يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - لقطة بعد المسرحية

الإثنين, 19-أبريل-2010
شبكة اخبار الجنوب - صنعاء -

توّج اتحاد شباب اليمن مساء أمس الأحد خشبة مسرح المركز الثقافي بصنعاء بعمل مسرحي فريد تحت عنوان (كرامة في ورطة)، احتشد لمشاهدته أكثر من 3000 مشاهد، بينهم ما يناهز الألف امرأة وطفل، فيما تصدر الصف الأول وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي، ووزير السياحة الأستاذ نبيل الفقيه، ورئيس ملتقى الرقي والتقدم الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح، ومدير شركة "يمن موبايل" الأستاذ صادق مصالح، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية وقادة منظمات المجتمع المدني.


 (كرامة في ورطة)، التي سبق صيتها يوم عرضها، سجلت رقماً قياسياً في أعداد المشاهدين لعرضها الافتتاحي، فقد تناولت فتنة التمرد الحوثية في صعدة بجرأة متناهية، واستعرضت بأسلوب فنتازي حيثيات الحدث، بكل ما رافقه من دجل، ووحشية، وتآمر على اليمن.. ففجرت لهيب حماس المشاهدين الذين أغرقوا الصالة بالتصفيق للأداء الرائع، ولكل موقف ترجمه الممثلون مع الوطن.. وما كاد المشهد الأخير منها يختتم بالنشيد الوطني فإذا بآلاف المشاهدين تنتصب وقوفاً وتردد النشيد بصوت واحد اهتزت له الأبدان..!


 الحفل الافتتاحي المهيب للمسرحية، استهله الأستاذ معمر الارياني- وكيل أول وزارة الشباب والرياضة، رئيس الاتحاد العام لشباب اليمن- بكلمة مقتضبة، قال فيها: "أن الشباب من فئات المجتمع الأكثر تأثرا وتضررا بالظواهر السلبية التي تصيب المجتمع، مما يعزز أهمية أن يتلقى الشباب جرعات توعوية حول تلك الظواهر ومخاطرها التي تؤثر عليهم وعلى الوطن، ولهذا وضع الاتحاد قضية توعية الشباب على قائمة اهتمامه خلال الفترة الماضية  والعمل على تنفيذ برامج توعوية تستهدفهم لتحصينهم ضد الأفكار الهدامة والتطرف بكافة أشكاله، وكذلك غرس المفاهيم الوطنية وتعميق وتعزيز الولاء الوطني في نفوسهم".


 وتابع: "إن العبقرية ليس لها أدنى قيمة عندما نناقش الإبداع.. هكذا قال الفلاسفة، ونحن في الاتحاد ندرك جيدا معنى هذه العبارة، لذا فقد أولينا خلال الفترة الماضية المبدعين والموهوبين عناية خاصة من خلال دعمهم ورعايتهم وإبرازهم في الفعاليات والأنشطة المختلفة. ومن هنا ارتأينا أن نحقق الهدفين معا وهما توعية الشباب بمثل هذه المخاطر وأيضا رعاية إبداعاتهم ومواهبهم".


 وأعرب الارياني- الذي أشرف على إعداد المسرحية- عن شكر الاتحاد للأخوة المسئولين، والجمهور، ولكل من أعد وأسهم في إخراج هذه مسرحية "كرامة في ورطة" إلى حيز الوجود.


 كما ألقى معالي وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي كلمة أعرب في مطلعها عن سعادته بعلاقة التعاون والتكامل بين وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة، مؤكدا ثقته بأن التكامل بين الوزارات القطاعية مثل التربية والتعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام سوف يؤدي الى تنمية القدرات البشرية للمجتمع اليمني التي هي الرأسمال الحقيقي لأي مجتمع.


 وقال: "أن المسرح هو أهم المؤسسات التي ترفد الثقافة الوطنية بكثير من القيم الأساسية الحديثة التي يراد أن تكون جزء من نسيجه الثقافي. وعلى الرغم من أن المسرح هو مصدر للترفيه والإلهام فهو أيضا القادر على صهر مختلف الثقافات المحلية في بوتقة واحدة، وهو احد أهم أدوات التعلم والمعرفة ومحفز رئيس لملكة التفكير والتأمل".


 وأشار الى: "أن المسرح هو واحد من الفنون العالمية الراقية الذي يقوم بدور حيوي وفاعل في تعزيز القيم الإنسانية العالية، فهو يسلط الأضواء على مواطن القوة ومكامن الضعف وسبر أغوار النفس البشرية وكينوناتها بهدف الرفع من شانها وإعلائها".


