في أخطر بادرة على الاطلاق في مسار الأزمة السياسية في اليمن، وفي أول تراجع صريح عن الاعتراف بالشريعة الاسلامية كمصدر وحيد للتشريع في اليمن، طالبت أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) بتدخل صليبي من قبل دول الاتحاد الأوروبي- وجميعها لا تدين بالاسلام- للفصل في قضايا المعتقلين من عناصر مليشيات الحراك المسلحة، وفرض أحكامها على السلطات اليمنية.

وقامت قيادات المشترك بتسليم مكتب الاتحاد الأوروبي بصنعاء قوائماً تتضمن أسماء المعتقلين من عناصر المليشيات المسلحة، والذين أحالت السلطات ملفاتهم للقضاء على خلفية إرتكابهم سلسلة أعمال اغتيالات لعشرات الضباط، ومئات الجنود، والمدنيين- بما فيهم أطفال تم تمزيق أحشائهم طعناً بالسكاكين، وعمال من أبناء المحافظات الشمالية تم تصفيتهم دموياً ضمن عمليات الابادة العنصرية، التي تمت خلالها عمليات تهجير قسري تحت تهديد السلاح لآلاف الأسر "الشمالية" التي كانت تعمل بالمحافظات الجنوبية، فضلاً عن متهمين بتفجيرات طالت منشآت خدمية واقتصادية.

وطالبت أحزاب المشترك دول الاتحاد الأوروبي بتدخل صليبي عاجل لاطلاق سراح المعتقلين، قبل أن تخضعهم السلطات اليمنية لأحكام الشريعة الاسلامية التي تعاقب القاتل بالقتل.. واصفة الجرائم التي ارتكبوها بأنها في سياق حريات التعبير، والنضال السلمي الذي تبيحه الديمقراطية.. وهو ما وصفه المراقبون بأنه أول ترخيص علني للدول الأجنبية للتدخل بالشئون الداخلية اليمنية، وانتهاك حرمة القضاء، وأحكام الشريعة الاسلامية، وإطلاق أيدي الجيوش الصليبية لاستخدام قوتها لانتهاك السيادة الوطنية اليمنية، إذا ما رفضت السلطات الانصياع للضغوط الغربية.

من جهته، أعلن مصدر إعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) إدانته لارتماء هذه الأحزاب في أحضان الأجنبي، وأكد أنه "لا قبول لأي تدخل في الشأن الداخلي اليمني من قبل أي جهة كانت، سواء كان ذلك من الاتحاد الأوربي او غيره.."

وقال المصدر: "اذا كان لدى احزاب اللقاء المشترك أي مطالب تتعلق بالإفراج عن أي محتجزين تعتقد تلك الأحزاب بأنهم محتجزون لأسباب سياسية فان عليهم تقديم كشفاً بذلك للأخ النائب الاول رئيس المؤتمر الشعبي العام أمين عام المؤتمر او إلى الاخ رئيس مجلس الوزراء حتى يثبتوا مصداقيتهم وحرصهم على الحوار الجاد بدلاً من إضاعة الوقت او اللجوء إلى الأجنبي ومحاولة حشره في الشأن اليمني الداخلي، لان ذلك أمر معيب ولا يمكن القبول به ولا يخدم المصلحة الوطنية".

وقد أثار طلب أحزاب اللقاء المشترك بتدخل صليبي في شئون اليمن استياءً بالغاً في الشارع اليمني، ودهشة في الأوساط الثقافية خاصة وأنه يأتي بعد بضعة أيام فقط من اللغط والصخب الذي اثارته هذه الاحزاب حول التدخل الامريكي في ضرب الخلايا الارهابية لتنظيم القاعدة في اليمن، رغم حجم الضرر الهائل الذي ألحقته القاعدة بالاقتصادي اليمني.