لم يجد الحوثيون مخرجاً لمأزق شعارهم الداعي لموت إسرائيل، غير أن يُحضروا إسرائيل إلى مرمى بنادقهم داخل اليمن، بإعلان جميع القبائل الموالية للدولة حلفاءً لإسرائيل، واتهامهم بعقد اجتماعات مع الموساد الإسرائيلي والسفير الأمريكي بصنعاء، وقذفهم بتهمة الخيانةلأبناء صعدة طوال ستة أعوام ماضية؛ وبما يجعلهم هدفاً للجهاد الحوثي، ويذكي نزعة الانتقام الشعبي منهم.

البيان الذي وزعه الحوثيون باسم (مشايخ وقبائل صعده الشرفاء)، والمؤرخ في 17 رجب 1431هـ، اتهم من وصفهم بـ(التحالف القبلي) بـ"جرائم الحرب الجماعية"، من خلال "وضع الشرائح والتهديف للطيران"، محملاً إياهم وزر قتل مئات الأبرياء من الأطفال والنساء وقصف الأسواق والمساجد والبيوت وغيرها.. كما اتهمهم "بعمليات السرقة والنهب والاختطاف من خلال النقاط العسكرية ومناطق نفوذ السلطة".

ويأتي هذا البيان في سياق أوسع حملة تعبئة جهادية يتبناها الحوثيون منذ الشهر الماضي تحت غطاء التعبئة ضد (القاعدة، وأمريكا، وإسرائيل)، غير أن الهدف المباشر هما (الدولة والقبائل الموالية)، والتي اعتبرهما الحوثيون هما الأدوات التي تنفذ بهما تلك الجهات مخططاتها الإرهابية، وهم الحلفاء الذين يتحملون وزر كل الأحداث التي شهدتها صعدة وسفيان والجوف.

وفي الوقت الذي تتجاهل السلطات ومؤسساتها الإعلامية والثقافية خطورة هذه التعبئة، ولم تحرك ساكناً حتى هذه اللحظة، فإن المحللين السياسيين في "نبأ نيوز" حذروا من أن هذه التعبئة ستقلب عناوين المواجهات في شمال اليمن من (حرب بين الدولة والمتمردين الحوثيين)، إلى (حرب بين المجاهدين الحوثيين والمليشيات الموالية لإسرائيل في اليمن)، بما يضفى عليها صبغة عقائدية "مقدسة"، على غرار الصبغة العقائدية التي يقاتل تحت شعارها تنظيم القاعدة، أو حزب الله، أو حماس- مع اختلاف الغايات.

ولفت المحللون إلى أن التعبئة الحوثية الحالية لا تختلف بشيء إطلاقاً عن تلك التي شهدتها المناطق الجنوبية قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وروجت في بادئ ظهورها صفة "الاحتلال" على السلطة وأبناء المحافظات الشمالية، فقاد تجاهل المواجهة الثقافية والإعلامية المبكرة إلى إشاعة تلك المفاهيم، وتجنيد آلاف الشباب تحت عناوينها لممارسة العنف.. مؤكدين أن توصيف الحوثيين للدولة والقبائل الموالية كـ"حلفاء لإسرائيل" و"أدوات إبادة أمريكية" من شأنه تعزيز ثقافة الكراهية، ونزعة الانتقام، واستقطاب آلاف الشباب لصفوف الحوثيين تحت عنوان "الجهاد ضد حلفاء إسرائيل"- خاصة في ظل تدني مستوى التعليم والوعي الثقافي لدى أبناء تلك الجهات.

جدير بالذكر، أن الحوثيين كانوا قد أشعلوا أمس مواجهات مسلحة في الملاحيط، سقط على أثرها ستة قتلى وعدد غير معروف من المصابين، وحاصروا الإدارات الحكومية والأمنية، غير أن وساطات قبلية وبالتعاون مع لجنة وقف اطلاق النار استطاعوا ظهر اليوم فض الاشتباكات وفك الحصار، وبدء التفاوض على المسائل التي فجرت الاوضاع.

"شبكة اخبار الجنوب" تورد أدناه نص البيان الذي وزعه الحوثيون، علماً أنهم أنكروا مسئوليتهم عنه:
بيــان صــادر عن قبـــائل محــافظـة صعـــده
قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين وبعد :
فهذا بيان لتوضيح الحقيقة صادر عن مشايخ صعده وقبائلها الشرفاء ونعلن فيه ان التحالف القبلي الذي أعلنه مجموعة من العملاء المرتزقة من مشايخ صعده بعد عودتهم من مصر واجتماعهم بالموساد الإسرائيلي لا يمثلنا نحن قبائل وأبناء محافظة صعده لان قبائل صعده اشرف وانزه من أولئك المرتزقة العملاء الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم بعد ان باعوا أوطانهم ومجتمعاتهم ، ولان قبائل صعده اشرف وأنزه من أن يتحالفوا مع الإسرائيليين والأمريكيين وإنها قد أثبتت تمسكها بدينها وهويتها الإسلامية على مدى ست سنوات من مواجهة الظلم والعدوان أما أولئك المرتزقة الذين يتسكعون على أبواب السفارات فان واقعهم على النحو التالي :
1ـ لقد كانوا من يومهم الأول خائنون لأبناء صعده وقبائلها ومشاركون ضدها في القتال والتآمر على قبائل صعده وأنهم من سوء فعلهم وقبيح خيانتهم ادخلوا البشمرقة وأصحاب الفيد إلى محافظة صعده ونهبوا وسرقوا في الكثير من مناطق الحرب الى ان تم دحرهم واخزاهم الله فهربوا متقلدين عار الخيانة والخزي .
2ـ كانوا مشاركين في جرائم الحرب الجماعية بوضع الشرائح والتهديف للطيران وبسبب ذالك قتل مئات الأبرياء من الاطفال والنساء وقصفت الأسواق والمساجد والبيوت وغيرها .
3ـ بعد كل هذا السجل الإجرامي والتاريخ الأسود قاموا مؤخرا وبعد ان اجتمع كبارهم في مصر ونسقوا مع الموساد الإسرائيلي وبمباركة السفارة الإسرائيلية بإعداد مخطط للمزيد من الجرائم بحق قبائل صعده كما يقومون بعمليات السرقة والنهب والاختطاف من خلال النقاط العسكرية ومناطق نفوذ السلطة.
4ـ الجديد بالنسبة لهم أنهم انتقلوا من العمالة غير المباشرة الى العمالة المباشرة ومن العمل مع السلطة الظالمة الى العمل مع الموساد والسفارة الأمريكية بشكل مباشر وأنهم الوجه الثاني للتحرك ألاستخباراتي الأمريكي بعد تنظيم القاعدة وكانوا أول خطوة للسفير الأمريكي الجديد .
5ـ انهم فاشلون وخاسرون وان مؤامراتهم ستبوء بالفشل وأنهم كما فشلوا في الماضي والحاضر ففشلهم في المستقبل أسوء وكما سقطت المؤامرات التي تستهدف اليمن وأبناء محافظة صعده في الماضي ستسقط هذه المؤامرة الدنيئة وستتحطم كل آمال الصهاينة على صخرة صمود أبناء وقبائل صعده الشرفاء الذين اثبتوا على مدى الفترات الماضية حجم التماسك والترابط والتآخي والتلاحم والقوة .
إخوانكم مشايخ وقبائل صعده الشرفاء
17 رجب 1431هـ