 وأكد الدكتور المفلحي: أن "المسرح اليمني على الرغم من العثرات التي تعترضه جراء شحة الموارد الناجمة عن عدم وجود جمهور مسرحي متعطش لهذا النوع من الفنون فإننا نستطيع القول بأننا بدأنا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح من خلال ما نطلق عليه مسرح الأربعاء الذي نعرض فيه مسرحية كل أربعاء. ومن خلال استمرار هذا التوجه بدأنا نوسع من جمهور المسرح من حيث الكم والنوع".


 وأشاد بعلاقات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة التي أثمرت عن تعاون مسرحي مشترك مع فرنسا والولايات المتحدة، وقال: "لقد ساعدتنا فرنسا بإيفاد احد المخرجين الفرنسيين من أصل عربي ليقوم بمهمة التدريب وإخراج مسرحي مشترك. أما الولايات المتحدة فهناك تعاون مثمر بدأ معها في محافظة الحديدة لتطوير المسرح التفاعلي مع المشاهدين، وهي تجربة حديثة تهدف الى أن يتعرف الجمهور على مشاكله ويحاول إيجاد الحلول لها بعيدا عن أسلوب التلقين والإملاء".


 مسرحية (كرامة في ورطة) التي دشنها اتحاد شباب اليمن تحت شعار (اليمن أولاً)، وشارك في أدائها شباب من مختلف محافظات الجمهورية، تناولت أفكار وقيم وممارسات عناصر التمرد الحوثي من خلال مواقف درامية مثلتها الشخصيات التي لعبت دور "المقاتلين" من أنصار الحوثي، الذين أظهرتهم المسرحية وهم يتعاطون الحبوب المخدرة تارة، وتارة أخرى يمنعون زواج فتاة بفتوى ليزوجوها لأحد المقاتلين الحوثيين، وتارة ثالثة يخطفون فتاة غصباً عن أهلها.


 كما تقدم المسرحية شخصية "زعيم التمرد الحوثي" وهو يتخذ القرار برفع شعار (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل)، ثم قتله لمعلم من أبين رفض تدريس ملازمه، والترويج لأفكاره.. لتظهر لاحقاً شخصية (كرامة) الرجل القبيلي الذي قدم صعدة لزيارة أخته (صفية)، والذي يعترض طريقه أحد المسلحين من أتباع "الحوثي"، ويدور بينهما جدل ينتهي باقتياده إلى وكر زعيم التمرد.


 ورغم أن "كرامة" يظهر كشخصية بسيطة، مفعمة بروح الدعابة، إلاّ أن زعيم التمرد لم يفلح في إقناعه بالانضمام إلى صفوف التمرد لمحاربة الدولة باسم محاربة إسرائيل.. فقد كان رد "كرامة" مترجماً لقوة انتمائه لليمن، ورفض تخريب وطنه، وهو ما فجر غضب زعيم التمرد فأمر بزجه الحبس..


 المسرحية تقترب من النهاية بمشهد دخول القوات الحكومية، وهروب زعيم التمرد ومرافقه متنكرين بالثياب التي كان يحملها "كرامة" هدية لأخته.. لكن المسرحية تختتم بمشهد رائع لـ"كرامة" وهو يهدي ابنه بندقية قديمة كان لها تأريخ مع "كرامة"، فهي التي حملها يوم 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، وحصار السبعين، ودافع بها عن الوطن أيام أحداث التخريب.. ومنها أطلق رصاصة الاحتفال بالوحدة، ثم دافع بها على الوحدة في حرب الانفصال 1994م، وها هو يسلمها لابنه ليدافع بها الآن عن وطنه ممن يتربصون به شراً..!


 وبهذه العبارات يظهر العلم اليمني الكبير، وشعار "اليمن أولاً"، وعروس حسناء يلتف حولها كل الشخوص الذين صعدوا خشبة المسرح وقلوبهم رهن حب اليمن..


 ومن شدة الحماس الذي أججته المسرحية في أوساط الجمهور، فقد اعتلى الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح خشبة المسرح، وعانق الشباب فرداً، فرداً تحية لهم على الأداء الرائع، الذي – بلا شك- كان الأشد إيلاماً لدعاة الفتنة، ليس فقط بتعرية حقائقهم، بل بالاصطفاف الوطني الرائع والحماس المنقطع النظير الذي ترجمه الجمهور.. فلم يسبق لمسرحية يمنية أن احتشد لافتتاحها أكثر من ثلاثة آلاف مشاهد..!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)