستباحة دم المخالفين لنا في العقيدة؟
هذا يتعلق بسؤال: هل نحن نقاتلهم حتى يدخلوا الدين؟ أم نقاتلهم إذا وقفوا ضد نشر رسالة الإسلام؟ هذه مسألة مختلف فيها. بعضهم يقول نقاتلهم لكفرهم، وآخرون يقول: فقط لأنهم وقفوا في وجه الإسلام. ولسنا ـ كجماعة إسلامية ـ في هذا المجال اليوم، مهمتنا اليوم الدعوة والتربية. لما تأتي دولة إسلامية تتبنى الإسلام تأتي هذه المسألة. هل تقتصر على الدعوة، أم تقاتل؟ نحن اليوم نسعى لصبغ المجتمع بالإسلام؛ لأن عندنا اليوم مسلمين بالجواز أو البطاقة فقط، لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي، لا يذكر الله، ويعتنق أفكاراً مستوردة من اليونان أو من أفكار ماركس، إذا صار الإسلام حاكماً وله دولة، ستنظر في الأمر، موضوع الجهاد اليوم يتعلق بما يفعله الكفار في حق إخواننا المسلمين في فلسطين، في العراق، أو كالروس حين دخلوا أفغانستان.
^^.. قلت قبل قليل حتى تأتي الدولة الإسلامية.. ما تصنيفك للدولة القائمة اليوم؟
الدولة اليوم أباحت الربا، ضيعت الجهاد، لم تلزم الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، القرآن يحدد وظيفة الدولة. {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} وقوله تعالى: {كنتم خير  أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} اليوم الدول الإسلامية لم تخرج للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، الدولة لا تقوم بواجب الدعوة أو الفتوحات الإسلامية، الدولة اليوم لا تحمل رسالة الإسلام، حتى وإن حكمت بالإسلام.
^^.. تصنيفها على وجه التحديد من وجهة نظرك؟
مجتمع إسلامي؛ لكن النظام لا يحكم بالإسلام، إن شئت قلت علمنة، وما أشبه ذلك.
^^.. أنتم تتهمون برفض الدستور والقانون وتحريم الديمقراطية والانتخابات؟
نختلف فيما يطرح من الآراء والمقياس لمعرفة الصحيح من السقيم هو الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، ولمزيد من التوضيح أقول: غربلنا التراث الفقهي وقلنا إن كثيراً منه أو بعضاً لا نحتاج إليه اليوم، فكذلك الآراء الغربية الوافدة نغربلها، الآراء الغربية المعاصرة شأنها شأن الموروث الفقهي، منها ما هو حق ومنها ما هو باطل، لماذا يكون الموروث الفقهي كله معرضاً للنقد؛ بينما ما يأتينا من الخارج نؤمن به على علاته؟ لا يستقيم منهجنا مع المنكر  الفكري أو العقائدي، أو الأخلاقي، لا بد من تغيير المنكر، أياً كان.
^^.. مثل ماذا؟
 مثلاً إذا كان من الموروث كالطواف بالقبور، وإن كان من الأشياء العصرية كتفرق الأمة إلى أحزاب، والقرآن يدعو الناس إلى الوحدة والاعتصام، وهذا حاصل في كثير من البلدان الإسلامية،  اليوم حالة شتات وفُرقة وتناحر وأزمات.
^^..هل سببها الحزبية؟
نعم. قبل عام 90م في اليمن ما كان عندنا هذه الأزمات، ما بعد عام 90م جاءت لنا كثير من المشاكل، مثلاً الشيعة بدا لهم حزب يتكتلون فيه، كانت لهم آراء متفرقة، جمعهم الحزب لنصرة آرائهم، ثم اجتمعوا بعد ذلك لنصرتها بالسيف والخروج، وهذا من نتائج الديمقراطية التي فتحت لنا الباب.
