كشفت مصادر  في القاهرة عن جولة اتصالات ولقاءات جديدة مع قيادات "الحراك الجنوبي" في الخارج، بدأها الأسبوع الجاري الشيخ حسين الأحمر- رئيس مجلس التضامن الوطني- بإيعاز من شقيقه الشيخ حميد الأحمر، في محاولة لرأب الصدع الذي خلفه اللقاء الأخير للجنة الحوار في القاهرة.

وأفادت المصادر: أن عدداً من القيادات الجنوبية الموصوفة بـ"التاريخية" ألغت موافقة سابقة بالمشاركة في مؤتمر للجنة الحوار الوطني- التي يعد الشيخ حميد الأحمر مؤسسها- كان من المقرر انعقاده مطلع يوليو القادم في القاهرة، وذلك على خلفية رغبة أطراف في اللجنة بدعوة شخصيات "جنوبية" في الخارج لا تحضى بالقبول لديها، واتهامها للشيخ حميد الأحمر بالتراجع عن وعود واتفاقات سابقة معها.

وتؤكد المصادر: أن الشيخ حسين الأحمر المتواجد في القاهرة يرتب حالياً لعقد لقاءات "منفردة" خلال الأسبوع القادم مع عدد من القيادات الجنوبية بينهم الرئيس علي ناصر محمد، وحيدر أبو بكر العطاس، ومحمد علي أحمد، بعد أن كان قد استبقها بعقد لقاء مع عبد الله الأصنج في إحدى الدول الخليجية، وذلك في محاولة لإعادة ترتيب الأوراق التي خلطها شقيقه "حميد" من خلال نقضه لاتفاقات سابقة مع تلك القيادات، الأمر الذي انعكس سلباً أيضاً على خطط لجنة الحوار، وبات يهدد مصيرها بالفشل إن ظل الطرف الذي تعول عليه في تمثيل الجنوب غائباً عن أعمالها.

وفيما أرجعت مصادر مطلعة في اللقاء المشترك أسباب الخلافات إلى ما وصفته باتهامات وجهتها القيادات "الجنوبية" الآنفة الذكر للشيخ حميد بـ"الازدواجية"، و"عدم الوضوح"، ومحاولة فرض أجندته الخاصة؛ إلاّ أن مصادر جنوبية أكدت لـ"نبأ نيوز": أن تلك القيادات تسعى لاستغلال الموقف الحرج للمشترك ولجنة الحوار، والضغط عليه لمنع توسيع دائرة الحوار بدعوة أطراف جنوبية "غير مرغوب فيها"، في إشارة إلى ما تردد من أنباء حول الخلافات الداخلية للجنة الحوار الناجمة عن إصرار أقطاب فيها على مشاركة علي سالم البيض أو من يمثله في اللقاء المزمع انعقاده في مطلع يوليو القادم، في نفس الوقت الذي قوبل المقترح بمعارضة شديدة من قبل أطراف أخرى ترى أن "المشروع الفيدرالي" الذي يجري الحوار حول خياراته المتعددة لا يتوافق وما يدعو اليه البيض من مشروع انفصالي.

وتعتقد تلك المصادر أن القيادات الجنوبية التي شاركت في مؤتمر القاهرة الأخير (ربما) تحاول حسم ذلك الخلاف لصالح الأطراف المعارضة لتوسيع الحوار من خلال الاعتذار المبكر عن المشاركة، والتبرير بأن ذلك يناقض العهود التي قطعها لها حميد الأحمر.

هذا وكان مؤتمر القاهرة قد أجج خلافات واسعة بين فصائل الحراك الانفصالي، وعمق هوة التمزق بحرب إعلامية أشعل شرارتها الأولى قيادي الحراك في الضالع المحامي يحيى غالب الشعيبي، الذي صب جام غضبه على علي ناصر والعطاس ومحمد علي أحمد وبقية المشاركين في مؤتمر القاهرة، ووصفهم بالعملاء والخونة، وتعرض لتأريخهم بوابل من الاساءات...

وقد أستفز مقال الشعيبي من هاجمهم، فانبرى من ينوبهم للرد باسم "محمد عباس ناجي"، الذي هاجم الشعيبي بشراسة، وذكره بخيانته أبان حرب 1994م حين تم ارساله برفقة طائرة أسلحة الى الشعيب فهبط بها في "جُبن" وسلمها هدية ثمينة للشماليين... وسخر منه كونه يريد الحوار مع حميد الأحمر أن يكون معه، في الوقت الذي هو لا يقود حتى مجموعة على مستوى قريته.. ونفى أن يكون الشعيبي يعرف النضال، وقال "أن حب الظهور في المهرجانات والقنوات هذه صفة محببة إلى قلبه حتى انه استحوذ على دور الناطق الرسمي باسم الحراك السلمي الجنوبي الدكتور عبده المعطري، هذا الرجل العصامي"..

وعلى امتداد الفترة الماضية شنت مواقع الحراك هجوماً غير مسبوق، وبألفاظ بذيئة، على الرئيس علي ناصر وحيدر ابو بكر العطاس بسلسلة مقالات وتعليقات واخبار- حتى خيل للمرء أنها آخر حروب الانفصاليين!!