واصلت عاصفة الانشقافات والخلافات اجتياح تيارات الحراك الانفصالي وتمزيقها شرّ ممزق، لتطول أخيراً "حراك عدن"، الذي شن هجوماً شرساً على بقية تكوينات الحراك، معلناً البراءة منها، وسحب اعترافه بها، وعدم الاعتراف بما يسمى "مبدأ التصالح والتسامح"، مندداً بتكوينات الحراك الأخرى التي تتخذ من عدن التي تحاول الالتفاف على عدن وأبنائها، وفرض أجندات ووصايات خاصة لا تمت بأية صلة للقضية الجنوبية.

كما اتهمت قيادة حراك عدن- في بيان أصدره رئيسه الدكتور فاروق حمزة، وتلقت شبكة اخبار الجنوب نسخة منه- مكونات الحراك الجنوبي بعدم المصداقية وغياب الشفافية، واتهمت من وصفتهم بـ"المتسلقين على ظهر القضية الجنوبية" بمحاولاتها المستمرة "البائسة والفاشلة لغرض شق صف قيادة الحراك السلمي في عدن من أجل محاولة إضعافها وإفشال نشاطها"، وكذلك "إستخدام إسم عدن وبعض من أبنائها كديكور ليس إلا، وليكونوا مجرد واجهة أمام الرأي العام المحلي والعربي والإقليمي والدولي في غرض تمرير أجندات خاصة".

وأشارت إلى قيام القيادات العليا للحراك بحجب أي دعم أو تمويل عن حراك عدن، واستخدام وسائل الاعلام للتواصل مع اشخاص لا يمثلون عدن وأبنائها، بقصد إيهام الرأي العام العربي والإقليمي والدولي، مؤكدة "إن هناك من يتوهم بإعادتنا إلى مربع 1967م والذي سبق وأن رفضه شعبنا جملة وتفصيلا".

وقال الدكتور حمزة ان البيان الذي أصدره هو: "فقط لوضح بعض الأمور، ونعيد ونكرر ذلك، في البعض من الأمور ليس إلا، والتي تجعلنا ننظر بجدية، لعملية تعليق وسحب إعترافنا، بل وعدم التعامل، لمن يسئ لنا ولنفسه، علماً بأن عدن لم ولن تسمح بعد بالتمادي بأكثر من ذلك".

أما الأسباب التي دفعته لاصدار البيان، فنورد فيما يلي نصها:
1-    أنه إلى حد الآن لم يقدم الإعتذار الواضح والصريح لعدن وأبنائها على ماقد مورس بحقهم من إذلال وظلم وتعسف وقهر وإستحواذ وتهجير منذ 1967م.

2-    مبد التصالح والتسامح لم يشمل عدن وأبنائها إطلاقاً والإعتراف بالأخطاء والسلبيات التي مورست على عدن وأبنائها.

3-    برغم من أننا قد مدينا أيدينا بكل صدق وأمانة وإخلاص لكافة مكونات الحراك السلمي الجنوبي إيماناً منا بعدالة قضيتنا القضية الجنوبية، إلا أنه ولسؤ الحظ لا زلنا نشعر وبما لايدع مجالاً للشك وحتى اللحظة بأن هناك عدم مصداقية وغياب الشفافية من أولئك النفر إن لم نقل والبعض، في محاولة الإلتفاف على عدن وأبنائها.

4-    إستخدام إسم عدن وبعض من أبنائها كديكور ليس إلا، وليكونوا مجرد واجهة أمام الرأي العام المحلي والعربي والإقليمي والدولي في غرض تمرير أجندات خاصة لا تمت بأية صلة للقضية الجنوبية الكبرى والعادلة.

5-    التعتيم والحجب الإعلامي المستقصد والمتعمد لغرض في نفس يعقوب، على الأخبار والنشاطات والفعاليات والبيانات والبلاغات والمقالات واللقاءآت والمقابلات التي تجري في عدن، بل وتخص عدن وأبنائها مع القنوات الفضائية والصحف المحلية والعربية والدولية، كذا ولمختلف وسائل الإعلام العربية والدولية.

6-    التلاعب والتنسيق من وراء الكواليس مع البعض من الإمتدادات الريفية في عدن، وتجاهل قيادة الحراك السلمي في عدن، في محاولة للإلتفاف على عدن وأبنائها لغرض فرض الوصاية على عدن بالرغم من حبنا وإحترامنا لهم وإعتبارنا لهم بأنهم جزاءاً منا.

7-    المحاولات المستمرة البائسة والفاشلة لغرض شق صف قيادة الحراك السلمي في عدن من أجل محاولة إضعافها وإفشال نشاطها، من قبل بعض المتسلقين على ظهر القضية الجنوبية.

8-    عدم تواصل قيادة الخارج مع قيادة عدن في الداخل إطلاقاً، أو مجرد التنسيق والدعم، في الوقت الذي يتم التواصل المستمر والدعم المادي والمعنوي الكامل لمناطق أخرى في الجنوب، رغم إدعائها بأن عدن هي عاصمة الجنوب!!!!

9-    تواصل وسائل الإعلام الجنوبية المسموعة والمقرؤة والمرئية مع أشخاص لا يمثلون عدن ولا أبنائها، من أجل إيهام الرأي العام العربي والإقليمي والدولي، بأن هؤلاء هم من يمثل عدن وأبنائها.

10     حجب أي دعم مادي ومعنوي أو أي تنسيق أو تشاور مع قيادة عدن، بهدف إبهات دور عدن وأبنائها.

11-   تأكد لنا من خلال مالمسناه ورأيناه وعانيناه من ممارسات إن هناك من يتوهم بإعادتنا إلى مربع 1967م والذي سبق وأن رفضه شعبنا جملة وتفصيلا.

واختتم بالقول: "هذه بعض الأسباب ليس إلا، وليست كلها التي بها ومن أجلها أرتأينا تجميد علاقاتنا وسحب إعترافنا مع كل من يحاول الإلتفاف على عدن وأبنائها، من قيادات عامة أكانت بالداخل أم والخارج، ومع كل من يحاول فرض أجندات ووصايات خاصة بشأنه لاتمت بأية صلة لقضيتنا الجنوبية".

وكان الدكتور فاروق حمزة- رئيس حراك عدن- أكد في مطلع بيانه السياسي: "إن عدن تعلن للهلا والملا، بأنها ستجمد علاقاتها، بل وستسحب إعترافها، مع كل من يتطاول عليها أو على أبنائها، أو يحاول فرض هيمنته أوصايته، أو الإلتفاف عليها، أو التحايل، بغرض وهم فرض أجندته الخاصة، والذي ندركها حقاً بأنها بعيدة كل البعد عن أهداف ومبادئ وقيم قضيتنا الجنوبية العادلة، علماً بأننا سنعمل جاهدين على مد أيدينا، والتعاون والتنسيق مع كل من يؤمن بهذه القيم الخلاقة لقضيتنا الجنوبية، ألا وهي القضية الجنوبية الكبرى، قضية وطننا الجنوبي العربي العظيم، وقضية الهوية والثروة والأرض والتاريخ".