^^.. هناك علماء كبار ومفكرون أخذوا بالديمقراطية ونهجوا نهجها؟
من أخذ بها فشبهته كبيرة جداً، الإسلاميون، وتحديدا الإخوان قالوا: الديمقراطية هي الشورى، والله عز وجل قد أمر بالشورى، وقاسوا الأحزاب على المذاهب الفقهية، والحقيقة إذا كان العلماء المعممين وأصحاب اللحى فالحاكم سيأخذ بها من باب أولى، ففي ذلك شبهة له، نحن نركز على قضية المبدأ، ننتقده حول مدى مطابقته للشريعة، افترض أن العلمانيين أرادوا أن يخدموا البلد وأن يخرجوه من الفقر والجهل والمرض؛ ولكن ننظر إلى منهجهم.وإلى الشريعة.
^^.. تقول الشريعة، الشريعة خاضعة في النهاية لمفاهيم الناس، من يبت فيها القول؟
الفهم للشريعة، أنا معي عقل، وأنت معك عقل، أنا معي دليل، وأنت معك دليل، أتناقش معك، وهذا الفرس وهذا الميدان. بشرط أن تكون مخلصا وإذا ترجح الحق بالدليل فعليك أن تذعن له.
^^.. طيب الأحزاب والجماعات الحالية تعمل وفقا للدستور، والدستور إسلامي؟
 ليس صحيحاً، الدستور يتبنى الديمقراطية، الدستور يتبنى حرية الصحافة، وهذه النقاط لا تتفق مع الإسلام، الدستور يقول بالمساواة، ونحن نقول بالعدل، والقرآن يقول: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون)؟ {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}؟ الإسلام جاء بالعدل، ولم يأت بالمساواة. في الإسلام ليس للكافر أو للمرتد الحق في الولاية.
^^.. الولاية الصغرى أم الكبرى؟
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم}
^^.. عندنا أقلية يهودية في اليمن..؟
على المسلمين أن يحموهم، وقد أوصى عمر بن الخطاب بحرمة حقوقهم في وصية الموت..
^^.. أليس لهم حق المشاركة السياسية؟
لا. هذا مجتمع مسلم. (يضحك).
^^.. لكنهم في النهاية يمنيون؟
ولو. لا تستبدل كلمة مسلم بيمني، لما خالف الأغلبية في الدين، سقط عنه حق الولاية، الأرض أرض الله، ولكن يجب أن تحكم بشرع الله، حتى المسلم لو كان جاهلاً أو جبانا أو غير مؤهل لا يحق له الولاية على الناس. هناك شروط حتى على المسلم.
^^.. طيب لو توفرت الشروط في اليهودي؟
بقي شرط الإسلام وهو شرط أساس. وهذا طبعاً كله لما يكون نظام الحكم إسلاميا، أما ونظام الحكم يتبنى العلمانية فقد تجد قلوبا متشابهة.
^^.. أين تلتقي الجماعة السلفية بجماعة القاعدة، وأقصد بالسلفية هنا تياراتكم المعروفة؟
لا نرضى أن يستعمر الكفار أرضنا وثرواتنا، وقد قدمت الأمة آلاف؛ بل ملايين الشهداء في الجزائر والعراق وفلسطين..
^^.. أنت لا ترى بأساً مما؟
دعني أكمل، أنا أتكلم عن الجهاد، وبالذات جهاد الدفع. العدو يحتل أرضنا.
^^.. سألتك عن الفرق بينكم وبين تنظيم القاعدة؟
المشكلة بيننا وبينهم هو دخولها في صراع مع الأنظمة بحجة إلزامها بالدين. هم يلزمونها إما أن تحكم بالدين، أو يكونوا هم خلفاً لها.
^^..  أفهم من كلامك الآن أن الحكام لا يحكمون بشرع الله؟
هم فعلاً بعيدون عن الحكم بالشريعة، هذه قضية محسومة.
^^.. حتى الآن لم تجبني عن الفرق بينكم وبين القاعدة؟
نتفق معهم على محاربة العدو إذا نزل بأرض المسلمين.
^^.. بما في ذلك قتل السياح؟
لا. هذه مسألة لا نتفق معهم فيها.
