تشهد محافظتي صعدة والجوف ومديرية حرف سفيان منذ عدة أيام أوسع نشاط تعبوي ينفذه الحوثيون ضد تنظيم القاعدة، تزامن مع تصعيد مماثل للخطاب الاعلامي والتعبوي على موقعهم الالكتروني (أنصار الله)، وإمعانٍ في الربط بين القاعدة والولايات المتحدة، واعتبارها أداة للاستخبارات الأمريكية، والتحذير من توايا التدخل العسكري في اليمن.

ففي الوقت الذي كثف موقع الحوثيين "أنصار الله" من نشر التقارير والبحوث التي تؤكد ارتباط القاعدة بالاستخبارات الأمريكية، فإن مناطق صعده والجوف وسفيان شهدت جملة من الأنشطة التعبوية التي نفذها المكتب الاعلامي لعبد الملك الحوثي، حيث اغرق الجدران بالملصقات الورقية، وغطى واجهات الشوارع الرئيسية والحارات باليافطات العملاقة، التي حملت شعارات يقول بعضها (القاعدة أداة أمريكية تستخدمها أمريكا لاحتلال أي بلد عربي إسلامي)، وكذلك (إثارة الخلافات والنزاعات بين المسلمين– بعناوين كبيرة – مؤامرة أمريكية)، فيما قالت إحدى اليافطات (فرار القاعدة إلى صعدة تمهيد لضرب جوي على المحافظة)، في إشارة إلى بيان وزارة الداخلية الذي أكد فرار بعض عناصر القاعدة من مأرب إلى مناطق يمنية مجاورة.

مصادر حوثية أخبرت "شبكة اخبار الجنوب": "أن هذه الحملة تهدف إلى توعية وتثقيف أبناء المحافظة لكيلا ينخدعوا بهذه المسرحية المفضوحة"، مشيرة إلى "أن أبناء المحافظة لديهم وعي عالٍ ومعرفة بأن ما يسمى- القاعدة- ليس إلا تنظيماً استخباراتياً تديره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية- سي آي إيه".

وأضافت المصادر: "أن مواجهة هذه المؤامرة على اليمن هي الهاجس الرئيسي للحوثيين، لافتة إلى أن السلطة تحاول أيضاً استغلال التوجهات الأمريكية لملاحقة عناصر القاعدة، وتخدم ذلك التوجه بشكل كبير، حيث أن إعلان وزارة الداخلية عن هروب عناصر القاعدة إلى الجوف وصعدة وحجة، كان أحمقاً ويتضمن استدعاءَ رسمياً للقوات العسكرية الأمريكية للضرب الجوي على هذه المحافظات".

وأكدت مصادر "شبكة اخبار الجنوب": أن الحملة التعبوية الحوثية ركزت بمنشوراتها، وندواتها، ويافطاتها على الترويج لمخاوف حوثية من أن تكون تصريحات وزارة الداخلية حول فرار عناصر بالقاعدة باتجاه صعدة والجوف هي تمهيد لضرب الحوثيين، خاصة في ظل تزامنها مع تصريحات لواشنطن تعلن فيها أنها تتوجه لشن حرب على اليمن بذريعة الإرهاب- طبقاً لأطروحات الحوثيين.

كما ركز الحوثيون على الترويج بأن "ما يحدث في عدن من قبل القاعدة ليس إلا تصعيداً وتسريعاً بعملية الاستدعاء للقوات الأمريكية إلى اليمن، سيما أن مهاجمة القاعدة لمبنى الأمن السياسي تزامن مع رصد تحركات عسكرية أمريكية وإسرائيلية إلى اليمن"، ويدعي الحوثيون أنه "في نفس اليوم عبرت 12 بارجة أمريكية وإسرائيلية، قناة السويس متجهة إلى شواطئ اليمن وخليج عدن، وهذا غير مبرر في ظل اختناق الشواطئ اليمنية بأكثر من 70 بارجة أمريكية وأوروبية إلا بأنه توجه لتحقيق نوايا عسكرية داخل الأراضي اليمنية".

مسئولون حكوميون وصفوا الحملات التعبوية الحوثية بأنها "غير ذات أهمية"، وقالوا لـ"شبكة اخبار الجنوب": أن الحوثيين يحاولون تلميع أنفسهم بإظهار العداء لتنظيم القاعدة، لكون العالم كله يبغض القاعدة.. وكذلك بالنسبة لدغدغة مشاعر اليمنيين بالتظاهر بالحرص على سيادة اليمن من التدخلات العسكرية الأجنبية، في الوقت الذي يعلم الجميع أنهم اثاروا الفتنة لستة مرات متتالية، ورفعوا اسلحتهم ليس بوجه القاعدة ولا القوات الاجنبية المزعومة وإنما ضد الدولة، والجيش والأمن الذين هم المعنيين بحماية السيادة الوطنية، والأمن والاستقرار.

وقال المسئولون: على الحوثيين بدلاً من شحن النفوس بنزعة الانتقام، والترويج للمخاوف، أن يوجهوا حملاتهم التعبوية لنشر ثقافة السلام، والمحبة، والتآخي، والتسامح بين اليمنيين.. أما غير ذلك فهو مسئولية الدولة شرعاً وقانوناً..