قال السفير البريطاني في صنعاء إن الحكومة البريطانية تعتزم تقديم مائة مليون جنية إسترليني (34 مليار ريال يمني) للمرحلة المقبلة من برنامج الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي ينفذ في أنحاء اليمن ابتداء من كانون الثاني/ يناير2011م, مشيرا إلى أن مرحلة جديدة للصندوق الاجتماعي ستبدأ في اليمن, وسيواصل فيها الصندوق المساعدة لتحسين حياة أشد الناس فقرا في اليمن.

والتقى السفير البريطاني تيم تورلو بعدد من مراسلي وسائل الإعلام المحلية والخارجية صباح اليوم الاثنين في العاصمة صنعاء للتوضيح حول زيارة وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية اليستر جيمس برت الذي زار صنعاء في 22 يونيو الجاري, وأجرى مباحثات مع المسؤولين في الحكومة اليمنية.

وفي رده عن أسئلة حول الصعوبات التي من الممكن أن تواجه الصندوق في اليمن, قال تورلو إن المشاكل التي واجهته لن تتغير, مشيرا إلى أن اليمن تواجه العديد من التحديات.

وأضاف أن اليمن قد تفشل في تحقيق أهداف الخطة الخمسية والتي تتعلق بالصحة والتعليم والصرف الصحي, "نحن لا نستطيع أن نعمل كل شيء".

وأكد أن "أهم التحديات التي تواجه تنفيذ برنامج الصندوق الاجتماعي تكمن في تحديد الأماكن التي قد تكون لها الأولوية, وهناك تحديات تتعلق بالقدرات فيما إذا كانت الجهات التي سنعمل معها سواء أكانت منظمات حكومية أو غير حكومية قادرة على استيعاب هذه المخصصات المالية".

وفي إجابته عن سؤال آخر فيما يتعلق بكيفية عمل الصندوق في المناطق الملتهبة, وخصوصا في جنوب اليمن, قال تورلو: "لا نميز في مجال تقديم دعمنا للشمال أو للجنوب, إذ نوزع دعمنا بشكل متساو من أجل دعم وحدة البلد", مشددا على أن عامل النمو الاقتصادي مهم في استقرار اليمن.

وكان السفير البريطاني, ومعه ديلن ويندر- نائب مدير مكتب التنمية الدولية البريطانية لليمن (لندن), قد تحدثا عن برنامج الصندوق الاجتماعي للتنمية, مشيرين إلى أنه سيغطي أربع مجالات رئيسية على المستوى الوطني خلال الخمس السنوات القادمة والأثر التنموي المباشر سيتحقق من خلال تحسين الخدمات الأساسية والبنى التحتية على المستوى المحلي كالمدارس والمراكز الصحية وتخصيص تمويلات نقدية لبرامج عمل من شأنها توفير مصدر حيوي الدخل لصالح الفئات الأشد فقرا.

وأضاف السفير البريطاني أن مشاريع التمويل الأصغر على المدى الطويل سيدعم مساعدة أشد الفئات فقرا في اليمن على تأسيس مشاريع تجارية صغيرة كما ستساعد في خلق بيئة أعمال قوية, وتعزيز قدرة الحكومة اليمنية على تقديم خدمات أساسيه هامة ومطلوبة من كافة المواطنين في اليمن على المستوى المحلي.

وقال إن بريطانيا قدمت مساعدتها لليمن بناء على مؤتمر لمدن للمانحين في العام 2006 بنسبة 150%, فيما أشار إلى أن هذه النسبة التي تعهدت بها بريطانيا وقدمتها, هي نسبة صغيرة مقارنة بخمسة مليارات دولار تعهد فيها المجتمع الدولي لليمن, مؤكدا أن لندن كانت قد قدمت 4 ملايين دولار لنازحي صعدة, حيث منحت مساعدات لـ77.000 نازح شهريا.

وكشف تورلو وويندر إن أهم التحسينات التي يشملها برنامج الصندوق الاجتماعي تتضمن خلق عدد 30 مليون يوم عمل يستفيد منها ما يزيد عن 1.8 مليون شخص, وتحقيق زيادة التحاق الطلبة بالمدارس بما يربو 360.000 طالبا نصفهم تقريبا من البنات.

كما يتضمن توفير خدمات صرف صحي لـ26.000 أسرة إما من خلال تنفيذ مشاريع صرف صحي جديد أو تطوير القائم منها, وتوفير خدمات التمويل الأصغر لـ 100.000 شخص 60% منهم نساء و20% منهم من المناطق الريفية النائية.

وأوضحا أن الصندوق يتضمن أيضا نقل صلاحيات الحكم المركزي إلى 40 سلطة محلية في 40 مديرية بما يشكل 12% من إجمالي عدد المديريات في الجمهورية لتمكينها من تنفيذ مشاريع التنمية.

وقال السفير البريطاني إن وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة قد عملت بنجاح مع الصندوق الاجتماعي للتنمية على مدى السنوات الخمس الماضية, وذلك لتقديم منافع حقيقة للشعب في اليمن ومن هذه المنافع تحقيق زيادة توفير الأطباء بنسبة 10% و40% زيادة في عدد الملتحقات البنات في المناطق الريفية, إضافة إلى تحقيق زيادة 30% في عدد الأطفال تحت سن الثانية الذين تلقوا حزمة كاملة من التحصين في مناطق المشروع.

وذكر أن وزارة التنمية الدولية البريطانية قد ساهمت بـ100 مليون جنيه إسترليني للحد من الفقر في اليمن منذ عام 2004, وقال: "إضافة إلى ذلك وإلى الدعم الجديد لتمويل الصندوق الاجتماعي للتنميةو التزمت المملكة المتحدة بتقديم دعم إضافي قدره 45 مليون جنيه إسترليني هذا العام, مشيرا إلى أن هذا الرقم يعتمد على التقديم الذي ستحرزه الحكومة ضد معايير الأداء المتفق عليها في المملكة المتحدة بحسب اتفاقية الشراكة للعشر السنوات القادمة.

وكان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث اليستر جيمس برت قد غادر صنعاء في 24 من يونيو الجاري في ختام زيارة استغرقت بضعة أيام التقى خلالها الرئيس علي عبد الله صالح, ومسئولين في الحكومة اليمنية.

مأرب برس