^^.. عقد قبل شهرين تقريباً مؤتمر الوسطية في اليمن وغاب وجود التيار السلفي فيه، ماسبب غيابكم عنه؟
  والله أنا لم يدعني أحد إليه.
^^.. كان الحضور مفتوحاً، فلم لم تحضروا؟ وهل لكم تحفظ ما؟
الاختلاف قد يكون حول المفهوم من أساسه، الوسطية هو الاحتكام والالتزام بالشرع. والميزان هو ما كان عليه الرسول وأصحابه. والعجيب أن كل الناس يدعون الوسطية بما في ذلك الليبرالي واليساري والإسلامي، والحقيقية أن الوسطية منهج بين ضلالتين، ضلال الغلو وضلال التفريط، مثلاً قد تجد شخصاً يدعي أن الأغاني حرام، فتسمع آخر يدعي الوسطية فيقول لا مانع من ذلك، أو الربا أو ما شابه ذلك. نريد أن نحدد مدلول الوسطية نفسها.
^^..  جرت قبل شهور وسنوات قلائل فتوى وفتوى مضاد بينكم كتيار سلفي وبين حزب الله اللبناني، حد أنكم كفرتموهم.. لماذا تكفير الناس بهذه الصورة؟
ربما سمعت على قناة المستقلة في أحد البرامج الفضائية أن السيستاني يقول: من لم يعتقد الإمامة فهو كافر. من الذي كفر الآخر نحن أم هم.
^^.. أنتم أيضاً كفرتموهم؟
نحن نكفر من دعا لغير الله أو استغاث بغير الله حزب الله أو غيره، سواء كان سنياً أو شيعياً أيا كان.
^^.. كفرتم أيضاً حركة المقاومة الإسلامية حماس؟
السلفيون في اليمن كلهم باستثناء أشخاص في مدرسة الشيخ مقبل كلهم وقفوا مع حماس، الحكمة، آل.. الزنداني، هؤلاء وقفوا مع حماس.
^^.. السلفيون في السعودية وقفوا ضدها؟
أين أنت من سلمان العودة؟ أين أنت من ناصر العمر وكثير ممن وقفوا وناصروا حماس في محنتها؟
^^.. اسمح لي شيخنا الكريم أن أقول لك: وأين أنت أيضاً من اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً الذي حرم مناصرة الفلسطينيين حتى بالمظاهرات؟
هذه مسألة ثانية، النظام السعودي يمنع المظاهرة، لما يحدثه من شغب وفوضى، وكذلك المظاهرات ليست السبيل الوحيد لنصرة أهل غزة.. هناك وسائل أخرى. أنا في مسجدي هذا جمعنا لهم مبالغ مالية، وأرسلناها، وإن كان إخواننا أهل حماس قاموا يذبحون إخواننا السلفيين هناك، ولم نفعل شيئاً غير أن احتسبنا الأمر لله.
^^.. نعود إلى الديمقراطية والانتخابات.. لماذا تتوجسون منها؟
من شروط الوالي أن يكون عدلاً، عالماً، أميناً، صادقاً، صناديق الانتخابات لا تعرف هذا. يأتي مرشح ما بدعاية انتخابية ويوزع الفلوس معها ووعد الناس بوعود، وهو من الناحية الشرعية غير مؤهل..
^^..ماذا تقصد بالتأهيل من الناحية الشرعية؟
عدم الكفاءة. في جميع الأمور أو في بعضها.
^^.. سلبت الناس حقوقهم .. من صاحب الأمر إذن؟
يجب ألا يكون الأمر بيد الغوغاء، يجب أن يكون الأمر بيد أهل الحل والعقد، وهم أهل الشوكة الذين يرجع إليهم الناس مشايخ القبائل، العلماء، التجار، رجال المال والأعمال، هؤلاء الذين لهم تأثير، وهؤلاء هم أهل الحل والعقد.
^^..هذه هي الكهنوتية بشحمها ولحمها؟!
هذا فكر غربي، ومن يسمي الإسلام فكراً غربياً فهذا رجل غربي. وقد كانت الشيوعية تسمي الإسلام كهنوتاً!! وخل من يسميه الكهنوت يسميه.
