ليس لأن تعز خاصرة اليمن الطبيعية، وقلب اليمن النابض، ليس لأنها ضماد جروح الماضي للقادمين من مدن التعب تمسح عن عيونهم غبار السفر وعناء الارتحال، تعز الوحدوية لم تنحز إلا للخيارات الوحدوية التي تنتصر للثوابت الوطنية، وما كانت ذات يوم - رغم أنها مثلت في فترات تاريخية، درة العقد الفريد - منطقة معادية أو عصا يمسكها البعض من المنتصف، بل كانت على الطرف النقيض ضد المشاريع الصغيرة والأوهام المفلسة، والذين يراهنون على أن تكون تعز ملاذاً آمناً للتائهين في دفة التنظير واهمون بعودة عجلة التاريخ إلى الوراء واحتضانها اليوم احتفالات الوطن المجيد بالذكرى العشرين لقيام الجمهورية اليمنية هذا العام دليل دامغ على حضور هذه المحافظة في ذاكرة الوفاء والعرفان لسفر خالد من أسفار النضال الوطني.

تعز الوحدوية تبتسم لكل الذين تكتنفهم بين حناياها لكن هذا الابتسامة لا تشكل مشروع ارتهان للماضي الشمولي أو أذنابه ودعاته ومن يسيرون على شاكلتهم. تعز اليوم تفاخر بأنها محطة أمان يتكئ عليها كل وحدوي ينتصر ليمن واحد وعلم واحد وصباح واحد يشرق من بين آمالنا وتطلعاتنا وأحلامنا الصغيرة، ولا شيء بمقدوره أن يجبرها إلى رصيد إضافي لحراك مأزوم ونهار معتم.

في الثاني والعشرين من مايو هذا العام ستقدم محافظة تعز صورتها الجديدة وثوبها القشيب كعنوان متفرد لنموذج كبر في عشرين عاماً واتسعت آفاقه وحدوده التنموية حتى غطت كل تخوم القلب، ستقدم تعز أنموذج المدينة التي انتصرت للوحدة وكانت مخزناً لتزويد الثورة السبتمبرية والأكتوبرية بالدماء التي ضختها في شرايين اليمن الثوري الخارج من أقبية الكهنوت وسجون الاستعمار.

تعز الجديدة ستقدم رسالة السلام التي ارتضته لنفسها ولأبنائها على كثرتهم وتعدد أهوائهم ومشاربهم الثقافية وسيكون عيداً فرائحياً بحجم الحلم الذي نبت صغيراً وكبر يوماً تلو آخر في مسارات الضوء والتألق، حتى غدا مشاريع عملاقة نتباهى بها ونقدمها لأجيال الوحدة المباركة، وهم يشهدون عصراً جديداً من التحولات والنهوض الحضاري المذهل والمواكب لحركة البناء والتنمية والإعمار.

دعونا نقدم للناس هذا الفعل الوحدوي ليدرك القادمون في نهارات الوحدة ماذا تعني لهم تعز الوحدوية في زمن الرئيس القائد علي عبدالله صالح ويدركوا فروق التطور في الوقت الذي ترتخي كل الخيارات العقيمة والكئيبة والمغلوبة على حراكها وتبقى تعز الوحدوية فعل الارتقاء الوحدوي والنموذج الأفضل.

* مدير عام إذاعة تعز