^^.. أهل الحل والعقد هم العلماء فقط؟!!
العلماء، المشايخ، التجار، الوجاهات... مادخل العامي أو الشغال في المطعم بأمور الناس العامة.
^^.. أنت تلغي البرلمان ودوره نهائياً؟
البرلمان يكون شورى للوالي، يكون فيه مفكرون يرشدون الوالي في الأزمات، ويناصحونه، أهل الحل والعقد إذا انحرف الوالي أزالوه وأتوا بشخص آخر. أما هكذا فقد صار الأمر لعبة!
^^.. حالياً ألا نعتبر البرلمان هو مجلس الحل والعقد؟
من الناحية الشرعية ليسوا كذلك من وجهة النظر الشرعي ليسوا أهل الحل والعقد. فقط الحصانة التي أعطتهم هذه الهالة، وإلا هم بدونها لا شيء. البرلماني ليس اليوم كذلك، ولو أبعدت عنه الحصانة لأصبح شخصاً عادياً.
^^.. في الواقع هو شخص عادي بالحصانة البرلمانية أو بدونها، وأتفق معك أن بعضهم أميون.؟
نعم ، حتى مع الحصانة...
^^.. طيب لكن بالنهاية هذه حصيلة وخلاصة الأمة؟
الناس ليست لهم السيادة، نحن في نزاع حول السيادة لمن؟ للشريعة أم للناس؟ والشريعة لا تعتبر الأكثرية حجة، لأنها غثائية وليس لها وزن علمي. (وإن تطع أكثر من في الأرض يظلوك عن سبيل الله)
^^.. الشريعة والمصلحة ألا يتفقان؟
الأصل أن الإنسان لا يعرف مصلحته، لأنه ممزوج بالهوى. الحاكم والموظف مصلحته ليست المصلحة التي عند الشخص العادي، تجد المعارضة ينتقدون الحاكم ما داموا في المعارضة، فإذا وصلوا تغير الأمر، والأصل تربية الإنسان من الداخل حتى يستقيم أمره. ألا تسمع المعارضة الآن تدعو الحاكم إلى اقتسام الثروة والسلطة؟ المعارضة ترفع هذا الشعار، المصالح واضحة..
^^.. طيب.. جميل تقسيم الثروة والسلطة بين الأمة كلها، ما الضير في ذلك؟
لا. لا . المسألة ليست كذلك. (يضحك) هم يريدون شيئاً من الكعكة.
^^.. ليكن تقسيم الكعكة؟
إذن لا يتكلمون عن الشعب يتركوه. لا يتحدثون باسم الشعب.
^^.. تريد للعلماء أن يحكموا من موقع السلطة نفسها، أم من خلف الكواليس كما يقال؟
أريد للعلماء أن يكونوا مستشارين لولي الأمر، مثلاً كان حفظة القرآن في عهد أبي بكر وعمر هم الذين يُستشارون. نريد أن يصدر الحاكم عن العلماء، لكن المشكلة اليوم العكس، يأتي العلماء إلى الزعماء فيقوم الزعماء بتوجيه العلماء!! نريد أن يكون للعلماء دورهم في توجيه ولي الأمر، حتى أن بعض العلماء من يفسر قوله تعالى: (وأولي الأمر منكم) هم العلماء.
^^.. لماذا لا يحكم العلماء أنفسهم من مواقع السلطة نفسها؟
لا مانع من ذلك، إنما العلمانية لا تريد من رجل الدين المعمم الملتحي.
^^.. معذرة ليس شرطا أن يكون بالعمامة أو اللحية؟
 أثرت فيهم بعض المفاهيم الغربية. 
^^..مقولة للمفكر الإصلاحي الإيراني عبد الكريم سروش يقول: إذا وصل رجل الدين إلى السلطة أفسدها وأفسدته.. ما تعليقك؟
ليس صحيحاً، هذا تشويه لرجل الدين وهي مقولة غير صحيحة. إلا أن يكون محسوباً على رجل الدين الرافضي عندهم؛ لأنهم فاسدون من الأساس دينيا.
^^.. متى سنسمع لكم في يوم من الأيام حزباً سياسياً يلم شتاتكم معشر السلفيين؟
وهل أغنت الحزبية عن الناصريين والبعثيين يوماً ما؟ وحتى الإصلاحيون منقسمون إلى محافظين وغير محافظين! ألا ترى أنهم فرق وأحزاب أكثر من السلفيين أنفسهم؟ الكل حتى داخل المؤتمر..
^^.. لكنهم بالنهاية حزب واحد ولهم قوتهم السياسية؟
ونحن دعوة واحدة ولنا قوتنا في الواقع. جميع الفصائل ـ باستثناء مدرسة الشيخ مقبل ـ لدينا قابلية للالتقاء والحوار والأخذ من بعضنا بعضاً. وأنا شخصياً لا أؤمن بالحزبية.
^^.. ينادي الكثير بالحوار مع الغرب.. أليس الأجدر أن نبدأ بالحوار فيما بيننا البين ومن ثم ننطلق لحوار الغرب المسيحي؟
ليس شرطاً وإزالة الحوار فيما بين المسلمين لن يكون إلا يوم القيامة.
^^.. مع من يتحاور الغربي مع الصوفي أم مع السلفي أم  مع الإخواني أو مع الشيعي.. مع من؟
والله كل فصيل من هذه الفصائل مسئول أن يبرز الصورة الصحيحة للإسلام، وأنا لا أستطيع أن أدعي القضاء على كل الاختلافات بين كل هذه الجماعات. هناك قضايا كثيرة يمكن أن نلتقي عليها.
^^.. أسألك عن سر القطيعة والخصومة بين المشائخ السلفيين من جهة، وبين كثير من الكتاب والصحفيين من جهة أخرى؟
للأسف هاجم بعض الكتاب والصحفيين العلماء ودافعت أنا عنهم وقلت إن الاستهزاء بالعلماء استهزاء بالدين، ما مفهومهم للدين؟ مثلاً كيف يفهمون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ بعضهم من أصحاب الأفكار الغربية يرى أن الدين هو علاقة شخصية بين العبد وبين ربه. أنا أفهم الدين أيضاً أن فيه الحسبة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
^^.. لماذا لا تعملون على ذلك؟
ولماذا الأحزاب؟ تريد أن تبطل العلة التي من أجلها جاء الحزب. العلماء كذلك يحتاجون إلى نصرة.
^^.. هم يتهمونكم بالعمل لأجندة سياسية معروفة لمصالح شخصية؟
الصحفيون الله يسامحهم سرعان ما يرمون بالتهم على العلماء وبعضهم جريئون. ألم تسمع بصحفي يكتب مطالباً بالزواج المثلي.
^^.. بالمقابل أيضاً.. ألا ترى أن ثمة فقهاء أيضاً جريئون ومكفرون لأدنى مخالفة؟
أنا لا أنفي أن في الفقهاء مغالين، لكن الغلو لا يحدده الصحفيون أنفسهم.
^^.. كما لا يخضع للفقيه المغالي نفسه؟
نرجع للكتاب والسنة
^^..كلمة أخيرة
أدعو الإخوة الصحفيين والمؤسسات الصحفية بشكل عام أن يعملوا على إرجاع الناس إلى دين الله عز وجل وإلى المصداقية وإلى الالتزام، وألا يشتتوا أنفسهم في الولاءات الحزبية والطائفية، عقول الأمة بين أيديهم، فليتقوا الله في تشكيل عقول الأمة بدلاً عن المجازفات، فلا إفراط ولا تفريط.


الجمهورية نت
 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن
التعليقات
ابو عبدالرحمن (ضيف)
30-07-2010
حفظك الله ياشيخ عبد المجيد على هذا الوضوح المنبثق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هكذا هو كلام العالم الرباني المصف الذي يقول الحق وبحلم وحكمة فقد جاء كلامك على القلوب كالماء البارد بعد الظمأ

ال مبارك (ضيف)
24-07-2010
جزى الله الشيخ عبد المجيدخير الجزاء



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)